مدخل: ومثلما أ(ن قرب الدار خير من البعد) ، فإن القرب من البشير يحمل الخير للمقترب ، لدرجة أن من يقترب من البشير يجد نفسه -ان أراد -من صناع القرار ، . . . ولا يفرق أن يكون قربك هذا من كونك وزيرا أو مساعدا او سكرتيرا أو خرسا شخصيا أو من الأقارب أو حتى من حاشية السيدة الأولى »» درجة قربك ماديا و معنويا من قلب الرئيس و مقدرتك على التواصل معه هي التي تصنع الفرق. الشيء المهم الذي ينبغي أن تعزز به قراراتك الرئاسية هو حمايتك لها من بقية المقربين . »» الوزير المندغم حسن اسماعيل نقل شهادة أحد الكبار عن البشير -اغلب الظن أنه سيد مبارك (مبارك الفاضل) ، حيث وصفه بأنه (زي الشاكوش المختوت في الطربيزة البيشيلو اول بطق بيهو اخوهو). »» عندما روى الطيب مصطفى شهادته على عصر المفاصلة ذكر كيف أنه اقتحم خلوة البشير رغم انف الحراس الغلاظ الشداد ليجد غازي صلاح الدين في حالة انفراد بالبشير ليطق به رأس الترابي بتشجيعه على القرارات الفاصلة ، فحذره الطيب مصطفى من أن يلعب بالنار ، ثم انطلق إلى مقر الكبانية بالمنشية ليحذر الترابي مما يفعله غازي براس البشير، و هنا تحديدا كانت (دقسة) الطيب مصطفى، فلو أنه صبر حتى يخرج غازي من مجلس ابن اخته (الاضينة) ثم أدلى ب (حنكه) للبشير لنجح في محو كل ما قاله غازي ، فمما جاء في وصف عمر البشير حسب شهادة من جربوه و خبروه قول أحدهم أن (البشير زي السبورة اي زول ممكن يجي يكتب فيها العايزو بعد أن يمحو ما كتبه من سبقه). »» عبدالرحيم محمد حسين خبر ذلك بحكم التجربة فلازم البشير (زي خله الوفي)، فبدوا للجميع (زي اعز اتنين حبايب .. ما بيغيبوا عن بعض ابدا.... ابدا) لدرجة أن النكتة المتطرفة تخبرنا كيف أن البشير أثناء استحمامه سقطت عنه الصابونة فالتقطتها يد اللمبي قبل أن تصل الارض.. ( شعرت أنني مثل عبدالعزيز البطل في هذه اللحظة الحرجة وانا اذكر هذه النكتة ). حسنا، هناك نكتة أخرى تقول إن أحد كساري التلج قد بشر البشير بالجنة حسب رؤيا صالحة يزعم أنه رءاها .. فقال المشير : وعبدالرحيم دة شفتو معاي؟. قال لا قال ود هدية: معناتا دة ما انا. »» و كما أسلفت فإن درجة القرب هي التي تحدد درجة التاثير، و الاحتكار يعني ضمان سريان التاثير، لذا فإن اللمبي - والعهدة على الاقارب- كان يستلم المشير من النباه الاولاني ولا يتركه الا بعد التأكد أن المشير قد شرب اللبن و بال و اتشطف و رقد نام . (حسب وصف احد اقارب المشير ممن انعم الله عليهم بالسختة). »» عقيد معاش من زملاء البشير في مناطق الحرب في شهادته عليه اقر أن البشير كان بعيدا عن سلوكيات ضباط ذلك الزمان من خمر و نساء و حتى التدخين، بيد أنه يتذكر كيف أن البشير عندما جاءهم منقولا وأقاموا له حفلا ليليا على شرفه حوى كل الموبقات التي لم ينغمس فيها البشير، ولكن عندما انقطع مخزونهم الاستراتيجي من عصير البلح -و الليل لما يزل طفل يحبو- بادر المشير بالاقتراح عليهم أن يأخذوا مفتاح عربته و يرسلوا واردهم لاحضار الشربة. الشاهد في الأمر أن البشير يجامل أحبابه بكل ما يستطيع ما داموا يحتفون به . »» الوكيل عريف صحفي ركن محجوب فضل بدري استطاع تسلق الجدران الملساء فأصبح من ذوي حظوة المشير بجعله سكرتيرا صحفيا له، فتمادى هذا المحجوب الفضل البدري في توهم القرب (الشدييييد) من المشير لدرجة الحلول، بمعنى أن محجوب قد حل في عقل وقلب البشير عندما ارسلت إحدى الصحف اليومية اسئلتها لحوار تعتزم إجراءه مع البشير ، فقام محجوب بالرد على الأسئلة بنفسه ليتفاجا المشير صباح اليوم التالي بلقاء طويل وعريض نشرته إحدى الصحف وهو لم يلتق بها ، وعندما نادى سكرتيره ليريه ما حدث اعترف له الاخير أنه من أجاب على أسئلة الحوار نيابة عنه تقديرا منه لمشغولية للمشير، هذه الحادثة تسببت في إبعاد محجوب فقط، لكن بلا عقاب. . . »» ففهمناها طه عثمان »»طه عثمان الذي حل محل عبدالرحيم محمد حسين خلا وفيا ونديما اوحدا و ظلا للمشير أحاط بالبشير إحاطة السوار بالمعصم للدرجة التي أثارت سخط اقرب الأقربين من زوجات و نساء، وتناقلت مجالس الرئاسة نبأ الجدار العازل الذي أقامه طه بين المشير و نائبه الاول، ففي ذات مرة من المرائر يمم موكب النائب الأول وجهه شطر كوبر لأداء واجب العزاء للمشير في وفاة أحد خيلانه، وفي صيوان العزاء رن هاتف طه فاستمع لمحدثه ثم قال (قطع الكبري؟) .. فاغلق الهاتف و أشار للمشير مذكرا إياه بالموعد الهام الذي ينبغي أن يتوجه إليه فورا فخرج موكب الرئيس من طريق و دخل موكب نائبه الاول من طريق آخر. »» و إمعانا في عزل المشير عن كل تأثير اسرف طه في ترتيب السفريات الخارجية له بصورة لافتة حتى أن كابتن الطائرة الرئاسية عندما هبط بها عائدا من إحدى الرحلات اخرج رأسه من الشباك مناديا طه ليسأله :اطفي المحركات وللا اخليها مدورة نطلع طوالي؟ [مجرد نكتة]. بعد جهد جهيد أفلح الكيزان في الفصل بين طه والبشير . »» حاتم حسن بخيت إضافة لكونه مديرا لمكتب الرئيس خلفا لطه فهو قريبه من جهة الحاجة هدية التي تلتقي مع والد حاتم في جدته . فعلم حاتم أن وظيفة مدير مكتب البشير تعني أنه في موقع متخذ قرار decision maker وليس فقط رئيس موظفين، »» عند سماعه لنقد عصام احمد البشير لسياسة الملك البشير تجاه أموال التجار قام من فوره بإجراء اللازم تجاه عزل عصام من موقعه رئيسا لمجلس الإفتاء واستبدله بعبدالرحيم علي. و يعمل حاتم بفعالية ضمن افراد الحلقة الضيقة المتنفذة في صفقات النفط والقمح و امور بنك السودان جنبا إلى جنب مع العباس و حازم وبت من ضو وآخرين أحدهم مؤتمر شعبي . . . »» خلاصة القول اذا استطعنا معرفة الملتصقين بالبشير حاليا و واتجاهاتهم ومدى تأثير كل منهم عليه فسنستطيع التنبوء بالإتجاه الذي ستنطلق إليه كرة التنس التي تحمل رتبة مشير و تتجه حيث يوجهها من يمسك المضرب . شرطها الوحيد أن تستمرر المباراة بدون صافرة نهاية. . . خروج
على أن قرب الدار ليس بنافع .. اذا كان من تهواه ليس بذي عهد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست