الوفاق السبت 11/11/2017م السنة العشرون العدد 6705 الصفحة الأولى الافتتاحية العالم يتغير
نحن أمام دورة جديدة من دورات التاريخ، على الأقل فى تاريخنا الإسلامي والعربي، لا يشك فى ذلك إلا من لا يقرأ ولا يشاهد ولا يسمع.
من كان يظن ان المذهب السلفي يتم الآن محاربته بغرض القضاء عليه داخل الدولة التى قامت على أكتافه، وصنعت مكانتها الدينية من التحالف معه؟ وبنت مجدها الدنيوي على فرضية أنه من بركات التزامها بالشريعة الإسلامية على اجتهادات هذا المذهب؟ ومن كان يصدق أن مسلمات هذا المذهب هى عرضة الآن للمراجعة والتعديل ثم الإلغاء على الأرجح؟
من كان يصدق أن الحركة الإسلامية التى تحكم السودان لما يقارب ثلث قرن كأطول فترة حكم وطني بعد الاستقلال تكتب الصحف أنها ستعقد مؤتمرها العام لتقرر فيه مصيرها، هل تذوب فى المؤتمر الوطني وتحل أجهزتها وتقتل خلاياها الحية، أم تأتلف مع كيان آخر، أم ماذا ستفعل، وكلها أسئلة وجودية؟.
هل كان بوسع أحد أن يتصور ذهنياً أن اليمن يمكن ان يخضع لسيطرة الشيعة، وتتمخض وحدته عن مجاعة وكوليرا، وتشريد ولجوء ونزوح إلى دول الجوار، وحكومتين وعدة جيوش فى بلد كان يوصف بالسعادة؟.
من كان يظن ان دولة قطر يمكن ان تكون عرضة للاجتياح فى أي لحظة من اللحظات، ليتكرر سيناريو غزو الكويت ولكن من زاوية أخرى، وبوجوه جديدة ولكن تحمل نفس السلاح القديم؟.
لو قيل لأحد أن العراق الذي قاتل حكومة الملالي فى طهران سنوات عديدة، وحظي بدعم عربي وخليجي كبير ضد نظام ولاية الفقيه الحاكم فى إيران، ثم هو اليوم يحكم ويدار بالكامل عبر المرجعيات الشيعية فى قم ومشهد والنجف الاشرف، ويحمي ارضه وترابه المليشيات التي تتشكل فى كربلاء والكاظمية ومدينة الصدر على يد أصحاب العمائم البيضاء والسوداء.. هل كان يصدق ذلك؟
لو قيل لمواطن فى العالم العربي أن دولة كبرى فى هذا الوطن يمكن لدولة صغيرة ولكنها غنية أن تحدث فيها تغييراً سياسياً يبدل وجه الحياة ويصادر رغبة شعبها، ويشكل سياستها الخارجية تماما.. أما كان سيتهم محادثه بالجنون؟.
لو قيل للمؤتمرين فى الخرطوم العام 1967 أنه سيأتي بعد خمسين عاماً أي العام 2017 وفى ذات الخرطوم من يقلب اللاءات الثلاث (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل) إلى (نعم للصلح والتفاوض والاعتراف) بإسرائيل... لو قيل لهم ذلك لنسبوا القائل إلى كوكب المريخ لا كوكب الأرض.
إنها دورة جديدة من عمر الزمان، حتى نحسن استقبالها دعونا نضع مسلماتنا البشرية جانبا
11-13-2017, 04:50 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48791
ليس أدل على أن جماعة الهوس الديني قد وصلوا إلى الطريق المسدود من موقف حكم آل سعود منهم. صحيح أن آل سعود غرضهم الحفاظ على عرشهم ولكن مجرد هذا الموقف هو تجفيف لمنابع جماعات الهوس وفي ذلك خير كثير للإنسانية ومستقبلها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة