السودان : حالة من الجنون الجماعي (collective psychosis )
لتوفيق الحكيم مسرحية من فاصل واحد إسمها ( نهر الجنون ) تعرض حال بلدة أصاب الجنون كل أهلها من شرب منهم من نهرها ومن لم يشرب منه .أصاب الجنون: الملك والملكة والكاهن ورأس الأطباء . والغريب في الأمر أن كل فرد يعتقد أنه السوي الوحيد، وغيره مجنون . وهذه حالتنا الآن بالسودان حكاما ومحكومين ..المسألة تجاوزت السياسة ودخلت في ( اللحم الحي ) الناظر للحالة السودانية (من داخل أو خارج الصندق ) ومن كل الزوايا لا يرى سوى مجتمع إجتاحته الأمراض النفسية بكل أنواعها وسيطرت عليه الهذاءات . منهم من يرى أنه أعظمهم فيصاب ب (المغالومانيا) وهي وسواس العظمة وهذه حالة كل المسؤولين. ومنهم من يرى أنه أحقرهم فيصاب بشك دائم في نوايا الآخرين نحوه . هذه الحالة عمت الجميع حكاما ومحكومين . كل يخشى الآخر. و بالمناسبة كل الإضطرابات النفسية تنشأ من الخوف والإرتياب والإشاعات . كل الحكام صغار و كباراً لا تخلو لياليهم من الهلوسة . بعضهم تطورت حالته وأنزوى وبعضهم ( واقع شتيمة ) في الشعب (كان عندكم قميصين وما كنتو بتستحموا بالصابون وما كنتو بتشربو الشاي بالسكر ....الخ ) والشعب (المشتوم ) المجنون الآخر يتلقى الشتائم بكل إنكسار وود. ( تخيلوا أي مجنون صادفتموه .. أليس ذلك سلوكه ؟؟ ) والمجنون كما عرفه النيسابوري في كتابه ( عقلاء المجانين ) هو من يسب و يشتم ويرمي ويخرق الثوب ويخرج عن ما إعتاد عليه الناس أسقطوا هذا فقط على المسؤولين ؟؟ هنالك مسؤول سوي يحرض على القتل ( أمسح أكنس ما تجيبو حي ) ونائب الرئيس يقول وعلى الملأ (شوت تو كل ) .. تخيلوا أيضا واليا يصرح بأن ( الدراجات البخارية مخطط صهيوني ) والبرلمان يطرح وبشدة قانون الرفق بالحيوان ومنحه حرية التعبير عن سلوكه الحيواني . ورئيس البرلمان يحرم على من يسئون للسودان الدفن في أرض السودان الطاهرة . نائب الرئيس يتحدى إسرائيل بالسواطير و الدبلوماسية تتغزل في النساء وطائفة منها تمكن منها المرض النفسي ومارست التحرش الجنسي دوليا ومحليا و... الأمثلة على قفا من يشيل . أليس من الواجب الحجر على هؤلاء وحبسهم للعلاج . حكومة تحتفل بإفتتاح ( مزيرة ) وإفتتاح لافتة مرور أليس مكانها مصحات العلاج النفسي !!! حالة الرئيس الآن، وجميع رؤساء العالم يجتمعون في نيويورك، وهو الوحيد المستبعد! ألا يجعله ذلك يحس بالعزلة والدونية والإضطهاد ويقوده هذا إن لم يكن قد قاده قبل عشرات السنين الى الجنون !! بالأرقام الرسمية نحن نحتل المرتبة الأولى عربيا في تردي الحالة النفسية .37% من تلاميذ المدارس يعانون من الإضطرابات . وزير الصحة مامون حميدة ( كبير المجانين ) صرح بأن 30% من التعداد السكان مرضي نفسيون . في إحصاء آخر لم تصدمنا حقيقة أن 22 مليون سوداني مصاب بالإكتئاب . بروفيسور بلدو، ضيف القنوات الدائم، وعالم النفس الوحيد يصرح بأن 80% من ساستنا مصابون بالبارنويا و60% من المواطنين مجانين . إحصائية أخرى مخيفة تثبت أن 67% من سكان العاصمة يتجولون ومعهم سلاح أبيض !! للتأكد من صحة هذه الأرقام يكفي فقط أن تتجول على الفضائيات السودانية وستكتشف الجنون بكل أنواعه . تكاثر في القنوات وزيادات مهولة في أعداد المغنيين والمغنيات والمادحين والمادحات والمحللين السياسيين والمحللات . حالات من الجنون تعتري الجميع . ظواهر ( التبييض ) المنتشرة بين النساء والرجال أليست هي واحدة من حالات (نكران الذات ) وهو مرض نفسي . الشعب كله والحكومة كلها أصبحوا مولعين بالغناء ( في أواخر السبعينات كان هنالك شخص يسكن في جامعة الخرطوم مأزوم نفسيا إشتهر بالغناء ) ...الرئيس يزور مريضا وتنطلق الحناجر بالغناء ويشاركهم هزا بالعصى وبأعضاء طبيعية أخرى .. ويعاود آخر ويمتلئ المكان بالحديث عن مغامرات الرئيس وبطولاته في السوق الأسود ويمتلئ المكان قهقهة . شعب مجنون .. تشغل أيامه ولياليه ندى راستا وفاطمة الصادق والكاردينال والبندول والمحترفين الأجانب ...وبمناسبة الكاردينال ,, شاهدته قبل أيام على التلفزيون يرتدي بدلة وكرافتة وبرنيطة وشال على كتفه ... المجنون دا كيف أصلو ؟؟؟؟ الشارع أيضا فقد كل علامات التعقل وتكفي فقط نظرة للمكتوب على الحافلات والركشات . مشاهد على سبيل المثال ,, واحد كاتب في الركشة ( الليلة وراسم ديك ) واحد يعبر عن خيبة أحلامه وكاتب ( ياريت لو قريت ) ..وآخر يسرف في التمني ويكتب على الركشة ( بكرة تكبري وتبقي برادو ) وواحد محبط أو مشوكش كاتب ( كل ما تربي كتكوت يكبر ويفوت ) .. وقد يكون أكثرهم جنونا ذلك الذي كتب ( قصتي مع نانسي عجرم كانت غلطة ) ... وبعيدا عن الحافلات والركشات ولترى الجنون كما هو معرف أنظر للافتات المحلات أول شي يصدمك مباشرة محل تصليح أحذية تتقدمه لافته كبيرة مكتوب فيها ( أخصائي أمراض الأحذية )... جهة حكومية مهمة تمكن منها الجنون ولا أقول الجهل فتكتب في واجهة مبناها ( الهيئة القومية للمصطحات المائية ) . يعني كل الهيئة وكل من يعمل بها وكل من (يجيبو الشارع ) كلهم مجانين . منهم من يدخل ويخرج فاقدا للوعي ومنهم ( ينظر ولا يبصر ) ومنهم من لا يبالي وكل هذه حالات مرضية تستدعي التدخل . الجلابية السودانية ( بعيدا عن جلاليب راشد دياب وعلى مهدي ) وبالمناسبة زمان وليس زمانا بعيدا من يلبس المرقع والمشكل والملون هو مجنون . المهم حتى الجلابية السودانية أصابها الجنون وإختفت ( البيضة المكوية ) وحلت محلها المطرزات .. وأعتقد ما في داعي أذكر بماذا كان يوصف لابس المطرز من الرجال . هنالك سياسي من سياسي الغفلة له موقع في أحزاب الوحدة الوطنية له شالات تنافس الطرح النسائية تلوينا وزركشة . هل هذا ينتمي الى فئة العقلاء ؟؟ بإختصار زمان المجنون هو الذي يعيش بالكوشة والآن كلنا في كوشة كبيرة ..يعني بإزدياد عدد المجانين إزدادت مساحة الكوشة القضية كبيرة يا أخوان وإن لم نتدراك السودان ستحول كله الى مصحة تعج بالمجانين معالجين (بكسراللام) ومعالجين (بفتحها).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة