|
|
|
 Re: الثور الاسود ... !! (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
بعد وصول العاتى الى راكوبة عمر الحداد ولج اليها مباشرة دون ان ينظر ما حولها و جلس العاتى في مواجهة عمر الحداد دون ان ينطق لعمر الحداد بكلمة غير مجرد السلام
و بالمقابل لم يرد عمر السلام و لكن اشار اليه بطرف ان يجلس قبالته فجلس اليه و لم يدير راسه الى الخلف ليطمئن ليجلس خاصة ان تلك الجهة قد يأتي من قبالتها البر او الفاجر
و لم تمضى برهة على جلسته حتى ما لاحظ العاتى ان الحداد ينظر بين الفينة و الاخرى نظرة غير تلك التي يعرفها عنه و هو صامت من به خبل
و انتابه احساس كأنما ان الحداد يرسل اليه رسالة تحذيرية مبطنة فتسمر العاتى في مكانه و بدأ بدوره في ارسال اشارات استفسارية ان كان هناك خطر محدق بهما قد يأتي من خلفه
فلم يستطيع الحداد الرد عليه غير ان العاتى فهم الا من الا يتكلم و لا يتحرك ..
نواصل ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الثور الاسود ... !! (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
و ظلا جامدين في قبالة بعضهما البعض الى ان سمعا حفيف رياح تحرك فاصدر صوتا بعد ان حرك ببراءة الخيش على سطح الصفيح أعلى الراكوبة فلم يعيرا لذلك اهتماما
بالرغم من ان ذلك ادخل الامل في نفس عمر ان تلك الرياح تساعده في اسعار النار لأنه تعب من تحريك الكير الذى اصابه القد فاصبح الجلد ناشفا ..
لا يزال عمر مشغولا بإشعال النار التي امامه مستخدما "الكير" ينفخ فيه بكلتا يديه و العاتى في مكانه فحرك يده بحذر و خوف بل و يده ترتجف و كل فرائصه تتحرك خوفا
ادخل يده في جيبه و اخرج ببطء ورقة صفراء اللون ملفوفة و واضح فيها أثر الكتابة باللون الاسود فمدها الى الحداد في سرعة البرق و أشار اليه بيده الاخرى ان يضعها في النار حتى تحترق ..
استلم الحداد الورقة و بسرعة البرق ايضا وضعها بين الفحم الذى لم يكد يشتعل فكأنما اتفاق بينهما قد عقد مسبقا على تنفيذ هذا المشهد الدرامي فلم تحترق الورقة الا قليلا ... !!
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الثور الاسود ... !! (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
و فجأة لاحظ العاتى ان عمر الحداد قد تسمر في مكانه و لم يكد أن يحرك بصره و قد جحظت عيناه بل كادت ان تخرج من مكانها مما دفع العاتى ان يطرد الخوف من نفسه
و يلتفت الى الخلف و هو فى جلسته فاذا بثور اسود كبير الحجم يتحرك نحو الراكوبة ببطء و راسه تجاه الارض يكاد يلامسها بأنفيه الواسعتين و هواء التنفس يخرج
منهما يثير غبارا كثيفا حول رأس الثور وصل الثور الى الفتحة قبالة ظهر العاتى و أدخل الثور راسه بهدوء و الفة الى داخل الراكوبة و بدأ النفخ في النار بقوة جبارة
الى ان اشتعلت اشتعالا فتراجع الثور الاسود الى الخلف و اتجه نحو الغابة التي لم تبعد من راكوبة عمر الحداد غير بضع مئات من الامتار ..
و بمغادرة الثور انتهت الثورة و الخوف الذى سيطر على نفسيهما و ظلا فى استغراب و صمت عجيب و لم تمضى ثوان و قد اشتعلت النار الى اخرها و عاد الحداد الى
عمله دون كلمة واحدة يوجهها للعاتى و توجه نحو صندوق حديدي بجانبه و اخرج منه السكين التي صنعها للعاتى و سلمها له و على وجهه علامة تامره بالانصراف دون كلام ..
فغادر العاتى الراكوبة ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الثور الاسود ... !! (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
وصل العاتى الى بيته .. فاذا بالبيت مليان الي اخره بضيوف خليط من الرجال و النساء ليس من بينهم اطفال لم يستغرب وذلك لان بيته على الدوام مفتوح للضيوف غير ان الذى العدد لكبير
امر فيه نظر فتفرس بعناية و دقة متناهية في وجههم فلم يعرف من بينهم غير و احد.. عمر الحداد .. فبدأ بالسلام عليهم جملة ملوحا بيده اليمنى و من بعد ذلك بدأ يصافح الرجال
و النساء على السوا و لم ستثنى واحدا حتى عمرا الذى كان معه .. و قد ملاءه الاستغراب .. كيف لعمر الحداد ان يحضر قبلي الى بيتي و قد تركته في مكان عمله ...
و صافح كل الحضور يده الاخرى بها المدية "السكين" التي احضرها من عمر الحداد و قد لفت بقطعة من قماش لفا محكما حتى لا تؤذيه انتهى من السلام و ذهب الى حظيرة البهائم
و التي هي عبارة عن النص الاخر من بيته ليحضر ما يذبحه اكراما لضيوفه فخرج من البيت ليطلب المساعدة من أحد الجيران و ذبح كبشين و من ثم سلخهما باحتراف
و بسرعة البرق و بمساعدة عدد من الجارات اعدت موائد تملأ العين .. فأكلوا حتى شبعوا من لحم الكبشين المطبوخ منه و غير المطبوخ كعادة أهل القرية يأكلون جزء من لحم الخروف "الكبد"
دون ان يطبخ فقط بإضافة ما يجعله مستساغا و شربوا ماءا باردا من "التيبار" حتى انتهى و بدون طلبوا من العاتى أن يجلس اليهم
و انهم جميعا لا يشربون الشاي و بالتالي فلا ضرورة له و أنهم هم في عجلة من امرهم ..
و بصوت واحد قالوا له "جيناك ان نخطب" نخطب بقرتك "قماعة" الى "جاموس" الثور الاسود ... !!
و لك ان تطلب أي مهر تريده ... !!
فبكى الى ابتلت لحيته ... !!
قماعة ماتت ..!!
فبكى الجميع حتى جأروا بالبكاء ... !!
و فجأة يصمت الجميع ... !!
الثور الاسود واقفا على الباب و دموعه تبلل الارض ..
و فجأة يقع على الارض و لم تستمر انفاسه طويلا فيموت كما ماتت قماعة ... !!
انتهت
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الطيب رحمه قريمان
علي دفع الله
عبدالقادر محمد
أيمن محمود
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست