كما تفاجأ الناس باختيار المؤتمر الوطنى للسيد معتز موسى رئيسا للوزراء واعفاء الجنرال بكرى حسن صالج من المنصب كذلك تفاجأوا بالقرار الرئاسى بفتح الباب امام المنتجات المصرية عقب الزيارة الاخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسى الى الخرطوم ، وسبب استغراب الناس وحدوث المفاجاة عندهم ان هذا القرار الجمهورى جاء معارضا مائة بالمائة لسياسات وقرارات السيد معتز موسى وكأن الهدف من القرار عرقلة المسيرة التى خطط لها السيد رئيس الوزراء ومنعها من بلوغ غاياتها وهذا امر جدا غريب. السيد معتز موسى بعد اختياره رئيسا للوزراء وتسلمه حقيبة المالية بعد اعتذار الخبير الدولى حمدوك وما تابعها من لغط ، بعد تصدى السيد معتز للمسؤولية صدرت عنه بعض الملامح العامة لسياسته التى سيطبقها وصولا الى الهدف المرسوم فى راسه وحسب برنامج الحزب الحاكم ، ومن ابرز ملامح هذه السياسة التى اعتمدها الاستاذ معتز موسى الاهتمام بالمنتج المحلى وتشجيع الانتاج باعتباره احد اهم روافد البلد لاصلاح ميزان المدفوعات وانهاء الاختلات التى ظلت تعتوره وبسببها وصلت المعاناة الى هذا الحد ، وحتى يصل السيد معتز موسى للهدف المطروح كان لابد من الحرص على انجاح موسم الحصاد بتوفير كل المعينات اللازمة لهذا الامر وتذليل كل العقبات التى تعترض الهدف ، اضف الى ذلك سعيه لتوطين بعض الصناعات الداخلية سعيا الى انطلاق مشروع كبير ينتهى فى اخره الى توفير غالب احتياجات البلد دون الحاجة الى اللجوء الى الخارج والارتهان له تحت اى عنوان من العناوين وهذا الامر حتى يتم بالصورة المثلى يلزم ان يحظى المنتج المحلى بالحماية الكاملة حتى لايسقط امام الورادات التى تتوفر احيانا باقل تكلفة من المنتج المحلى والا فان اى ادخال لمنتجات اجنبية باسعار تفضيلية يعنى الحكم باعدام منتجاتنا وفشل المشروع المطروح من قبل السيد رئيس الوزراء . السيد رئيس الجمهورية اصدر قرارا سياسيا – والامر فنى بحت ولا يحتاج الى قرار سياسى – بان يتم فتح الباب على مصراعيه للمنتجات المصرية وهى اقل سعرا من منتجاتنا التى تعانى من ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج وارتفاع الرسوم والضرائب الحكومية مما يجعل البضاعة المصرية مثلا تنتهى من السوق بعد فترة وجيزة من طرحها باعتبارها الافضل بحسب معايير بعض اهل الصنعة اضافة الى انها الارخص لان الكهرباء هناك مثلا اقل ثمنا والرسوم الحكومية اقل كثيرا من مثيلتها عندنا وهذا يجعل البضائع المصرية مثلا ربما تنقص فى سعرها عن منتجاتنا الوطنية الى حدود 30% فى بعض الاحيان وهذا ما يعنى مباشرة الحرب على منتجاتنا الوطنية والعمل على افشال سياسات السيد معتز موسى وايجاد العراقيل امامها الشيء الذى يعنى افشال خطط اصلاح الاقتصاد وهذه السياسة التى تبناها وطرحها السيد معتز موسى سواء اتفقنا اواختلفنا معها يلزم ان تكون هى المتبناة من قبل الحكومة وان تحرص هى اولا وقبل غيرها على تنفيذها او اقالة السيد رئيس الوزراء ان لم يستقل من نفسه طالما راى ان قيادة الحزب والدولة تعترضان على سياسته بل تعملان على افشالها . هذا الكلام نقوله بعد القرار السياسى الخاطئ بفتح الباب امام المنتجات المصرية لتغرق الاسواق وتتسبب فى اصابة الناس بالعديد من الامراض علاوة على انها لانخفاض قيمتها تكون هى السائدة فى السوق الشيء الذى يعنى ضمنا تراجع المنتج المحلى وتواريه امام المنتج الاجنبى ، وهذا الكلام مزعج جدا للسيد رئيس الوزراء ويجعله يخوض حربه مع اعلى سلطة فى البلد التى قد تجبره على التنازل والاستقالة او القبول بمعارضته من قبل رئيسه وهذا ما لا يكون مقبولا عند الشخص العادى الذى يصلح الخلل او يترك الجمل بما حمل فكيف بالسيد معتز.
قرار السيد رئيس الجمهورية ليس الا حربا على برنامجك يا سيد معتز فاحفظ شيئا من كرامتك وابلغ السيد الرئيس ان تدخله فى بعض الامور سياسيا وهى ليست الا قضايا فنيه بحتة فان هذا يفسد عليك عملك فان استجاب فبها ونعمت والا فان استمرارك ليس الا قلة وعى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة