ارقام قياسية : زرت كوريا الشمالية مرتين (2-2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2017, 07:06 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ارقام قياسية : زرت كوريا الشمالية مرتين (2-2)

    07:06 PM October, 28 2017

    سودانيز اون لاين
    يحيى العوض-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أرقام قياسية: زرت كوريا الشمالية مرتين...!! ( 2-2 )
    نتيجة لاعادة جدولة المنبر ، اختفت هذه الدراسة ، والتي تتجدد احداثها يوميا علي ضوء التطورات المتلاحقة في شبه الجزيرة الكورية ، والتى تشكل الخبر الأول في معظم الوسائط العالمية لتهديدها بنشوب حرب نووية عالمية .. سنواصل تتبع هذه التطورات ، وبالطبع فانها تهم قطاعا من القراء المهتمين بقضايا السياسة الدولية ، ونعتذر للذين يفضلون الابتعاد عن مثل هذه القضايا .
    يحيى العوض




    *الحكمة الصينية تتجلى في المكر والخداع الاستراتيجي للتحكم في إدارة الصراع في شبه الجزيرة الكورية والعالم.*

    ان تزور بلدا عشرات المرات ، مائة مرة... كبريطانيا والمانيا وفرنسا ، فقد لا تحقق رقما قياسيا فهناك من زارها مرات لا تحصى ، ولكن زيارة كوريا الشمالية أكثر من مرة ، فأمر نادر جدا ، ولا نقصد انتقاصا للبلد او سخرية ، كما تضج بذلك الأسافير ، فالبلد متفرد بنظامه السياسي والاجتماعي ، و تنتشر البوذية في البلاد ومع ذلك لا تتعدى نسبة معتنقيها ال14% ،ليرتفع عدد الملحدين ، " الذين لا يؤمنون بأي دين " الى حوالى 65 % من السكان .!(1) هذه النسبة العالية ساعدت في البحث عن بديل مقدس وتجسد في الزعيم كيم ال سونج ، مؤسس الدولة رفعوه الى مصاف الآلهة بفضل اجهزة الدعاية ، وأساطير التراث الكوري ، وعبادة الفرد ، personality cult فالرجل قادهم في حروب مصيرية وانتصر وورث الأسرة ، هالة التقديس مع الاصرار على التحدى والمواجهة ، اطفال الابتدائي والثانوي يسيرون الى مدارسهم في طوابير عسكرية وينشدون : نحن شهداء المستقبل !..
    العالم تغير وهم كما كانوا في خمسينيات القرن الماضى ، شعب بأكمله معبأ للحرب والقتال ، يبنون مصانعهم ومدارسهم ، مزخرفة بألوان بهيجة ، وفي الوقت نفسه يقيمون مدرسة و مصنعا بديلا تحت الأرض !
    والدولة الوحيدة الباقية على خارطة السياسية العالمية ، التى تتمسك وتعلن انها دولة شيوعية ، رغم سقوط الدولة الشيوعية السوفيتية (الأم ) وصعود الدولة البراجماتية في الصين ، والتى تؤكد عبر اجيال منذ فجر التاريخ انها مهبط الحكمة ( أطلبوا العلم ولو في الصين ) وجسد الحكمة الي واقع ، مهندس الصين الحديثة ، دينج هيساو بينج الذى اطلق صيحته التاريخية في فترة قيادته للبلاد ، ( 1978 -1992 ) : " ليس المهم لون القط ، أسود أو أبيض ، طالما هو قادر على اصطياد الفئران " ! وانها ، الصين ، رغم ضجيج العالم ادانة لبرامج كوريا الشمالية النووية ،( وتشارك أحيانا في صخب الادانات )، إلا ان الشريان الذى يمد كوريا الشمالية بالحياة ويعلمها تقنيات اسلحة الدمار الشامل ويحفزها على مد لسانها لترامب ( ويضطر ترامب أن يكون من العقلاء،) فهي الصين نفسها ، بدونها بيونج يانج عاصمة لدولة صغيرة قاحلة ، محدودة الموارد ومحاصرة تماما برا وبحرا)2)
    زيارتنا الاولى لكوريا الشمالية عبر الصين ، عام 1967 وكنت امينا عاما لنقابة الصحفيين العاملين ونائبا للامين العام لاتحاد الصحفيين السودانيين ، ولعلها من اشراقات ذلك العصر، قيام تنظيمين للصحفيين ، التنظيم الأشمل وهو اتحاد الصحفيين السودانيين والذي يضم الجميع ،اصحاب امتياز الصحف ورؤساء التحرير والمحررين ، اما نقابة الصحفيين فتضم الصحفيين الذين يعملون في الصحف التى يملكها اصحاب الامتياز ومن يمثلونهم من رؤساء التحرير، وكان رئيس اتحاد الصحفيين آنذاك الاستاذ بشير محمد سعيد ، والأمين العام ، الاستاذ محمد ميرغنى ، وانوب عنه وكان الاستاذ عبد العال عبد القادر (من كبار محرري وكالة رويتر ومكتبها يمثل منطقة الشرق الاوسط بما فيها مصر ) رئيسا للنقابة وكنت الأمين العام ..
    زيارتنا الأولى اكسبتنا صفة اول وفد سوداني يزور جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية )
    وترأسه الاستاذ صالح عرابي ، رئيس تحرير وصاحب امتياز جريدة التلغراف ، وعضوية الاستاذ احمد سهل ممثلا لصحيفة السودان الجديد ، وشخصى بصفتى النقابية .. والزيارة الثانية كانت عام 1984 برفقة وفد جمعية الصداقة السودانية – الكورية الشمالية ، ويضم الدكتور عبد العزيز عبد الله مدنى والاستاذة فاطمة سعد الدين والاستاذة أسماء تميم ..
    -2 –
    مهنة الصحافة ,تتيح لك التعرف على نماذج متنوعة من البشر ,من مختلف درجا ت السلم الاجتماعى, رؤساء دول ,شخصيات عامة واخرى أدنى ,أفاقين وأفاكين ومجرمين !
    وتحتفظ الذاكرة المزدحمة ,بلمحات لا تنسى من مواقف وطرائف ,اثناء الزيارتين لكوريا الشمالية، تستعيدها وتستعذ ب اصداءها .. وغالبا ,تبتسم دون تكلف فى استذكار شخص ما , أو حدث, مرت عليه عشرات السنين .. ومن أ سعده الحظ بالتعرف على الاستاذ صالح عرابى , رئيس تحرير ,جريدة التلغراف ,تتوافر لديه ارصدة من متع المسامرات والقفشات والطرائف والمآزق! .. ويستحق الاستاذ صالح عرابى عن جدارة ,لقب , أظرف ظرفاء عصره من الاعلاميين السودانيين ! ...ويالها من متعة , اذا كان صاحبك فى السفر , والى أين.؟ الى أكثر بقاع الارض عزلة (وفتونة ) ومازالت , جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية , وعاصمتها , بيونج يانج .
    كانت رحلة طويلة , عبر جمهورية الصين الشعبية,, زادنا الضحك المتواصل ,مع رفيقى الرحلة , الاستاذ صالح عرابى والاستاذ احمد سهل,..كنا نمثل اول وفد سودانى , يزور جمهورية كوريا الديمقراطية عام 1967.
    وعبر اجواء الصين يحكى لنا الاستاذ صالح عرابى عن زيارته لبكين في مطلع الستينيات.. ويجسد الاحداث ,كأنك تشاهدها, فى فصول مسرحية بالصوت والصورة.!
    -3-
    ويسرد التفاصيل , وعيناه تفيضان من الدمع , وليس هذا مجازا , كانت عادة متأصلة عنده عندما يضحك , وسرعان ما تنتقل اليك العدوى..! ويحكى .. كانت رحلة طويلة ,اربعة اسابيع بدعوة من اتحاد الصحفيين الصينيين عام 1966 , للتعرف على الثورة الثقافية فى عهد الرئيس ماوتسى تونج ..وذات صباح كنت جالسا مع المترجمة الصينية التى ترافق الوفد وتترجم الى اللغة العربية .. وامتدت يدى فى لمسة خاطفة الى يدها , وانتفضت وغادرت الغرفة مسرعة ! وبعد دقائق عادت ومعها اربعة من اعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافة , وبدأ على الفور الحوار التالى:
    --رئيس المجموعة "ويقلده الاستاذ صالح" : كا , ووم ,, هاو , هو مستر اورابى !
    -- المترجمة : يا سيد عرابى , لقد حاولت اعادة الدعارة مجددا لجمهورية الصين الشعبية!!
    -- رئيس المجموعة : هاتو باو لو داو !
    -- المترجمة : اتدرى . ماعقوبة , مثل هذه الجريمة النكراء..؟ السجن لعشر سنوات مع الاشغال الشاقة !
    الاستاذ صالح عرابى يتابع ملتاعا زائغ البصر ...!!..: ماذا حدث .. اريد ان افهم ؟
    رئيس الوفد يوجه المترجمة لابلاغ الاستاذ صالح بجريمته وتقول له:
    --- لقد لمست أصابعى بشغف !
    وادرك الاستاذ صالح حجم المأ زق , ويرد مصطنعا صوتا متهدجا اقرب الى البكاء.. لقد اساء ت فهمى .. لم اقصد ذلك سامحينى على هذا الخطأ غير المقصود !!
    المترجمة تنقل للوفد ما قاله ويتبادلون الرأى وتهز المترجمة رأسها بالموافقة ثم تنقل القرار للاستاذ صالح:
    الرفاق يقولون لك انهم غير مقتنعين بدفاعك , لكنهم يقدرون اعترافك بانه حدث خطأ من جانبك ويعتبرون ذلك نقدا ذاتيا , وينتهزون هذه المناسبة ليعلنوا تقديرهم للشعب السودانى البطل الذى اخذ بثأرالشعب الصينى من الجنرال تشارلس غوردون الذى قتل اثناء الثورة المهدية عام 1885. الشعب الصينى كان ضحية الجنرال الانجليزى السفاح, غوردون,فى اعوام 1857-1863., وهو لاينسى شجاعة ثوار المهدية الذين ذبحوه على سلالم القصر!
    --- الاستاذ صالح , مبتهجا ,: لكم الشكر يا رفاق ....سأنقل مكرمتكم لشعبنا واعدكم بان اظل صديقا وفيا لكم!
    --- رئيس الوفد : لاو, لى, بو هنق كونج !
    --- المترجمة:انهم يقترحون عليك أخذ حماما باردا , أو الذهاب الى هونج كونج لثلاثة ايام ثم العودة لمواصلة الزيارة!
    --- الاستاذ صالح يفاجأ بالعرض السخى , ويجيب على الفور: شكرا للرفاق , اساند رأيكم السديد وأفضل الذهاب الى هونج كونج..!!
    وعلى سلم الطائرة كان الاستاذ صالح يتمتم سرا :
    عاش الجنرال غردون !

    -4-
    تزامنت زيارة الاستاذ صالح عرابى الى الصين , مع اوج الثورة الثقافية التى انطلقت عام 1966 ,وتضمنت ادبيات تلك المرحلة طرائف عن التشدد العقائدى , كانت مثار تندر جيلنا .. كانت الدعاية الصينية تنشر حكايات , يصعب علينا فهمها , مثل الحوار الشهير مع مزارع صينى ,كان يفاخر بان محصوله من البطيخ , اصبح حلوا احمر بفضل قراءته ( للكتاب الاحمر) للرفيق ما وتسى تونج !.. وهناك كتب نادرة تسرد حكايات تلك المرحلة .,مثل كتاب "بجعات برية" ,والذى تضمن حكايات اقرب الى الخيال :" لم يكن للشأن الشخصى مكانا , فحياة اعضاء الحزب مصادرة تماما , فاذا نشأ ت علاقة بين رجل وامرأة عليهما ان يكتبا الى اللجنة الحزبية للأذن ب "الكلام عن الحب بغرض الزواج" وقد يستغرق الرد بالموافقة او المنع شهورا .. واذا شرعا فى الاعداد للزواج فهناك اجراءات ومعادلات اشبه بالرياضيات ,تتضمن رموزا مثل 28-7 كتيبة 1وهى تعنى الا يقل عمر الرجل عن 28 عاما وان يكون عضوا فى الحزب منذ 7 ستوات على الأقل, اما بالنسبة للمرأة ان تكون عملت بالحزب فترة لا تقل عن العام.".أطلق الرئيس ماو شعار "لتتفتح مائة زهرة "ودعا الحزب المثقفين الى نقد المسئولين حتى القمة.. وتقول مؤلفة "بجعات برية",يونغ تشانج, كان هدف الرئيس ماو " استدراج الأفاعى خارج جحورها للكشف عن كل من يجرؤ على معارضته".!.ومن مفارقات تلك المرحلة وفقا لهذا الكتاب الشيق الذى ترجمه الاستاذ عبد الاله النعيمى , ,, ان الرئيس ماو , اعلن انه توجد نسبة يمينيين تتراوح من واحد الى عشرين بالمائة , وكان على كل منظمة حزبية ان تكشف حصتها من هؤلاء! ومن طرائف ما قيل تلك الايام ان مئات اليمينيين ,كانوا يصنفون بسحب القرعة , اى بالاقتراع, يقررون من ينبغى تسميتهم يمينيين! , وكان هناك " يمينيو الحمام" وهم اشخاص اكتشفوا انهم رشحوا يمينيين فى غيابهم ,بعدما اضطروا للذهاب الى المرحاض خلال الاجتماعات الطويلة! . كما كان هناك يمينيون قيل ان لديهم سما ولكن لم ينفثوه بعد!
    كانت هذه هى الصين , تلك الايام, قبل ان يغيرها زعيمها , البرغماتى , دنج زياو بنج , الذى اطلق شعاره المشهور عام 1979, وبفضله أصبحت الصين الآن قوة اقتصادية كبرى , مرشحة لان تكون القوة الاعظم فى القرن القادم اذا لم يكن قبله!!
    -5-
    مازلنا فى اجواء الصين فى الطريق الى بيونج يانج , لانشعر بطول المسافة مع متعة ,حكايات الاستاذ صالح عرابى , وأسأله عن حادثة السينما الوطنية بالخرطوم غرب وحجم الاضرار التى لحقت بالدار نتيجة لتعليق كتبه! ويروى تلك المشاهد التى ألفها وتفوقت على الافلام السينمائية التى تعرضها الدار.!..يقول ... السبب صديقك وصديقنا , الاستاذ رحمى سليمان , رئيس تحرير جريدة الاخبار .. فقبل اصدار صحيفته , كان المدير التنفيذى للشركة الوطنية للسينما , ونظم حملة اعلانية ضخمة بمناسبة افتتاح اول دار سينما وطنية بمساهمة رجال اعمال سودانيين .وكان السودانيون فى ذلك الوقت من الخمسينيات يتجنبون الاستثمار فى هذا المجال , كانت السينما تهاجم فى المساجد , باعتبارها " السؤ نما"! .. وانفرد الاجانب بالسوق وحققوا ارباحا طائلة من دور العرض وفى مقدمتها , كولوزيوم , برامبل , النيل الازرق والحلفايا..وكانت صحيفتى التلغراف فى مقدمة المشجعين للاستثمار فى هذا المجا ل وعنما تحقق ذلك وبدأت الاستعدادات لافتتاح اول دار سينما وطنية , نظم الاستاذ رحمى ,حملة اعلانية ضخمة , لكن المفاجأة انه, كان سخيا مع جميع الصحف ماعدا التلغراف التى لم يكن من نصيبها ولا اعلان واحد..!
    ويواصل الاستاذ صالح ..تم افتتاح دار السينما الوطنية فى احتفال كبير باعتبارها انجازا وطنيا فى منظومه اقتحام رأس الما ل الوطنى لفضاءات هامة لاتقل شأنا من التعليم الاهلى والاندية الثقافية , وشاركت فى الاحتفال وكتبت فى اليوم التالى مقالا مطولا اشدت فيه بجما ل المبنى واناقة المقاعد والاضاءة ومعدات العرض ووصفتها بانها تحفة تتزين بها العاصمة , ثم اضفت جملة واحدة , كانت قنبلة حقيقية انتقمت بها من صديقنا رحمى .!.
    قلت ,هناك خطأ فنى فى تصميم شاشة العرض , يستوجب تداركه فورا .. الشاشة تميل قليلا جهة اليسار مما يسبب اضرارا للمشاهد قد تصيبه ب "الحول"!! وفوجىء رحمى و مجلس الادارة بهذة الملاحظة التى اصبحت حديث المدينة , وتصاعدت خطورتها مساء نفس اليوم , عندما بدأ جمهور الدرجة الثالثة ," التيرسو" , التصفير والصراخ الاحتجاجى. وتطور الموقف الى قذف الشاشة بزجاجات المياه المعدنية.. واضطرت ادارة السينما لايقاف العرض , بعد استدعاء الشرطة!!
    وعقد مجلس الادارة اجتماعا طارئا مع المهندس والمقاول ,الذين اشرفا على تنفيذ المشروع , واكدا بالخرائط والقياس بانه لا يوجد خطأ وان الشاشة صممت وفقا للمقاييس والمواصفات العالمية , عندئذ تصاعدت الاصوات التى تطا لب باللجوء للقضاء وتقديم صاحب جريدة التلغراف للمحاكمة ! وسرعان ماادرك بعض الاعضاء خطأ هذا التوجه لان المحكمة قد تستغرق شهورا وتبعا لذلك ستغلق الدار !.. واستوعب الاستاذ رحمى سليمان حقائق ما حدث وطلب من مجلس الادارة امهاله يوما واحدا لحل هذه المعضلة وتوجه الى مكاتب التلغراف واستقبله الاستاذ صالح عرابى هاشا باشا وهو يناديه كعادته .. ازيك ياابو"الرحوم"! .... ولم يكن للاستاذ رحمى وقتا يضيعه وسأله بجدية " طلباتك, ابو صلاح"؟ فأجابه مع ابتسامة عريضة , خمسة اعلانات صفحة كاملة تعويضا عن استثنائنا من الحملة وتدفع مقدما, وغدا , يصفق لكم الجمهور مشيدا بانجازكم ! ووافق الاستاذ رحمى , وطلب الاستاذ صالح احضار المقاول وذهب معه الى دار السينما وحدد له ربط "سقايل من الخشب" فى يسار الشاشة , على ان تظل فى مكانها اثناء العرض فى المساء ..! وكتب خبرا بارزا فى الصفحة الاولى من التلغراف يشكر فيه ادارة السينما لاستجابتها لملاحظته والاصلاح الفورى للخطأ ! وصفق الجمهور تلك الليلة فرحا باصلاح الخطأ الموهوم , ونجح الاستاذ صالح عرابى في تأكيد التأ ثير السايكولوجى للاعلان والاعلام على الجماهير!
    ....وهبطت طائرتنا,بسلام ,فى مطار بيونج يانج..لنبدأ مع الاستاذ صالح ، فصولا من المرح لم تألفها عاصمة التعبئة المستدامة للحرب ..!
    ----------------------------------
    [email protected]
    1- عقلانية الرئيس ترامب تجلت في تصريحه المفاجئ عندما قال إنه "سيتشرف" بلقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون في الظروف المناسبة. وقال لمؤسسة بلومبرغ الاخبارية "إذا كان مناسبا لي أن التقيه، سأفعل بالتأكيد، وسيشرفني فعل ذلك". ولاول مرة يوزن ترامب كلماته بدقة ،.
    2 - توثيق المعلومة من ويكبيديا : بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامى 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة. كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع.
    3 - الذكريات وتفاصيلها نشرت بعضها في وقت سابق بعد الزيارة الثانية . واعادتها في سياق جديد لنشرها في كتاب ( الذكريات)
    * الجزء الثاني ...
    أرقام قياسية : زرت كوريا الشمالية مرتين ..!! (2- 2)
    ... بقلم :يحيى العوض
    نواصل رحلة كوريا الشمالية ,عام 1967 ,وكنا اول وفد سودانى يصل الى هناك, ممثلا لاتحاد الصحافة السودانية , برئاسة الاستاذ صالح عرابى , رئيس تحرير جريدة التلغراف والاستاذ احمد سهل محمد , ممثلا لصحيفة السودان الجديد وشخصى , بصفتى الامين العام لنقابة الصحفيين.وكان الاستقبال حافلا فى مطار العاصمة بيونج يانج, ومعناها " أجمل أرض فى العالم".!
    وكان مقر اقامتنا فى بيت الضيافة , الذى يقع فى ضواحى المدينة, اشارة الى اننا لانستطيع مغادرته الا وفقا للبرنامج الرسمى وبالتالى لا يمكننا اجراء مقابلات او تحقيقات باختيارنا.. كنا مدركين لطبيعة الظروف التى تعيشها كوريا الديمقراطية , باعتبارها من البؤر الساخنة فى مواجهات الحرب الباردة..وكان عزاؤنا , صحبة الاستاذ صالح عرابى , الذى يعد من ظرفاء عصره, دائم الابتسامة والسخرية, أضفى علينا بهجة, بددت صرامة مضيفينا !. وبالفعل بعد فترة وجيزة من وصولنا بيت الضيافة , اكتشفت وزميلى احمد سهل , ان الجناح الذى خصص للاستاذ صالح تتوافر فيه كماليات , باعتباره رئيسا للوفد ,وهذا تقليد طبيعى فى معظم الدول , الا اننا لاحظنا عدم وجود اقلام واوراق للكتابة مثل ما عنده , والمفروض مساواتنا جميعا فى هذا الامر ,فذهبنا اليه ضاحكين ومستنكرين لهذه التفرقة , وبعد دقائق من شكوانا , طرق باب الجناح ودخل موظف يحمل اوراقا واقلاما !, عندئذ , اشار الاستاذ صالح الى فمه بسبابته , وكتب لنا على ورقة امامه " الغرف ملغومة بأجهزة التنصت " , " سيكون حديثنا بالاشارة وونستنا بالكتابة "!
    وبدأ يتحدث باستفاضة عن عظمة كوريا وزعيمها الرئيس كيم ال سونج , بينما يومىء بيديه واصابعه باشارات ساخرة , ونحن فى ضحك مكتوم, وفجأة توقف وكتب لنا ," الى البلكونة,"
    واسرعنا الى هناك , وقال بجدية , هل سمعتم قصة ذلك الوزير المصرى , الذى أقاله الرئيس عبد الناصر فجأة , فذهب اليه احد الشبان من العاملين فى مكتبه مواسيا , واخذ الشاب يستدرجه فى الحديث , والوزير يشك فى أمره , ولم يجاريه وعلى العكس , اشاد بالرئيس عبد الناصر وعدله , وفى الوقت نفسه , كان يرفع يديه الى السماء , شاكيا ومستنكرا للقرار !, وعند نهاية المقابلة قال الوزير للشاب :با ابنى , اعرف ان الساعة التى في يدك جهاز تسجيل !, لكن الشاب قاطعه: لا معاليك , انها جهازى تسجيل وفيديو !!
    كانت صراعات الحرب الباردة , بين المعسكرين الشرقى والغربى على أشدها فى ذلك الوقت من ستينيات القرن الماضى. وكان الصحفيون , من الاهداف المرصودة من الجانبين , مما يتطلب التعامل معهم بحذر شديد!
    وبدأنا برنامج الزيارة المرهق , وتضمن متحف الثورة والذى يوازى فى مساحته ,حيا سكنيا كاملا , احتوى على تفاصيل التفاصيل , الاسلحة , حطام الطائرات والسفن والدبابات, الملابس , صور الاسرى الخ... و تماثيل لاتحصى للزعيم كيم ال سونج وتحركاته طوال سنوات الحرب التى امتدت من عام 1950 الى 1953.. امضينا يوما كاملا فى المتحف .. وكان برنامج اليوم التالى , زيارة جميع البيوت التى سكن فيها الرئيس كيم ال سونج منذ مولده , ثم توقفنا عند شجرة ظليلة مسيجة باناقة .. وانبأنا المرافق : عندما كان الزعيم كيم ال سونج فى السابعة من عمره , تصارع مع واحد من انداده تحت هذه الشجرة وتغلب عليه وطرحه ارضا فى هذا المكان...!
    قد يصعب علينا , فهم هذا التقديس للفرد , لكنها ثقافة وعقيدة اسيويه , ضاربة الجذور فى الصين واليابان وكوريا , ونتيجة للحروب المتواصلة فى المسار التاريخى لتلك الشعوب , تجسد رمز المخلص فى اشخاص زعماء ومصلحين مثل بوذا والدلاى لاما !
    ونجح كيم ال سونج فى اقامة دولة , معتدة بتاريخها , وعبأها وفقا لنظرية " جوجى " وتعنى الاعتماد على النفس والادارة الجماعية, وطور نظرية البلورتاريا بتحالف العمال والمزارعين والمثقفين , واصبح شعار الدولة , المنجل والمطرقة والريشة ...
    وكان من ضمن برنامج الزيارة , زيارة مصنع للنسيج , ووجدنا مفاجأ ة فى انتظارنا .. اخبرونا ان مناخ كوريا الشمالية لا يتناسب وزراعة القطن , لذلك كان التحدى , كيف ينتجون أقمشة , بدون قطن ؟, وتبارى العلماء حتى وصلوا الى سر لم يباح به حتى الان, بما فى ذلك اقرب الاصدقاء , الصين .!..ودخلنا المصنع فوجدناه عبارة عن طواحين ضخمة مماثلة لطواحين الدقيق فى القرى السودانية!! امامنا اخذ العمال كتل من "الحجر الجيرى " وادخلوها فى الاقماع الكبيرة للطواحين واضافوا اليها بعض المواد , تابعنا طحنها حتى تشكلت خيوطا رقيقة ثم ادخلت فى مناسج آلية لتتحول الى أقمشة ناصعة البياض ! وقدم لنا مدير المصنع قطعا منها تكفى لحياكة جلباب , هدية تذكارية !!

    وزرنا مصنعا آخر لصناعة الجرارات , وحكى لنا مدير المصنع بصراحة , انهم استفادوا من الحظرالدولى الذى فرضته عليهم الامم المتحدة , فأصبحوا غير مقيدين بحقوق الملكية , فجمعوا نماذج من الجرارات المعروفة عالميا وعكفوا على دراستها وتقليدها قطعة , قطعة , حتى نجحوا فى تصنيع الجرار الاول , لكنهم عندما اداروه كان يسير فقط الى الخلف !, وامضوا عدة اشهر لحل هذه المعضلة , ونجحوا أخيرا فى تسييره الى الامام والخلف !!واعتقد انهم ثابروا بجهد مماثل ,حتى تمكنوا من تخصيب اليورانيوم وصنع قنبلة نووية, وان كانت بدائية !
    وخوفا من قصف مصانعهم , فى اى حرب محتملة , شيدوا معظم مصانعهم , بتصميمين , فوق الارض وتحت الارض !
    طوال الزيارة والتى امتدت لاسبوعين , كنا معزولين عن العالم تماما , التلفزيون على محطة واحدة وكذلك الراديو ! والمسرح يعج , بالروايات الممجدة , لنضال الشعب والزعيم !, وفى احتفال نظم بمناسبة انتهاء الزيارة , تحدث الاستا ذ صالح عرابى عن الوشائج التاريخية التى تربط الشعبين الكورى والسودانى , وقال ان الشعب السودانى يتغنى بانتصارات الشعب الكورى, وردد الاغنية الشعبية الشهيرة فى السودان " الله لى كوريا يا شباب كوريا " واضاف اليها من عنده ابيات تشيد بالرئيس كيم ال سونج , قائلا " كيم ال سونج يتعلى وتانى مابيندلا "! وقوبل بالهتافات والتصفيق الحار ..وكانت المصيبة عندما قال ,ان السودانيين فخرا بنضال الشعب الكورى , اطلقوا اسم "كوريا " على العديد من الاحياء فى مختلف أنحاء السودان , وكان صادقا, الا ان معظم هذه الاحياء التى تحمل اسم كوريا ,كانت مرخصة بيوتا للدعارة فى ستينيات القرن الماضى !, وقوبل خطابه بالهتافات ونشر فى مانشتات الصحف , واعلن فى اليوم الثانى ان وفدا اعلاميا سوف يزور السودان ,خلال اسبوع , لزيارة أحياء كوريا ,وانتاج افلام سينمائية عنها وتوأمتها مع احياء هنا, خاصة ذلك الحي المجاور لمقابر فاروق , فى الخرطوم !!
    ولعلها مفارقة,لا بأس من ذكرها,فى هذا السياق .. اثناء حفل وداع وفدنا , كنت أقف مع المترجم الشاب ,وهو فى منتصف العشرينيات من عمره,ويتحدث اللغة العربية الكلاسكية المتقعرة , وقد تناول كميات كبيرة من شراب "الجينسنج " المسكر , فسأ لته عن علاقات الشباب وكيف يرفهون عن انفسهم ؟ فأجابنى ... يارفيق حتى الان لم أذ ق طعم القبلة ولن يتاح لى ذلك الا بعد زواجى !
    وقلت فى نفسى : سبحان الله انه لا ينتمى الى أى دين سماوى !
    - من ذاكرة الاوراق:
    انه مثل الدمية الخشبية الروسية المزخرفة , تخفى داخلها دمية اخرى والاخرى تخفى اخرى وهكذا لاخر دمية ولا تنتهى الاقنعة!
    -الشيطان لا يعرض على الانسان الطمع لانه يعرف انه أطمع منه.!
    -تبدأ المأساة حين ينظر الناس الى الامرغير العادى كأنه من الامور العادية , فتصبح القاعدة هى الاستثناء والاستثناء هو القاعدة وتضطرب القيم وتفسد المعايير
    "برتولد بريخت"
    - أحزاب تتبادل عمليات الطرح ضد بعضها وتتبادل النكاية بغريزة موروثاتها كل محور يعمل على سد الطريق على المحور ألآخر!
    .com .gmail.@yahyaalawad
    ----------------------------------------------





















                  

10-31-2017, 03:51 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارقام قياسية : زرت كوريا الشمالية مرتين (2-2 (Re: يحيى العوض)

    كارثة قرب موقع نووي تقتل 200 شخص بكوريا الشمالية
    تاريخ النشر:31.10.2017 | 12:59 GMT |


    Reuters
    أفادت مصادر إعلامية بمقتل ما لا يقل عن 200 مواطن كوري شمالي، إثر انهيار نفق بالقرب من موقع اختبار نووي، بقاعدة كيم جونغ أون.
    وعنونت الـ"ميرور" البريطانية خبرها بالقول إن انهيار نفق تحت الأرض في موقع بوكجونج لإجراء التجارب النووية، الواقع شرقي كوريا الشمالية حدث في النصف الأول من العام الجاري.

    ووفقا لما أوردته "الميرور" نقلا عن المصادر فإن الكارثة وقعت على دفعتين إذ قضى نحو 100 شخص كانوا محاصرين في النفق تحت الأرض، قبل أن يقع انهيار آخر أثناء عملية الإنقاذ ويرفع العدد الكلي للقتلى إلى نحو 200.
    المصدر: ميرور

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de