أشباه المثقفين - بقلم الشهيد ناهض حتر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2018, 12:26 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أشباه المثقفين - بقلم الشهيد ناهض حتر

    12:26 PM April, 29 2018 سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    في دراسته اللامعة عن «مثقف منظمة التحرير الفلسطينية»، رسم الروائي والمفكر الأردني الراحل غالب هلسا، الكثير من ملامح وظلال «أشباه المثقفين» الذين ّ كونوا العمود الفقريللكادرات السياسية الفلسطينية، وقادوا حركتهم نحو «النهاية الحزينة» المعروفة. على ّ أن «شبه المثقف» الذي أنتجته على نطاق واسع ظروف التفرغ ّ الممول غير المنتج في صفوفالمنظمات الفلسطينية وغيرها ، أصبح ظاهرة عربية. وقد انتقل هذا الفيروس المعدي إلى صفوف النخبة الأردنية التي أضافت بدورها أسوأ صفاتها إلى الظاهرة. شبه المثقف ليس وصفاً في. ولكنه وصف في نزع المرجعية المبدئية والتفاعل الإبداعي بين الذات والمجتمع. في الحالة الأردنية، حيث توجدنزع المهارة، مع أن شبه المثقف يكون، على الأرجح، غير ماهر أيضاً» من الناحية التقنية، لكنه يفتقر إلى القدرة الإبداعية سواء علىدولة يتطلب تسييرها مهارات غير إعلامية كما في الحالة الفلسطينية، قد يكون شبه المثقف، على العموم، «مثقفاًمستوى الفن ـ بكل تجلياته ـ أو على مستوى الممارسة السياسية والاجتماعية والثقافية. ّ ومرد ذلك هو افتقاره إلى الموهبة أو إلى ما ّ يعوض الموهبة من الرؤى الشمولية والالتزامبقضية عامة تتجاوز الذات، التزام يتمحور عليه كل النشاط الشخصي. فالثقافة هي رؤية إلى العالم والتزام نقدي بأولويات المجتمع والإنسانية وكدح دؤوب في معاناة الكلمة / الفعل.ً على فرض حضوره بمعزل عن السلطة أو حتى على ّ الضد منها. وهي فكرة يجدها المثقف الأردني التقليدي غير معقولة، فيالمثقف، بالنظر إلى امتلاكه الرؤيا، والتزامه بها، يصبح قادراعجزه عن استبصار المجالات المتعددة للسلطة غير السلطوية، كالهيمنة الفكرية والمعنوية بالمفهوم الغرامشي. فالمثقف، باتحاده مع وعيه الكوني، ّ يتحول هو نفسه إلى سلطة كائنةمستقلة لها مساحة هي مساحة القول / الفعل، أي الكلمة بوصفها كشفاً عن اللحظة المطابقة للاحتياجات الاجتماعية التاريخية، قادرة على صنع تأثيرها على جمهور يسير في سيرورةبناء الثقة مع صاحب القول. وسيكون من شروط حيازة هذه السلطة التعفف عن كل سلطة أخرى، أو ممارستها عند الضرورة بوسائل هي على النقيض من طابعها السلطوي. شبه المثقفعاجز عن الحضور إلاّ بالعلاقة مع سلطة ما خارجه هي التي تُحضره في نطاقها، فإذا عافته انتهى حضوره. وتبدأ هذه السلطة التي يتكئ عليها شبه المثقف، أولاً، عند المعلم، حيثالطلبة مضطرون إلى الإصغاء تحت تهديد الامتحان. وهي على العكس من سلطة المحاضر العام الذي يمارس سلطته بحضوره الشخصي لا بقدرته على منح علامة النجاح. ومن نمطً من الطقس محمولاً على الصلاة لا على مضمون الخطبة وشخصية الخطيب. لكن شهوة شبه المثقفالسلطات نفسها سلطة خطيب الجمعة أو واعظ الكنيسة، حيث يكون الكلام جزءاالدائمة هي للتقرب من السلطة السياسية ّ والامحاء بها وخدمتها. وهو ما يشطب جوهر الممارسة الثقافية، ّ ويحول أشباه المثقفين إلى أدوات على درجات أو طبقات بين أولئك الذينمیسلون- صحیفة - إلكترونیة - عن أشباه المثقفین
    ينخرطون في خيانة ذواتهم لقاء بضعة مكاسب تافهة، وبين أولئك الذين يحصلون على المواقع أو المناصب العليا. في المنصب، سواء جاءه بالتعيين أو بالانتخاب، يتحول شبهالمثقف إلى ديكتاتور من نمط ّ قاراقوشي، يتلذذ بالسلطة، ويتوهم الانشغال، ويتوقف عن الإصغاء، ّ ويتنكر للأصدقاء، ويغرق في التفاصيل والمظاهر، ويعجز، كما هي طبيعته، عنالحوار أو عن ّ تصور حلول إبداعية شمولية للمشاكل، ويواظب على إصدار الفرامانات الفوقية، ويمحور كل اهتمامه ووقته حول مهمة وحيدة هي إرضاء نوازعه الذاتية بما فيها شهوةالحضور تحت الأضواء، وإرضاء السلطات. فمن دونهم يتوه أو يقتله التوحد ـ يحدوه دائماً هوس الانتقام من المثقفين الموهوبين، بينما يكف نهائياً عن أي توسل للرأي الآخر أو الميلإلى التوافق مع المجتمع. هذه بالطبع، ليست دعوة إلى العدمية إزاء انتزاع مواقع في إدارة المجتمع. بالعكس. ولكنها نزوع إلى شرطين لا بد من ّ تحققهما لتلافي سقوط المثقف، هما: ــالمشاركة من موقع حزبي جماعي لا موقع فردي، ــ الحفاظ أثناء المشاركة في الإدارة على الالتزام بالمبادئ والبرنامج والحساسية الضميرية إزاء الفئات الاجتماعية التي انتدب المثقفَتفاً يأخذها من هنا وهناك، ويستخدم الدارج منها في لعبة القول الفارغ والعنادنفسه لتمثيلها. يكتفي شبه المثقف بما كان قد قرأه في صباه، ثم ّ يتحول كلياً إلى الثقافة السماعية، نًُ بأن أية تضحية سبق أن قدمها في زمان غابر، تمنحه صك غفران نهائي عن كل الموبقات والتنازلات والصمت الذليل الذي يخضع له. إنه يبحث عن الاعتراف به، لا منالأبله، معتقداجمهوره المفترض، ولكن من السلطة المعنية، ويداري كسله الممل بافتعال معارك مع الموهوبين. أشباه المثقفين ظاهرة ولدت مع التعليم الجامعي، وتوسعت بتوسعه. فقد أصبح لدىً وخربش كلمتين أو اتخذ موقفاً في أول العمر، فإنه ينتهي إلى الإحساس بأنه شخصية مهمة للغاية. وهو إحساسشبه المثقف شهادة رسمية على أنه «مثقف». وإذا كان حظه جيدايملأ شبه المثقف فعلاً، فلا تشغله القضايا والأفكار الجديدة أو الدور الاجتماعي ـ السياسي المطروح على جدول أعمال المجتمع. أشباه المثقفين منتشرون في حياتنا. وهم موجودونفي حقل الإدارة الحكومية والنقابات والحياة السياسية والثقافية، في الموالاة والمعارضة، لدى الوطنيين الوسطيين وأنصار الحكومات المتعاقبة كما لدى الإسلاميين والقوميين، التفكير العميق أو رؤيةواليساريين. وعلى خلفية مكونة من هؤلاء يمتنع النقاش، وندخل في باب الأمراض النفسية، حيث يتركز القول والفعل على ذات متضخمة لا يمكنها، حكماًالواقع أو التفاعل مع الآخرين. ومن هؤلاء، يأتي أسوأ المسؤولين وأسوأ المعارضين وأسوأ القادة النقابيين وأسوأ النواب والقادة الحزبيين. ولا بد أن السلطات، كما الجماهير، ّ تفضلشبه المثقف المستعد للخنوع للرأي العام أو تكرار المواقف المعروفة، على أولئك المثقفين المتماسكين أصحاب الرأي المستقل. أشباه المثقفين لا ّ يمثلون نخبة وطنية قادرة على إعادة. ويتضح ذلك العجز جلياً في إحجام النخب «البورجوازية» عن تمويل النشاطات المدنية. وهو ما يدفعتعريف ذاتها ووطنها وتحديد مرحلة الصراع في الشروط الملموسة زمكانياًالهيئات والناشطين إلى ّ تسول المساعدات الأجنبية أو الحكومية المشروطة. وهكذا تنعدم حيوية العمل العام باعتبارها مشاركة مدنية ّ تعبر عن استقلال المجتمع وتطلعه إلى الحرية، وليست لديه القدرة النفسية على التخلي عنوالازدهار الروحي والثقافي. البورجوازي الأردني ليس بورجوازياً بالمعنى الثقافي. إنّه مجرد فلاح بخيل أو بدوي فردي أو كلاهما معاً، وسوف يتهرب أو يمنحك القليل، لكنه ّ مستعد لأن يولم لمناسبة سياسية أوجزء ولو ضئيلاً من ثروته أو دخله من أجل العمل العام. ْ أطلب من أحدهم تبرعاً حزبياً أو اجتماعياً. إنه استثمار مأمول في مكسب أو وجاهة. وسوف تتذابح مع أردني كريم على دفع فاتورة المطعم، لكنه غير مستعد للتبرع بالمبلغ نفسهاجتماعية ما يكلفه الكثير. وهذا ليس كرماًللخط السياسي الذي يؤيده أو النشاط الذي يعتقد بأنه مهم للمجتمع. فالكرم في تسديد فاتورة المطعم هي أمر يعود إلى شأن خاص، لكن التبرع العام شيء غير مفهوم بالنسبة إلىتكوينه الثقافي. وهو يعتقد أن تأييده اللفظي لنهج سياسي هو بحد ذاته تبرع ثمين. أما الأغلبية، فهي تريد لقاء ذلك الموقف اللفظي مكافآت. انعدام القدرة النفسية الثقافية علىالتبرع بالمال لغايات سياسية أو مدنية، سوف يتسع، إذن، بحيث يشمل انعدام القدرة تلك على ّ التطوع بالوقت أو بالجهد أو تقديم أية تضحيات من أجل التقدم. لدينا، مثل كلالمجتمعات العربية المسلمة، نزوع إلى العمل الخيري تحت تأثير الوازع الديني وضغطه، وخصوصاً في مناسبات الأتراح الشخصية أو في المناسبات والأعياد الدينية. وقد أفاد الإسلامالسياسي من هذا النزوع للتوسط بين ّ الخيرين والمحتاجين، والحصول على مكاسب سياسية، وفي الوقت نفسه تمويل نشاطاته ومنظماته. لكن تقاليد التبرع للعمل العام هي شيءآخر غير العمل الخيري. وهي لا تستهدف إرضاء الضمير الديني ـ الذي هو في النهاية ضمير شخصي ـ ولكنها تنبع من الضمير الاجتماعي ـ السياسي.. ففي الخمسينيات ظهرت نخب طليعية تضع مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار شخصي، فكان المناضلون اليساريون والقوميون يدفعون لأحزابهم اشتراكاتلم يكن الوضع كذلك دائماًمن دخولهم القليلة. وهو أبسط ما يقدمونه وقت الراحة بعد عمل مضن في النشاط الحزبي، والتعرض لمخاطر السجن وحتى الموت. النظام الناصري هو الذي أدخل تقاليد النضالً لا يتجزأ من العمل السياسي لآلاف المتفرغين والأنصار والأصدقاء والكتاب والأدباء والإعلاميين. وبطبيعةّ الممول إلى العالم العربي، ثم جاءت التجربة الفلسطينية لتجعل المال جزءا. يحتاج بلدنا ومجتمعنا إلى الكثير من العمل العام والتقديمات والتضحيات من كل أبنائه. وهذه ليستالحال انتشر هذا التقليد على نطاق واسع في الأنظمة التقدمية والرجعية معاًقضية أخلاقية، بل هي قضية التقدم نفسها. وهي قضية التحرر والحرية والمشاركة.ً ومشاركاً في القرار، والبلد لا ينهض من دون تضحيات متضامنة وغزيرة ومثابرةُ فالم ّ عال والمتكسب والبخيل والفردي والأناني والجبان، لا يمكنه أن يكون حرا--------------
    (*) من تراث الشهيد ناهض حتر

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 04-29-2018, 12:53 PM)





















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de