بقيت ما زي زمان ما كنت بتزورنا وتدورنا يا ملك الزمان أنا دائما استجابتي لبعض الكتابات القديمة تتوغل في رأسي وتتخمر زمن طويل قبل ما تطفح الى السطح للتناول العام . لكنها تعمل عمايل قبل أن تطل قبل فترة في السنوات الماضية كنت أنت قد فتحت بوست تذكر فيه بعض الأقتبسات أو تشابه الأفكار في بعض الروايات لكتاب غربيين مقارنة بكتاب عرب .. وقد اتهم بعضهم لأقتباس الفكرة المحورية للرواية والبناء عليها .( مش عايزين نقول سرقة الفكرة ) هذا البوست ظل يدور في رأسي واستحضر كل ما قرأت من روايات عالمية وأقارنها بأخر عربية . ومن تلك المقاربات أو المشابهات وجدت فكرة مشتركة بين روايتين الأولى رواية الأرض الطيبة رواية لبيرل باك صدرت سنة 1931 م وفازت بجائزة بوليتزر عن فئة الأعمال الخيالية لسنة 1932 م، واحتلت صدارة الروايات الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة الأمريكية سنتي 1931 و 1932 م، كما كانت سببًا رئيسيًا لنيل كاتبتها لجائزة نوبل في الأدب سنة 1938 م والرواية الثانية رواية رد قلبي للراحل يوسف السباعي وجه الشبه هوأن الروايتان تحكيان عن عصر الإقطاع .. لكن في بلدين مختلفين تماما وبعيدين عن بعض في كل النواحي . مسافة وحضارة وثقافة ولغة . رواية الكاتبة الامريكية الأرض الطيبة تحكي عن عصر الأقطاع في الصين قبل الثورة الشويعية . ورواية رد قلبي تتحدث عن عصر الأقطاع في مصر قبل ثورة عبد الناصر ورفاقه . أنا أعتقد أن ما جعل الروايتان متشابهتنان .. هو تشابه الواقع الذي دارت فيه الأحداث .وكذلك تشابه الواقع الذي آلت اليه الأحوال . لكن الإقطاع في الصين كان له ما يميزه عن كل عهود الإقطاع في العالم .. لأنه إقطاع مادي بحت وبالتالي دائري .. وليست له علاقة بعرق .. من أستطاع أن يجمع ثروة بغض النظر عن مصدرها سيتحول الى إقطاعي يبدأ يشتري الأطيان ويستعبد الفقراء . وبالتالي أي واحد من هؤلاء الفقراء إذا استطاع أن يجمع ثروته هو كذلك ممكن يصبح إقطاعي . لذلك الصين كان انتقالها من الأقطاع للاشتراكية سهل لم تصاحبه عقبات أو صراعات عرقية . لكن في مصر وكثير من الدول الأقطاع مربوط بالبشوات وهم أصلا ذو أصول تركية واروبية ..وحتى من أفتقر منهم ظل يحمل نفس الروح والسمات والصفات .. الى عصر هذا اليوم في المجتمع المصري تظل سلالات هؤلاء الإقطاعيين يتباهون بأصلهم . في رواية رد قلبي ليوسف السباعي نشأت علاقة حب بين علي ابن الجنايني وأنجي بنت الباشا الذي يعمل ويسكن عنده الجنايني والد علي .. أكتشف شقيقها هذه العلاقة وحارب الجنايني وابنه علي وتم طردهم من القصر ,, ليصبح بعدها ضابطا في الجيش المصري وينضم للضباط الأحرار مشاركا في ثورة يوليو ..ويكلف هو شخصيا بمصادرة ثورة الباشا الذي كانوا عبيدا عنده . على كل حال أنا قرأت الروايتين قبل فترة طويلة جدا تكاد تكون في مرحلة الثانوي . ولأن رد قلبي تحولت الى فلم ومسلسل تكاد تكون رسخت أكثر في الذهن . على كل حال في إنتظارك لتدوير هذا الحخديث الممتع ..
من تسلسل الأحداث نجد أن رواية يوسف السباعي هي الأحدث .. لكن صعب أن تتهم يوسف السباعي باقتباس الفكرة ..وهوفي غنا عن ذلك رجل موهوب وكتب غيرها عشرات الروايات . كما أن الكاتبة الأمريكية عاشت في الصين خمسة وعشرين عاما برفقة والديها .. لذل اكتسبت روايتها الصدق والواقعية الناجمة عن معايشة حقيقية ليست سماع أو قراءة . بالتالي تشابه الواقع والاحداث يؤدي الى تشابه الحكي عنه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست