شاءت ظروف سفري من السويد الى الكنغو.ان احط رحالي في مدينة الخرطوم. وعندما علمت ان هناك مشكله في السفريات قد تفرض علي البقاء 3ايام في هذه المدينه ..فرحت فانا من هواة السفر ومشاهدة مدينة جديده كانت فرصة جميلة...و لم اكن اتوقع انها ستكون أسوأ 3 أيام في حياتي. عادة أكتب لأصدقأئي...مشاهداتي ليشاركونني الفرح...وايضا لتقديم فكره عن مدن جديد قد تزرع في دواخلهم الحماس لزيارتها....ولكن هذه المره ساكتب وفي بالي تحذيرهم من زيارة الخرطوم أقذر مدينه أزورها ولا أعتقد ان هناك مدينه تنافسها في هذا الشرف. لن اتطرق للواقع الاقتصادي.. والبؤس فهذا خارج نطاق تعليقي لكنه حتما ساهم في رسم هذا الواقع القبيحه لهذه المدينه التي لاتعرف معنى النظافة اوالجمال... يطالعك في اول قدومك لهذا البلد....يستقبلك مطار كئيب متاكل مغطي بالغبار ...قبيح وقديم لا تبدو عليه اثار الطلاء ..وليس هناك اهتمام به او تجديده..مكسرة اركانه تغطي جدرانه لوحات قبيحة....انتظار العفش قد ياخذ ساعات في صالة واسعه بدون شاشات ترشدك ولا كراسي للانتظار..كانت الطامة الكبرى عندما احتجت للذهاب للتواليت لاجده طافحا لافحا برائحه لم استطع الصمود فخرجت ولغيت فكرة الدخول..وفضلت المعاناه كنت اعتقد انها حالة مؤقته وطارئه ولكن اكتشفت انها ازمة مستفحله ليس في مستوى الحمامات العامه بل في كل اوجه النظافه في هذه المدينه. في اليوم الثاني وانا في قلب العاصمه فوجئت انني انا في مدينة بلا حمامات عامه....وقد ارشدني احد الماره بتهذيب ووجهني الي اقرب مسجد لاستعمل حمامه...ولكنها كانت فكرة مجنونه..فالمنظر والروائح المنبعثه وانا على بعد 5امتار منعتني من التقدم. خرجت من المطار لاجد رتلا من سيارات الاجره القديمه التي تجاوزت الاربعين عاما وهي في حالة مزريه بلا تكييف ممزقة الاطراف..ومقاعد متاكله وقذره.... في طريقنا للفندق كانت رحلة شاقه ليس فقط من الازدحام ولكن من رداءة الشوارع المليئة بالحفر والمياه الراكده...واقسم اني صادقا في مساحات كثيره تعرى الطريق من الاسفلت او كنا نسبح في برك من الماء القذر الداكن اللون..لم اصدق هذا الكم من القذاره...لما اشاهده من قبل ولم يخطر على خيالي. انني احب الحبوانات عامة ولكن الخرطوم اشتهرت بنوعين ليس بيني وبينهم علاقه هم الذباب والباعوض الاول ملك النهار المسيطرعلى شوارع الخرطوم والاخر مسيطر على لياليها...فما اقسى نهار الخرطوم وانت تصارع ذبابها الذي يكسب جولته دوما ليحرمك من الاكل في الاماكن العامه..وباعوضها الذي سيقلق نومك مهما اغلقت عليه المنافذ. خرجت في اليوم الاول اتجول وهالني مارأيت من انتشار الاوساخ في كل نقطة وفي كل بقعة بل انك تجظ في شوارع السوق الرئيسي مغطاه تماما ببقايا الطعام الاوراق العلب الفارغه...وليس هناك فرقا بين الشوارع ومكبات القمامه...تلال وجبال من القمامة والقاذورات في خطوه..وروائح متعفنه ونفاذه تخنق الانفس والشوارع مليئة بالمياه الراكده وفضلات المحلات...وبعد فشلي في وجود حمام كما ذكرت سابقا رجعت لفندقي بعد سويعات قلائل. في اليوم الثاني لم اتعظ وفكرت في شراء بعض الفواكه...وقصدت سوق الفواكه المركزي..وليتني لم افعل فالسياره عبرت بنا مزالق من الشوارع الضيقه الغير مسفلته المليئه بالمياه الراكده تنبعث منها الروائح الكريهه....وعلمت ان بعضها من اثار امطار هطلت حيث هنالك لا يوجد تصريف بل تختلط بالعربات والغبار حتى تتبخر وفي طوال هذه المده تكون مرتعا خصبا للباعوض والذباب والروائح الكريهة النفاذه.في وسط هذه البركه الاسنه وجدت البائعين يفترشون الارض يضعون خرقة قذره اوصندوقا عليه بضاعتهم ويهشون جيوش الذباب.. ويتوقعونك ان تشتري منه...وطلب من سائق العربه ان يعود بي للفندق دون ان انزل او اشتري وكم استغرب وسط هذه التلال من القاذورات والروائح يشتري المواطنين حاجياتهم بكل اريحية وقبول في يومي الاخير قبل السفر أخذت جولة بالسياره حول المدينه وانا متأكد انني لن أجازف بالنزول..وحقيقة هالني هذه المستوى من القاذورات المنتشر في كل الاحياء ورغم ان جولتي كانت حول الاحياء الثريه..ولكن رغم وجود منازل فاخره في هذه الاحياء لكن شوارعها اكداسا من القاذورات وبركا من الاوحال..وروائح كريهة منبعثه من كل ناحيه. وانا في طريقي للمطار كنت فرحا بانتهاء هذا الكابوس... كنت واثقا انني لن ازور هذه المدينة مرة أخرى ماحييت.. وانني سانصح اصدقائي الا يقعوا في ما وقعت فيه... وانا على سلم الطائره كنت اتساءل كيف يستطيع الانسان ان يتعايش مع هذا المستوى من القذاره؟؟ كيف يحتمل هذه البرك الراكده؟ كيف يحتمل جيوش الذباب والباعوض المسيطره على حياته؟؟ كيف يحتمل مثل هذه الروائح المنبعثه والطعام المفروش على الارض واكداس القمامه في كل شارع؟؟ اعتقد ان كثرة التعامل مع هذا المستوى تجعل القذاره شيئا طبيعيا في نظر البشر. وهذا ما شاهدته في الخرطوم كيف استطاع الانسان في القرن والوحد وعشرين يعيش ويتعايش مع مستوى من القذاره فوق تخيل البشر وداعا الخرطوم يامدينة القاذورات اتمنى الا ازورك حتى ولو في الاحلام...... أين المسئولية وأين مبادئ الدين الاسلامي الذي يأمر بالنظافة لله درك ياوطن (منقول)
09-16-2017, 05:20 AM
جمال ود القوز جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
حبيبنا الدنقلاوي .. سيرناقمي .. هو يمكن قارن الموضوع بالسويد لكن حقيقة كلامه صحيح العاصمة كوم النفايات .. الله يصلح الحال .. في خبراء في التلفزيون سودانية 24 قالوا الحالة ميئوس منها لكن سمعت قالوا جابو شركة مغربية لغسيل الشوارع والعاملين بنات مغربيات ..
شكراً الدنقلاوي .. على نقل هذه المقالة .. لنعرف عاصمتنا في نظر الآخرين ..
09-17-2017, 09:32 PM
محمد البشرى الخضر محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
تحياتي الفاتح مر علينا المقال في احد قروبات الاصدقاء ومع الاتفاق على الحقائق التي اتى بها المقال كان شعور اغلب الزملاء ان الكاتب سوداني من عندينا وعامل حركة بي قصة الكتابة على لسان الخواجة
09-17-2017, 11:22 PM
Mohamed Mekki Mohamed Mekki
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 266
لا حول ولا قوة الا بالله سلام للجميع بكمية الوسخ دا وعقلية التخلص من الاوساخ بالطريقة دي تبقي اي دعوة للتغيير ليست اكتر من مجرد احلام و بكل اسف لا يمكن ان تتحقق ! اظنها بيئة وحاضن خصب جدا لتكاثر واستمرار حكم الكيزان بل كود فك شفرة السؤال (من اين اتي هؤلاء) اراهن ان التغيير وضمانات واشتراطات نجاحو تخبأ خلف حملات لنظافة البلد ونشر الفكر الصحيح للمحافظة علي البيئة. دي فضيحة كلنا نشترك فيها. بهذه الاوساخ لا يمكن للمجتمع ان ينتج ادوات تغيير واي اداة لا تضع التخلص من هذه الاوساخ احد اهدافها بشكل مباشر ل/مع المواطن فالتتبوء مقعدها والمواطن وسط اكوام الزبالة.منطق بسيط وخميرة ما حيجي نظام نظيف طالما البلد وسخان
اقترح ان تعلق صور الهزيمة هذي علي اي شاشة واي جدار واي حيطة بشوفها انسان سوداني.
هذه الاوساخ تهزم وبتحدٍ اي دعوة/نضال لا يتضمنها من ضمن مشروعه
09-18-2017, 12:59 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
حبيبنا حامد مع التحية إقتراحك تعليق الصورة ( شيء مهم )
كنا أنا وبعض الاخوان في نقاش في نفس الموضوع عن الاوساخ وثقافتنا الضعيفة في التعامل معها إشتد النقاش بيننا ونحن جلوس في قهوة كسلا في الهنداوية .. قام أحد الاخوان وهو عمران عكاشة من أبناء كرمة النزل ( ميكانيكي ) وأحضر كرتونه فارغه ووضع الكرتونه وسط رواد القهوة ونادى عليهم : ( يا جماعة ما في واحد يرمي كباية ورق أو اي حاجة في الواطة .. عشان الناس ما يقولوا السودانيين وسخانين ) وجلسنا نراقب فكانت صلاة مغرب ذهبنا إلى المسجد ورجعنا ثم صلاة العشاء وبعد العشاء وجدنا أن النفايات خارج الكرتونة أكثر من الضعف .. وعندها تمدد عبدالله على الكرسي لأنه كسب المعركة وصدق كلما قاله ..
فأصابني نوع من الاحباط ..
09-18-2017, 02:08 PM
حامد عبدالله حامد عبدالله
تاريخ التسجيل: 04-12-2014
مجموع المشاركات: 1326
تسلم حبيبنا المحترم جدا علي عبدالوهاب ويجدك انت وكل من تحب بخير
بالجد موضوع الاوساخ فضيحة كبيرة ما عارف لو الاجانب وناس الخارج شافو وسخنا دا باقي ليك يتعاطفو معانا في شنو في وسخنا ولا وسخنا الوسخ دا الوحيد المفروض يركبنا كمواطنين وشعب حكومتنا زبالة ونحن ما مقصرين مزبلنين ليها الوضع للاخر الصور دي لو لم تحرك ساكن فينا فتبا لنا نستاهل كل شئ
(عدل بواسطة حامد عبدالله on 09-18-2017, 03:15 PM) (عدل بواسطة حامد عبدالله on 09-19-2017, 04:18 PM)
09-20-2017, 07:00 AM
بدرالدين بابكر مصطفى بدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492
الحبيب بدرالدين مودتي .. صحيح كلامك .. كمان بعد البوستات الكثيرة دي الواحد بقى مهووس بهذه الممارسة
يوم أمس في جدة منتظرين خروج البنات من المدرسة وكنا ثلاثة سودانيين كالعادة ونسة وضحك لحين خروج البنات .. وطبعاً الايامات دي الجو حار جداً .. أخونا أخرج مناديل ورق وجفف العرق وبعد ذلك قذف المنديل أمام المدرسة وبصراحة الحتة كانت نظيفة .. عندها تحدثت معه وفي شكل مزاح خوفاً من الحرج : الناس بقولوا علينا سوادنه وما عارف .. خذ المناديل وأرميها في أقرب زبالة .. ما قصر أخذ المناديل وكان صندوق القمامة على بعد أمتار .. أظن يا بدرالدين هذا ليس تعمد ولكنها ممارسة لاشعورية وهي دي المشكلة .. لأنني عندنا نبهت الاخ لاحظت أنه شعر بنوع من الحرج والاسف ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الفاتح الدنقلاوى
جمال ود القوز
علي عبدالوهاب عثمان
محمد البشرى الخضر
Mohamed Mekki
سيف النصر محي الدين
حامد عبدالله
بدرالدين بابكر مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست