. . نجح الإستعمار الأجنبي في غرس بذور الفتنه و الضلال في جسد الأمم التي إكتوت بنيران إستعماره و إستغلاله لها خلال القرون السابع عشر و الثامن عشر و نهايات التاسع عشر . . و بينما كانت الأهداف ( المعلنه ) للإستعمار هي الإستفاده الماديه من خلال إستغلال الموارد التي تجود بها تلكم الأمم و البلدان المغلوب على أمرها ، و هذا ما نجده في إجتهادات المؤرخين و الأكاديمين المختصين الذين كتبو و أرخو لتلك الفترات المظلمه من تاريخ شعوبنا . . و لكن ما عجز عنه الأكاديمين و المختصين في توضيحه للأمم و الشعوب هو تلك الآثار السالبه التي وقعت على الشعوب جراء أسباب و دواعي الإستعمار الحقيقيه ، أو يمكن أن نسميها الأسباب الرئيسه للإستعمار . . منظومة ( الإستعمار المعرفي ) التي إنتهجت منهج التشكيل الوجداني للشعوب و الأمم ، و محو هويتها الدينيه و العرقيه و ذلك بتفريغ تلك الشعوب من أساسيات البناء المجتمعي و روابط الوحده ، و نظرة تلك الشعوب للمعاني الحقيقيه للحريه و التحرر التي تحفزها للمضي قدماً و المسير في دروب المجد و العليا و رفاهية الشعوب و تعليمها و معرفتها و إتخاذ قرارها بدون وصايه و إرتهان . . و ما لا يخفى على أحد إن الدين من أهم ركائز البناء المجتمعي ، و المحرك و الموجه للشعوب من خلال سماحة القيم و جميل الصفات ، و الإصابة فيه تكون مميته للدين و قاتله للشعوب التي تعتنقه . . و بذكاء يحسب للمستعمر ( الأجنبي) بعد فهمهم و علمهم إن الدين بالنسبه لشعوبنا دونه الفناء و الموت في سبيله ، فكان أن تم دس السم في دسم أحلام و طموحات تلك الشعوب من خلال صنع ( نهضه دينيه ) تستلهم قلوب الشباب و هممهم ، و لكن السؤال هو أي دين ؟؟؟ . لا يهم ... . فاللحى ، و الثوب القصير ، و المسبحه ، و الحجاب ، و علامة الصلاة و الشعارات البراقه ، و الشخصيه الزاهده شكلاً و التقيه مظهراً ، ليست من الدين بأي حال من الأحوال . . هذه الصفات لا تعدو إلا أن تكون ( بهارات ) و ( مكسبات طعم ) و ( منكهات ) و ( ألوان مسموح بها ) . . و لكن في ذات الوقت يجب أن تكون الوجبه الأساسيه ( نيئه ) بل يمكن أن تطبخ من ( لحم الميتة ) أو ما ( يهل به لغير الله ) . . المستعمر الأجنبي إستفاد من التاريخ لمعرفة من أين تؤكل كتف هذه الأمم . . برغم إن هذه الأمه تعيش على التاريخ و لكن في الحقيقه هي هوامش التاريخ و جنباته المظلمه ، و إهتمامهم ليس بغية إصلاح و دعوه ، و لكن بغية تباهي و في الحقيقة هو توهان . . للأسف التاريخ عند أمتنا هو كيف كان يقاتل ( حمزه ) ، و كيف ظللت الغمامه ( الرسول ) ، و كيف قتل الأسد المقاتل في أحد الغزوات بواسطة ( أحد الصحابة ) ، و كيف لآخر قتل فيل الفرس في ( القادسيه ) ، و ما هو لون ( عمامة أبا بكر ) ، و ما شكل ( ثوب عمر ) ، و ما وصف ( سيف علي ) إلخ ... ؟؟؟ . هذا هو التاريخ في نظر شعوبنا و غاية ما إستفادت منه أمتنا من التاريخ و يا لأسف التاريخ . . المستعمر كان يرى التاريخ بعين أخرى هي عين المتفحص الدارس المتعلم ، فعرف أسباب ( الفتنة الكبرى ) ، و إستوعب أسباب الإنتصارات الساحقه حتى بلغت الأمه الصين شرقاً و الاندلس غرباً ، و فهم نوعية الصراع بين ( بني أمية ) و ( بني العباس ) ، و تشبع تماماً بكيفية نشوء الجماعات الدينيه الشاذه المتطرفه في صدر الإسلام من ( قرامطه و حشاشين و خوارج الخ ... ) إلخ .... . المستعمر عرف تماماً إن ثقافة ( البدو ) هي الطاغيه على ثقافة ( الدين ) . . المستعمر عرف تماماً إن الإنحياز للدين لدى شعوبنا هو إنحياز عاطفي لا تسنده أي نقاط تفكير و تعقل . . المستعمر عرف تماماً إن شعوبنا تبني أمجادها بالاساطير و الخرافات و تعتمد علي الهوس و الوهم لتصديق أي شيئ . . ببساطه المستعمر يعرف كل شيئ عنا و نحن لا نعرف أي شيئ عن أنفسنا و من نكون و هذا قمة الإستلاب . . لهذا قام المستعمر بتشكيل تيارات سياسيه دينيه تحمل كل صفات البداوة و الهمجيه في أصلها و طباعها و لكن ألبسها ثوب فضفاض من رمزيات الدين و سلوك التدين العاطفي . . جماعات و تيارات سياسيه دينيه أول ما تسعى له هو إيجاد مخالفين لها و بهذا تكون قد هيأت التربه الصالحه لنمو فكرها القائم علي المقارنه بالآخر و المعايرة بأخلاق و تصرفات الآخرين من خلال صفوية و أنانيه و أنا زائفه لا يسندها فكر واثق و هذا يعود لنقص معرفي و بناء قائم بلا أصل تاريخي متين خالي من خزعبلات الموروث و إن كان خاضع لطفرات الحداثه الباهته . . جماعات و تيارات سياسيه دينيه لديها من الشعارات و الهتافات العاطفيه ما يطغى على الأفكار و الأفعال الإيجابيه . . جماعات و تيارات سياسيه دينيه هدفها الأساسي هو هدف ( مادي ) بحيث إن عينها على السلطه و يدها على السيف لتحقيق هدفها من خلال ( برغماتيه ) ينفونها صراحة و يتقبلونها في مجمل عطاءهم السياسي . . و كرسي السلطه ليس طمعاً في إصلاح أو تعمير أو تنمية ، بقدر ما إن الهدف هو شخصي و مصلحي بالدرجه الأولى يسنده فقه ( الأقربون أولى بالمعروف ) و هذا لعمري تفكير بدوي سمج أنى كان مصدره . . تيارات سياسيه دينيه تم تدجينها بمسميات ملغومه ، و لكنها مفرحه لذوي القلوب الواهنة فاقدة العقل مختلة الضمير . . فكانت ( النهضه الإسلاميه ) و ( الحركة الإسلاميه ) و ( الصحوه الإسلاميه ) و ( الدعوه الإسلاميه ) الخ ... . و نتسائل من هو المسلم ( لينهض و يتحرك و يصحو و يدعو ) ؟؟؟ . و ما هي الوسائل التي تجعله ( ينهض و يصحو و يتحرك و يدعو ) ؟؟؟ . و البائس حقاً أسماء تلكم التيارات ( حزب الله ، الإخوان المسلمين ، الإصلاح و النهضه ) إلخ ... . و تلك الأسماء دليل البحث عن الشقاق و التنافس في محيط الأمه . . ( حزب الله ) يبحث عن ( حزب الشيطان ) !!! . ( الإخوان المسلمين ) يبحثون عن ( إخوان الشياطين ) !!! . ( الإصلاح و النهضه ) يبحث عن ( الإذهاق و الغفوه ) !!! . ليتقاتلو جهاداً و يسيل الدم على حد السيوف معلناً الإنكفاء و الإنغلاق و الهمجية و الفساد في الأرض في أبشع صوره . . . و لا نريد أن نسترسل في التاريخ لنعرف كيف تكونت نواة الوهابيه و كيف إختارت مذهباً سلفياً يعادي التيار الشيعي . . و لا نريد أن نتحدث عن كيف قامت جماعة الأخوان المسلمين تحت كنف الوهابيه برغم إتخاذها لشكل ( حربائي ) يضمن لها العيش تحت كنف الوهابيه السنيه أو الرافضيه الشيعه ، متى ما دعى الأمر و كيفما إتفق . . و لا نريد الخوض في تعريف الشخصيات المريبه التي إنتهجت تلك المناهج و إدعت تلكم الأفكار ، و علاقتها بالمستعمر الأجنبي . . و حتى نكون أكثر موضوعيه نتسائل مرة أخرى ... . بعد أكثر من مائة عام على نشوء تلك الايدولجيات و التيارات الإسلاميه ما هي النتيجه الايجابيه على أرض الواقع ؟؟؟ . دعكم من ذلك و لنعود لزمان خروج المستعمر ماهي الدولة التي خرج منها المستعمر الأجنبي يجرجر أزيال الخيبه و الهزيمه بعد أن تصدى له التيار الإسلامي أو الحزب الإسلامي أو الجماعه الإسلاميه ؟؟؟ . أليس ذلك مريباً ؟؟؟ . للأسف أيها الساده ... . هذه التيارات أنشئت أصلاً لمزيد من الشقاق و التناحر و التشرذم الذي يصاحب وطننا !!! . هذه التيارات أنشئت ليظل الفرد بعيداً عن هموم وطنه ، و أحلام دنياه ، و رغبات و تطالعات أجياله . . هذه التيارات أنشئت ليظل الفرد متعلقاً بأوهام أجر و ثواب الآخره !!! . نعم هي أوهام و هوس ... . فطالما كان الفرد لم يفعل الخير لدنياه و يستظل به ، فكيف ينتظر وهم الآخره ؟؟؟ . لنعيد النظر كرتين و نتفحص الدول و الأوطان التي تتواجد بها هذه التيارات الإسلاميه ، و لا نستثني وطننا السودان الذي حكم من قبل هذه التيارات لأكثر من ثلاثون عاماً تارة تحت ظل سلطة الدمقراطية العرجاء و تارة تحت ظل سيادة حكم العسكر المستبد . . و نسأل أنفسنا مراراً و تكراراً إلى أين صارت بلادنا ، بل إلى أين صارت كل الدول التي تتحكم فيها هذه التيارات ؟؟؟ . و في محاوله بائسه سيحاولون الدفاع عن فكرتهم بالحديث عن تركيا و ماليزيا و أخيراً قطر !!! . يا ساده تركيا دوله علمانيه و تخضع لقوانين مدنيه حتى الآن ، و الأتراك قوم أصحاب حضارة و علم و هم متميزين حتى لو حكمهم الشيطان ، فالعبره بمن يعي الفكره و يأخذ ما يجنبه الهلاك و ليس بمن يحاول إقحامها عنوة في تسيير دولاب حياته . . و نفس الأمر بالنسبه لماليزيا و التيار الاسلامي فيها يقوده من يؤمن بالقوانين و ليس الشعارات . . أما قطر فهذه دوله قائمة على التلميع و البريق الإعلامي ، فلا هم إسلاميين بالمعنى السياسي للكلمه ، و لا هم متدينين بالمعنى الروحي للكلمه ، فقط قطر عباره عن دوله غنيه أرادت أخذ موقع تزاحم به دول العالم و لم تجد غير إختيار الشاذ ( خالف تذكر ) من خلال تبنيها لقضايا التيارات و المنظمات الاسلاميه التي لا وضعيه قانونيه لها إلا ما توصف به عالمياً ( الإرهاب ) . . الآن بعد كل هذه السنين إقتنع الإستعمار بأن التيارات السياسيه الإسلاميه التي أنشأها لتقهر شعوبها إن حكمت أو أن تذهق نجاح شعوبها إن هي سلكت طريق النماء ، و تغيبهم عن الواقع ، هذه التيارات أصبح خطرها أكثر شمولاً بحيث إنه تضرر منها بعد أن إستوعبت التيارات الإسلاميه بعض الأفكار المتطرفه ، و أصبح صوتها نشاذاً للحد الذي جعلها خارج سيطرة من صنعها . . لهذا بدء مشروع التخلص منها نهائياً .. . و للتساؤل الحر ... . أين تنظيم القاعده ؟؟؟ . و بعد معركة الموصل أين تنظيم داعش ؟؟؟ . و للإجابه على ذلك يجب أن ننظر للأمر بعين أكثر موضوعيه ... . إنهيار و نهاية التنظيم و التيار في موطنه ( مصر ) . . الآن الدور على الوهابيه و على الداعم المادي و المعنوي لتلك التيارات ... . الآن يتم تحريض المملكه السعوديه بإفتعال المشاكل و الهدف هو نشوب حرب إقليميه نتيجتها الحتميه هي سقوط معقل ( الوهابيه ) من جهه و تكسير آخر سبب قوة لتنظيمات الإخوان المسلمين في قطر . . كل ذلك يتم و الاستعمار لا يدفع و لا يشارك إلا بالرأي و الفكره و يدفع في الاتجاه الذي يجعل مراده أن يتم . . و الفارغون في غيهم يعمهون . . و النصيحه هنا نختم بها هذا المقال ... . حتى لا يفاجئنا الكولينال الإستعماري بتعيين تيار بديل جديد و حسب أهوائه و مصالحه ، لماذا لا نستبق الأحداث و ذلك بملء الفراغ الفكري السياسي بتيار وطني حر يقود هذه الأمه نحو مستقبل زاهر ؟؟؟ . الإقتراح موجه لقادة الفكر في أوطاننا ، و عليهم أن يعلمو إن كل المقترحات و البدائل القديمه لا تفي بالغرض ، فهي إما أن تكون قد قامت على العداء أو الولاء و هذا ما لا نبتغيه . . مع العلم إن زمن الانبياء قد ولى !!! . و إن الله لا ينصر أحد لمجرد إنه واهن ضعيف !!! . و من ينتظر المعجزات عليه أن يحترم عقولنا و يلتزم الصمت
07-27-2017, 10:18 PM
زهير عثمان حمد زهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273
مأزق الإسلام السياسي المعاصر وقيم العدالة والحرية والديمقراطية خالد يايموت تعود بين الفينة والأخرى للواجهة قضية الدين والقيم الإنسانية المتمثلة في العدالة والحرية والديمقراطية لتطرح سؤال ارتباط التيارات الإسلامية المعاصرة بمثل هذه القيم المستحدثة من الأديان الإبراهيمية. ومع انتقال هذه القيم من الجانب الأخلاقي إلى البنية المؤسساتية للدولة الحديثة ابتداءً من القرن الثالث عشر، عرفت ازدهار إنسانيا كبيرا بعد القرن السادس عشر الميلادي مع حركة الإصلاح الديني الأوروبي.
وعلى عكس ما يدونه الفكر العربي المعاصر المأزوم بالمركزية الغربية؛ ظلت النظرية والفلسفة السياسية الغربية مستحضرة ومعترفة بالانبثاق الديني للديمقراطية وتنظير العقائد فيما يخص العدالة والحرية، وظلت الأحزاب الدينية واحدة من المؤشرات الدالة على مركزية الدين والمرجعية الدينية في بناء مسلسل الديمقراطية والحرية والعدالة.
في ساحة الفعل السياسي المغربي والعربي اليوم؛ يلاحظ الباحث المتابع لخبرة الإسلاميين أن جرثومة الفصل بين الإسلام والديمقراطية والحرية والعدالة قد تسربت لبعض تيارات الإسلام السياسي ومنها حزب العدالة والتنمية المغربي.
وحري عن البيان أن هذا النوع من الفصل هو أخطر أنواع التَّعلمن المخترقة للتدين الحركي السياسي الإسلامي المعاصر، والذي يتستر وراء نظرة الدولة التسلطية للسياسة في ظل دولة غير مجتمعية؛ أي دولة غير تمثيلية للجماعة الجامعة للمجتمع.
ذلك أن عملية الفصل، بين القيم الدينية والقيم الإنسانية تقع باعتبارها متوالية تعتمد على مؤشرات المصلحة المتحركة بتحول الأحوال والوقائع. وبينما تسير مصلحة الدولة العربية التسلطية بشكل متناقض مع مصدري القيم الغيبية للإسلاميين ومع علو وأسبقية قيم الأمة على الجماعة والفرد المتحزب؛ تأتي عملية فصل القيم الدينية عن السلوك السياسي الحزبي الإسلامي، لتعقد مساومات لتدبير المصلحة المعطلة للعدالة والديمقراطية، وحصار مبدأ سمو وعلو القيم السياسية العليا للمجتمع.
مثل هذا الفصل باعتباره متوالية، حققته “الثورة الإسلامية” الإيرانية المزعومة، حيث حولت عملية الفصل الجارية منذ 1979، القيم الإسلامية العليا، إلى مجرد برنامج سياسي يقوده الجيش، ويحتل فيه الحرس الثوري مفاصل الدولة، ويمعن في حصار المجتمع بتوظيف رجال دين باعتبارهم خدما لنظام عسكري شديد التماسك ومحاط بهالة دينية برانية، يتقوى من خلالها الوالي الفقيه بالحرس الثوري باعتباره حامي الملة والدين والدولة.
نفس هذا المنحى استطاع عمر البشير تحقيقه بـ “الانقلاب الإسلامي” منذ 1989، حيث أصبحت عملية الفصل بين القيم والسلوك السياسي، منهجا للحكم وبناء المؤسسات؛ مما جعل من الدين والتدين ظاهرة عامة خاضعة لمصلحة السياسة الدنيوية. ورغم أن المتدينين يسيطرون على الدولة وإداراتها بالسودان، فإن عملية الفساد، والظلم الجماعي تزداد بشكل يحقق العلمنة السلوكية للدولة والنخب السياسية والاقتصادية القائدة للمجتمع السوداني.
إن التأمل في التجربتين السودانية والإيرانية، يجب أن يستحضر التجربة التركية الأردكانية المعاصرة، والتي قضمت المجموعات الدينية، وأرغمتها كرها على الدخول في خيمة الدولة أو التخلي عن تصوراتها. وهذا يدفع الباحث في الخبرة التاريخية للإسلام السياسي المعاصر للقول:
– إن ظاهرة التسلطية بالدولة العربية هي التي تقود الوجه الأخر لإحلال المصلحة الدولة السيالة شديدة التحول، محل الإيمان بقدرة الأمة والشعب، وأن الإسلاميين ينقلون سلوك الأنظمة من الدولة إلى تنظيماتهم الحزبية والجمعوية، بمبررات يجمعها مفهوم المصلحة، والحفاظ على المشاركة السياسية في المؤسسات الدستورية للنظام السياسي القائم. وهذا المنحى يهدد الإسلام السياسي بعملية تجاوز، ستقوم به الحركات الاجتماعية، عبر مسيرة نضجها، التي تعتمد على ظهور نخب وثقافة سياسية مجتمعية جديدة.
– إن الأحزاب والجماعات السياسية الإسلامية المعاصرة، إذا ما استمرت في وضع شعار المصلحة باعتباره مرتكزا للممارسة، فإنها ستصبح أداة قاهرة للأمة ستضاف للحكم العسكري والاستبداد السياسي السلطوي القائم؛ وستصبح القيم الدينية الإسلامية مناهضة لمطالب شعوب الأمة المتمثلة في العدالة والحرية والديمقراطية.
– إن هذا خطورة هذا المسار على المجتمعات العربية الإسلامية المعاصرة، يكمن في خلق مزيد من الحركات الإرهابية في الدول العربية، والتي ستستهدف بشكل أساسي الأحزاب السياسية الإسلامية السلمية والجماعات الدعوية المعتدلة؛ وسيكون رد فعل الإسلام السياسي الحزبي هو دعم الدخول في حرب أهلية دموية ضد الجماعات العنيفة الجديدة بدواعي ضمان الاستقرار السياسي، مصلحة الدولة والمجتمع.
عموما يمكن القول أن بعض أحزاب الإسلام السياسي المعاصر، ومنها العدالة والتنمية المغربي، تؤمن بالمشاركة السياسية ويطبع سلوكها الاعتدال اتجاه قيم الدولة والنظام السياسي. غير أن هذا الاعتدال لا يعني بالضرورة التصاق الأحزاب الإسلامية المعاصرة بالقيم الدينية الإنسانية، خاصة العدالة والحرية والديمقراطية، وهذا ما يجعل من الإسلام الحزبي السياسي ظاهرة غير بعيدة عن التسلطية والاستبداد العربي القديم والمعاصر؛ ويجعل من التيارات والحركات الاجتماعية، ونخبها الجديدة، بديلا شعبيا منافسا لتيارات الاستغلال الاستبدادي للدين في السياسة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة