ود الباوقة 23 July at 20:53 · الخرطوم (أمان) *لم أنزعج من حالة الرهق النفسي التي ضربت معنويات الناس مع سيول الشائعات المخدومة بعناية مؤخرا ، وهدفت لاظهار العاصمة القومية والسودان عموما كبلد يعيش أزمة امنية ، البعض أكمل بدايات جمل ونهايات احداث فصاغ منها فصولا مسرحية لم يعدم معها من يتبرع بإضافة سطر ، او يضيف فقرة او يستنطق شاهد عيان ، لم اكن جزعا بقدر ما كنت اعتب علي نجاعة الاحتواء الرسمي عبر المؤسسات ، إذ ضرب شي من الارتباك ردة الفعل التي صارت تتكيف مع التفسير (المطمئن) اكثر من رسم احداثيات واضحة لتنزيل الظاهرة ومحاصرتها فتحولت الشائعات الي كتلة لهب تتقافز من منطقة لاخري ومن وسيط لاخر وسط ركام وانقاض ظهر تحته صوت الحكومة في حجم الانين او الرد الخافت!* *وضح ان اليات المعالجة الرسمية تفتقر الي المرونة والمواكبة ، الكل ينتظر ان تدفع كل مؤسسة او جهة وتراجع الحضور الايجابي لصوت الوعي الجمعي من الناس والاخطر منه ان ركائز الثقة في الانساق والاشكال الحامية لهذا المجتمع طالتها تدافع امواج الهجمات الناقد فاحدثت (هدام) نخر اطراف شاطئ الامان الافتراضي الذي يقف الجميع علي ارضيته وهذا هو مكمن الخطر الذي يستوجب المعالجة كما انه النقطة المركزية التي تفسر مجهول هذا الصعود المضطرد لحمي التشكيك العام والسخرية الماحقة التي شكلت نهجا جديدا لم يك معتادا في تعاطي الجمهور مع طارئات الاحداث والظروف* *الحقيقة ان الواقع المعاش بعيدا عن تناسل القصص والمرويات يثبت ان سقف الامن العام في هذه البلاد عال قياسا علي المؤشرات العلمية المعرفة لحالة التوهان الامني والانفراط ، وحتي بفرضية صحة بعض الخزعبلات او الروايات المدعومة بهجين من رأس بلاغ وإسناد إضافات احاد ، حال افتراضنا ان الرواة محقون والسلطة تتحاشي الاقرار فانها تظل نسبة لا تذكر ولا يمكن باي حال إعتبار ان ما يجري يرقي ليكون وضعا كارثيا ، وهذا حتي في حال مقارنته بالوضع الجنائي علي النطاق الاقليمي عربيا وافريقيا فانه بقيد شهادة سلامة امنية للسودان تستحق الحمد والشكر ورفع القبعات للسلطات المعنية بحفظ ارواح الناس ومقدرات البلاد* *زرت قبل فترة ليست طويلة لدرجة أن اختام وثائق دخولي وخروجي لم تجف عاصمة في محيطنا الافريقي جنوب الجنوب القديم ، وصل موكبنا في حوالي السابعة مساء والشمس لها بقايا ضوء وبعض ملامح زوال ، وبعد بدقائق وجريا علي عادة لا افارقها في تحسس المدن وتلمس اثار دروبها وازقتها خرجت من الفندق - يقع في قلب العاصمة - وقصدت اكبر شوارعها الذي يحمل اسم زعيم افريقي مبجل ، ولم اخطو سوي أمتار الا وعاملة الاستقبال والمدير ومدير امن النزلاء ورجال شرطة يفزعون خلفي بالرجاءات ان توقف (اين تذهب) كانوا في جزع خلط انجليزتهم بادعية ونذور حتي ان ذعرت اذ توجست اني مطلوب وردت اليهم بشأنه (إشارة) ، توقفت لاهث الانفاس بغير عدو اسأل الله لطف المصاب حتي ادركوني يقبلون راسي واخمص قدمي ان اعود لان ذهابي في هذه الساعة لقلب المدينة قد يعرضني للضرب والسحل وفي احسن الاحوال قد اعود مسلوبا حتي من جواربي!* *ومثل اي سوداني ، يستفز ان يخوف ، شكرتهم ارد اليهم حرصهم ثناء وود ، وتمسكت بالتطواف وخرجت لكني عدت بعد دقائق ، مقر بالهزيمة ، مستسلما لراي الجماعة ، فمنذ اول خطوي احسست اني صيد (دهن) فتراجعت الي من نصحوني مكتفيا بفحص المدينة ، من علو بناء مقامي الشاهق ، ادلق بسمات السخرية من تمثال زعيم الديار الذي يقابل نافذتي ، عرفت ليلتها الفرق بين الخرطوم وجنة رضوان وجنان مدن تلمع لياليها بانوار النيون وبروق المطر الاستوائي ، لكن يقابل فيها مواطن او ضيف الا بقاسية النظرات والردود* *الخرطوم امان ، اشقها يوميا الي منتصف الليل ، حارات وازقة ، لا تخاف فيها سوي مطبات طرق الاسفلت التي اكلتها دابة الارض واوحال الخريف ونقص القادرين علي تمام الصيانة!* ... محمد حامد جمعة https://www.facebook.com/permalink.php؟story_fbid=10212749427506216andid=1103120703https://www.facebook.com/permalink.php؟story_fbid=10212749427506216andid=1103120703
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة