مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر "وين ماشي بينا ياسيدي؟"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2017, 10:40 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر "وين ماشي بينا ياسيدي؟"

    09:40 PM July, 07 2017

    سودانيز اون لاين
    طارق عبد الله-السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أين تكمن أهمية «قطر» بالضبط؟ ما الذى جعل صوتها عالياً وحضورها طاغياً ونفوذها يتخطى تاريخها وحدودها الجغرافية؟ لماذا تبدو لكل من يأتى على ذكرها -متفقاً أو مختلفاً- مثل كائن «مفتعل»، أو رأس من دون جسد يستند إليه، ومع ذلك يثير -هذا الكائن أو ذلك الرأس- كل هذه الأسئلة؟

    يقول المثل الدارج: «إن كل ذى عاهة جبار»، وعاهة «قطر» أنها بلا أى حيثية سياسية: لا إقليمياً ولا دولياً ولا حتى فى إطار محيطها المحلى.. أى بالقياس إلى جيرانها فى الخليج. لكنها رغم ذلك ابتكرت لنفسها حيثية ونفوذاً جعلا منها -خلال سنوات قليلة- نقطة التقاء مصالح ومكائد وخطط تقسيم و«مؤامرات كونية» ضد دولة عريقة وشاسعة ومؤثرة مثل مصر.. مصر التى تستطيع بسهولة أن تقول إن عمر مقهى «الفيشاوى» فى «حسينها» أقدم وأشد تأثيراً من كل دولة «قطر»!

    إلام تستند قطر فى تلك الحيثية وذلك النفوذ؟ إلى «غازها» أولاً، ثم إلى «جزيرتها» ثانياً، لكن الأهم هو تلك الشهوة الجامحة لدى عائلتها الحاكمة لتعويض عقدة نقص كامنة فى البنية السياسية والتاريخية لهذه الدولة. غير أن كل هذه المقومات لم تحقق لـ«قطر» سوى دور «سمسار» مصالح فى معادلة نفوذ جديدة، معادية للتراث السياسى والثقافى، الذى يفترض أنها تنتمى إليه.


    ما الذى يمكن أن تتوقعه من «سمسار» سوى أن يكون منحازاً، بل وعدائياً فى انحيازه لما يظن أن فيه إثباتاً لوجوده وتعويضاً لعقدة نقصه.. حتى إذا كان الأمر يتعلق بمصالح ومخططات قوى شريرة أكبر منه بكثير، تسعى إلى تفتيت أو تفكيك أو تدمير محيطه المحلى والإقليمى؟
    ما الذى يمكن أن تستثمر فيه دولة مثل قطر «غازها» إن لم يكن شراء الذمم والمواقف، وما الذى يمكن أن تروج له «جزيرتها» إن لم يكن خطابات تحريض وكراهية، ورسائل إعلامية تتنافى وأبسط قواعد المهنية واللياقة؟. لكن السؤال الأهم، الذى يعنينا، هو ما الذى نتوقعه من دولة تافهة سياسياً، قبلت وقبِل حكامها على أنفسهم أن يكتفوا بدور «السمسار» فى هذا المخطط الاستعمارى البغيض.. إن لم يكن «فساد جوف» هذا المخلوق وكثرة فضائح نظامه العشائرى الحاكم؟

    «قطر من الداخل»: يبدو هذا موضوعاً مغرياً فى ضوء ممارسات وتحالفات ومواقف قطر المخجلة والعدائية تجاه جيرانها وتجاه محيطها الإقليمى، والسؤال عن «الدوافع» يبدأ بالضرورة من قراءة وتفكيك بنية النظام الحاكم لقطر بكل ما فيه من تقلصات وانقلابات عشائرية، فضلاً عن توزيع الأدوار وتداولها بين عناصر قوة هذا النظام، سواء كانوا أفراداً من العائلة الحاكمة أو مؤسسات إعلامية مثل قناة «الجزيرة»، أو استثمارية عابرة للقارات. من هنا تأتى أهمية هذا الكتاب الذى وضعه الباحث السياسى التونسى، الدكتور «سامى الجلولى»، واختار له عنواناً استشرافياً بعامية خليجية هو «وين ماشى بينا سيدى».

    « وين ماشى بينا سيدى؟؟»

    استهل المؤلف كتابه المهم والمثير للفضول بتمهيد أقرب إلى رثاء لما وصل إليه حال العالم العربى من فوضى وتقتيل وعطالة باطنية وغباء سياسى، وأشار فى تمهيده إلى أننا نؤسس لعصر جديد، وليمته ذبائح بشرية ووقوده نفط، وحطبه أجساد خيرة شباب هذه الأمة.. «نعلم الصغير كيف نقتل، وننتشى بصورة الأشلاء التى تبث على التليفزيون تحت صيحات التكبير. هذا هو الدين الإسلامى فى نسخته الجديدة الذى يبشر به عصر الجماهير الجديد»!. ويختم «الجلولى» تمهيده مندداً بـ«تواطؤ» النظام القطرى مع بعض النافذين وأصحاب القرار السياسى والمالى.. «فى ظرف سنة واحدة سقطت أنظمة وشردت عائلات وسقط الآلاف من الضحايا، والهدف من كل هذا؟.. تحقيق الديمقراطية ونشرها بالوطن العربى».


    - آل ثانى

    تمرّد آل ثانى، ممثلين فى الشيخ قاسم بن محمد آل ثانى، على آل خليفة، مشايخ البحرين، بتواطؤ من الإنجليز، ودخلوا فى صراع مع حاكم البحرين، الشيخ محمد بن خليفة، والذى انتهى فى 12 سبتمبر سنة 1868م بتوقيع الشيخ محمد معاهدة تحت الإكراه مع الكولونيل «لويس بيلى» المقيم البريطانى فى الخليج، تم بمقتضاها الاعتراف بانفصال هذه المشيخة التى أصبحت تسمى «دولة قطر».
    لم يهنأ لآل خليفة البال حتى بعد تواطؤ الإنجليز معهم، فهم كعادة العرب تتوجس خيفة من العرب، فعملوا سنة 1871 على ربط علاقات حماية مع العثمانيين فى الأحساء لحمايتهم من اعتداء البحرين.

    بدأت الانقلابات فى مشيخة قطر عندما عين «حمد بن عبد الله آل ثانى» أخاه «على بن عبدالله آل ثانى» خلفاً له، لأنه أصلح من ابنه «خليفة»، لكن شقيقه «على» ترك الحكم لابنه «أحمد» ولم يُعِده لـ«ابن حمد» المسمى «خليفة بن محمد آل ثانى»، فأدى هذا التحول إلى نشوب سلسلة من الانقلابات العائلية، وعوض أن يُرجع «على» الحكم لابن أخيه سلمه لابنه «أحمد»، الذى قام بدوره بتعيين «خليفة» ولياً للعهد لجبر الخواطر، لكن «خليفة» رفض ذلك وقام بانقلاب عسكرى على «أحمد»، وقام بتوطيد حكمه بأن سلم مقاليد الدولة لأبنائه. كانت تلك هى البذرة التى قام عليها نظام الحكم، والتى أدت فيما بعد إلى انقلابات عائلية متكررة، تارة دموية، وتارة أخرى بيضاء كالثلج، لم يكن «خليفة» يعلم بأن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب، من ابنه البكر «حمد» سنة 1995، الذى بدوره -حمد- نجح من محاولة انقلابية فاشلة قام بها ابنه «جاسم» سنة 2009.

    موسم الهجرة إلى الشمال

    رواية للأديب السودانى «الطيب صالح»، استعار أهل النفوذ والسلطة فى قطر عنوانها لجعلها الفترة المناسبة للتخطيط لأعمالهم الانقلابية ضد الحاكم بأمره، وإن كان موسم الهجرة إلى الشمال فى رواية «صالح» يقصد به الهجرة للاطلاع على الآخر بما يحمله من مفاهيم وقيم مختلفة، فإنه فى الحالة القطرية يقصد به حزم الأمتعة صيفاً للتوجه نحو أعالى أوروبا هرباً من حر قطر الملتهب، الأغنياء منهم لا يكتوون بهذه الحرارة، فهى جُعلت فقط للعمالة من البنغال والهنود وللفقراء والمنبوذين من الشعب القطرى، أما صفوة القوم فلهم رب يحميهم، رب المال والنفوذ.
    غير أن الحاكمين بأمرهم فى قطر يغبطون حتى الذين لا يقدرون على دفع مصاريف موسم الهجرة إلى الشمال، فإن كانت أجسادهم فى الشمال فإن عقولهم وقلوبهم فى الجنوب خشية من الغدر والخيانة، شأنهم كشأن أى حاكم غير عادل يخاف من ظلمه للناس، ومن قطعة للرقاب وللأرزاق، فليس أخطر من أن يضيق العيش على معدم، وتضيق السبل بمنكسر الجناح.
    ميزة الانقلابات فى مشيخة قطر، أنه يبدأ التخطيط لها فى فصل الشتاء لتكتمل فصولها فى فصل الصيف، تقريباً لا يمر صيف دون الكشف عن محاولة انقلابية، الكثير منها يقع كتمانه رغم وجود قناة المخابرات «الجزيرة» على بعد أمتار فقط من المواقع المسترابة، مما يجعل من صيف قطر جحيماً فوق جحيم، وكأن الله أراد بالحاكمين بأمرهم فى المشيخة العذابَ فى الدنيا قبل الآخرة، لا يهنأ لهم بال، لا فى الشتاء ولا فى الصيف.

    تبدو مشيخة قطر بحجمها الصغير كقرية وديعة، وهى ككل دول الخليج العربى حارة جداً صيفاً، بما لا يسمح لأهلها بالبقاء فيها خلال أشهر القيظ، فتبدو شبه خالية إلا من العمالة الآسيوية الرخيصة والمغلوبة على أمرها، مما يساعد على أى تحرك عسكرى، لا يتحرك العسكر إلا عندما يخرج الأمير فى رحلته الصيفية، فهو وإن خرج يحمل معه ما ثقل من المتاع ومن الحجّاب والخدم، وكل الذين لا ينالون ثقته.
                  

07-07-2017, 10:41 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين م� (Re: طارق عبد الله)

    2 – المرأة التى هزت عرش قطر


    موزة بنت ناصر المسند، والدها واحد من أعيان قطر، كان معارضاً لحكم آل خليفة، تكبد والدها ناصر المسند، بسبب دفاعه عن حقوق أهل قطر، التضييق والسجن، واضطر إلى اختيار المنفى الاضطرارى عام 1964 متوجهاً إلى الكويت يصحبه آلاف القطريين من أتباعه ومحبيه، تعبيراً عن مكانة الرجل ومستوى التضامن مع ما يمثله من معارضة ومطالبة.

    كانت دعوته لكبار أهل قطر، ومنهم والده وآخرون، أن يقوموا بواجبهم، وأن يفاتحوا حاكم قطر ويصارحوه، مطالبين بحقوق أهل قطر والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات عامة، وفى الانتفاع من عائدات النفط تحديداً، كما يطالبون الحاكم بتطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية والمساواة أمام العدالة وفى القانون، ووقف حظر الهجرة وضبط عملية التجنيس، أسوة بما حققته دولة الكويت، وما تقدمه لمواطنيها فى ذلك الوقت من رعاية وحماية وخدمات اجتماعية ومساواة أمام القانون والمحاكم.

    قامت باعتقاله القوات القطرية سنة 1963 وبقى فى السجن إلى حدود سنة 1964، بعد أن توفى رفيقه «حمد العطية» فى السجن، أُطلق سراحه، واختار المنفى، فهاجر نحو الكويت، مما اضطر قبيلة «المهاندة» وأهل «الخور» و«الذخيرة» كلهم إلى أن يهاجروا مع ناصر المسند إلى الكويت عام 1964 بعد التضييقات الكبيرة التى يتعرض لها.

    ظل «ناصر» يناضل من الكويت، ويحث أتباعه على عدم التراجع عن مطالبهم، مما أقلق راحة النظام القطرى، بما يمثله «ناصر» من وزن فى الشأن القطرى العام. أمام عدم انكسار شوكته، ولإيجاد مصالحة شاملة وراديكالية، خاصة أن شوكة «ناصر» بدأت تقوى، فهو حر طليق بالكويت رغم ما قد يمثله من إحراج للسلطات الكويتية التى من مصلحتها حصول اتفاق بين «ناصر» و«خليفة» حتى لا تبقى فى إحراج بين نفوذ «ناصر» المعارض ونظام «خليفة» الرسمى، بدأ البحث عن طريق يحفظ ماء وجه الجميع، ولا شك فإن الطريق المثلى لمثل هذه العداوات هو طريق المصالحة عن طريق المصاهرة.

    لـ«ناصر المسند» فتاة يانعة، جميلة ورقيقة يمكن أن يزوجها حاكم قطر «خليفة» لابنه «حمد»، ستصبح هذه الفتاة مع مرور الوقت المرأة الحاكمة بأمرها فى قطر، والأكثر نفوذاً وتأثيراً فى العالم العربى، امرأة توفرت لها جل الإمكانيات المادية والمعرفية، شديدة الذكاء، عنيدة، محبة للتحدى وطموحة، كل هذه العوامل ستفتح لها طرقاً جديدة.

    سترسم سياسة جديدة براجماتية، قائمة أحياناً على النفعية المباشرة وأحياناً أخرى على الانتهازية المقيتة. امرأة لا ترحم أعداءها، تعرف كيف تفتك بهم، تقتنص الفرص فتحولها لبرامج ومشاريع خطيرة.. لإيقاف هذا الإبعاد ولإجراء مصالحة بين ناصر المسند وحاكم قطر، وقع تزويج «موزة» ابنة ناصر المسند بـ«حمد بن خليفة».

    فى الأصل، الشيخة موزة كانت ضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند والحاكم السابق «خليفة»، فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم، وتزويج ابنته من ابن الحاكم تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته فى مقابل نفوذ من نوع خاص.

    لم يكن تزويج «حمد» بـ«موزة المسند» إلا ليشكل انقلاباً فى حياة خاصة، وفى تاريخ المشيخة عامة، كانت صفقة الزواج بين «آل خليفة» و«آل المسند» صفقة سياسية بالدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد لطموحات «آل المسند» السياسية وتخفيف الضغوطات من والدها المعارض على نظام حكم خليفة آل ثانى، ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل أن ابنة خصمه ناصر المسند يمكن أن تدق المسمار الأخير فى نعشه وتجرده من حكمه فى وضح النهار وتحكم على بقائه منفياً بالخارج.

    لم تكن «موزة» أكثر من معادلة لتقريب وجهات النظر والقطع مع المعارضة فى بلد صغير جداً، عدد سكانه يحسب بالآلاف، كانت المعادلة لا تمنحها أكثر من مجرد زوجة ثانية للشيخ الصغير «حمد بن خليفة» الذى ارتبط ببنات عمومته -«حمد» متزوج من ثلاث نساء- وبدل أن تكون «موزة» مجرد رقم فى زوجات «حمد» ومثلما كان الهدف الأساسى من زواجها متمثلاً فى الإنجاب والإكثار من النسل، اختارت «موزة» أن يكون لها رأى آخر غير الذى وقع رسمه.

    تتميز «موزة» بذكاء حاد، امرأة عصرية وتسلطية تسعى للحكم ولفرض الرأى. متعطشة للسلطة وللسلطان.

    لكن مساعى «موزة» وزوجها سوف تصطدم بحقائق التاريخ، خاصة أن المشيخة بتكوينها الحالى كانت خطأ جسيماً تواطؤ فيه النظام البريطانى الذى عمل على تجزئة المنطقة، إضافة إلى أن تاريخ قطر الحديث لم يعرف استقراراً سياسياً حيث مثل التكالب والصراع على الحكم أهم ميزة.

    لم تعرف قطر استقراراً بين أبناء نفس العائلة الحاكمة وهذا ما جعل البلاد تغرق فى وحل الدسائس والمؤامرات، تداخلت فيها فضائح أخلاقية ومالية وجنسية وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة، وغدر بالمحارم توّجها الحاكم الحالى الشيخ حمد الذى طرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعتاش على الهبات فى السعودية وغيرها من دول الخليج.

    لم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن تتطور المصالحة إلى درجة تصبح فيها الصفقة «موزة» هى الحاكم الفعلى فى قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب أبيض أطاح بالشيخ الأب «خليفة» بل وأطاح فيما بعد بأولاد زوجها «حمد» من زوجته الأولى مريم بنت محمد آل ثانى.

    لم تقتنع الشيخة موزة بأن تكون مجرد زوجة ولى العهد أو أن تعيش على الهامش وسط ثلاث نساء لا يقتسمن معها حلم السيدة الأولى فقط، وإنما يسبقنها فى شرعية السلطة لأبنائهن، وضع موزة كزوجة ثانية بين ثلاث زوجات ليس أبنائها حظ فى الخلافة، كما أنه ليس لها حظ فى أن تكون امرأة التغيير، ما ميز الشيخة موزة أنها كانت الأقرب إلى قلب زوجها وأكثرهن فطنة وحيلة من بين زوجاته، حيث نجحت فى تأليب «حمد» الطامح بخلافة والده وعملت على إيقاظ نار السلطة والنفوذ فيه، وأن يسبق أبناء عمومته الذين بدأت شوكتهم فى التعاظم، حيث تجلى ذلك جيداً فى مجاهرتهم فى المطالبة بالحكم، فحركت فيه غرائز السلطة فهمّ بالإسراع للاستيلاء على الحكم من أبيه، خاصة أنه تناء إلى علمه بأن والده يحضر لدعوة أخيه من الخارج لتسليمه مقاليد السلطة.

    لقد اجتمعت العديد من المتناقضات لتصب كلها فى مصلحة الشيخة موزة، سيتحقق هدف زواجها الذى كان من الأساس الاستيلاء على الحكم والثأر لوالدها.

    ألم نحرق القائدة البربرية الكاهنة تونس حتى لا ينعم بخيراتها الفاتحون الجدد؟ ألم تحرق عليسة حاكمة قرطاج نفسَها وأبناءها عندما خسرت المجد والسلطان؟
    استطاع والد «موزة» الثأر من والد «حمد» عن طريق ابنته، عن طريقها استطاع الحصول على نفوذ لم يكن يحلم به من قبل، فلم ينسَ ناصر المسند التنكيل وأساليب الاضطهاد التى مورست عليه وعلى ذويه وأتباعه فى عهد والد «حمد» وجعلهم يعيشون فى الشتات.

    استطاع ناصر المسند الانتقام من الشيخ خليفة وجعله يعيش بدوره فى الشتات، لقد كانت ضربة مدوية لعبت فيها الشيخة موزة وزوجها «حمد» دوراً حاسماً، فليس أكثر جرحاً وإيلاماً من عقوق الوالدين، كعادة جل المخططين البارعين يديرون كل شىء من وراء الستائر، تمسك الشيخة موزة فقط بخيوط الماريونات توجهها أينما تشاء ووقت ما تشاء، فكان لها ما أرادت، استراحت من «خليفة» ونصبت زوجها «حمد»، أوغرت صدره ضد نسائه الأخريات وضد ولى عهده «مشعل» من زوجته مريم بنت محمد آل ثانى، فكان لها ما أرادت فعُزل ولى العهد ووضح تحت الإقامة الجبرية رفقة أخيه «فهد».

    حمد بن جاسم أول من بارك الانقلاب وكان متواطئاً فيه، وهو من يحكم فعلياً فى قطر رفقة الشيخة «موزة»، الشىء الذى يجعل ابن أخته الأمير «حمد» كثير الشك به، غير ذى ثقة، فكيف يمكن الارتياح لشخص باع زوج أخته لصالح ابنها، ميزة الانقلابيين والمتواطئين أنهم يجتمعون حول الشك والريبة وعدم اطمئنان كل للآخر، لا يمكن لـ«حمد» السفر خارج قطر إلا وخاله «حمد» فى صحبته، ينتظر منه أن يغدر به، ولذلك فهو يصحبه فى كل رحلاته خارج قطر، خاصة الصيفية منها، وذلك خوفاً من أن يقود انقلاباً ضده أحمد بن جاسم، رجل متحدث لبق له العديد من العلاقات خارج قطر مع مؤسسات وحكومات وأشخاص نافذين فى عالم المال والسياسة والسلطة، وهذا ما يثير الحنق لدى «حمد».

    يكتوى الأمير حمد بن خليفة بنارين: فمن جهة لا يمكنه الاستغناء على إمكانيات خاله فهو المحنك والسياسى والدبلوماسى الخطير والمهندس الفعلى للسياسة الخارجية القطرية، ومن جهة أخرى يحتاط من إمكانياته الكبيرة وطموحه العنيف الذى قد يقوده إلى الانقلاب على «حمد» وافتكاك الحكم منه.

    بعد نجاح «موزة» فى تثبيت زوجها «حمد» فى الحكم، ستمر للمرحلة الموالية وهى تنصيب ابنها «جاسم» ولياً للعهد، وذلك بإيغال صدر «حمد» على ابنه «مشعل» من الزوجة الأولى، لقد كان لموقع الشيخة موزة فى القصر أن مكنها من الاطلاع بالاهتمام الكبير الذى يوليه الجد «خليفة» بحفيده مشعل، وهو ابن من الزوجة الأولى لـ«حمد» على اعتباره الحاكم القادم، خصوصاً أن زوجها «حمد» مصاب بقصور كلوى مما يقلل من فرص التوريث الذى تسعى إليه الشيخة موزة، فكان لزاماً عليها المسارعة بالتخطيط والتنفيذ قبل حصول أى مكروه لزوجها فتضيع بذلك الفرصة من يدها إلى الأبد، ولن يصير لها أن تصبح كاهنة أو حاكمة.

    لكى يبعدوا «مشعل» عن ولاية العهد، وقع الاهتداء إلى نعته بالمختل حتى يثبتوا عدم أهليته للحكم، كان لزاماً على «حمد» أن يحسم الأمر فى تنصيب ابنه «جاسم»، لم يمنع إقصاء ولى العهد «مشعل» من إمكانية الحكم وتنصيب ابنها «جاسم» مكانه من أن يحد من تثبيت مركزها داخل البلاط الأميرى، فعملت «موزة» على تقوية علاقاتها فى أوساط الأسرة الحاكمة حتى تضمن المشيخة لابنها، خاصة أن زوجها يعانى من قصور كلوى، بالإضافة إلى أن للشيخ الصغير أكثر من متربص يتحين الفرصة للانقضاض عليه، فأخواه «مشعل» و«فهد» من زوجة «حمد» الأولى يطلبان المشيخة لأنفسهما وعمه القوى الشيخ عبدالله يرى نفسه أحق بولاية العهد، وحمد بن جاسم لا يخفى حلمه بحكم قطر، فالعصر عصر الثورات وهو المسيطر على اقتصادها، لذا فتحت الشيخة موزة نافذة على واشنطن لتبارك هذا الاختيار وتزكيه وتدعم ابنها الصغير فى أول زيارة قام بها إلى أمريكا بعد أن تولى ولاية العهد، قيل يومها إن الشيخة تحاول أن تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة تخرج دون محرم ولا تضع العباءة والنقاب وهى مثال للمرأة التى يمكن أن تكون صديقاً وفياً للأمريكان والفرنسيين.
    سريعاً ما جاء الرد الأمريكى جريئاً ومشجعاً أمام حزمة من الامتيازات التى لم يقدر الأمريكان على رفضها، قدمت وزوجها قاعدة عسكرية دائمة ومطاراً وخدمات لوجيستية فى الخليج لم يكن الأمريكان ليحلموا بها.

    عمل النظام الأمريكى على إيلاء زيارة ابن موزة مكانة مرموقة وقوبلت فى واشنطن باهتمام خاص من قِبل أجهزة الإعلام لرغبة هذه الأجهزة فى معرفة خبايا الشيخ الصغير والدور الذى لعبه فى عملية تنحية جده الشيخ خليفة وتنحية أخويه الأكبر منه سناً من منصب ولاية العهد بل وإشرافه شخصياً على وضعهما قيد الإقامة الجبرية فى الدوحة بعد اتهامهما بالتورط فى محاولة الانقلاب التى استهدفت إرجاع جدهما الشيخ «خليفة» إلى الحكم.
                  

07-07-2017, 10:43 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    3 – من هو حمد بن خليفة آل ثانى؟

    الشيخ حمد أكبر أولاد «خليفة»، كان أقلهم اهتماماً بدراسته وتعليمه، أكمل دراسته الثانوية بصعوبة بالغة وبتدخل أميرى حيث كان ضعيفاً جداً فى الرياضيات وفى الفلسفة وفى الجغرافيا وفى التاريخ، كان عوض أن يمشى للمدرسة ليتعلم ما قد يفيده فى حكمه فإنه يقضيه فى الجلوس عند بيت أصدقائه من التلامذة يجتمعون على نظم الشعر البدوى وأكل «الثريد» و«المضروبة» كما كان محباً للحلويات كـ«الخنفروش». «الثريد» أكلة شعبية قطرية تتكون من الخبز المغموس فى مرق اللحم، «والمضروبة» وهى كذلك أكلة شعبية قوامها الطحين والسمك المملح.

    أرسل الشيخ حمد إلى كلية ساندهيرست العسكرية ببريطانيا، لم ينهِ دراسته فى الكلية المذكورة ففصل منها بعد 9 أشهر إلا أنه عاد إلى قطر برتبة جنرال فأصبح قائداً للجيش ثم ولياً للعهد سنة 1971.

    الثلاثاء 27 يونيو 1995، الطقس حار والسماء مغبرة.

    العواصف الرملية كثيراً ما تلوث صيف قطر. ثمة شىء ما ينذر بحدوث الأسوأ. تطيّر الشيخ خليفة من هذا اليوم. فقد عرف عنه عدم التشاؤم، محب للمرح والمزحة الخفيفة. كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى سويسرا فى رحلة استجمام كعادة شيوخ ومترفى دول الخليج خلال فصل الصيف. يهربون من الحر والقيظ لطقس أوروبا المنعش.

    أُجرى للأمير حفل وداع فى مطار الدوحة. ينحنى «حمد» مثلما تقتضيه المراسم الأميرية ليقبّل يد والده أمام عدسات التليفزيون. قُبلة كانت طابعاً وختماً وقّع به «حمد» صكاً قلب تاريخ الإمارة وسيقلب مستقبل أنظمة عربية. وقتها كان «حمد» قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم.

    صبيحة ذلك اليوم المشؤوم، بعد أن اطمأن الجميع من مغادرة طائرة الشيخ خليفة الأجواء القطرية وحلقت بعيداً، قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد. وعرض التليفزيون صوراً لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ «حمد» خلفاً لأبيه.

    وفق بعض الشيوخ الذين حضروا ذكروا فى مجالسهم الخاصة أنه وقع التغرير بهم وإيهامهم بأن «حمد» دعاهم للتسليم عليه لا ليباركوا انقلابه الأبيض. بلع الشيوخ الطعم. فـ«حمد» قد خدعهم عن بكرة أبيهم رفقة معاونيه الذين قاموا بتركيب جميع الصور دون صوت. الشىء الذى دفع مجلة «روزاليوسف» المصرية إلى وصف الانقلاب بأنه «انقلاب تليفزيونى».

    تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصاً من المقربين للشيخ الأب «خليفة» وتم الزج بهم فى سجن دائرة «بوهامور»، كانت تلك هى بداية الانهيار الجديد فى الأسرة الحاكمة.

    سنعرف لاحقاً سنة 2011 كيف سيقوم «حمد» بتصدير فكرة الانقلابات التليفزيونية إلى الخارج، فعن طريق الصور المركبة التى بثتها وتبثها قناة «الجزيرة» استطاع حمد إيهام العالم بوجود مجازر بليبيا وبسقوط مدن ومراكز قرار وفعلاً نجح فى ذلك، لا شك أن حمد متأثر جداً بالأفلام الهوليوودية فمثل تلك الأشياء تتطلب سيناريوهات كبيرة ودقيقة لا تحتمل الأخطاء، ولـ«حمد» السبق فى تجربة الانقلابات التليفزيونية منذ 1995.

    لكى يقنع الرأى العام المحلى والإقليمى بشرعية انقلابه على أبيه، اتهم «حمد» والده بأنه سلك سياسة تقرب وانحياز لإيران التى تعادى دول الخليج العربى، وأن والده كان بصدد شراء المياه من إيران لتزويد قطر بها، كما أن والده يقود إصلاحاً بطيئاً جداً لا يجارى الإمكانات المادية والثروات الطبيعية التى تتحكم عليها الدولة.

    فى الواقع أراد الشيخ خليفة بن حمد «وهو الأمير المخلوع» إقامة توازن فى العلاقات بين المملكة العربية السعودية وبين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، كان الانفتاح القطرى على إيران يهدد مصالح إسرائيل. فطالما ثمة انفتاح عربى نحو إيران فإنه وفق وجهة نظر إسرائيل تقلص لفرص السلام وتهديد لوجودها وأمنها.

    وفق كثير من الروايات ساندت إسرائيل حمد بن خليفة فى انقلابه على والده. كان حمد بن جاسم بن جبر هو صلة الوصل بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة ولى العهد حمد بن خليفة من جهة أخرى. فالأخبار الواردة عن اكتشاف حقول غاز هائلة لا يمكن أن تبقى فى يد نظام بدأ فى نسج تحالفات مع إيران الشىء الذى سيزيد من تقوية شوكتها.

    لقد رفضت أغلب دول الخليج ما أتاه «حمد» فى حق أبيه من جور واستيلائه على الحكم دون وجه شرعى. حرّك الشيخ زايد رئيس الإمارات جيشاً من قبائل العيديد وذلك لدك قطر برّاً وجوّاً لاسترداد شرعية الأب خليفة المغدور به من جهة، وكى لا يتحول ما أتاه حمد إلى عرف فى منطقة الخليج حتى لا يتشجع آخرون على القيام بانقلابات ضد حكامهم.

    الطبخة جاهزة وتنتظر الأوامر. لم تتحرك الجيوش فى حين لزمت الطائرات مكانها. جاءت ساعة الحسم. تدخلت أمريكا لتقول للشيخ زايد بأن هذا شأن أمريكى بالبلاد وعليه ليس العدول عن قراره فحسب وإنما تسليم كل القادة القطريين الفارّين بأبوظبى فكان لهم ما أرادوا.

    لضمان حكمه وتثبيته اقتسم «حمد» الكعكة مع جل الذين شاركوه الانقلاب. فمنح رئاسة الوزراء لعبدالله ونصّب خاله وزيراً للخارجية وهو الأمر الذى دفع مجلة «روزاليوسف» إلى القول: «لقد وصل الملك لير إلى الدوحة» والملك «لير» هو بطل إحدى مسرحيات «شكسبير» وتقوم المسرحية المذكورة على الخيانات والغدر فى أوساط العائلة الواحدة.

    وإذا كان الانقلاب التليفزيونى فى قطر قد نجح فى إيصال الشيخ حمد إلى حكم المشيخة إلا أن رفض الأب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة كشف النقاب عن الكثير من أسرار الحكم فى مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والإقليمية. لم يكن هذا الرفض من والده المغدور به بل من والدته زوجة الشيخ المعزول خليفة التى أصدرت بياناً داخلياً فى أوساط العائلة ووزعته من مقر إقامتها آنذاك فى أبوظبى أعلنت فيه براءتها من أخيها حمد بن جاسم ومن ولديها عبدالله ومحمد اللذين انضما إلى أخيهما حمد فى الانقلاب على أبيه بعد أن وزّع الكعكة على الجميع.

    حارب «حمد» والده وخصومه ببيان وثائق تثبت أن عائدات النفط تذهب بالكامل إلى حساب شخصى باسم والده الأمير -حوالى عشرة مليارات دولار- وأن أقل من عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والأجهزة الخدماتية فيها.. وتبين أيضاً أن للأمير حصة معلومة فى جميع الشركات والمؤسسات العاملة فى المشيخة، وأن جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب إلى الأمير وأولاده.

    هذه الأسرار خرجت إلى العلن بعد أن قام الابن بالطلب رسمياً من البنوك السويسرية بالحجر على أموال أبيه على اعتبار أنها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الأبواب المغلقة وبوساطات عربية بعد تعهد الأب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة أو الاتصال بمؤيديه فى الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا آنذاك يقيمون فى هيلتون أبوظبى إلى المخابرات القطرية وخروج الأمير المخلوع من أبوظبى.

    فبراير 1996، هذه المرة لم يكن تاريخ الانقلاب مطابقاً لموسم الانقلابات الناجحة. لهذا فشل. أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة رفقة أكثر من 110 متهمين أغلبهم من قبيلة «مرى» التى تعاطفت مع الأمير المخلوع «خليفة» كما تورط فى هذه المحاولة مصريان وسعوديان وبحرينى وثلاثة فلسطينيين وتنزانى وسريلانكى.

    ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل أو بآخر فيها انتصاراً لجدهم، لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه «إسلامى متطرف» وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية. وقيل يومها إن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى تمهد لولديها «جاسم» و«تميم» الطريق نحو البلاط الأميرى.

    وهذا ما كان، حيث أعلن فى أكتوبر عام 1996 عن تعيين جاسم بن حمد ولياً للعهد وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو -مثل أبيه- تخرج فى كلية ساندهيرست فى بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوى العادى.

    سنة 1997 تصالح «حمد» مع والده الذى اختار العيش بفرنسا بعد أن غنم هو الآخر من مال المشيخة ما يجعله «غنياً فوق العادى» شرط عدم التدخل فى الشئون الداخلية القطرية أو ممارسة أى عمل سياسى له علاقة بالشأن القطرى.

    عاش «الأمير الوالد المخلوع» متنقلاً بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا قبل أن يعود إلى الدوحة سنة 2005 للمشاركة فى تشييع جنازة إحدى زوجاته التى توفيت فى الدوحة، ومنذ ذلك الحين نال اللقب الرمزى «الأمير الوالد» لكنه غاب تماماً عن الأضواء دون أى أخبار عنه رغم وجوده فى الدوحة، فى ظل تسريبات تقول إنه قيد الإقامة الجبرية، ومعلومات أخرى تقول إنه فى أحد المراكز الطبية فى الدوحة ويعانى من أمراض شيخوخة متفاقمة.
                  

07-07-2017, 10:44 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    4 – «جاسم» فى حضرة شيخه


    كان الطفل «جاسم» على غير عادة الأطفال الأشقياء الذين يمزقون الكراريس ويلوثون ثيابهم بالحبر وطباشير الألواح. لعل الورع المزيف لشيخه قد بعث فيه السكينة لحين وسيكون دماراً عليه فى ما بعد بحكم تربية غير متوازنة ستقضى على ولايته للعرش.

    كان الطفل «جاسم» مستمراً أمام شيخه فى استماع لدروس دينية غاية فى التشدد وعوض أن يتلقن الطفل تربية دينية رفقة أترابه بالمدارس العامة حتى يحدث له توازن بيئى وعقلى ونفسى فإنه وقع تخصيص جناح بالقصر الأميرى لشيخ متزلف ومرتزق كان هدفه الأساسى شحنه قدر الإمكان بأفكار موغلة فى المناهج المذهبية التى تجد لها مكاناً خصباً فى بعض دول الخليج. وكان من الحظ العاثر للطفل جاسم أن درس الدين على يد واحد من أكبر المتاجرين بالدين والموغلين فى التطرف الفكرى، وثبت بالحجة أثناء قيام الثورات العربية الأخيرة أنه يحرض الناس على القيام ضد أولى الأمر وزرع الفتن والتقاتل فيما بينهم، وكأن فى قطر لا يوجد هناك أولو أمر ولا شباب ليثور.


    القرضاوى «معلماً»

    لم يكن معلم الطفل «جاسم» إلا الشيخ الذى لا يشق له غبار فى الفتاوى الجائرة، حرق الأمصار وخلاء الديار، درس الشاب الصغير جاسم الدين على يد رئيس المجلس العالمى للإخوان المسلمين يوسف القرضاوى الذى خصص له الشيخ حمد بن خليفة جناحاً خاصاً فى القصر الأميرى لتدريس أبنائه العلوم الدينية، ومَنحَه الجنسية القطرية وأعطاه جواز سفر خاصاً وخصص له راتب وزير وأوصى بمعاملته فى كل الدوائر الحكومية كأحد أفراد الأسرة الحاكمة.

    اتجه «جاسم» نحو التشدد أكثر من إخوته، لكنه لم يعد يكتفى بمفاهيم «القرضاوى» المتبدلة. فلم يعد له ميل لمفتى البلاط الذى يفسر ويبدل الدين حسب أهواء السلطان. أحس الفتى «جاسم» بأن تكليف «القرضاوى» بتدريسه لم يكن الهدف منه إلا جعله داخل الملعب لا خارجه. فـ«القرضاوى» مفتى البلاط مهمته خدمة العائلة لتأمين الحكم والحفاظ على الطاعة والولاء.

    تأثر «جاسم» بخطابات سلفيين وتفسيرات متشددين فى الدوحة غير راضين بحكم والده وغير قانعين بتصرفات والدته الذين يرون فى تصرفاتها خروجاً عن نواميس وعادات البيئة الخليجية.

    تزامن تقارب «جاسم» والخطاب السلفى مع تصاعد المناخ المتطرف الذى وجد فى أفغانستان أرضاً خصبة لإقامة أول إمارة إسلاموية فى التاريخ الحديث، ومعسكراً لتدريب الشباب المغرر به أو المتحمس لقتال أهله ومجتمعه وبلده. مثلما حصل ويحصل فى بلاد عربية وإسلامية عديدة.

    بدا تأثر «جاسم» بهذه الثقافة الجديدة بإحاطة نفسه بفقهاء ومدرسين من مشايخ السلفية من دعوية وجهادية كوّنوا حلقة تثقيفية فاتخذ اتجاهاً فكرياً سلفياً متشدداً بدأت تظهر آثاره على سلوكه وحياته اليومية، وعلاقته بأسرته، خاصة والده حمد بن خليفة ووالدته موزة المسند. لم تكن هذه الدروس فى واقع الأمر إلا تحريضية. فلقد أراد المشايخ إعادة فتح قطر من جديد. فهم يرون فى حال قطر تفسخاً أخلاقياً كبيراً ووجدوا فى الابن «جاسم» الوسيلة المثلى للتغيير.

    بدأ «جاسم» يجهر بآرائه السياسية الرافضة لسياسة والده القريبة لإسرائيل وأمريكا.
    وسياسة «الجزيرة» المشبوهة فى التهليل والتطبيل لحزب الله ولإيران وما يفعلانه فى لبنان والعراق. حدث أن طلب «حمد» من ابنه «جاسم» مرافقته لزيارة لبنان بعد عدوان إسرائيل عليه سنة 2006. فرفض «جاسم» الذهاب إلى هناك سائلاً والده كيف يمكنه الوصول إلى لبنان والحال أن الأجواء مراقبة من طرف سلاح الجو الإسرائيلى، قائلاً له: «إلا إذا حصلت على إذن فى ذلك».

    أحس المجلس العائلى بالخطر المحدق سيما مع تواتر التقارير عن انحرافات «جاسم» الخطيرة التى لا تنبئ بحسن العواقب. لم يكن أمام «موزة» و«حمد» إلا التصرف قبل أن تقع الفأس فى الرأس ويستولى الطفل على الحكم وما قد ينجر عنه من انحرافات قد تكون مدمرة لقطر نفسها. ففكره متشدد والعصبية الانقلابية مكوّن من مكونات الحكم القطرى. بسرعة كبيرة وقع تجريد «جاسم» من ولاية العهد وتعيين أخيه «تميم» ولياً للعهد.


    انقلاب عسكرى أم عائلى؟

    بدأ التذمّر فعليّاً من سياسة الابن جاسم وأصبح يمثل عبئاً على البلاط الأميرى وكان لا بد من إبعاده تماماً عن دوائر النفوذ وإراحة رأس البعض من المنتفعين بأوضاع القصر لتعزيز مواقعهم أو للحصول على تكريمات وترقيات أو كذلك لفرض توازنات داخلية جديدة بين قيادات أسرة آل ثانى والتخلص السلمى من «جاسم» وظهرت الفكرة بتسريب إشاعة مفادها أن «جاسم» يستعد للانقلاب على أبيه.

    وصلت إلى مسامع القصر الأميرى وأجهزة الأمن فى الدوحة تحركات متطورة فى سلوك وأعمال الشيخ جاسم بين تحريض سياسى وتحرك شبه عسكرى وحيازة أسلحة لمجموعات محسوبة على الشيخ جاسم أو محيطه.

    تصاعدت الأخبار التى وصلت إلى حمد بن خليفة حتى قيل إن الشيخ جاسم ينوى القيام بعمل ما ضده وإنه على أهبة الاستعداد. استنفر «حمد» جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية لتطويق الدوحة. فانتشر الجيش والشرطة فى مداخل ومخارج الدوحة وفى جميع المرافق الاستراتيجية للدولة حول القصر الأميرى ووزارات السيادة ومبنى الإذاعة والتليفزيون.

    الغريب فى الأمر أن إزاحة «جاسم» من ولاية العهد لم تكن وفق مرسوم أميرى يعلن فيه اكتشاف عملية الانقلاب، فقطر مهووسة بكلمة انقلاب ثم إن السلطة القطرية أرادت إفضاء صيغة الأمر العادى حتى يظهر للرأى العام بأنه شأن روتينى وحتى يسهل هضمه فهذا على الأقل ما ذكرته قناة «الجزيرة» قبل حدوث قرار العزل بأنّ «هناك اتجاهاً لإجراء تغيير فى ولاية العهد القطرى..».

    بعد ساعات صدر مرسوم أميرى جاء فيه أن الشيخ «جاسم» تنازل عن ولاية العهد لأخيه الشيخ «تميم».

    طبعاً لم يذكر المرسوم أن الشيخ جاسم لم يتنازل عن ولاية العهد لأكبر إخوته الشيخ مشعل، لأن الشيخ مشعل موضوع قيد الإقامة الجبرية فى الدوحة هو وأمه، ابنة الشيخ محمد بن أحمد آل ثانى.. ولم يتنازل الشيخ جاسم لأخيه «فهد» الذى يكبره سناً لأن هذا -بدوره- يعيش فى منزل محاصر بعناصر المخابرات بعد طرده من سلاح الدروع واتهامه بالجنون لأنه رفض جريمة الانقلاب على جده «خليفة».

    لم يدم الاستنفار العسكرى طويلاً فى شوارع الدوحة. وتم حصار الزوبعة التى يذهب البعض إلى أن جهاز المخابرات القطرى هو الذى ابتدعها وذلك خدمة لبعض الأجنحة على حساب أخرى، وذلك لإبعاد «جاسم» عن السلطة حيث يرون فى اتجاهاته الجديدة خوفاً كبيراً على مصالحهم ودائرة نفوذهم. تمت السيطرة على الأمر بسرعة وتم اعتقال عدد من المسلحين، وعزل «جاسم» بعيداً عن أنصاره.

    انتهى تحرك الشيخ جاسم بن حمد مؤقتاً، وربما تحسب والده لأى انقلاب يقوم به أى من أبنائه أو إخوته كما حصل سابقاً مع والده ومعه شخصياً. وضع «جاسم» تحت الإقامة الجبرية وبدأ الإعلام يشتغل على صورة أخيه تميم الذى حل محله كولىّ للعهد.. صبر الأم موزة لم يدُم. فرقّت لحال ابنها الذى أصبح تحت الإقامة الجبرية وسعت للتوسط بينه وبين والده حمد وبحثت عن طريق لحفظ ماء وجه الجميع فوقعت مطالبة الابن جاسم بترتيل خطاب فى غاية السذاجة والسفاهة على قناة «الجزيرة» مبيناً أنه تنازل عن الحكم لصالح أخيه وهو فى كامل قواه العقلية والأدبية مقابل فك عزلته والسماح له بالسفر.

    هذه هى ديمقراطية الحكم القطرى، يتنازل الكبير للصغير عن الحكم طواعية غير راغب فيه، زاهداً فى المسئولية فهى ولا شك أمانة ويوم القيامة خزى وندامة.

    تبقى قطر بركاناً يخمد لفترة ثم سرعان ما يثور من جديد.. لا يُعرف له وقت، وإن كان المتابعون للشأن القطرى بإمكانهم الاستدلال على إمكانية حدوثه مع فارق فى عدم إمكانية تحديد وقت لذلك. ميزة قطر أنها ما إن يخمد بركان حتى يشتعل آخر. فى قطر السلطة لا تمنح وفق أطر دستورية وشرعية بل تنتزع. محنة الحكم فى قطر أن كل انقلاب يخفى وراءه آخر. الأعداء كثيرون وطرق الاستيلاء على الحكم كانت كلها مشبوهة، فمن الغدر إلى القتل، إلى خيانة الأمانة.

    النار تحت الرماد فى مشيخة قطر.. وأى شىء يحصل لن يبدو خروجاً عن المألوف، لكن من شأنه أن يصنع تحالفات جديدة وقد يؤثر على وضعيات أخرى، وما تكثيف أمير البلاد من التحالفات مع جهات بعينها حتى يستقوى على أعدائه ويضمن حكمه إلا دليل قوى على ذلك.

    تلعب العديد من المعطيات فى بسط الأمن وتحديد السلم الاجتماعى من عدمه. فالمعطى البشرى المتمثل فى قلة عدد السكان والمعطى الجغرافى المتمثل فى صغر المساحة، والأمنى المتمثل فى وجود ضمانات أجنبية بالداخل، يساند سياسة القمع التى يسلكها النظام القطرى. فنسبة 15 بالمائة من السكان وإن كانت لهم اهتمامات سياسية إلا أن حجر العمل السياسى بما يعنيه من تكوين للأحزاب يبقى مكبّلاً للحريات والحقوق السياسية. إضافة إلى أن نسبة 75 بالمائة من سكان المشيخة هم أجانب غير معنيين بالأوضاع السياسية، يناضلون فقط من أجل ضمان الحق الاقتصادى الأدنى، هم أنفسهم يمثلون قنبلة موقوتة.
                  

07-07-2017, 10:46 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين م� (Re: طارق عبد الله)

    5 – الشيخة موزة: تسويق الصورة الجديدة

    منذ مدة تحولت الشيخة موزة من مجرد زوجة ساعدت زوجها على افتكاك الحكم من والده -ثم افتكت من أبناء الزوجة الأولى ولاية العهد لأحد أبنائها- إلى امرأة تسعى لأن تكون واجهة قطر الخارجية وذلك بتوظيف نفسها لتغطية عيوب قطر الداخلية، فجندت الخبراء العرب والغربيين من أجل استحداث مؤسسات شكلية تعنى بمسائل حيوية وبراقة كالديمقراطية والتنمية والمرأة، والحال أن قطر من أكثر الدول المنتهكة للديمقراطية وللحقوق الأساسية، كاغتصاب حقوق المرأة والاعتداء على حق المواطنة وممارسة الإبعاد القسرى والنفى والتهجير. كما عملت «موزة» على تجييش الآلة الإعلامية خدمة لمهامها، فأصبحت قطر تختصر فى «موزة» مثلما كان يعرف الإعلام الأجنبى ليبيا بـ«القذافى».

    ما يجمع سيدات السلطة العربيات أنهن مكروهات من جانب بنات جنسهن لتكبّرهن وخروجهن عن بعض الأطر التقليدية التى تحكم المجتمع، خاصة إذا ما صاحب ذلك ضجيج إعلامى كبير دون حصول إنجازات على الأرض.

    حيث تنتقد القطريات «موزة» لكونها استعاضت عنهن بتجنيس العراقيات والفلسطينيات واللبنانيات المؤهلات علمياً وعملياً لإدارة البلاد. وما أكثر اللبنانيات بمكاتب ودواوين إمارة قطر فهن الآمرات الناهيات بكل من مكتب الديوان الأميرى ومكتب الشيخة موزة.

    كما استعاضت عن الاهتمام بقضايا المرأة القطرية التى تعانى من القيود الاجتماعية المجحفة بالاهتمام بالحفلات والاحتفالات. كما كنّ يعتقدن بأن «موزة» سوف تعمل على تطوير صورة المرأة القطرية وتقديمها بشكل يلائم طموحاتها ويعبر عن آمالها فجعلت همّها الأول والأخير التشبّه بالملكة رانيا، زوجة ملك الأردن ولتبدو صغيرة استعاضت عن كل ذلك بمصممى الأزياء وبصالونات ومعاهد التجميل الفرنسية والأمريكية لصبغ الشعر وشد البشرة.

    باتت الشيخة موزة الشريك الأكبر، إن لم نقُل الحاكم الفعلى لقطر، بمساندة مباشرة من عائلة المسند، جاءت بهم إلى أعلى مراكز السلطة والقرار عبر أجهزة الأمن، فـ«محمد المسند» الذى جىء به كنائب مدير جهاز أمن الدولة أصبح الآن مدير الجهاز، و«خالد المسند» كان يشغل منصب المنسق العام بين الديوان الأميرى والأجهزة الأمنية، فلا يمر تقرير للأمير إلا عن طريقه. يقوم بغربلة التقارير ولا يسمح بمرور إلا التقارير التى تخدم العائلة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن «حمد» متزوج من ثلاث نساء وكثيراً ما ترد إليه تقارير عن وضع أبنائه الآخرين فيقع عرضٌ ما قد يدينهم، أما ما قد يزيد فى إشعاع صورتهم على حساب أبناء «موزة» فإن مصير هذه التقارير الإهمال.

    أما شقيقها «على» فهو أكبر مقاول فى قطر الآن، وهو يدير أعمالها العقارية التى تجعلها من أكبر مُلاك العقارات، لا فى قطر فحسب بل فى كامل منطقة الخليج العربى.

    تشتغل عائلة موزة فى المقاولات والعقارات والتجارة والتكنولوجيا والخدمات البحرية والجوية والإدارية والقانونية والاستشارية، وذلك عن طريق شركة «المستثمرون القطريون» التى يديرها «عبدالله بن ناصر المسند». فمعظم مفاصل الاقتصاد القطرى تحت سلطتها. انفردت بذلك مثلما انفردت بتونس عصابة النصب والاحتيال المسماة بـ«الطرابلسى» و«الماطرى».

    فبالإضافة إلى أنه رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لـ«شركة المسند القابضة» يرأس أو ينوب عبدالله بن ناصر المسند مجموعة أخرى من الشركات، فهو عضو مجلس الإدارة لـ«هيئة سوق المال القطرية»، وعضو مجلس الإدارة لـ«رابطة رجال الأعمال القطريين»، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى لـ«شركة الخليج القابضة» ونائب رئيس مجلس الإدارة لـ«بنك الخليج التجارى»، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة معلوماتية، ونائب رئيس مجلس إدارة «فودافون».

    تتمتع الشيخة موزة بصفات عديدة تؤهلها لمنافسة أو صد حمد بن جاسم بن جبر، الذى بدوره يسعى إلى الاستحواذ على السلطة عبر تكوين شبكة من العلاقات النافذة فى دائرة مغلقة للانقضاض على السلطة فى اللحظة المناسبة. فهو يرى أن حمد بن خليفة غير كفء لإدارة البلاد كما أن أبناءه لا يمتلكون الكاريزما والتكوين اللازمين، إضافة إلى أن وجود امرأة فى السلطة فى الخليج العربى يلقى معارضة كبيرة، خاصة من جانب السلفيين والمتشددين.

    وإن كان حمد بن جاسم وموزة الحاكمين الفعليين لقطر، وأن ما يجمعهما هو الطابع العصرى والتحررى بعيداً عن قيود المجتمع القبلى. فإن «موزة» باتت منافساً لحمد بن جاسم فى مجال الأعمال وهى تتحرك لتصبح أغنى امرأة فى الخليج العربى كله.

    تبقى حظوظ «موزة» وافرة فى الاستحواذ على السلطة فى قطر، فهى كذلك تتمتع بدائرة نفوذ كبيرة لدى الأمريكان والإنجليز.

    وإن اكتفى حمد بن جاسم بنسج علاقات مصلحية مع شركات السلاح وغيرها، فإن «موزة» مهتمة جداً بنسج علاقات قوية مع منظمات المجتمع المدنى الدولى التى تعنى بشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، كما أنها تحيط نفسها بحلقة من نساء الأعمال القطريات، بالإضافة إلى حوافز ذاتية بحكم أنها زوجة الأمير المدللة التى لا يرد لها طلب وطغت على زوجات «حمد» الأخريات اللاتى لا يقع ذكرهن مطلقاً، كما أن «موزة» هى التى فرضت ابنها تميم ولياً للعهد على حساب ابنى الأمير من زوجته الأولى «مريم بنت محمد آل ثانى»، إضافة إلى توظيف أبنائها الإناث والذكور فى مفاصل الدولة، كالقوات المسلحة والديوان الأميرى.. هذا دون أن نغفل عن كونها ابنة «المسند» إحدى العائلات الأساسية فى هذه المشيخة، شريكة السلطة والثروة والصفقات.
                  

07-07-2017, 10:47 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    6 – حمد بن جاسم الوجه البراجماتى

    لم تكن الشيخة موزة لتستطيع لوحدها أن تخطط وتدبر وتنفذ فلم تجد بداً من اختيار شخص يتمتع بالحنكة والقوة الكافيتين للقيام بهذه المهمة، فكان أن وجدت ذات الصفات فى ذات الشخص فى نفس العائلة، وهو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، رئيس الوزراء، وزير الخارجية آنذاك.
    ولد «حمد» سنة 1959 فى قطر ودرس فى لبنان، ولإتقان اللغة الإنجليزية ذهبت إلى بريطانيا، بدأ مسيرته المهنية فى الحكومة موظفاً إدارياً عند عمه.

    لـ«حمد بن جاسم» 9 أبناء من زوجته الأولى الشيخة «جواهر بنت فهد بن محمد آل ثانى» و5 أبناء من زوجته الثانية الشيخة «نور بنت عبدالعزيز بن عبدالله بن تركى السبيعى» وزير تربية وتعليم سابق وأحد وجهاء قطر.
    المتأمل فى سيرة حمد بن جاسم الذاتية وتدرجه فى السلطة يلحظ أنه كان بعيداً كل البعد عن العمل السياسى إلى سنة 1992 رغم أنه خال أمير قطر الحالى، وقد وجد فيه حليفاً استراتيجياً بعد انقلابه على والده سنة 1995.

    بدأ حياته فى الدولة سنة 1982 كإدارى حيث كان يشعل مدير مكتب وزير الشئون البلدية والزراعة، وحتى بالنظر إلى تدرجه بشكل عام يُلحظ أن جل الوظائف التى قام بها كانت تكنوقراطية، الشىء الذى سيساعد «حمد» على تكوين علاقات جيدة مع الجميع بعيداً عن الحسابات أو الانتماءات السياسية الضيقة.

    يمتلك «حمد» عقارات بداخل قطر وخارجها. فى قطر، تمتد ممتلكاته من فندق فورسيزنز الفاخر إلى الخطوط القطرية السريعة النمو. كما يرأس مجالس إدارات شركات ومؤسسات ضخمة كـ«هيئة الاستثمار الخارجى» و«شركة الديار القطرية للاستثمار العقارى»، وقد خلقت له ثروته الواسعة الكثير من الانتقادات. فقد كشفت صحيفة «التايمز» اللندنية عن أنه أنفق 100 مليون جنيه إسترلينى على شراء شقة هى الأغلى من نوعها فى لندن تطل على حديقة الهايد بارك، مجهزة بجدران ونوافذ مقاومة للرصاص، كما أن المبنى مزود بممر تحت الأرض متصل بفندق «الماندرين أورينتال» القريب، حيث تم تخصيص 36 موظفاً من موظفيه لخدمة المقيمين فى الشقق الفاخرة.

    يجمع حمد بن جاسم بين الدهاء السياسى والنفوذ الاقتصادى، وهو، وفق أحد المسئولين الكبار فى الدولة، المالك الاقتصادى لقطر.

    يصفه الصحفى الكويتى «فؤاد الهاشم» بأنه مدمن على حيل السياسة متناقض فى السلوك.. يزور إسرائيل فى يوم، و«نصر الله» فى يوم آخر، ويلتقى «ليفنى» ويستقبل أعضاء «حماس». كما يضيف الهاشم: «بن جاسم يرى السعودية والكويت والإمارات ولايات تابعة لقطر».

    فى بعض دول الخليج لا تبدو الخطوط واضحة بين ثروة الدولة وثروات العائلة الحاكمة، فالشيخ حمد يرأس ويدير الاستراتيجية الاستثمارية لـ«هيئة الاستثمار القطرية»، لكنه كثيراً ما يستثمر أمواله الخاصة فى صفقات الهيئة نفسها، فمثلاً صفقة الاستثمار فى بنك «باركليز» ثانى أكبر بنوك بريطانيا ضمت أيضاً جزءاً من أمواله الخاصة.

    يسعى حمد بن جاسم إلى ضم الوزراء الفاسدين الهاربين من بلدانهم الذين استنجد بخبرتهم فى سرقة المال العام والتربح من مناصبهم، توّجها بانضمام وزير الصناعة والتجارة المصرى الهارب «رشيد محمد رشيد» إلى قائمة مستشاريه، للوزير المستشار علاقة وطيدة بالأسرة الحاكمة هناك، نظراً للشراكة التى جمعتهما فى عدة مشروعات استثمارية قبل أن يصبح وزيراً فى حكومة «أحمد نظيف» المخلوعة.

    عرف حمد بن جاسم بإدارة الصفقات المشبوهة، فكان أن تورط فى صفقات أسلحة عن طريق إحدى الشركات التى تدير ثلاثة من حساباته بجزيرة «جيرسى» وهى من جزر الأوفشر، حيث تلقت الحسابات الثلاثة ما يزيد على 200 مليون جنيه إسترلينى على هيئة رشاوى شركات أسلحة مقابل عقود سخية من قطر كمشتريات طائرة «هاوك» المقاتلة البريطانية.

    أمام المحكمة ذكر حمد بن جاسم أن أمير قطر كان على علم بالعمولات، وأن الأمر لم يتعارض مع موقعه كوزير خارجية، لأنه كان يدير تجارة خاصة به كرد على اعتبار المدعى العام «ويليام بيلهاشى» تآمرَ شركة Standrd Chartred Grindlays Trust Corportion Limited «جيرسى» التى تشرف على ثلاثة حسابات، نيابة عن الشيخ حمد لتضليل المحكمة بإخفاء معلومات هامة عنها.

    لقد سبّب اعتراف حمد بن جاسم إحراجاً كبيراً للعائلة الحاكمة، لأنه كشف بكل صفقاته ما يدور داخل العائلة الحاكمة الغارقة فى الصفقات المشبوهة والرشاوى المتعددة الجنسيات.

    حاول «حمد» ممارسة ضغوط خارجية من أجل منع نشر وثائق تتعلق بهذه القضية إلا أنه خسرها، فى حين مورست ضغوط داخل قطر من أجل عدم تناول الإعلام لهذه القضية التى يعتقد أنه تورط فيها أكثر من طرف من العائلة الحاكمة بقطر، ولإيقاف التتبعات قام حمد بن جاسم بدفع قرابة 6 ملايين دولار لخزينة جزيرة «جيرسى» تعويضاً للضرر نظير «الغش والتلاعب بالنظام المالى الصارم فى البلاد».

    يُجمع العديد من الملمين بالشأن القطرى الداخلى على أن حمد بن جاسم هو الرجل القوى الذى يملك مفاتيح عديدة، وهو الذى يخيف أمير البلاد لسطوته ونفوذه المالى، فـ«حمد» استفرد بوزارة الشئون الخارجية، وهو الذى يرسم السياسة الخارجية للبلاد، وهو الذى يربط العلاقات ويوطدها فى تناسق مع مصالح إمبراطوريته المالية.

    فى المحاولة الانقلابية سنة 2009، ألقى القبض على ثلاثين من الضباط السامين فى الجيش القطرى، الذى لا يتجاوز عدده 11 ألف جندى، كما وضع العديد من أفراد العائلة الحاكمة تحت الإقامة الجبرية، لكن العقل المدبر لهذه المحاولة، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، لم يكن فى حاجة إلى تقديم استقالته، فالأمير عفا عنه دون مرسوم، بعد أن تأكد له الموقع الاستراتيجى والحساس الذى يشغله المتمرد، الذى قويت إمبراطوريته المالية والسياسية، فالعديد من المؤسسات القطرية تأتمر بأوامر مباشرة من حمد بن جاسم الملم بأسرار الملفات الاقتصادية وتورطه اقتصادياً ومالياً فى أسهم العديد من المشاريع والمؤسسات الاقتصادية، والتى جعلت منه أحد الأثرياء النافذين فى البلد، هذه الأسباب وغيرها هى التى حالت دون الإلقاء به فى السجن مثل بقية أكباش الفداء.
                  

07-07-2017, 10:48 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    7 – الشيخ حمد وقاعدة عدم تناسب الأحجام

    قطر دولة الغاز والإعلام، ساهم تدخلها السافر فى قلب خارطة الوطن العربى، والعمل على إعادة بعث نظام عربى جديد منقسم ومجزأ تحت تَعلّة إزاحة الديكتاتوريات ونشر الديمقراطية.

    ليست هناك ثورات بالمنطقة العربية، بل هناك انقلابات وقع التخطيط لها منذ سنوات، أى منذ أن وقع إنشاء محطة «الجزيرة»، مثّل ذلك انحرافاً خطيراً. لتفهّم أسباب العدوان القطرى على الأمن العربى علينا أن نعود إلى بعض الأسباب الدافعة لذلك:

    أولاً، الناحية الجغرافية، توجد دولة قطر فى أخطر بؤرة فى العالم، فهى سط بركان لم يهدأ منذ قرون ويمثل أطماع القوى العظمى. وحّدا بين قطبين كبيرين بدآ فى التشكل: القطب الأمريكى الأوروبى من جهة. والقطب الروسى الصينى الإيرانى من جهة أخرى. فالموقع الاستراتيجى للخليج والمشرق العربى بالإضافة إلى ثرواته الطبيعية مثل عبر التاريخ نقطة صراع دموى، بحكم أنه مهبط الأديان وسيمثل نقطة اللاأمن واللاسلم، بحكم أنه نقطة تجاذب لجميع القوى العظمى، يمر بفترات خمود ثم يعاود الاشتعال من جديد، فأينما ثمة ثروات طبيعية أو مشروعية أيديولوجية ثمة نار وثمة حرب.

    ثانياً، يتميز النظام القطرى بكونه نظاماً انقلابياً، لم تكن قطر تمثل نظاماً يقوم على التواصل والأمن بل بنى على أسس خاطئة قوامها الغدر والإقصاء. فالثابت أن هناك خلافاً منذ تأسيس دولة قطر حول شرعية الدولة وشرعية من يحكم ومن لا يحكم.

    ثالثاً، صغر حجم قطر جغرافياً وسكانياً ومجاورتها لبلد قوى كالمملكة العربية السعودية يجعلها تبحث عن الأمان بالاتجاه نحو الخارج، وذلك بعقد تحالفات عسكرية ومالية وإعلامية من أجل تثبيت الحكم والحاكم. لقد سرّعت جميع هذه الظروف إلى البحث فى استراتيجية شاملة تحمى النظام القطرى من أى تحرش خارجى، وتثبت حكمه وتحوّله من نظام محصّن إلى نظام مهاجِم.

    لتنفيذ هذه الاستراتيجية عمد، النظام القطرى منذ تولى الأمير الحالى «حمد»، إلى إعادة ترتيب البيت من جديد، عبر البحث عن بدائل تضمن حكمه وتخدم من سيساعده على ضمان حكمه.
    تتطلب هذه الاستراتيجية توافر قوة المال والسلاح والإعلام والأمن، وقد اجتمعت فى ظرف واحد وخلال حكم أمير واحد، وتتمثل فى:

    1 – من الناحية المالية قطر تعوم على ثروات غازية تكفى لمدة 250 سنة من الإنتاج، وتجعل من قطر أكثر الدول دخلاً فى العالم.

    2 – أما من ناحية السلاح والحماية، فإن قطر عقدت حلفاً مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بمنحهم بناء قاعدتى السلية والعيديد العسكريتين. مهمة الأمريكان لا تقتصر على تخزين السلاح بالقاعدة إنما تتعدى إلى الدفاع عن قطر من كل عدوان داخلى أو خارجى.

    3 – أما من ناحية الإعلام، وهذا السلاح الأخطر الذى تمتلكه قطر، فتمثل فى تأسيس قناة «الجزيرة» سنة 1996، أى بعد سنة واحدة من استيلاء الأمير «حمد» على السلطة.

    4 – فى حين على الجانب الأمنى فقد عقدت قطر تحالفات مع حركة القاعدة وذلك بتمويلها وتوفير الأمان لقيادييها وبث أشرطتها الإرهابية على قناتها وهذا ما سنبينه لاحقاً.

    إن ما يحدث اليوم من تحولات مأساوية بأجزاء محددة من العالم العربى وقع الاشتغال عليه منذ تسلم الأمير حمد الحكم. فهو يؤمن بنظرية الاستباق وافتعال الأزمات بالخارج حتى يحمى الداخل. والمتأمل فيما يجرى بالمنطقة العربية سيعرف أن كل ما يحدث كان مخططاً له سلفاً. فكيف يمكن أن تحدث ثورة فى نفس التوقيت بنفس الشعارات يقوم بها تيار سياسى أو اجتماعى معين ويقطفها تيار آخر؟ نفس السيناريو يعاد بنفس الأبعاد ليحقق نفس النتائج فى دول محددة ذات نفس النظام السياسى.

    فهل هذه ثورات؟ وهل أتت بالديمقراطية التى ننشد؟ وهل حققت أهداف مَن قام بها من البسطاء؟
    لا شك أن ما يحدث ليس اعتباطياً ولا يمت للثورات بصلة، فالثورات يقوم بها زعماء، قام بها البسطاء من الشعب وأنتجت خليطاً من الذين كانوا يعيشون على الهامش فوجدوا أنفسهم فى السلطة يمارسونها بعقول متحجرة خالية من كل تجربة سياسية وتتسم بالشعبوية والسطحية، وهذا ما رأيناه فى تونس وفى مصر.

    ما يحدث انقلابات خطّط لها النظام القطرى بقوة المال وآلة الإعلام، وأن كان يحق لقطر، هذه الجزيرة الصغيرة القابعة فى أقصى الخليج العربى، أن تنشد التنمية، وأن تحاول تقديم نفسها على أساس أنها دولة ذات مشروع استراتيجى تنموى، فإنه لا يجوز لها أن تعبث بالأمن القومى العربى، وبإثارة النعرات وإيقاظ الفتن وسفك الدماء، خدمة لأجندات خارجية.

    من تونس إلى سوريا مروراً بمصر وليبيا، لم تكن سياسة قطر الخارجية نظيفة بل لطختها بالمال الفاسد وبذبح العربى لأخيه العربى. عدد الأموات والمفقودين بليبيا لوحدها تجاوز 150 ألف ليبى، والمحصلة ماذا؟ مزيد من الفوضى والتقتيل دون حدود، ومزيد من السياسة التحرشية نحو بعض البلدان الأخرى كموريتانيا والجزائر. والقائمة مفتوحة ومرشحة للتطور فى كل لحظة. تتوجه سياسة «حمد» الخارجية نحو ضرب أنظمة بعينها وذات نظام جمهورى دون أن يتعدى الأمر إلى المساس بأنظمة أخرى. فهل الأنظمة التى يتغافل «حمد» عن ضربها هى أنظمة ديمقراطية؟ ومن فوّض هذا الأمير لتحقيق الديمقراطية؟ وهل نظام حكمه ديمقراطى؟

    لا يمكن إيقاف نشوة حاكم قطر لرائحة الدم التى تعصف فى كل مكان، والتى حولت تعاسة العربى إلى قتامة.
    فما نراه من تقتيل بين الإخوة فى البلد الواحد لا يمكن لعاقل تصديقه، ولم تُبِحه أى من الشرائع السماوية.
    فإن كان الاعتقاد بنشر الديمقراطية وإزاحة الديكتاتورية تقديم أكفان للمجتمعات العربية عوض التنمية، فكان أحرى بأمير قطر تجربة ذلك على بلده الذى يرزح تحت وطأة الاستعباد والقهر والعنف والاضطهاد والتمييز بين الأجناس وممارسة سياسة استرقاق نهى عنها الإسلام منذ 14 قرناً.

    أى مدنّية هذه وأى حداثة هذه وأى تنمية هذه؟ ففى حين يكثر أمير قطر من الاستثمار بالشركات الأوروبية لتعم الفائدة رعاياها، فإنه يستثمر فى صناعة النكبات والمصائب الدموية بين العرب، أموال غازِه تضخ نحو الملاعب الأوروبية وأموال نفط بلداننا يحولها رصاصاً قاتلاً نحو أبناء البلد الواحد، وقد رأينا كيف أشعل الحرب الأهلية بليبيا وكيف توسط لبيع نفطها ليقتنى به سلاحاً يدعم به أنصار برنامجه فاشترى الذمم ووزع المال على كل من يشتم فيه رائحة الدم لمزيد من التقاتل، ومزيد من الدماء.
                  

07-07-2017, 10:50 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    حقوق الإنسان فى قطر لا إصلاح فى قطر


    وهب النظام القطرى، ممثلاً فى الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة، المال العام لقضية نشر الديمقراطية فى الدول النامية وترسيخ مبادئ حرية الصحافة والإعلام فى المناطق التى تراها الشيخة بحاجة لتطوير.

    تتصرف قطر وكأنها دولة عظمى ترعى الإصلاح السياسى وحرية الرأى فى العالم كله، وتتزعم الانقلابات باسم نشر الديمقراطية.

    أوضح الموقع الإلكترونى لصحيفة «فوكس نيشن» الأمريكية أن الرئيس الأمريكى أوباما شدد فى حديثه عن أمير قطر ودور قناة الجزيرة قائلاً:
    «حمد بن خليفة آل ثانى هو الداعم الكبير والمروج الكبير للديمقراطية فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو يردد الإصلاح والإصلاح والإصلاح عبر قناة الجزيرة، لكن لا إصلاح فى قطر».

    إن من يعتقد بأن السياسة الأمريكية تقوم على الولاء للآخر فهو جانب الحقيقة، المطلع على السياسة الأمريكية الخارجية وعلى طبيعة قيام التحالفات، سيستنتج أن هذه السياسة لا تقوم على الولاء لشخص أو نظام إنما على الولاء لمصالحهم أكثر من أى شىء، ومن يعتقد أن الأمير القطرى له حماية مطلقة من أمريكا فهو كذلك مخطئ، التاريخ أظهر لنا أنه كلما كانت الروابط جيدة كان انفلات العقد يسيرا، وكلما تضاربت المصالح سقطت التحالفات، ويتحول الأمر من تحالف إلى تشابك، ألم يكن شاه إيران صديقاً مقرباً للأمريكان؟ ألم يكن صدام حسين صديقاً محبذاً للأمريكان؟

    تنتهى التحالفات الأمريكية بانتهاء المصلحة والغرض، وهذا ما يقودنا للحديث بأن النظام القطرى غير مؤمَّن ضد الغضبة الأمريكية، فالفلسفة السياسية الأمريكية لا تقوم على عقد تحالفات مقدسة ولا أبدية، فهى فى بحث دائم عن تحالفات جديدة وعمن يقدم أكثر حوافز خدمة لمصالحها، فأغلب الحكام العرب مجرد بيادق يتخلون عنها فى أول منعرج.

    نحن العرب لا نعيش بمعزل عن العالم الخارجى، نحن فى عالم يقوم على مبدأ منفلت وعدوانى، وهو مبدأ البقاء للأقوى، كل الحروب تدور حول ضمان البقاء، والصراع شديد من أجل هذا الضمان، قادمون ولا شك على عهود قاتمة، سيشتد فيها الصراع وسيحتد فيها النزاع وستستعمل فيها جميع الوسائل الاستراتيجية، من قمعية وغيرها، الجانب الطيب فى العلاقات الخارجية ما نطلع عليه فى الصحف أو فى نشرات الأخبار، رغم ما يظهر لنا بين الفينة والأخرى أنه محزن، لكن الجانب الحقيقى والقاتم ما يدار فى حلقات مغلقة، وكأننا منقسمون إلى عالمين، عالم ظاهرى أخلاقى وإنسانى محدود المفاهيم والفاعلية، وعالم باطنى يمثل دائرة مغلقة ومظلمة تحاك فيها جميع السيناريوهات الواقعية.

    يعانى الشعب القطرى من قيود تضييق للحريات يقع التغطية عليها بالرفاه الاجتماعى، لكن هل الرفاه الاجتماعى يصنع إنساناً حراً؟ أبداً، فكلما ارتفعت درجة الرفاه الاجتماعى ارتفعت درجة التضييقات الفردية والجماعية، مما يمثل تعدياً صارخاً على الحقوق الأساسية.

    يفتقد المواطن القطرى مجالات يعبر فيها عن رؤاه وقناعاته السياسية، فى بلد تغيب فيه كل أوجه النشاط السياسى، فالسياسة شأن من شئون البلاط، لا يمكن للعامة ممارستها أو حتى ملامسة أبعادها، هذا يحيلنا إلى انتهاك للحريات الفردية والعامة وعدم المساواة أمام القانون والعدالة.

    تفتقد قطر نظاما برلمانيا أو دستورا يضمن الحريات ويضبط حدود السلطة وحقوق والتزامات الأفراد ويفصل بين السلطات الثلاث، هذه السلطات التى تجتمع فى يد سلطة واحدة وهى سلطة المؤسسة الأميرية.

    فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضى، نشأ تيار إصلاحى مهم فى قطر، كانت له العديد من المطالب الإصلاحية، وقد حقق نجاحاً محدوداً فى تحقيق تلك المطالب، وذلك من خلال الاتصال بصانعى القرار، وكذلك أعضاء مجلس الشورى وبعض وجهاء البلاد والشخصيات العامة، غير أن تلك الحركة الإصلاحية بدأ يخبو نشاطها حتى تلاشت إثر استيلاء الشيخ حمد بن خليفة على الحكم فى البلاد.

    يعزو العديد من المراقبين للشأن القطرى هذا التراجع فى حركات الإصلاح للقبضة الحديدة التى يمسكها حمد بين خليفة آل ثانى منذ استيلائه على الحكم، حيث تجلى ذلك فى السياسة القمعية والاستباقية التى يسلكها النظام، من ذلك سجن الإصلاحى والحقوقى الدكتور عبدالرحمن بن عمير النعيمى عدة سنوات دون محاكمة، بسبب تعبيره عن الرأى المخالف، وكذلك ما تعرض له الباحث السياسى والاقتصادى الدكتور على بن خليفة الكوارى من مضايقات، وحجز لجواز سفره ومنع الصحف القطرية من نشر أى مقالات له فى الفترة الأخيرة، أيضاً من الأسباب، ما يقال عن التضييق الذى يتعرض له النشطاء فى مجال أعمالهم ووظائفهم الحكومية، هذا دون تجاهل قسوة الأحكام الصادرة فى حق بعض الناشطين الذين شاركوا فى المحاولات الانقلابية الفاشلة لسنة ١٩٩٦ و٢٠٠٢ و٢٠٠٩.
                  

07-07-2017, 10:52 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    المؤسسة العربية للديمقراطية


    واجهة خداعة لديمقراطية غير موجودة ولن توجد مطلقاً، واجهة للتلميع وللتضليل، تميل الشيخة موزة كثيراً إلى مؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى الدولى البراقة، حيث تعمل على استمالتها واستمالة خبرات عربية وغربية فى حقوق الإنسان، يرأسها حالياً التونسى «محسن مرزوق» الذى بدوره يرأس «مركز الكواكبى للتحولات الديمقراطية» والذى على علاقة بـ«بيت الحرية» الأمريكى، تلعب هذه المؤسسات الثلاث دوراً استخباراتياً، يكفى أن نعرف أن من بين أعضاء المؤسسة العربية للديمقراطية من هم أنفسهم أعضاء مركز الكواكبى للتحولات الديمقراطية، لا بل أكثر من ذلك فالتونسى «محسن مرزوق» المدير التنفيذى للمؤسسة العربية للديمقراطية هو أمين مركز الكواكبى للتحولات الديمقراطية، وهو كذلك المدير الإقليمى لبرامج مؤسسة «فريدوم هاوس» بشمال أفريقيا، وهو كذلك عضو فى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة بتونس، كما يرأس مجلساً تأسيسياً مدنياً موازياً للمجلس الشرعى، فكأن الرجل لم يكفه مجلس السرك الأصلى، حتى يضيف إليه آخر أكثر مسخرة لواقع تونسى مؤلم.

    إن المنظمات التى يرأسها هذا الرجل تحمل فى طياتها شكوكاً كبيرة فيما تخطط له، فمن بين أهداف مركز الكواكبى الذى يشرف عليه محسن مرزوق هو:
    «تدريب المديرين فى مجال التحرك المدنى واستراتيجيات العمل السلمى وإدارة المعرفة فى المنطقة العربية لتطوير مهارات قادة المجتمع المدنى الشبان والناشطين بالمنطقة العربية فى مجال استعمال تقنيات التحرك المدنى، وذلك لتسهيل عملية التحول نحو مجتمعات أكثر احتراماً لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية».

    معنى ذلك أن دور المؤسسة العربية للديمقراطية ومركز الكواكبى مثلما هو حال دور «بيت الحرية»، يتمثل فى التحريض على الانقلابات فى البلدان العربية، أما وسائل التحرك المدنى التى يقصدها محسن مرزوق، فهى تدريب الانقلابيين على تقنية استعمال الـ«فيس بوك وتويتر» وغيرهما من الوسائل الإلكترونية الفعالة، لتوظيفها فى القيام بالتحركات ضد أنظمة الحكم التى يراد الإطاحة بها، فنفس البرامج التنفيذية الموجودة بالمؤسسة العربية للديمقراطية ومركز الكواكبى للتحولات الديمقراطية موجودة بقدر أكبر من الوضوح فى برامج ومهمات «بيت الحرية» الأمريكى.

    لمن يجهل الدور الذى تلعبه «فريدوم هاوس» عليه فقط أن يعرف أن هذه المؤسسة كانت مسئولة عن تحريك العديد من الثورات بالعالم، كالثورة الوردية الجورجية، سنة 3002، حيث اعتمدت المنظمة على شباب حركة «كمارا» الذين تلقوا تدريبات على «الحشد» ولعبوا بنفس لعبة «بيتر أكرمان»، كما ساهمت فى إسقاط نظام «سلوبودان ميلوسوفيتش» سنة 0002، فى صربيا، عن طريق الاعتماد على حركة «أتبور» التى تلقى أعضاؤها «تدريبات» على «حشد الجماهير» وتعلموا استعمال اللعبة التى اخترعها بيتر أكرمان.
    كما أنها ساهمت فى الثورة البرتقالية الأوكرانية، الجدير بالذكر أن «الثوار» فى أوكرانيا وقبل الثورة تلقوا دورات فى «الحشد» أيضاً ممن أطلق عليهم «نشطاء فى تعليم الديمقراطية والحشد عبر وسائل الإعلام الحديثة»، تقوم هذه الخطة على تدريب كل ثورى، الذى عليه أن يحاول ضم خمسمائة عضو فى شكل خلايا عنقودية عبر المنتديات الاجتماعية.

    وأما عن «روبير مينار».. فحدث
    «قطر أسوأ مكان يُكبت فيه الرأى فى العالم»
    «مركز الدوحة لحرية الإعلام»، مهمته مثلما يتراءى للباحثين، مكافحة الرقابة الذاتية وإطلاق العنان للإبداع الإعلامى.

    واجهة من الواجهات التى تعتمدها قطر لتغطى بها الخروقات الحاصلة فى الديمقراطية، وفى الحقوق الأساسية، الرئيس السابق لهذا المركز الفرنسى «روبير مينار» اختارته الشيخة موزة ليتولى إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام عند إنشائه، فقد كان فى الواقع من وحى فكرته، حيث التقى بها صيف 9002 بمنتجع الشيخ حمد بـ essarg – fuenuaetahc على الساحل اللازوردى، حيث قدم لها مشروعه فأعجبت به وعملت على دعمه مالياً واحتضانه بالدوحة، رغم معرفتها بأنه وقع طرده سابقاً من منظمة «مراسلون بلا حدود».

    احتضنته موزة طالما أنه غطاء جديد تستر به عورة الديكتاتورية فى البلاد، لكن يبدو أنها لم تُفهمه أن هناك خطوطاً حمراء وسوداء قاتمة، شأنها شأن الأنظمة العربية الديكتاتورية، فهناك مناطق لا يمكن الولوج إليها أو البحث فيها، فبإمكان مينار أن ينقد من يشاء إلا أهل الدار، وأن يذبح ويسلخ من يشاء فهو فى كل الحالات لن يتفوق على الجزيرة، إلا أن يمسس الوضع الداخلى، فذاك شأن قطرى خالص لا يمكن التدخل فيه، لأنه لو صح ذلك سيتحول إلى تدخل فى شئون داخلية لدولة ذات سيادة، وقد لا ينجو من تهمة المس بالنظام والأمن العام بالبلاد، وقد يتطور الأمر إلى اتهامه بالعمل على تخريب البلاد وهذا ما حدث بالفعل.

    الظاهر أن مينار هذا، تصرف ببلاهة وانطلت عليه حكاية حرية الإعلام وحرية التعبير والنشر، تصور مينار أن المركز الذى استدعوه لإدارته يحتاج توصيات وخطة عمل تبدأ من الشأن المحلى، ليكتسب مصداقية إذا تحدث للخارج، لكنه كان واهماً.

    فى خطة ذكية وعلى نفس اتجاه قناة الجزيرة، قام مينار بنقد الوضع الإعلامى الخارجى لبعض الدول العربية، وما تمارسه من قيود ورقابة مجحفة على وسائل الإعلام، والظاهر كذلك أنه انتهى من تقاريره وتوصياته بشأن ما يقع فى الخارج وتحديداً بدول الجوار وبالذات بالمملكة العربية السعودية والإمارات اللتين تسعى قطر للتفوق عليهما، حيث أعجبت موزة بمديرها الجديد وشجعته على المضى فى نفس الاتجاه، لكن بغباء فرنسى خالص ونتيجة لحماسه الشديد اختلطت عليه الإشارات فحاول فكها بنفس الشفرة، وأراد أن يركب الجمل لا على حدبته ولكن على عنقه هذه المرة، فما كان من الجمل إلا أن أسقطه أرضاً ورفسه وركله ولم ينجه من ذلك إلا هربه.

    هذا ما حدث بالتحديد للإعلامى مينار، عندما انحرف عن النهج الذى رسمه له النظام، حيث أراد إدارة المفتاح فى قفل أحد الأبواب الداخلية، فانتقد فى رسالة مفتوحة للشيخة موزة الوضع السيئ للمؤسسات الإعلامية بداخل قطر، وكيف أنها لا تمثل نموذجاً يحتذى به، والأحسن لتقويم عمل المؤسسة وإعطائها أكثر موضوعية وقيمة بحثية هو البدء بإصلاح الداخل، وذلك بإعطاء مزيد من الحريات وتكوين نقابة صحفية ورفع الرقابة عن الصحفيين وتحرير أقلامهم.

    وعوض أن يجد سنداً من الصحفيين الذين يدافع عن حرية أقلامهم انتشرت الردود المنددة كانتشار النار فى الهشيم، انحلت عقد ألسنة الصحف الحكومية، وجرت أقلامها فسلخت مؤخرة الرجل بالسياط، رحلوه إلى فرنسا محملاً بملف اتهامى:
    «سعيه لإثارة الفوضى تحت اسم حرية الإعلام وعدم احترامه للوضع الداخلى فى قطر بانتقاداته المستمرة لغياب حرية الصحافة، وأن هناك قوانين على كل من يعمل فى قطر أن يحترمها».
                  

07-07-2017, 10:53 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    تجسس على شبكة الإنترنت رقابة على الإعلام

    تسوّق قطر نفسها على أنها دولة القانون والحريات، لكن على مستوى الواقع هناك عدم تطابق بين الأطروحة الإعلامية والممارسات اليومية، وفى حين تصوب قطر ذراعها الإعلامية للاهتمام بأزمة الديمقراطية وغياب دولة القانون والمؤسسات بالخارج فإنها تغض الطرف عما يحصل بالداخل.

    يمارس النظام القطرى التجسس والحجب على شبكة الإنترنت وذلك عن طريق شركة «كيوتل» المحتكرة لسوق الاتصالات بقطر.

    هذه الشركة تعود للعائلة الحاكمة، يرأس مجلس إدارتها «عبدالله بن محمد بن سعود آل ثانى» بل وتؤكد تقارير «منظمة صحفيون بلا حدود» أن شركة كيوتل تتجسس على رسائل البريد الإلكترونى وكذلك رسائل الهواتف النقالة التى تمر عبر مزوداتها.

    من خلال زيارة لموقع أليكسا دوت كوم «moc.axela» الذى يقدم تصنيفات لشعبية المواقع على مستوى العالم، وجد نايجل غورلى، رئيس التحرير السابق لصحيفة قطر جورنال اليومية، أن 74 من بين المواقع الخمسمائة الأكثر شعبية على شبكة الإنترنت، محجوبة فى قطر بواسطة أجهزة الغربلة التى تستخدمها شركة كيوتل.
                  

07-08-2017, 10:44 AM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين م� (Re: طارق عبد الله)

    الاتفاق مع القاعدة


    الدوحة أبرمت اتفاقاً يقضى بدعم «القاعدة» مادياً مقابل عدم ارتكاب التنظيم عمليات على أرضها

    رغم التحالف الذى أبرمته قطر مع تنظيم القاعدة فى عدم حصول عمليات إرهابية على أرضها مقابل دعم التنظيم مادياً وتسهيل إقامة وعبور أفراده، ورغم وجود قاعدتين أمريكيتين بالمشيخة يسهرون ليل نهار على تأمين أمنهم وأمن الإمارة، فإن قانون الإرهاب رقم 3 لسنة 2004 الذى أقرته قطر كان سطواً مجحفاً بالقيود الصارمة ومحملاً بالعديد من التجاوزات التعسفية والخطيرة.

    لقد ورد مفهوم الإرهاب مطلقاً ووقع سحبه على جرائم قد لا تتجاوز الجنحة كـ«التظاهر دون ترخيص» أو «إلحاق الضرر بالبيئة» التى وردت مطلقة ولم يتناولها المشرع بالتحديد، أما عقوبة ذلك فوردت قصوى كورود طلاقة المفهوم؛ حيث تنص المادة الثانية على تشديد جميع الوارد بشأنها فى القانون الجنائى؛ بحيث مثلاً يعاقَب بالإعدام إذا كانت العقوبة هى الحبس المؤبد: «وفى جميع الأحوال تكون العقوبة الإعدام إذا ترتب على فعل الجانى موت شخص أو إذا استعملت أسلحة فى ارتكاب الجريمة».

    وجاء فى المادة الثالثة: «يعاقَب بالإعدام أو الحبس المؤبد كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جماعة أو تنظيماً على خلاف القانون، أياً كان مسماه لارتكاب جريمة إرهابية».

    وفى المادة السادسة: «يعاقَب بالإعدام أو الحبس المؤبد كل من أدار كياناً أو جمعية أو مؤسسة خاصة أُنشئت طبقاً للقانون، واستغل إدارته لها فى الدعوة إلى ارتكاب جريمة إرهابية».

    من الغرابة أن تنتصب دولة قطر منادية باحترام حقوق الإنسان بدول الجوار فى حين تغفل عن ذلك داخل حدودها، دولة يحتكر فيها الأمير وزوجته أهم السلطات رغم وجود دستور فى البلاد وقع تبنيه عن طريق الاستفتاء سنة 2003، ودخل حيز التنفيذ سنة 2005، وإن نص الدستور على تأسيس سلطة برلمانية من 54 عضواً -ينتخب ثلثاهم عن طريق الاقتراع العام فى حين يعين أمير البلاد الثلث الآخر- إلا أن هذا المجلس لم يرَ النور حتى الآن.

    وعلى الرغم من أن الحكومة أقرت قانوناً يسمح بتشكيل الجمعيات والاتحادات، فإنها من حيث الممارسة الفعلية تفرض قيوداً شديدة وتمنع تأسيس الأحزاب السياسية.

    من حيث رقابة المال العام، فإن القانون القطرى، قانون الدولة المتبجحة بالشفافية والديمقراطية، لا يمنح المواطن القطرى حق الاطلاع على المعلومات الحكومية، خصوصاً المالية، فلا تنشر الموازنات العامة أو المصاريف والمداخيل؛ فهذا شأن خاص لا علاقة للمواطن القطرى به.

    فى بلد يمثل الأجانب فيه حوالى 57٪ فإن من الصعب عدم حصول تجاوزات قانونية أو حقوقية؛ حيث إن النسبة الكبيرة من الذين يعملون بقطر هم من باكستان والهند ونيبال وبنجلاديش والفلبين ومصر والسودان وسوريا، يعملون فى المهن الشاقة كقطاع البناء أو كخدم بالمنازل ويتعرضون لشتى أنواع الاضطهاد والتمييز والاستعباد.

    طبقاً لنظام الكفالة المعمول به، الذى هو نظير لنظام الاسترقاق، فإنهم يظلون تحت سلطة مشغليهم الذين يستغلون بعضهم جسدياً وجنسياً ويهددونهم بالاحتجاز ويمنحونهم أجوراً زهيدة ويحتجزون وثائق سفرهم، بل ويحرمونهم من أجورهم ويمنعونهم من ترك الشغل أو تغيير العمل أو مغادرة البلد دون إذن، كما يعيش هؤلاء العمال فى ظروف سكن بائسة ولا يتمتعون بأى تغطية اجتماعية أو صحية، وكثيراً ما أضرب هؤلاء العمال عن العمل نتيجة عدم حصولهم على رواتبهم لمدة تفاوتت بين شهرين وستة أشهر كتلك التى حدثت فى مارس 2006 من طرف عمال نيبال.
                  

07-08-2017, 10:45 AM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    قطريون «مجردون من جنسيتهم»


    وفق القانون رقم 2005/85 المتعلق بالجنسية، فإن أمير قطر له سلطات واسعة فيما يتعلق بمنح أو تجريد أو استرداد الجنسية، أما الأشخاص المجنسون فهم مواطنون من الدرجة الثانية ولا يتمتعون بحق التصويت أو الترشح للانتخابات، ولقد سلطت عقوبة التجريد على قبيلة «الغفران»، أحد فروع القبيلة العربية الكبرى «المرى»، التى كان أفرادها رحلا ينتقلون بين شرق وشمال شرق الجزيرة العربية فى التراب الحالى لدولتى قطر والسعودية؛ فقد تم حرمان 927 رئيس عائلة تضم 5266 شخصا من جنسيتهم بموجب قرار من وزير الداخلية عبدالله بن خالد آل ثانى، يوم 1 أكتوبر 2004، وهو رقم مهم بالنظر إلى العدد الإجمالى لسكان البلد.. حدث هذا بعد أن تم اتهام بعض أفراد قبيلة الغفران بمساندة ودعم والد الأمير الحالى عند خلعه ثم إبان المحاولة الانقلابية الفاشلة سنة 1996.

    ورغم تدخل منظمات المجتمع المدنى، كمنظمة العفو الدولية، لصالح قبيلة بنى مرة منددة بالخروقات التى أتتها قطر فى حق فصيل من شعبها وعدم تجاهل حقوق قبيلة بنى مرة الذين نُزعت جنسياتهم فى يوم احتفالات دولة قطر باليوم الوطنى لحقوق الإنسان فإن السلطات القطرية لا تجيب عن مختلف هذه المطالب.

    وفق بعض المرحَّلين قسرا خارج الحدود، استعملت السلطات القطرية، بإيعاز مباشر من أمير قطر حمد بن خليفة، أساليب الضغط وبينها استبدال الوثائق التى تنص على أن هؤلاء قطريون؛ حيث سلموهم بدلاً عنها وثائق تشير إلى أن الجنسية الحالية للمرحَّلين سعودية، لقد كان تعدياً أحادى الجانب، وذلك من طرف الحكومة القطرية وحدها دون وجود أى أوراق رسمية سعودية، وأنه بعد أن تم تغيير جميع الأوراق ألقت السلطات القطرية ما يقارب مجموعة خمسة آلاف مواطن قطرى يحملون أوراقاً قطرية تفيد بأنهم سعوديون، والحال أنهم لا يحملون أى مستند مسلم من طرف السلطات السعودية يثبت أن هؤلاء الوافدين الجدد سعوديون.

    كان تجاوب السلطات السعودية إيجابياً؛ فقبلتهم لأسباب إنسانية، فى حين كان رد السلطات القطرية بأن هؤلاء هم فى الأصل سعوديون طردوا لمشاركتهم فى العملية الانقلابية الفاشلة ضد حمد بن خليفة.
                  

07-08-2017, 11:01 AM

عرفات حسين
<aعرفات حسين
تاريخ التسجيل: 02-22-2013
مجموع المشاركات: 2783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: طارق عبد الله)

    طارق عبد الله
    التحيه لك
    وانت تنشر هذه المعلوماب القيمه
    ولي بعض الملحوظات . واذا سمحت لي بالمداخلات

    اكبر اولاد خليفه هو عبد العزيز ونفي الي فرنسا وهو ولي العهد , الي ان عين
    في مايو 1977 حمد ولي للعهد
    ( وهذا من الاسرار التي نملكها ... كيف عين حمد بدلا عن عبد العزيز )
    ولماذا اختاره حمد اخاه عبد الله بجانبه ونفي عبد العزيز




                  

07-08-2017, 04:50 PM

طارق عبد الله
<aطارق عبد الله
تاريخ التسجيل: 06-30-2016
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقتطفات من الكتاب الممنوع في قطر andquot;وين � (Re: عرفات حسين)

    مرحبا بك أخي عرفات حسين في الموضوع وشكرا للتعقيب والمعلومات.
    البوست مفتوح لكل من يريد أن يدلي بدلوه، علما بأنه لا يزال هناك الكثير من المعلومات المثيرة في الكتاب إلا أنني أكتفي بما ذكرت مسبقا لان تقييمي للمعلومات المتبقية بأنها تركز على الفضائح الشخصية والتشفي بأكثر من مناقشة فكرة محددة، لذا أرى عدم مناسبة ذكرها هنا.

    وتقبل تحياتي،،،،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de