رغم أن السواد الأعظم من المصريين لم يشاهدوا في حياتهم عملة نقدية سوى عملتهم المتهاوية، إلا أن المخاوف تعصف بهم، خشية أن تسفر الأزمة السياسية التي تشهدها منطقة الخليج إلى مزيد من التردي لأحوالهم المعيشية، إذا ما انتهى الأمر بـ300 ألف مصري يعملون في قطر للعودة لديارهم. مؤخراً زعمت الحكومة، على لسان أحد وزرائها، أن سوق العمالة المصري بوسعه أن يستوعب تلك الأعداد الكبيرة حال عودتها، وهي التصريحات التي أصابت الأوساط العمالية بالصدمة، لكونها تكشف حجم الغيبوبة التي ترزح فيها الحكومة، التي لا تعرف مدى معاناة الراغبين في الحصول على فرص عمل، في مجتمع تتجاوز نسبة البطالة فيه نحو خمس عدد سكانه. وأمس الجمعة 9 يونيو/حزيران تواصل الاهتمام بالأزمة الخليجية، واستمر دعم الصحف المستقلة للشعب القطري وقيادته. وفي صحف أمس شمتت الصحف المصرية الموالية للنظام في الشيخ يوسف القرضاوي ونفاد الأغذية من الأسواق القطرية، بحسب ما أذاع عدد من إعلاميي البرامج التلفزيونية، الذين يشنون حرباً لا تهدأ على الدوحة. وتصدر صحف أمس الحكومية، والتي تحذو حذوها، تقرير حول تصنيف الإمارات والسعودية ومصر والبحرين (59) فرداً و(12) كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، حيث أوضحت أنه نتيجة لاستمرار انتهاك السلطات في الدوحة للالتزامات والاتفاقات الموقعة منها والمتضمنة التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول، وتجاهلها الاتصالات المتكررة التي دعتها للوفاء بما وقعت عليه في اتفاق الرياض عام 2013، وآليته التنفيذية، والاتفاق التكميلي عام 2014؛ ما يهدد الأمن الوطني لهذه الدول. وإلى التفاصيل:
شماتة البعض
«تبدو الطريقة التي صدرت بها قرارات قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر ومنع وسائل النقل البري والبحري والجوي منها وإليها من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ومن تبعها كقرار إعلان حرب على دولة عربية، تم وصفها بتمويل الإرهاب وإيوائه، ومحاولة زعزعة النظم الحاكمة في هذه البلاد. ووفقاً لمصطفى النجار في «الشروق» فإن النظام المصري لم يكن في حاجة للإقناع للانضمام لحزمة العقوبات ضد قطر، فهو يرى منذ 3 يوليو/تموز 2013 أن قطر تدعم جماعة الإخوان، وترفض ما حدث من عزل للرئيس السابق محمد مرسي، وتصف وسائل إعلامها ما حدث في مصر بأنه انقلاب. الجديد في الأمر هو الاتهام المصري المباشر لقطر، بدعم عمليات إرهابية في مصر، كان آخرها حوادث تفجير الكنائس واستهداف حافلة المواطنين المصريين الأقباط في المنيا، حيث ارتفعت لهجة الهجوم الرسمي المصري ضد قطر، وشنت وسائل الإعلام الموالية للسلطة حملات إعلامية ضارية ضد قطر، نظرا لما سمته المؤامرة القطرية على مصر. كان من المؤسف انضمام الأزهر ومنظمة التعاون الإسلامي، كخصم مؤيد للعقوبات، بدلا من محاولة خلق وساطة وتلطيف للأجواء وتنزيه للأزهر بوجه خاص عن وحل السياسة وشقاقها، وكان من المؤسف أيضا شماتة بعض الإعلاميين المصريين وفرحتهم التي وصلت لقولهم إن القطريين سيموتون من الجوع ولن يجدوا ما يأكلونه، وبلغ الهذي ببعضهم، باعتبار أن ما حدث يشبه انتصار العاشر من رمضان. على الجانب الآخر خرجت تصريحات عن وزارة القوى العاملة المصرية تزعم أن هناك فرص عمل تكفى لـ300 ألف مصري يعملون في قطر إذا قرروا العودة! ليكتمل المشهد العبثي الذي تطوع البعض بالولوج إليه مثل اتحاد الكرة وبعض النوادى الرياضية التي جعلت قطر مثل إسرائيل».
من حقهم أن يفرحوا بالمونديال
«نتوقف أمام علامات استفهام إزاء صمت إقليمي وعربي آخر طال في انتظار قرار سياسي.. وللأسف هناك حاليًا، كما يشير حسن المستكاوي في «الشروق» صخب وضوضاء ومطالبات بمواقف وطنية شخصية، بناء على خطوة مقاطعة قطر وهو قرار سياسي. إلا أن الموقف الوطني الشخصي لا ينتظر القرار السياسي. السياسة وقتية والوطنية دائمة. السياسة مصالح. والوطنية مصلحة واحدة.. وأخيرًا السياسة أقل ألف مرة من الوطنية.. ويجب في جميع الأحوال أن لا تتحول المقاطعة السياسية إلى مقاطعة شعب.. ويجب أيضًا أن لا يتحول الشعور الوطنى إلى مزايدة فجرتها مناسبة، أو إلى موقف تذكره من نسي وكان ينسى إساءات قطر وقنواتها الإعلامية إلى مصر، وحرصها على تصدير الشر والأشرار إلى تراب بلدنا بأخبار مفبركة وأفلام مريضة، فيها من الكذب والادعاء الفاجر غير المسبوق من عملاء باعوا ضميرهم المهني.. ألم يكن ذلك داعيًا إلى موقف وطني في حينه؟ إن إقامة البطولة في الشتاء أمر صعب، وهو ما كانت ترفضة محطة تلفزيون فوكس، ومحطة أن بي سي الأمريكيتين اللتان تعاقدتا مع الفيفا بمبلغ مليار دولار مقابل نقل أحداث ومباريات كأس العالم 2018 و2022 إلى أمريكا الشمالية. أصبحنا محاصرون بأخطر مشكلة تواجه اللعبة الأكثر شعبية في العالم. هل يمكن أن تقام كأس العالم في الشتاء ويتعرض الفيفا إلى مشكلات مالية وقانونية مكلفة وخطيرة؟ هل تسحب البطولة من قطر وتفتح أبواب الحساب وعواقبه مع جوزيف بلاتر ورفاقه؟ لقد دفع بلاتر ورفاقه الثمن في عام 2014 بضغوط وتحقيقات أمريكية، وهي التي نافست قطر على استضافة المونديال. وتمت تصفية بلاتر ورجاله، ثم بدأت الآن معركة التسريب بشأن سحب المونديال من قطر».
محاصرة شعب
ومن بين من هاجموا النظام القطري سحر جعارة في «الوطن»: «الشعب القطري مفزوع، يتسابق على محلات الأغذية لجلب أكبر قدر من الأطعمة والمشروبات، بعد أن قطعت ست دول عربية علاقاتها مع قطر، وهي السعودية والبحرين والإمارات ومصر وليبيا واليمن، بالإضافة إلى المالديف وموريشيوس، إنه مشهد أقرب لما عاشه المجتمع المصري عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، بسبب الانفلات الأمني واقتحام السجون، الذي دبّرته وموّلته قطر. مشهد أقرب إلى معاناة المصريين أثناء الاعتصامات المسلحة للإخوان (التي أُقيمت بأوامر قطرية)، وفرضت لغة الدم على الشارع المصري. لقد قفز رئيس نقابة مصدّري المحاصيل الزراعية في إيران، رضا نوراني، ليتصدّر المشهد، ويؤكد أن لقطر حليفاً آخر غير العرب هو إيران، ويُبدي استعداده لتصدير مختلف السلع والمواد الغذائية إلى قطر عبر 3 موانئ في جنوب إيران. وقال نوراني، رداً على العقوبات التي فرضتها البلدان العربية على قطر، ومنها حظر المواد الغذائية، إن إيران تستطيع شحن المواد الغذائية إلى قطر في غضون 12 ساعة.. لكن هذا لن يوقف الارتباك الشعبي، ولن يمنع الشعور بالأزمة والاختناق، ولو لساعات. قطر فعلياً «تحت الإقامة الجبرية»، شعبها يُسدّد فاتورة أخطاء حكامه. المبادرة الإيرانية هي استثمار للأزمة، وليست إنقاذاً لقطر، فمع إغلاق مصر والسعودية والإمارات والبحرين المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة المقبلة والمغادرة إلى قطر، ومنع وسائل النقل القطرية من العبور، سوف يدخل الاقتصاد القطري دوامة الخسائر التي بدأت بتراجع البورصة القطرية، بما يتجاوز 7٪، عقب قرار المقاطعة يوم الاثنين، كما ستتأثر إنشاءات مونديال 2022، ليسقط حلم استضافة المونديال، بسبب غلق الحدود السعودية – القطرية».
الشماتة لا تليق بنا
نبقى مع الأزمة القطرية، التي تلهب مشاعر الكثير من الكتاب، من بينهم عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» الذي ينتقد بشدة حالة الشماته التي يبديها أنصار النظام ضد القطريين، مطالباً بضبط الأعصاب والتحلي بمبادئ الأخلاق: «نخطئ كثيراً – في خلافنا مع حكام قطر- إذا هاجمنا الشعب القطري. ولكننا للأسف نتمادى إلى درجة الإسفاف، فنجمع بين الحابل والنابل، ونهاجم، بل نشتم، الشعب القطري. ولكن هذا للأسف هو أسلوبنا في كل معاركنا، ونترك للإسفاف أن يصل إلى أبعد مدى، وفي المقابل يجب أن لا ندفع الشعب للعمل ضد حكومته، وأن نراعي أن أي شعب خليجي – سواء اختلفنا مع حكامه أو توترت العلاقات بيننا – لنا وسط هذا الشعب وذاك مئات الألوف من المصريين يعملون هناك، فلماذا هذا الجفاء وتلك الشدة والإسفاف. ولا نقول ذلك تسولاً لحسن علاقة، ولكن دعوة للترفع، عندما نختلف، وكثيراً ما نختلف، وربما ورثنا ذلك الإسفاف من تجارب قديمة.. عندما فتح الإعلام المصري شراعه وراح يهاجم الملك حسين، ملك الأردن، وينعته بأنه «حسين بن زين»، وكما راح يردد كلمات نابية – شديدة القسوة – عن الملك فيصل، ملك السعودية، بسبب حرب اليمن. أرجوكم أبعدوا الشعوب عن أقلامكم، فهم رحم الأمة العربية كلها.. ومهما اختلفنا فإن علاقات الشعوب هي الباقية. وإذا كانت أي أسرة حاكمة فيها الصالح والطالح، فإن الشيء نفسه في حكامنا أيضاً.. والتاريخ لا ينسى. أقول ذلك بمناسبة الطبل والزمر الذي يصاحب الخلاف الخليجي – ومعه مصر – مع حكام قطر».
الشيطان يعظ
لكن لماذا قرروا الانقلاب الآن على قطر؟ جريدة «الشعب» من جانبها ترى أنه: «من الواضح أن استضافة الدوحة لمؤتمر حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الشهر الماضي ساهم في توتر الأوضاع، وهو ما يفسر الهجوم القوي ضد قطر، الذي حدث في أحد المؤتمرات في واشنطن. من الأسباب الأخرى التي ساهمت في تفاقم الوضع، هو تواصل الدوحة مع طهران، وهو ما أغضب الرياض وأبو ظبي، بعد التقارير التي أفادت بإجراء اتصالين بين الأمير تميم والرئيس الإيراني حسن روحاني، الأمر الذي أشار إلى وجود علاقات قوية بين البلدين، رغم أن مثل هذه الأسباب كانت عوامل مساهمة في تأجيج الأزمة، إلا أن الحافز الأهم هو الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، في تأجج الأزمة. شعرت المملكة العربية السعودية بأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، ستكون أكثر حزمًا من الإدارة السابقة، حتى مع رغبة فريق الرئيس الأمريكي في الضغط على السعودية لشراء أسلحة، في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد السعودي لضربة قوية؛ أعطى ترامب الضوء الأخضر بالتحرك ضد قطر، بعد لقاء فريقه الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول 2016 مع أمير أبو ظبي، حينها ناقشوا الوضع القطري الإيراني، ثم استكمل ذلك على هامش رحلته الرئاسية للسعودية، ومن وجهة نظر الرياض وأبو ظبي، كان ذلك بمثابة الإذن الذي احتاجوه للتحرك ضد جارتهم، ووضع حد لسياسات الدوحة الخارجية، التي تأتي عكس مصالحهم. أما من وجهة نظر البيت الأبيض، فمع توفير السعودية والإمارات ضمانات لحقوق أمريكا في المنشآت العسكرية في قطر، لدى الولايات المتحدة الكثير للفوز به، في هذا الوضع من المؤكد أن أي تغيير للنظام في الدوحة، سيساعد على التخلص من الصداع المستمر في قلب السياسة الأمريكية».
ما ذنب رعاياك في قطر؟
«المصريون لا يدرون ماذا يفعلون الآن؟، وكيف يمكنهم النزول إلى وطنهم لقضاء مصالحهم وإجازاتهم ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك، وانتهاء موسم الدراسة وبدء الإجازات الصيفية للعائلات؟ والبديل الذي يطرحه طه خليفة في «المصريون» ليس سهلاً، لن يكون سفرا مباشرا، بل عبر الترانزيت في رحلة طويلة مرهقة مسافة وزمنا، أقصى زمن كانت تستغرقه الرحلة المباشرة المعتادة من الدوحة للقاهرة أو العكس هو ثلاث ساعات، اليوم ومع الترانزيت لن تقل عن سبع ساعات وربما أكثر، علاوة على أن كلفة التذكرة ستزيد، والإرهاق المالي سيظهر أثره أكثر على العمالة العادية، التي تشتري تذاكرها على نفقتها، وهؤلاء عددهم كبير بين الجالية التي تصل لنحو 300 ألف شخص، حتى العمالة العادية ضعيفة الدخل، التي تتجه للسفر عبر شركات الطيران الاقتصادية الرخيصة، وتقبل بتحمل إرهاق الترانزيت مقابل تذكرة معقولة الثمن ضاق عليها هذا الخيار أيضا، لأن الشركات الإماراتية من هذا النوع فرضت عليها حكومة بلادها المقاطعة. اليوم أمام المصري خياران، إما السفر من الدوحة إلى الكويت ومنها إلى مصر، أو من الدوحة إلى سلطنة عمان ومنها لمصر، ولن يستطيع السفر عبر مصر للطيران بالطبع، لأنها أوقفت رحلاتها، ويمكن أن يسافر عبر الطيران الكويتي أو العماني، وإذا استخدم الخطوط القطرية فإنه سيكون مضطرا في كلا البلدين للتغيير بطيران آخر، لا تكون الأجواء السعودية ولا المصرية مغلقة في وجهه، مأزق كبير، وقلق يعيشه المصريون، بسبب أن السلطة طبقت القرار الخليجي بالمقاطعة بكل بنوده، دون أن تراعي مصالح رعاياها».
مصر ضاعت في عهد السيسي
نتحول نحو الهجوم على الرئيس على لسان أمين إسكندر في «مصر العربية»: «القرار الخطير الذي لم يشاركنا الرئيس بالحوار عليه، رغم أنه يمس صميم حياتنا هو إقامة عاصمة إدارية جديدة للبلاد، وفي اعتقادي وحسب علمي لم يعرف أحد مع من ناقش الرئيس فكرة بناء العاصمة، وكذلك نستطيع أن نتحدث عن المليون ونصف المليون فدان المستصلحة، حيث عبر أكثر من متخصص بأن مياه الآبار في تلك المناطق غير متجددة. وهكذا نستطيع أن نتحدث عن الكثير من القرارات والمشروعات، ولعل أخطر القرارات وأشهرها، القرار الصادر من الرئيس بشأن سعودية تيران وصنافير، ورغم أن الرئيس أخطرنا عبر الهواء بأنه سأل كل الأجهزة الأمنية والمتخصصة فقالوا له، إن تيران وصنافير سعودية، إلا أن أحكام القضاء المصري جاءت باتة بمصرية تيران وصنافير، وبالاستناد إلى الوثائق المصرية حسب قول المستشار الجليل الدكروري – مجلس الدولة. إذن يا سيادة الرئيس أنت المسؤول الأول عن مصر بعد انتخابك من الشعب، ومضى عليك ما يقرب من 3 سنوات على كرسي الرئاسة، والحصاد، الذي يعيشه أهل بلدي، بؤس وفقر وزيادة فقراء ومرض وتعليم جاهل وغلاء متوحش يأكل الأخضر واليابس، عند المواطنين البسطاء الذين تتناول بعض وسائل الإعلام حياتهم، فتخبرنا عن انتحار مواطن لأنه لم يجد قوت يومه، أو مواطن أشعل النار في نفسه، لأن راتبه لا يكفي حياة كريمة لأسرته، أو مواطن يعرض ابنه للبيع حتى يستطيع أن يعطى حياة لأبنائه الآخرين، إضافة إلى العاطلين عن العمل وتكاليف الدواء والعلاج. تلك هي حياة الشعب المصري، الذي نستطيع أن نخرج منهم ما يقارب 15٪ يحتكرون معظم دخل الدولة المصرية فيهم 1٪ فقط يسيطرون على 48.5٪ من الدخل والـ 15٪ من السكان هم الذين يستحوذون على أنشطة الدولة».
قليلاً من الخجل
ومن أشد انواع الهجوم لرأس النظام، ما أطلقه جمال الجمل في «البديل»: «في الرابع من يونيو/حزيران 1967، كنا نحلم بتحرير فلسطين، وكنا نتحدث عن سقوط تل أبيب، أما الآن فإننا نأمل أن ينجح الراعي الأمريكي في إقناع «الصديق الصهيوني» بإعادتنا مشكورا إلى حدود الرابع من يونيو، مع تعهدنا بالتوقف التام عن أحلام التحرير، وأمنيتنا أن تقبل «يا صديقنا العاقل» بمطلبنا المُلِّح أن تبقى «تل أبيب» عاصمة لدولتك الديمقراطية المتقدمة.. المحبة للسلام.. المعادية للإرهاب العربي والإيراني، ورجاؤنا وتوسلاتنا ألا تصمم «يا شريكنا الاستراتيجي» على إعلان «القدس الموحدة» عاصمة لإسرائيل.. تعطف علينا يا سيدنا بنصف القدس، لنستر عوراتنا أمام شعوبنا المتخلفة التي لا تزال تتمسك (وجدانياً ودينيا لا سياسياً) بأولى القبلتين. بصياغة مؤدبة سألت نفسي: أليس من العبث أن يتلقى حاكم يفرط في أرض بلاده، التهاني بذكر الانتصار وتحرير الأرض في 10 رمضان، وفيما تلاها من اتفاقيا.. فضت الاشتباك وفضت معه القضية كلها؟ لا شك أن هذا هزل يفوق العبث، حتى أن صمويل بيكيت كان ليخجل من وضع هذا الهراء المذموم في نص عبثي، فأنا قد أتفهم أن يحتفل لاعب أو جمهور بإحراز هدف يتيم في مباراة، حتى لو كانت النتيجة (7/1)، فطالما أن المباراة في الملعب، فالأمل موجود والاحتفال قد يكون مطلبا معنويا لحث الفريق على الاجتهاد والتعويض، لكن كيف أتفهم إقامة احتفال سنوي بهدف يتيم في مباراة انتهت بنتيجة ساحقة، لصالح فريق نجح في تحويل فريقنا، من خصم إلى شريك، بل وجعلنا نحرز الأهداف في مرمانا لحسابه؟ حتى أن أرضنا التي اغتصبها العدو في يونيو، وحاربنا لأجل تحريرها في رمضان، صرنا نختصم عليها بين بعضنا بعضا، وصار حكامنا يبذلون الجهد للتملص منها، لدرجة تزييف الوثائق ومخالفة الدستور وعدم احترام أحكام القضاء.. كيف لا يكون ما يحدث هزلا وعبثا، ونحن نرى الجندي يحتفل بنصر رمضان، بينما يستعد مرتاح البال للتفريط في تيران؟».
لك يوم يا ظالم
نشرت والدة الشاب خالد عسكر، خريج كلية العلوم جامعة المنصورة، والمحكوم عليه بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميًا «قتل الحارس» رسالة مبكية عبر صفحتها على «الفيسبوك»، مشيرة إلى أن نجلها تعرض للتعذيب من أجل الاعتراف بفعل لم يرتكبه ووفقاً لـ«المصريون» قالت والدة خالد عسكر موجهة حديثها للقاضي الذي أقر حكم إعدام نجلها: «رسالتي إليكم قضاه محكمة النقض بـ(الأمس) 6/7 أزهقتم روح ولدي خالد وأكدتم عليه حكم الإعدام.. إليك رئيس الجلسة هل سمعت من ولدي شيئا هل أحضرته أمامك حتي يحدثك؟ هل رأيت ما به من عذاب لا يزال في جسده؟ إن كنت تستند إلى أن الاعتراف هو الدليل، هل حكم على أي شخص جنائي وليس سياسيا بالإعدام، لأنه اعترف. لم يحدث ذلك أبدا لأنه في قضيه القتل طرفان جاني ومجنى عليه، أما في قضية ولدي خالد، فليس عندك إلا طرف واحد، وهو أمن الدولة وأنت تعرف جيدا ما يحدث لهم في فتره الاختفاء القسري لانتزاع الاعتراف. هل سمعت دفاع المحامين؟ بما أنك سوف تفصل في القضية وتعطي حكما نهائيا، هل استجبت لنيابة محكمه النقض وهي توصي المحكمة بقبول الطعن؟ لماذا أزهقت زهرة شباب عمري وتعب عمري؟ كله لماذا أخذت ولدي من حضني وهو عريس؟ لماذا حرمتني حتي فرحتي أنني كنت أزوره فقط وهو داخل أسواركم، وهو في أغلاله وبين سجانيه وجلاديه حتى هذه حرمتني منها».
سلطة تهوى القمع
«حق المواطن في المعرفة»، حملة إعلانية ظهرت على بعض القنوات الفضائية يهتم بها مجدي حلمي مدير تحرير «الوفد»: هذه الحملة التي شارك فيها الزميل إبراهيم عيسى، وهو من المغضوب عليهم، والفنانة إسعاد يونس، أثارت علامات استفهام حول من وراء هذه الحملة، خاصة أن الشركة المنفذة للحملة معروفة بخبراتها في هذا المجال، لكن لم يعلن عن ممول هذه الحملة، وما هدفه منها؟ والحق في المعرفة أحد أهم عناصر حرية الرأى والتعبير، وتشمل تداول المعلومات بصورة سهلة وسلسة، وبدون وضع قيود على نقلها، فهو حق من حقوق الإنسان المرتبط بالحق في المشاركة في الحياة العامة، والحق في التجمع والتنظيم والتنقل، وبالتالي فهو حق محوري في منظومة حقوق الإنسان، وهي المنظومة التي تواجه عداءً واضحاً من السلطات وتعتبر من يعمل فيها باستقلال من أهل الشر. والحق في المعرفة يتطلب أولاً تمرير قانون ديمقراطى لتداول المعلومات، يكون الأصل في كل تصرفات السلطات الثلاث شفافة وعلنية، والاستثناء هو السرية، وأن تصدر قوانين تعزز وتدعم الحريات العامة، وتمكن الناس من ممارستها وليس وضع قوانين تهدد كل من يحاول أن يمارس حقه وحريته، فالقائمون على هذه الحملة يجب أن يعلموا أن حقوق الإنسان هي كتلة واحدة ومتكاملة، وأن السلطة التي تحترم نفسها وشعبها تشجع مواطنيها على التمتع بهذه الحقوق، وأن ترفع يد الأمن عن الحياة السياسية والإعلامية، وأن يكتفى بدورهم في وقاية المجتمع من الجريمة ومكافحتها إن وقعت».
آخرتها يا حكومة
ومن الهجوم على الرئيس للهجوم على الحكومة وتتولاه غادة شريف في «المصري اليوم»: «الحكومة حاسداك على علاوة الـ7 ٪ وبدأت تعد عليك نعمها التي لا تحصى.. «منحناك 14 جنيها على البطاقة وإدينالك 7٪ علاوة غلاء، وانت أصلا بتطفح 10٪ علاوة قبلها»، وناقص تقولك وقمصاني وبنطلوناتي! لهذا ما أن بدأ شهر رمضان إلا وبدأت تتوالى التصريحات من مسؤولين متنوعين، بداية من رئيس الوزراء مرورا بوزير المالية وانتهاء بالمصدر اللي واقف مستخبي ورا العمود ويرفض ذكر اسمه، جميعهم يتحدثون عن بدء رفع الدعم عن البنزين قريبا جدا.. كأنهم مستخسرين فيك يا حمادة إنك تفرح يومين بكنز علي بابا الذي فتحوه لك بالعلاوتين والـ14 جنيها! طيب، لماذا لا يتركوننا نفرح برمضان قليلا؟ إذا كان الدعم مرفوع مرفوع، والبنزين هيغلى هيغلى فلماذا تضعوننا في الأكفان من الآن؟ ما تستنوا لما نموت. تخيل يا حمادة لو كان الإنسان يولد وهو يعلم ميعاد وفاته كيف سيكون حاله؟.. إنت بالذات يا حمادة كنت ستصبح متلبشا متكرمشا مهووسا مطيورا لا عارف تنام ولا عارف تصحى! لذلك كان حجب ميعاد الموت رحمة بالإنسان. أما المسؤولون الأعزاء، فهم يقولون إنهم بتكرار تصريحاتهم هذه يريدون تهيئة الشارع لتلك القرارات المتعسفة المقبلة! يا سيدي ومين قالك إن الشارع أصبح ينتظر منكم خيرا؟ هذا كان زمااااااان وجبر.. عندما كنا نتخيل أننا سنعيش في ديمقراطية ومصارحة وكدا هوّان. إنما عندما يكون ابنك يا حمادة خايب الرجا وبيسقط كل سنة فبأمارة إيه ستأمل إنه يطلع دكتور؟ لقد توقفت بشدة أمام التفاعل السلبي الذي أبداه الشارع تجاه ضرب مراكز تدريب «داعش» في ليبيا، ولقرار مقاطعة قطر، رغم محاولات الحشد الإعلامي لخلق فرحة في الشارع» 5 وثائق عن سعودية تيران وصنافير
اهتمت «الوطن» بما اعتبرته انفراداً، حيث نشرت 5 وثائق رسمية تثبت سعودية جزيرتي «تيران وصنافير»، أولها مذكرة تحمل درجة سرية «سري للغاية» صادرة من المخابرات العامة المصرية بتاريخ 5 مارس/آذار 1957، تُشير إلى أن الجزيرتين سعوديتان. ثاني الوثائق كانت تعليمات عمليات حربية بتاريخ 17 يناير/كانون الأول 1950 صادرة لاحتلال جزيرة تيران ورفع العلم المصري فوقها، ما يؤكد أن قبل ذلك التاريخ لم تكن ضمن الأراضي المصرية، بالإضافة إلى خطاب صادر من وزير الخارجية المصري إلى وزير الحربية والبحرية المصري بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 1928 يؤكد فيه وزير الخارجية عدم وجود أي دلائل لإدارة أو سيادة مصر للجزيرتين رابع تلك الوثائق، هي خطاب موجه من وزير الخارجية المصري الدكتور عصمت عبد المجيد لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، يؤكد له اعتراف الدولة المصرية بسعودية جزيرتي تيران وصنافير. آخر تلك الوثائق، هو صورة من خطاب مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة بتاريخ 29 مايو/أيار 1967 والمودع كوثيقة رسمية، ويُشير خلاله بوضوح إلى أن الجزيرتين «محتلتان» بواسطة مصر».
وزارة الغلابة مرهقة
منذ أيام طلب الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، خلال لقائه عددا من المسؤولين في المحافظات الاهتمام بالمواطنين وتسهيل حصولهم على كافة الخدمات قائلا، إحنا وزارة الغلابة، ولكن وكما يتساءل حجاج الحسيني في «الأهرام»: «هل نحن أمام وزارة «الغلابة» بالفعل ؟ هل يجد المواطن «الغلبان» شارعا بدون إشغالات وقمامة وحفر ومطبات؟ وهل قامت المحليات بدورها في التصدى لمخالفات المباني والأبراج؟ وهل واجهت المحافظات ظاهرة التعديات على أراضي الدولة قبل توجيهات الرئيس الأخيرة؟ قبل الرد على الأسئلة علينا أن نلقى نظرة على أحوال «الغلابة» في جميع القرى والنجوع والمدن، وعلينا أن نعلم أن حملة استرداد أراضي الدولة نجحت في إزالة التعديات على مساحة مليون و200 ألف فدان، خلال أقل من شهر، بعد أن كشف الرئيس «العين الحمراء» للمحافظين والوزراء. الحقيقة المؤلمة أن أجهزة الدولة لا تتحرك إلا بعد توجيهات السيد الرئيس، ملايين المبانى والأبراج المخالفة تناطح السحاب على مرأى ومسمع من جميع المسؤولين، وظهور برج الإسكندرية « المائل»، أكبر دليل على فساد وتقاعس المسؤولين. نحتاج إلى حكومة قوية تعمل على إعادة هيبة الدولة والقانون، ومن أجل « الغلابة» بالفعل وليس بالتصريحات. أقول بكل صراحة إنه لولا تدخل الرئيس في ملف الأبراج المخالفة لن تتحرك المحافظات والمحليات، إرادة الدولة من إرادة الرئيس، والحكومة تنتظر دائما التوجيهات».
أن تكون فلسطينياً
«أن تكون فلسطينيا تعشق وطناً تعرف اسمه ولم تره، تكبر وأنت، كما يؤكد حسن العاصي في «الشعب» لا تعلم أين سوف تكون غداً، لأنك ممنوع من الاستقرار ومن التفكير في المستقبل، وعليك أن تحارب نيابة عن أمة الضاد، وباسم الشعوب العربية، لأنك القومي العربي الأول، وأن تحارب نيابة عن جميع المسلمين أينما تواجدوا، فأنت حامي الأقصى الشريف، وهو تكليف خصك به رب العزة، يجب أن تقاتل نيابة عن جمع الأحرار والشرفاء في العالم، فأنت الأخ والرفيق والمناضل الأممي الأول ضد الإمبريالية العالمية وضد الاستعمار وضد العولمة، ثم تجدهم يشيدون بك في الخطابات والمهرجات والمؤتمرات والقاعات المغلقة، ويكيلون لك المديح، وينظمون قوافي الشعر في وصفك، لكنك يا حسرتي يا حافي القدمين، أنت الضحية الأولى. أن تكون فلسطينياً يعني أن ترضع من ثدي أمك مع حليبها الإحساس بالقهر والظلم، وكذلك ترضع التحدي والرجولة والإصرار، وترضع مفردات السياسة ومصطلحات الفلسفة وأسماء الأسلحة، وحين تصبح مراهقاً عليك أن تقرأ الشعر وتحفظه، ثم تكتب القصائد وتكون ملماً بأنواع وبحور الشعر، وأسماء كبار الشعراء، وحين تصبح شاباً تُعتقل ليس مهماً أين، قد تعتقل عند أعدائك الطبيعيين، وقد تعتقل عند الأشقاء العرب، وكذلك ليس مهماً التهمة فهي موجودة دوماً بانتظارك لأنك فلسطيني، فإن كنت من الناس المحظوظين ولم تستشهد ولم تقتل ولم تغتل، فإنك تتزوج لتنجب أبناء يكررون المقرر المعروف، وإن لم تفعل ذلك حينها تكون أنت إمٌا عميلا أو مجنونا. أن تكون فلسطينيا، هذا ينبغي أنك تحفظ أسماء الشهداء منذ ثورة فلسطين الكبرى عام 1936 لغاية الآن».
رمضان بلا قرآن
«ونحن في أيام وليالي الشهر الكريم بما ينبعث منه من خيرات وبركات، على حد وصف دينا شرف الدين في «اليوم السابع»، ورحمات تغمر جميع المشتاقين بريحها الطيب ونسماتها العاطرة التي طالما انتظرها المنتظرون، تنبعث بكل أسف منغصات أخرى، تلقي ظلالها الخبيثة على تلك الروحانيات لتفسدها، وتفصل عنها الكثيرين ممن يقعون فرائس للطعم الذي تلقي به الفضائيات وشركات الإنتاج والمعلنين، لتزدحم القنوات بما يضر ولا ينفع وما لا يتناسب شكلاً وموضوعاً مع جلال الشهر الكريم. فلم تعد قنوات التلفزيون الأرضية والفضائية، المسموعة والمرئية لديها من الوقت ما تهدره، دون عائد مادي ضخم لتخصص فقرة من الوقت كافية لقرآن المغرب، تلك الآيات التي اعتدنا سماعها قبل الآذان بنصف ساعة على الأقل، لتملأ أركان البيوت بعطرها الخاص، وتملأ قلوب الصائمين فرحاً ووعداً قريباً بانقضاء نهار يوم من أيام رمضان، في أجواء خاصة جداً، ذات مذاق نفتقده الآن في سنوات الانحدار وغياب الضمير، والانصراف عن كل ما هو طيب، كما لم يعد للعمل الديني والتاريخي وجود على خريطة المهازل الرمضانية سنوات وسنوات، منذ أن تراجعت جهات الإنتاج التابعة للدولة واستحكمت سطوة الإنتاج الخاص، الذي أطاح تماماً بمثل هذه الأعمال الجادة لحساب أخرى تمتلئ بالموبقات على اختلاف أشكالها وكله عشان المكسب والإعلانات».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة