|
Re: واخيرا اشرعت عصا الترهيب مقال ليونس محمود (Re: زهير عثمان حمد)
|
العلاقات السودانية المصرية.. نعي أليم!! بقلم: محمد عبد القادر القنصل المصري وئام سويلم لم يكن يفوت فرصة دون ان يدلق على وجهي كثيرا من الملاحظات الحارقة عن سير العلاقات السودانية المصرية وتأثيرات ما يكتبه الاعلام على حاضرها ومستقبلها, كنت التقي به في المناسبات العامة فلقد فشلت للأسف في تلبية دعوته المتكررة لتناول (فنجان قهوة) على ضفاف التنقيب في مسار علاقات الخرطوم القاهرة . بالطبع اكتب الآن دون ادنى احساس بالخوف من أن يكون اسمي ملحقا بقائمة الحظر السوداء الموجودة في مطار القاهرة, فأنا والحمد لله لا تربطني بمصر غير آصرة المحبة التي يكنها معظم السودانيين لهذه البلدة الطيبة. وجدان الود حاضر تجاه الأحبة في شمال الوادي دون ان يؤثر ذلك او يضعني في الحياد تجاه قضية بلدي, لان اقتناعي بـ (سودانية حلايب) لا يتعارض مع تأكيدي على أهمية العلاقات التاريخية والشعبية بين السودان ومصر وضرورة تجنيبها المزالق والنأي بها عن المؤامرات والمكائد والمفاجآت. مشهد شتيمة الاعلام المصري للسودان وحضارته وقيادته كان بائسا ولعلي عبت على القنصل المصري مرارا اهتمامه بما ينشر في السودان وغض الطرف عن ما تبثه بعض وسائل الاعلام المصرية من سموم في بدن السودانيين. لو تواضعنا على ايقاف التراشقات من هناك وهنا لاحرزنا تقدما على مسار مهم جدا يحافظ على علاقات متوازنة, ليس بالضرورة ان يكون بها مودة متبادلة, لان حب السودان لمصر الرسمية اتضح انه (من طرف واحد), ولكن دعونا نقول علاقات مصالح لا تتجنى على مكاسب المواطنين الموجودين في مصر والسودان. كنت من أوائل الصحفيين العرب والافارقة الذين أجروا حوارا مع الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي, نشرته في (الرأي العام) وكان عنوانه الرئيس: (كفاية اللي راح), لمست خلال الحوار درجة عالية من المصداقية في توجه الرجل تجاه السودان, ثم كنت استغرب بعد ذلك ما يحدث من تراشقات غالبا ما يبدأها الاعلام المصري حتى قرأت حوارا للرئيس البشير عن صدق السيسي وقوله بان المخابرات المصرية مسؤولة عن ما يحدث من انتكاسات في العلاقة مع مصر. لماذا تترك العلاقات مع السودان في ديسك المخابرات لتصبح تعهدات وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري كلاماً دبلوماسياً لا علاقة له بالواقع على الارض خاصة فيما يتصل بممتلكات المعدنين. لم تتقد النار التي قضت على (اخضر ويابس) العلاقات السودانية المصرية بشرارة طرد الصحافيين من مطار القاهرة, ما حدث من ابعاد كان ردة فعل لتطورات وتجاوزات سابقة تورط فيها ما كنا نحسبهم فئة قليلة في الاعلام المصري ولكن للاسف دخلت مخابرات الدولة في مناصرة خط التصعيد فحدث ما حدث من كوارث اصابت العلاقات الثنائية في مقتل. الآن دخل التدهور في العلاقات منحى جديدا شيع للاسف اتفاق الحريات الاربع الى مثواه الاخير, فرضت الخرطوم من جانبها تأشيرة على دخول المصريين وطالبتهم بفحص الكبد الوبائي من باب التعامل بالمثل بعد ان تلكأت مصر في تطبيق ما يليها منذ العام 2012. طبقت السلطات المصرية على اقامات السودانيين غرامات بأثر رجعي, ففعلت الخرطوم ذات الامر وهي تطالب المصريين برسوم كذلك على الاقامات وغرامات على المخالفين بـ (اثر رجعي) كذلك من باب التعامل بالمثل. كل ما حدث يدق للاسف (آخر مسمار) في نعش اتفاق الحريات الاربع, خاصة وان القاهرة طالبت امس بضرورة تسجيل وصول السودانيين للاراضي المصرية خلال اسبوع في خطوة تصعيدية جديدة مع فرض رسوم تصل الى 250 جنيها قابلة للزيادة. ننعي لكم اتفاق الحريات الاربع الذي ينفذه السودان منذ سنوات ولم تطبقه مصر, واتوقع ان يؤدي سير الامور بهذه الوتيرة المتشنجة والمتصاعدة الى الحرب والقطيعة التي تعود بكثير من الضرر على المواطنين في السودان ومصر, اين ارادة الاطر السياسية والدبلوماسية فيما يحدث ؟! سؤال يحتاج لاجابة. * رئيس تحرير (الرأي العام)
| |
  
|
|
|
|