تتنهد الكلمات من وطأة الأسى والحزن على هذا الوطن الجريح الذي وقف أهله يتفرجون ولمدى أكثر من ربع قرن من الزمان على واقع مضطرب ومشهد مأساوي ما بين الحرب والفساد والعشوائية أناس قد سيطروا على المسرح تتغير مواقعهم ولا تتغير وجوههم وكأن الله قد كتب علينا أن يحكمنا هؤلاء العباقرة ممن ينتمون إلى جسم وهمي وهلامي اسمه المؤتمر الوطني وهو حزب قد صنعته الحكومة من بعد أن آل إليه الأمر بعد سقوط النظام الديمقراطي والإطاحة برئيس البلاد السيد أحمد الميرغني رحمه الله ورئيس وزرائه الإمام اليد الصادق المهدي. دعونا نتساءل وبمنتهى البراءة ما هو المؤتمر الوطني ما هو فكره الذي يستند إليه وأي تاريخ له في هذه البلاد وما هي مواقفه السياسية والوطنية التي يحفظها له الشعب السوداني وما هو تاريخ ومواقف من على قمته من قيادات يمتطون السيارات الفارهة ويسكنون القصور العالية ويمتلكون أخرى، ليست أدري ماذا يستفيد الشعب السوداني من المؤتمر الوطني الذي هو حزب الحكومة وتأتي ميزانيته وعموم الصرف عليه من الشعب السوداني يدير انتخابات فتفتح له الخزائن ويصرف المؤتمر الوطني في موسم الانتخابات صرف من لا يخشى الفقر وفي كل ولايات السودان المختلفة بل وخارج البلاد هل تريدون أن تقنعونا أن تلك الأموال الطائلة هي من اشتراكات الأعضاء ومن استثمارات الحزب!! ما هي استثمارات هذا الحزب وهل تخضع للمراجعة ومن أين يأتي الحزب بكل هذه المليارات في حشوده المستمرة في العاصمة والولايات من أجل سد عقدة الشرعية والجماهيرية وتعويض المفقود من الولاء الفطري والطبيعي. أمانات وقطاعات وأجهزة ومؤسسات وعربات ومباني كلها تتبع للمؤتمر الوطني الذي يستحوذ على مبنى ضخم في موقع ممتاز يكون أغلب العام خالياً ولا يدور فيه نشاط حقيقي وكان الأولى بهذا المبنى أن يتحول إلى مستشفى لأطفال السرطان ولمرضى الفشل الكلوي بدلاً من يظل لافتات كبيرة عليها عبارات لا معنى وصور كبيرة من غير مراعاة للجوانب الفنية والجمالية وفي مواجهة بوابة السودان العالمية وهي مطار الخرطوم مما يعطي انطباعاً لدى الزائر ولأول وهلة بأن هناك حالة مؤتمرية وطنية تخيم على البلاد ويقف الشعب حيالها مكتوف الأيدي وحائراً ومسلوب الإرادة لافتات المؤتمر الوطني الضخمة تكلف أموالاً طائلة وتجني منها شركات الإعلان أموالاً هائلة خاصة في موسم الانتخابات أو مواسم المؤتمرات التنشيطية!! أو المؤتمر العام أو ما إلى ذلك من أسماء ومسميات لشيء غير حقيقي اسمه المؤتمر الوطني > نسمع جعجعة ولا نرى طحناً فما دور أمانة الشباب في المؤتمر الوطني وكم عدد الشباب السوداني في هذه الأمانة مثلاً وما الفرق بينها وبين الشباب الوطني أو أمانة الطلاب والاتحاد العام للطلاب السودانيين واتحاد ولاية الخرطوم والمركز القومي للإنتاج الإعلامي وهلمجرا أما عن المرأة وأماناتها فحدث ولا حرج فهن ذاتهن في اتحاد العام للمرأة السودانية أو أمانة المرأة وما إلى ذلك من مسميات وصرف ومكاتب وعربات ومرتبات وكهرباء ومكيفات وما خفى أعظم كل ذلك من أجل اضفاء شرعية زائفة على أمر واقعي حقيقته أن رئيس الجمهورية يكتسب شرعيته من أنه ينتمي إلى القوات المسلحة .
ما عرف بالحوار الوطني من خلال وجود عدد كبير من الأحزاب الصغيرة الكبيرة ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والحركات المسلحة كل ذلك هو في حقيقته "المؤتمر الوطني" وبالتالي فإنه لا حاجة للعسكريين الذين يحكمون البلاد لا حاجة لهم لـ"حزب" المؤتمر الوطني وهو في حقيقة ليس مؤتمراً وطنياً وإنما هو عبارة عن عشر في المائة تقريباً من تنظيم الاخوان المسلمين مع عدد آخر من مواقع مختلفة أصول ومقتنيات المؤتمر الوطني في العاصمة والولايات وميزانيته خاصة وإن مباني المؤتمر الوطني في الأحياء والعواصم في مواقع متميزة وبيعها يمكن أن يوفر ميزانية لصيانة المحطات الحرارية أو أي ضروريات أخرى للشعب السوداني فهو لا يحتاج إلى مؤتمر وطني ولكنه يحتاج إلى الصحة والتعليم والكهرباء وما قيمة المؤتمر الوطني سوى إنه يصب في مصلحة بعض الذين يقتاتون من العمل السياسي والتنظيمي ويهدرون أموال الدولة والشعب فيما لا طائل من ورائه.
12-29-2016, 09:03 PM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة