كتب: معمر حسن محمد نور الفقه التقليدي وظلم المرأة في الحج
07-03-2016 03:36
بسم الله الرحمن الرحيم معلمتان ..شابتان ..عضوان في صندوق للحج لمعلمي المرحلة الثانوية بحلفا الجديدة..تدفعان أقساطاً شهرية مع ثمانين شخصاً آخرين .. والغرض واضح ..التمكن من أداء فريضة الحج بدون إجهاد مالي.. قدمن للحج وابتسمت لهن القرعة الأليكترونية.. وعند أول عتبة للإجراءات ..وقفت في طريقهن عقبة كؤود ..لم يبلغن الخامسة والأربعين من العمر.. فيلزمها الحج مع محرم..وهكذا تجدان نفسيهما أمام نفس المعضلة التي من أجل تفاديها اشتركن في الصندوق. .فمن أين لهن مبلغ لآخر من المحارم ليحج معهن ؟وهن من لا يمكنهن دخلهن من تمويل أنفسهن ؟ الشرط سعودي .. وستجد اتقاء الفتنة وسد الذرائع ونحوه مبرراً لذلك..فتصير الفتنة مسئولية المرأة وليس الرجل الذي يفتتن .. وللأمانة فهو شرط موضوع في التقديم عليك بقبوله قبل التقديم..لكن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً ..لماذا وضع أصلاً ؟ بهذا الشرط..يكون كل التطور الذي حدث في كل وسائل النقل والاتصال ملغي الأثر..فكل ما اخترع من قطارات وبواخر وطائرات..لا أثر لها ليغير من أي مخاطر كانت لتجدها المرأة مع السفر بالبعير..حتى لو كان السفر في فوج يضم النساء والرجال ..ووجود أمراء ..وتفرق بين الجنسين في السكن الفندقي..ومن الطرائف أن لجان الحج \ كانت تنصح المتقدمة بتغيير الجواز وتغيير السن فيه..وتصبح فريضة الحج التي يفترض أنها تعيد المرء بعده كيوم ولدته أمه..يبدأ بكذبة كبيرة..ولكن يبدو أن ذلك لم يعد ممكناً مع الرقم الوطني والسجل المدني..هذا الموقف .. يطرح تساؤلين أساسيين..فقد بشر الوزير المختص ..بتكوين الصندوق على المستوى القومي ..فهل سيكون على الشابات عدم الاشتراك فيه تفادياً لمثل هذا الموقف ؟ والتساؤل الثاني هو لماذا تفرض السعودية شروطاً لا تفرضها الدول الأخرى على الحج ؟ فقد كان من الحوارات التي عقبت كارثة التدافع بمنى في حج العام السابق .. فرض الفقه السلفي السائد في السعودية على جميع الحجاج مهما اختلفت مذاهبهم رغم ما يسببه من كوارث في مشاعر مختلفة باستمرار مثل شرط الرمي بعد الزوال في يوم التعجل الذي لم يرضخ الشيوخ إلا بتوجيه من الملك الراحل عبد الله عقب أحدى الكوارث..فكل الكتب والنشرات والمواعيد المضروبة تستند على ذلك .. وربما كان من تداعياته هذا العام ..عدم اتفاق السلطات الإيرانية مع السعودية في حج هذا العام.. رغم أن شيوخ السلفية أنفسهم يختلفون فيما بينهم..ففي العام الماضي ضربت الحجاج الحيرة في أمر العمرة أثناء انتظار يوم التروية ..فهذا يجوزها وذاك يرفضها..والأغرب..يحكم ببطلانها وعدم الأجر فيها..ولله المنة أن جعل قبول أعمال العباد شأناً يخصه..فالله تعالى أرحم من قول عباده وله الحمد.ختاماً أرى أن قوانين دولة الحاج هي التي يجب أن تسود هنا..كل حسب اجتهادها في فهم الدين .. حتى لا نكون أسرى فقه ذكوري غير متفق عليه من الجميع [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة