الأمين عمر الأمين ... الظاهرة و الظرف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2016, 09:04 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأمين عمر الأمين ... الظاهرة و الظرف

    08:04 AM July, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    كمال علي الزين-الدوحة _ قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (.)

    ظاهرة الشيخ / الامين عمر الامين طه , الذي يعرف بالأمين ودالبنا و الامين ودالعجوز و الذي طالما كان مثيراً للجدل من واقع طقوسه الغريبة على التصوف المتعارف عليه في المجتمع السوداني و من واقع خلافاته المتكررة مع أهالي منطقة بيت المال و العنف اللفظي و الجسدي الذي أتسم به مريديه و من واقع انتماءه للطريقة المكاشفية احدى اكبر الطرق الصوفية في السودان و أوسعها انتشارا من حيث عدد الاتباع و المريدين و عدد الزوايا و المساجد و (المسايد )و مركزها كما هو معلوم قرية الشكينبة الشهيرة مرقد الشيخ المؤسس عبدالباقي المكاشفي الذي ولد بقرية شنبلي بالقرب من مدينة سنار في ١٨٦٧ و توفي في قرية الشكينيبة الحالية في العام ١٩٦٠ م ، و هو ينتمى الى قبيلة الكواهلة احدى اكبر القبائل السودانية وقيل من الأشراف .

    الطريقة المكاشفية هي في الاصل قادرية المورد نسبة الى الشيخ / عبدالقادر الجيلاني المولود في قرية جيلان بايران في العام ١٠٧٧م و المتوفى ببغداد في العراق في العام ١١٦٦م .

    و هو احد اقطاب التصوف الأربعة ، و هو مالكي المذهب ينتمى الى اهل السنة .

    الامين عمر الامين أخذ الطريق المكاشفي القادري عن الشيخ / عبدالله يوسف المكاشفي الشهير بودالعجوز و الذي ولد في العام ١٩٣٠ م بقرية الحقينة قرب ود عشانا و توفي في القرية التي أسسها و أقام فيها مسيده و خلوته و اسماها (المنارة )في العام ٢٠١٢ .

    الجدير بالذكر قبل ان نواصل الحديث حول ظاهرة الامين عمر الامين ان علاقة الامين عمر الامين بالرئيس البشير و مدير مكتبه والتي كثر الحديث حولها مؤخراً ، ربما كانت لعلاقة البشير نفسه بالطريقة المكاشفية ، حيث ان البشير و أقرباءه ، خاصة الاستاذ / احمد عِوَض الكريم (مجموعة الصياد - مجموعة شركات المتحدة ) ، هم من اتباع الطريقة المكاشفية و مريديها منذ عهد سابق لوصول البشير للسلطة في العام ١٩٨٩م .

    الذي يجب الإشارة اليه إبتداءً ان الصوفية نشأت كفلسفة خاصة لا علاقة لها بمجاميع من المريدين و لم تنشأ الطرق الصوفية بشكلها الحالي الا بعد سنوات طويلة من سلوك الكثير من الزهاد و المتعبدين و النساك طريق الزهد و لم ينشأ ايضاً مفهوم الكرامات و الأساطير التي لحقت بالتراث الصوفي و أصبحت جزءاً من ادبيات المنهج الصوفي ، اي ان الصوفية في مسار نشأتها تحولت الى طريقة جماعية ذات راس و اتباع ومن ثم تحولت من مفهوم الاستقامة الى أسطورة الكرامة و التي أتت كرافد لمفهوم وراثة الطريفة و توريثها فيما يشبه النظام الملكي ، و التوريث تأسس على تطور الصوفية الى امتلاك أصول هي الأضرحة و المساجد و الاتباع و مصادر الدخل الخاصة بالطريقة .

    يخ الاسلام تقي الدين بن تيمية في تحقيقه لكتابات الشيخ / عبدالقادر الجيلاني كان يصفه بالشيخ العابد الزاهد و كان يكن له احتراماً خاصاً ، و يصفه بانه كان اكثر الناس حرصاً على النهي عن المنكر و الامر بالمعروف و لم يرد عنه اتهاماً له بالشرك او الابتداع . و الثابت في التاريخ الاسلامي ان اول من تسمى صوفيا هو ابو هاشم الكوفي و اول من أقام مجمعاً صوفياً هو عبدالواحد بن زيد و هو احد اصحاب الحسن البصري فهو صاحب اول( مسيد) في التاريخ ، وقد قال شيخ الاسلام بن تيمية في وصف عبدالواحد بن زيد :

    انه احد أولياء الرحمن (مجموع الفتاوي - ابن تيمية ) .

    كما ورد عنه ايضاً في ذات المصدر حديثاً مشابهاً عن الشيخ / الجنيد بن محمد (قدس الله سره )و تاسيساً على ماسبق ، هل الامين عمر الامين صوفي المذهب ؟ ام ان ما يدعيه و يمارسه هو شى اخر لا علاقة له بالتصوف .



    شأة الطرق الصوفية كمؤسسات دينية أخذت شكل الهوية و الانتماء بدأت منذ هجرة ابو الحسن الشاذولي المولود بالمغرب هجرية ٥٧١ و المتوفى ٦٥٦ هجرية في صحراء عيذاب المصرية و (الشاذلي )خطا شائع و الاسم نسبة الى قرية شاذلة في تونس ، من موطنه بالمغرب الى العراق بحثاً عن التتلمذ على يدي الشيخ / احمد الرفاعي و لكنه وجده قد انتقل الى رحاب الله فعاد الى المغرب و تتلمذ على يدي الشيخ / عبدالسلام مشيش و بعدها هاجر الى مصر .

    ارتبط اسم الشيخ / أبوالحسن بكرامات كثيرة الا ان الراجح انه هو نفسه لم يسمع عنها ، حيث انها أساطير حاكها اتباعه و مريديه عقب وفاته بسنوات طويلة و بعدها صارت الأساطير و الكرامات جزءاً من التراث الصوفي .

    و هو عين ماحدث لأستاذه الذي لم يدركه ، الشيخ / احمد الرفاعي الذي يشتهر اتباعه حتى اليوم بمقدرات خاصة على التعامل مع الأفاعي و الحقيقة ان الرفاعية توارثوا امتلاك الأفاعي ذكوراً و اناثاً و اعتمدوا على حقيقة علمية مفادها ان الأفاعي تبحث عن جنسها الاخر و تشتم رائحته و تخرج اليه و يحمل الرفاعي معه أفعى أنثى و اخر ذكر و حين يشتم الذكر رائحة الأنثى او العكس يخرج غير آبه بالبشر و هذه معرفة تراكمية اكتسبها الرفاعيون لان منطقة نشأتهم في العراق هي منطقة احراش و مستنقعات تعج الأفاعي و لذلك توارثوا هذه الخبرات في التعامل معها و أصبحت تعرف على انها كرامة الهية .و تفسر الظاهرة العلمية تفسيراً روحياً دينياً .

    و تطور لطرق الصوفية كمؤسسات دينية اعتمدت أسطورة الكرامات هو امر مرده الى العلاقة التي نشأت فيما بعد بين المملوك و الحكام و السياسين و بين شيوخ الطرق الذين تم استخدامهم من قبل السلطان لمقدراتهم في جمع العوام و إقناعهم بوجوب التزام ادب الطريق و الذي يوءسس لاتباع السلطان الداعم للطرق و الراعي لدورها .

    رتبطت الطرق الصوفية في السودان بعاملين هامين ، عامل الأسطورة المتعلقة بكرامات الشيوخ و عامل المال و المقدرة على جمع الحيران و الاتباع و استضافتهم و اطعامهم ، ورد في الأثر عن الشيخ فرح ودتكتوك ١٠٤٥-١١٤٧ م انه قال في وصف امر المتصوفة مع حيرانهم :

    الدين بدورلو عجين

    و لوما عجيني مافي زول بجيني

    في إشارة الى التفاف العوام من الحيران حول الشيوخ و مرابطتهم في المسايد و الخلاوى بلا عمل لسنوات طويلة و اعتمادهم على الشيوخ في اطعامهم من ما يتعارف عليه في مصر و السودان ب (التكية ) ، و يُزعم شيوخ الطرق الصوفية ان هذا الإطعام المتصل و الإنفاق غير المنقطع إنما هو احدى كراماتهم و إنما هو فتح رباني و مدد الهي ، هذا الارث الصوفي ظل متصلاً منذ العهد السلطاني في السودان مملكة الفونج ١٥٠٤ - ١٨٢١م ، و بعد الغزو الالباني - العثماني للسودان ، تواصلت علاقة شيوخ المتصوفة مع السلطة الجديدة و واصلت تمييزهم و اقطعتهم الاراضي و اجزلت لهم العطاء ، بحسبانهم المؤسسة الدينية شبه الرسمية في الدولة و التي تمثل عموم الشعب و تمثل ايضاً حلقة اتصال هامة بين الشعب و السلطة الاستعمارية .





    الخلاف حول ظاهرة الامين في المجتمع السوداني ذو المنبت الصوفي في عموم عوامه و خواصه ، علماءه و جهاله ، ليس حول تصوف الامين و سلوكه طريق المكاشفي او ود العجوز او غيرهما ، الخلاف حول سلوك الامين نفسه ، الخلوة و المديح و النوبة و تجمع الحيران ليست مظاهراً دخيلة على المجتمع السوداني ، الخلاف فيما يبدو حول سلوك الامين نفسه و سلوك حيرانه ، و هنا لا اعني السلوك الشخصي غير المرتبط بافعال تنعكس على المجتمع ، المأكل و الملبس و الحنة و خلافهما رغم انها تخرج عن مبدا التصوف من حيث انها تشابه الى حد ما السلوك الكنسي ، و التعميد ، و حتى أبوية الشيخ لحيرانه كما يبدو تخرج عن أبوية الشيخ لحوارييه الى مايشبه الأب بالمعمدانية لدى المسيحيين ، هذا يعضده جانب العنف الذي ينتهجه أبناء الشيخ الروحيين تجاه خصومه من جيران الحي و خصوم فكريين ...

    سمعت احاديث للامين و وجدت انه يفتقد الفصاحة و نصوع الحجة ، و استدلاله بالقران ليس فيه إحاطة بجوهر الاستدلال في ما شاع على النت من حواراته ، اما جانب التاكيد على حق الامين في رد الاساءة بمثلها او اللجوءالى القضاء عند كل شاردة ذم او واردة قدح ، فهذا ليس من التصوف في شىء ولا من روح المذهب العرفاني ، الذي يقوم على الانتصار بالصبر على المكاره و الاحسان الى المسىء.

    هذا اوجب لان يكون توصيف منظومته اقرب الى الأخوية في الغرب المسيحي و التي تقوم على الولاء من الفرد للجماعة و مبايعة الأب الروحي على مايشبه الطاعة العمياء ..

    يقول الشيخ علي بن الشيخ عثمان منير شيخ الطريقة التسعينية رحمه الله : في طريقم امش اوعاك الغش

    اهل الله ريحم تدوش

    ثم يستطرد قائلاً :

    كن درويش لا مدتدروش

    و هذه دعوة الى الاهتمام بالمظهر و التعليم. و عدم الركون الى ما تنتقد من خلاله المتصوفة من ادعاء تطليق شان الدنيا بالكامل ، أراد الامين تمثل دعوة الشيخ علي فيما فهمته من بعض حواراته ، و لكنه رمى سهمه بعيداً عن اصل و جوهر التصوف ...



    الأنظمة الشمولية عادة تحاول التقرب الى ذوي المقدرات الجماهيرية و تقريبهم للاستفادة منهم كمؤيدين كحزمة اجتماعية كبيرة تستطيع الوصول اليها عبره ، النظام ل يستطيع صناعة مثل هذه الشخصيات ذات الكاريزما الجماهيرية و لكنه يقربها و يتقرب اليها غض النظر عن تفاصيل مايدعوا اليه ، نميري له تجربة في احتواء الاستاذ محمود محمد طه و هو صاحب حركة شبيهة بحركة الامين و لكنه عاد و أعدمه ، هذا مع استدراك مني ان الاستاذ محمود كمفكر عظيم و متدين من طراز الاولياء و أقام طريقته على تأديب اتباعة و تلاميذه فهو أحسن الناس خلقاً و الطفهم معشراً و أطولهم يداً و ابذلهم للعفو و التسامح و أفصحهم لساناً و انصعهم بياناً و احفظهم للقران و ان عددت سجاياه فلن امل ولن تنضب ، رحمه الله

    اذاً علاقة الامين بالنظام هي علاقة الشمولية الراتبة مع قادة المجتمعات و الكانتونات الصغيرة داخل الدولة ، اما رأي اتباعه في علاقته بالنظام فلا أظن ان مثله يغيب عنه من التبريرات ما هو كفيل بإقناعهم بحتمية العلاقة مع النظام و تحاشي صدامه و كسب اصطفافه معه ضد كارهيه و هم كثر ، النقطة الجوهرية :

    الامين و حوارييه و علاقتهم بالمجتمع ، فان أحسنوا الى المجتمع و لم يتضرر منهم فليس لدي ماخذ على ما يعتنقون واللهً اعلم بعباده .



    المولويون كانوا في حبهم لمولانا جلال الدين الرومي عنيفون و متطرفون ايضاً و غيورون في بعض الأحيان ، بل وصل بهم الامر ان مولانا حين قرب اليه القلندر شمس تبريز ، الذي عرف بشمس الدين التبريزي و احبه مولانا لدرجة انه انشغل عن بقية تلاميذه بمجالسته دونهم ، و هو مجرد قلندر اي درويش ، حقد عليه تلاميذه و تواطؤوا مع ابن مولانا جلال الدين الرومي (شهاب الدين ولد )وذات مساء خرج القلندر شمس التبريزي من خلوته مع مولانا و لم يعد حتى اليوم و كثرت التكهنات حول مصيره ، و هنالك رواية تقول ان تلاميذ مولانا تبعوه بعد خروجه من خلوته مع مولانا و طعنوه طعنات قاتلة و رموا بجثته في ببئر مهجور ، و لم يثبت شيئاً عن مصير الدرويش شمس التبريزي الذي اثر غيابه على مولانا جلال الدين الرومي فكتب عنه و هو القطب الصوفي الكبير و الشاعر العظيم ، كتباً في العشق و الشوق .

    الشاهد ان التطرّف الذي يسم اتباع الامين ليس بجديد في التاريخ الانساني ، خاصة وان التطرّف دائماً مايرتبط بالحقب التي تعيش فيها الأمة في أزمات اجتماعية و سياسية مما يشكل أزمات روحية مبررة ، مولانا جلال الدين الرومي عاش في حقبة التتار و اجتياحهم للعالم الاسلامي و الامين في حقبة اهتزت فيها كل ثوابت و قيم الدين و المجتمع ، و اختل حتى مفهوم التصوف المرتبط اصلاً ببلوغ مرتبة من العلم بكنه الاله و محبته و الانشغال بحب الله عن ماسواه و محبة خلقه ومخلوقاته و الحط من النفس و ترويضها ايغالاً في التجرد قربى الى المحبوب و هو الله ، الامين و مريديه ليسوا نبتاً شيطانياً ، بل ظاهرة طبيعية تنشأ في ظل ايما مجتمع اهتزت ثوابته الدينية و الاجتماعية و اختل ميزان القيم و قيمة العلم و المعرفة و المعرفة الروحية ايضاً ترتبط بالمعارف الانسانية التي تاثر على الأخلاق ، الأخلاق ايضاً علم يا عمر و لها تعريفاتها و مشروطاتها كعلم يتحول كغيره من العلوم من التنظير الى التطبيق، الامين و اتباعه ظاهرة مرتبطة بازمة مجتمع ، لن تزول و ستتفاقم وستتضخم في تناسب مع تضخم أزمات المجتمع و سترتبط بممارسات قد تصل الى حد الجرائم ، الالتراس الخاص بالأمين سيقوم بعمل ما لا أستطيع التكهن ب ضحيته او ضحاياه و سيودي الى زوال كامل لطريقته و سيرته ، الذي اخشاه فعلاً هو حجم العنف المصاحب لذلك التحول ، هكذا يقول التاريخ و التجارب الانسانية ، المتوقع ايضاً ان يتحول الى عدو للدولة التي تقربه الان لمقدرته على جمع المريدين حوله و تماهيه مع السلطة و الان بدا في المسار الذي سيجعل ممارساته خصماً على الدولة .



    التصوف في ظرفه الزماني يرتبط بأزمات العصر و هو ظاهرة لها ما يقابلها في الديانات الاخرى ، الرهبنة و التنسك في اليهودية و المسيحية هي ظواهر مشابهة ، و حتى ما يسمى بالهرطقة هي اتهام عاناه متصوفة مسلمون و رهبان و نساك مسيحيون و يهود و دفعوا حياتهم ثمناً لهذا الاتهام في عهود سيطرة الدولة على المؤسسة الدينية .

    و المثير للدهشة حقيقةً ، ان الوصولي الذي يدعي التصوف لا يعاني عسف الدولة بل يحتفى به ، بينما يصلب و يقتل و يسجن و يكفر ، أمثال بن عربي و بن منصور الحلاج و محمود محمد طه من فلاسفة و مفكرين ، تاريخ طويل اسود قاتم من التخلص من المفكرين و الفلاسفة و العرفانيين باسم الحفاظ على الدين من المهرطقين ، بينما يحتفًى بالادعياء والجهلاء حسب علاقتهم بالدولة و تماهيهم مع السلطان .

    لحركة الاسلامية السياسية في السودان و قبل وصولها الى السلطة لم يفت عليها الاستفادة من التجمعات الصوفية كمركز هام لنشر الأفكار و اكتساب المؤيدين و المتعاطفين مع الحركة.

    انشات الحركة الاسلامية منظومة رأسها الاستاذ بدرالدين طه احمد احد قادة الحركة الذين اشتهروا بمد الجسور بين الحركة السياسية الاسلامية و الحركة الصوفية الاجتماعية ، شغل الاستاذ بدرالدين موقع امين تنظيم الحركة بولاية الخرطوم قبل وصول الحركة للسلطة ١٩٨٩ م ، ثم تولى منصب والي ولاية الخرطوم في حقبة التسعينيات ، وكان احد اكثر قادة التنظيم اتصالاً بالطرق الصوفية و استطاع تجسير العلاقة بين الحركة الاسلامية السياسية و الحركة الصوفية الاجتماعية ، و لم يولي اهتماماً الا للكم و المقدرة على جمع الاتباع ، فمن كان صاحب مقدرة على انشاء مسيد و جمع الحيران و السيطرة على توجهاتهم و توجيههم فهو صوفي و شيخ تم ضمه الكيان الخاص بالطرق الصوفية السودانية و ان كان لا يفقه من الدين سوى بضع لافتات ، لذلك كثر ادعياء التصوف و قويت شوكتهم ، فالحركة السياسية في بحثها عن مصالحها السياسية لا تفرق بين عالم و فَقِيه كالدكتور عصام البشير و بين الامين عمر الامين و بله الغايب و غيرهم من الذين يدعون التصوف و يتسمون شيوخاً وهذا ليس جديد في الحركة السياسية و ليست الحركة الاسلامية استثناءً في استغلال الكيانات الصوفية ، فقد حذت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذات الخلفية المسيحية الى خلق رافد صوفي ايضاً فاستطاعت الاتصال بالشيخ عبدالله ازرق طيبة واستطاعت ايضاً اخد نصيبها من مجاميع الحركة الصوفية الاجتماعية و استغلالها سياسياً ، رغم ان الحركة الشعبية نشأت كحركة سياسية مدنية مناوئة لأسلمة الدولة السودانية و كانت ذات علاقات مع الحركة الكنسية العالمية ، و لكن البراغماتية السياسية لا دين لها و لا تحفل بالاتهامات بالتناقض ، و تعتمد على ضعف الذاكرة الجمعية .

    ارتبط التصوف بحقبة الدولة العباسية التي سادها الترف و الاسراف حتى ظهر مصطلح (البغددة ) نسبة الى بغداد و هو يطلق على المسرف المتنعم ، فكان التصوف ظاهرة وليدة البغددة و الاسراف العباسي ، لذلك نشأته كانت بمدن فارس ، جيلان و بسطام و غيرها لانها كانت تحت سلطة العباسيين و اكثر المناطق تاثراً بما يجري في بغداد ، و ادعاء الشيخ الامين عمر الامين التصوف و هو من أنصار البغددة و التنعم هو كادعاء هارون الرشيد او الفضل البرمكي التصوف .

    كما ان المتصوفة لم يكونوا زهاداً و نساكاً فحسب ، بل كانوا علماء و كتاب و فقهاء ، و أضافوا الى المكتبة الاسلامية اسفاراً من امهات الكتب في الفقه و اللغة و الحديث و التفسير و الفلسفة و النحو و الأدب و الشعر ، و هذا ايضاً يجعل الامين عمر الامين بعيداً عن مجرة المتصوفة التي تحفل بنجوم في ماسبق من علوم و معارف .

    اما ادعاءه التصوف لمجرد انه يقيم الليالي و يضرب النوبة و يولم للحيران ، فهذا فهم خاطيء لماهية التصوف و تاريخه ،لان هذه المظاهر هي مظاهر احتفالية نشأت في مصر و المغرب و انتقلت الى السودان و لاعلاقة لها بالتصوف ، و إنما هي امتزاج بين عادات هذه الشعوب في مواسمها المختلفة ، تم مزجها باحتفالات ميلاد المشايخ و احياء ذكراهم .

                  

07-02-2016, 09:43 AM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأمين عمر الأمين ... الظاهرة و الظرف (Re: كمال علي الزين)

    مقال ضافي
                  

07-02-2016, 11:08 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأمين عمر الأمين ... الظاهرة و الظرف (Re: sadig mirghani)


    Quote:
    سمعت احاديث للامين و وجدت انه يفتقد الفصاحة و نصوع الحجة ، و استدلاله بالقران ليس فيه إحاطة بجوهر الاستدلال في ما شاع على النت من حواراته ، اما جانب التاكيد على حق الامين في رد الاساءة بمثلها او اللجوءالى القضاء
    عند كل شاردة ذم او واردة قدح ، فهذا ليس من التصوف في شىء ولا من روح المذهب العرفاني ، الذي يقوم على الانتصار بالصبر على المكاره و الاحسان الى المسىء.


    مقال عميق الاستدلالات ويستحق القراءة

    شكرا أخ كمال

    أحمد الشايقي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de