الراحل المقيم محمد علي جادين! طبت مقاما في ظلال رحمة الله المناضل النبيل والمفكر القامة والإنسان الخلوق طيب المعشرالأستاذ محمد علي جادين! فعلا "تتناقص الأوتاد وتتكاثر الزعازع" ولا حول ولا قوة إلا بالله! قرأت كثيرا للراحل المقيم واستمعت له في ندوات وورش عمل وأجريت معه حوارا صحفيا مطولا بطيبة الذكر أجراس الحرية، وفي كل تلك اللقاءات وجدت في الراحل المقيم ما ابحث عنه في ساحتنا السياسية والفكرية : الديمقراطي الحقيقي ! والديمقراطي من وجهة نظري هو من يدفع استحقاقات الديمقراطية ابتداء من منظومته ويكون شجاعا في تعرية كل ما هو متناقض مع الديمقراطية في مرجعيته الفكرية وحزبه السياسي ومن ثم ينتج مشروعا تجديديا هدفه الاتساق مع قيم الديمقراطية! وهذا ما فعله جادين بجسارة واستقامة فأنشأ تيار البعث السوداني الذي قدم درسا مفاده: العبور الى الديمقراطية ليس مجانيا! فلا يمكن ان تزعم انك تناضل من أجل ديمقراطية في السودان دون ان تجاهر بالإدانة المطلقة لدكتاتوريات وحشية مثل دكتاتورية صدام حسين!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة