لم يكن خبرا عاديا هو انتقال الأستاذة فاطمة عيسى ، طيّب الله ثراها ، والهم ذويها الصبر وحسن العزاء ، ولكنه كان اانهيار هرم آخر من أهرام الشخصيات الكردفانية ، ففاطمة عيسى حملت معها أشواق الأبيض هاربة إلى حيث أحبت الرّوح ، فهي ليست كؤلئك الأخريات اللاتي آثرن البقاء ، ومع رفيقتها ام بلينه السنوسي ، غزتا أرض العاصمة ليسجلن أول رحلة مبدعات كردفانيات في تلك الفترة ، ويكفي أم بلينة السنوسي صتها الخالد في الملحمة ، ويكفي فاطمة عيسى الأجيال التلفزيونية التي تتلمذت على يديها ، والجمهور التلفزيوني الذي انجذب لبرامجها التي أصبحت جزءا لايتجزأ من أرشيف ذاكرة أجيال متعددة عاصرت مختلف الأزمنة المتباينة الجمال في السودان . تجربتها في دبي لم تكن أقل ثراءا من تجربتها في الخرطوم ، غفقد كانت خلية نحل تجوب مختلف الفضائيات التي تزامنت قدوما مع افتتاح مدينة دبي للإعلام في ذلك الوقت . كل من عرف الراحلة المقيمة في القلوب ، امتدح طريقة مقابلتها للكل بابتسامة صافية وقلب مفتوح ، وكيف أنها كانت أحرص ماتكون على الحفاظ على عادات بنت البلد التي تربّت عليها ، والقيم المجتمعية التي انعجنت بعجينتها ، وكم هو حجم الخير الذي كانت تقدمه سرّا وعلانية لمختلف الأسر المعسرة والمحتاجين . من عاش مع الراحلة المقيمة عن قرب لتنسّم فيها نفحات الهمبريب الكردفاني الصرف ، ولرأى فيها كوتكري الإبداع ، وعينة الإستقبال ، لقد كانت علاقاتها المهنية رائعة ، وكانت منحازة لكل ماهو كردفاني ، وكل من هو كردفاني ، دون الإخلال بالشعور القومي العام . الفقيدة الرحالة كانت بحرا من العطاء ، وبحرا من المعرفة ، وكانت دائما تقول قولتها الشهيرة ، أحمد الله الذي جعلني سودانية ، وأفخر بأن جعلني كردفانية . فياكردفان احزني ويامدينة الأبيض كوني الأكثر حزنا فما انهار هو هرم .. وكم من هرم انهار في الفترة الماضية ؟؟ كفاك يامدينة الأبيض نزيف أعمدتك ، فصناعة الأعمدة الجديدة لا تعني التّخلّص من القديم عبدالدين سلامه
06-10-2016, 09:24 PM
ABUHUSSEIN
ABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة