بالنسبة لى كسوداني عاش فى ظل حكم الاخوان سنوات طويلة وكشخص متابع لحركة الاخوان فى الدول الاخرى لدى قناعة لن تتغير ان هذه الجماعة واليهود وجهان لعملة واحدة ولا ياتى منهما الا الشر والبلوى لان الاخوان لا مصداقية لهم ولا امان ولا عهد .. لكن بعيدا عن رايي الشخصى فى الاخوان والاسلاميين عموما فالتطورات الاخيرة تستحق الوقوف عندها فعندما يعلن زعيم الاخوان التونسي راشد الغنوشي ان ولاءه لتونس الوطن وليس الجماعة وانهم سيتجهون للخروج من التنظيم الدولي والابتعاد عن الاسلام السياسي والايمان بالديمقراطية ويتبعه بيان جماعة الاخوان المسلمين فى مصر بانهم سيفصلون العمل الدينى عن العمل السياسي بمعنى اوضح الطرفان يتحدثان عن علمنة الحزب لكن لعلمهما بوقع كلمة علمانية عند الاسلاميين تحاشوا الحديث عنها بصراحة وان كان مدلول البيانين تعنى العلمانية .. بالنسبة لراشد الغنوشي ربما موقفه من الاسلام السياسي ليس جديدا لاننا نذكر موقفين او ثلاثة للرجل كان فيها اكثر حكمة وبعد نظر من كل الاسلاميين فحينما قام الاسسلاميون بانقلابهم فى السودان بقيادة البشير وزعيمهم الترابي وجمعوا كل متطرفى العالم كان من بينهم راشد الغنوشى المطرود من تونس وقتها وبعد ان عاش ستة اشهر فقط فى الخرطوم غادرها بعد مقولة شهيرة (ان حكم الاسلاميين فى السودان ستكون كارثة ووبال على الاسلام قبل السودان ) وفعلا حدث ما توقعه وصار السودان مذبلة العالم وصار الاسلام مسخرة يتم التلاعب بها من قبل الحزب الحاكم .. الموقف الثاني كان بعد الثورة التونسية عندما فاز حزب النهضة الاخوانى بالاغلبية فى تونس قرر الغنوشى التنازل عن الحكم والاحتفاظ بالكتلة البرلمانية فمن وجهة نظره ان التونسيين ليسو جاهزين للقبول بنقلة كبيرة من اقصى العلمانية لاقصى اليمين وموقفه هذا كان احد اهم اسباب تخطى تونس للمرحلة الحرجة وعدم الوقوع فريسة للفوضى .. الموقف الثالث كان بعد الثورة المصرية عندما قرر الاخوان المسسلمون فى مصر خوض الانتخابات الرئاسية قال مقولته المشهورة ان وصول الاخوان للرئاسة ستكون نهاية الاخوان المسلمين فى مصر ونصحههم بالسيطرة على البرلمان وترك الرئاسة حتى لا يتورطوا فى صراع مع الشعب ومؤسسات الدولة تنهى وجودهم وحينها اطلق اخوان مصر ضحكة سخرية من كلامه وحدث بالفعل ما توقعه .. باختصار الغنوشى من القلائل جدا بين الاسلاميين يفهم لعبة السياسية وقراءة الواقع عكس الاسلاميين الذين يميلون فى الغالب للغوغائية والحماس غير المنضبط والتخبط والاندفاع خلف الاحلام الوهمية .. اضف الى ذلك ان هناك تسريبات من اجتماع التنظيم الدولي للاخوان فى تركيا قبل فترة تؤكد ان الغنوشي اعلن انسحاب اخوان تونس من التنظيم بل واتهم الجماعة بخلق الفوضى وعدم استقرار الدول وانهم غلبوا مصلحة الحزب على مصلحة اوطانهم وانهم ادخلوا شباب الاسلاميين فى مواجهة غير متكافئة ليكونوا ضحايا القتل او السجون وانه لن يكون مثلهم ليقف ضد تونس من اجل الجماعة وخرج تاركا الاجتماع .. لذلك اعلان الغنوشي عن ترك حزبه الاسلام السياسي والتوجه الى خلق حزب ديمقراطي قد يجد المصداقية لمواقفه واراءه السابقة ..لكن الجديد والخطير هو بيان اخوان مصر لان اعلانهم مفاجئ ولا يتماشيي مع تاريخهم البعيد والقريب وكلنا نذكر عندما زار الرئيس التركى اردوغان مصر وجه نصيحة عبر لقاء تلفزيونى ان الحكم الدينى لن يصلح لمصر وان العلمانية اسلم وسيلة لتطور مصر وضمان الاستقرار وبالرغم من مكانة اردوغان عند اخوان مصر الا انهم وقتها رفضوا كلام الرجل بل وسخروا منه فما الجديد ليعلن الاخوان فجاة هذه الخطوة ؟؟؟ هل توصلوا الى قناعة ان الطريقة التركية هى الاسلم وان العلمانية والتخلى عن الاسلام السياسي سيعيدهم لمسارهم الصحيح ام ان الامر مجرد خطوة مرحلية وتكتيكية لجذب المعارضين للسيسي من الكتلة غير الاسلامية والمتخوفة من حكم الاسلاميين ؟؟ فالمعروف ان اغلب المصريين لم يقفوا مع السيسي حبا فيه وانما تخوفا من مصير مصر تحت حكم المتطرفين ..
اعتقد سيدي العزيز انه تكتيك لان مثل هذه التحولات الجذرية تحتاج ترتيبات وعقد مؤتمرات وورش عمل واصدارات حتى تعلم عضوية الحركة بالتعميمات لابد من مؤتمر عام للحركة تعلن فيه هذه التغييرات بالنسبة للحركة في تونس يمكن اما في مصر لا اعتقد ثم انه حزب اسلامي المبدأ وقام علي اساس الدعوة والجهاد فاذا تخلي عن هذه المبادئ نسف اساس وجوده ولابد من برنامج جديد يرتكز عليه الحزب ثم اين المنظرين الجدد للحزب اعتقد بانها مناورة المقصود منها التزلف للشعوب
05-22-2016, 11:42 AM
هشام عباس
هشام عباس
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 5609
Quote: اعتقد سيدي العزيز انه تكتيك لان مثل هذه التحولات الجذرية تحتاج ترتيبات وعقد مؤتمرات وورش عمل واصدارات حتى تعلم عضوية الحركة بالتعميمات لابد من مؤتمر عام للحركة تعلن فيه هذه التغييرات بالنسبة للحركة في تونس يمكن اما في مصر لا اعتقد ثم انه حزب اسلامي المبدأ وقام علي اساس الدعوة والجهاد فاذا تخلي عن هذه المبادئ نسف اساس وجوده ولابد من برنامج جديد يرتكز عليه الحزب ثم اين المنظرين الجدد للحزب اعتقد بانها مناورة المقصود منها التزلف للشعوب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة