شكرا أخي حيدر على هذا البوست و معذرة للتأخير بسبب مشكلة فنية متعلقة بتصفح المنبر العامكانت بحق أجمل اللحظات التي شعرنا فيها بمنتهي الفخر و الاعزاز من خلال ابداعات سودانية اسطورة صنعتها افراح و اتراح الحلة الجديدة و الرديف و المرابيع وحي النصر بكوستي لقد بدأ عطر سهرتنا يفوح بكلمات الاخ الفاضل أسامة الكاشف الذي ابدع ايما ابداع في قراءة مقتبساته من انثى الانهار لقد مثلت لحظة إنهمار دموع الاخت كلثم ، وهي تقرأ في بعض من فصول السيرة ، مع تحرك الدكتورة اشراقة من مقعدها لتعطيها مناديل مسح الدموع ، و ايضا بكاء اشراقة نفسها مثلت كل هذه عصارة الحزن الذي تولد منه كل هذا الابداع
التحية لضيفة خليج (مسقط) ولأنثى النيل حيث "مسقط" الرأس والتحية للزهرة التي يضوع عبيرها ورحيقها العذب الفُرات فيمازج بين شطآن الدانوب وضفاف (سليل الفراديس) التحية للنِيمة الظليلة التي تنسرب من بين "رقراق" أغصانها مزامير داؤود، وسوناتات موزارت، وطنابير النِعام ود آدم، ونقرشة طارات أولاد حاج الماحي التحية لـ"شمش" الإبداع (الدكتورة إشراقة مصطفى) مع أمنياتنا لها وإخواتها الغائبات من سودانيزاونلاين أن : (يجو عايدين يا الله) لإعادة تدشين كِتاب الإبداع والألق والإشراق
شكراً لكم أستاذ حيدر وللإخوة العُمانيين وشاعرتهم الجميلة والرقيقة (عائشة السيفي) وتحية للأستاذين الكاشف وشيقوق ... .. .
05-23-2016, 02:06 PM
معاوية الزبير معاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893
شكرا للأساتذة حيدر، أسامة الكاشف والطيب شيقوق ملحمة إشراقة مصطفى تستحق أن تُروى وتُروى حتى تكون قدوة للكفاح والمثابرة والإصرار والتحية لعم عبد المجيد منصور الذي أكمل مسيرة أشراقة
عبد الحفيظ أبو سن يستطيع أن يحدثكم أكثر عن إشراقة بت حلتهم
05-23-2016, 03:01 PM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20493
الثامن والعشرون من فبراير 1993 وملتقى النيلين صار الآن بعيدا:
سيرة وحكاية بطول النهر ، شريط سينمائى عبر حالما حلقت الطائرة فى اتجاه المجهول، كنت غريقة فى تلك التواريخ وتلك الذاكرة تنفجر فى عيونى دمعا مالحا. صوت المضيفه ينتزعنى من كل هذا الدفء والحزن والالم والعبرات وهى تنبه بان الطائرة ستهبط بعد قليل على مطار فيينا الدولى: اربطوا الاحزمة.. بالكاد افتح عيونى المنتفخة بالبكاء البياض على مد البصر فيينا كانت ترتدى فستانها الابيض الناصع اهو الجليد ام الرماد؟ ام حلاوة (قطن)؟ أين انا؟ اين جمراتى؟ لاشىء سوى ازيز الطائرة يقترب من الارض، الارض الغريبة. الارض التى سيعرف دانوبها حكايتي. وغدا سنحكى عن الانتصارات... كانت (الحبة) التى اروق بها قلقى واهزم بها يأسى هذى جبال الالب أعشق النحت عليها...تعرف عناد اصابعى.. تعرفنى تماما، تعرفنى منذ اول مهاجرة طرقت الباب وكان موارابا منذ طرق اول افريقي الابواب الموصدة. قصتى مع الدانوب قصة تنتمى الى ملايين قصص المهاجرات والمهاجرين..قطرة فى بحر الكفاح والصبر والمثابرة واعادة اكتشاف الذات، قصص اليأس والهزيمة والانتصارات المجيدة، قصص تحكيها سلطة اللغة، الدين، اللون والنوع...الخ ليست قصتى وحدى ولا ينبغى لها، انها تستمد طاقاتها من عيون تدمع حنينا للازقة البعيدة، لصوت الجدة الحنون، لصوت آذان فى الحلة القريبة من بيتنا ينادي على الصلاة ثم يدعو الناس للمحبة والسلام، كان ذلك الزمان اخضرا قبل ان يستولي عليه اولئك.. قصة لايمكن فصلها عن حكايات النزوح والنازحين، الهاربين والهاربات من جحيم الحروب والافقار والحكام القساة، ماكان للدانوب ان يعرفني لولا تلك الدروب التي حفرت فيها الخطوات الاولي قصص من بلادنا البعيدة، من امنا العجوز الجميلة، افريقيا. ماكان لصوتي ان يرتفع وان يغنى عاليا لولا امرأة منسية فى التاريخ، عبرت من هنا ووضعت لمساتها، ولولا انجلو سليمان الذى جاء فى العام 1629 بعد ان وقع فى ايدى المسترقيين، وعمل (خادما للملك) الى ان حفر اسمه بنار المعاناة وعذابات السفن المحملة بريش النعام وسن الفيل والعاج وآهات عرفت سرها روزا لويس باركس وان اختلفت الجغرافيا الا ان التاريخ يظل سيزيف على اكتاف الاستعمار القديم والجديد. روزا باركس التي ظل وجهها يرافقني ضمن وجوه عديدة سطرت فى اخاديد الامكنة سيرتها وظلت وقودا لمسيرة القادمات والقادمين. هي سيرتي، سيرة المراكب التي غرقت فى البحر، سيرة من نجوا ودخلوا (الفردوس) فى اوربا، ولم يدروا يومها ان حنينهم فى البحر، فى عمق البحر وحوت يونس يشهد بالحكاية، حكاية السلطة والثروة التي لم تقسم بالعدل وحكاية افقارنا ومن قبل ذلك الحق الانساني فى الهجرة المؤنسنة. حكايتهم حكايتى، الحكاية التي لن يعرفني الدانوب سواها... سيرة يحكيها الدانوب الذى يعرف كم سنتدتني قلوب نمساوية رحيمة تجاوزت عقدة الآخر.. الآخر الذي هو مرآتهم حين تغزل امرأة فى الهند مايدفىء اطفالنا فى ليالي اوربا الباردات، لشاب ينقر على الموبايل علي طرف افقاره وحلمه بالخلاص.. لن يعرفني دون شيباني ودون ماركوس اموفوما، دون من ارجعوهم الى بلادهم الطاردة ودون الاصوات الانسانية من النمسا التي ارتفعت انحيازا للانسان والانسانية. الدانوب الذى يعرف وعي الاجيال الجديدة وتهدر امواجهم نحو الانسانية، عرفتهم هنا وهناك.. هنا فى النمسا، فى بلاد قالت لي ان الطريق صعب وقاسي فلا تبحري فى بحر انت لست قدره، فقلت لها انظري الى ورردة ايديلفايز والسيسبانة الشاهدة على حريق الشمع لتقول لك عن سر شجرة النيمة تلك.. هل عرفني الدانوب؟
-------------------- وقريبا يرى النور
05-28-2016, 11:15 AM
بله محمد الفاضل بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
تحياتي ولك الشكر على رفدنا بهذا الخبر الفخيم والتحية للأستاذة د. إشراقة مصطفى ونتمنى لها مزيدا من الإبداع
***
التحية لضيفة خليج (مسقط) ولأنثى النيل حيث "مسقط" الرأس والتحية للزهرة التي يضوع عبيرها ورحيقها العذب الفُرات فيمازج بين شطآن الدانوب وضفاف (سليل الفراديس) التحية للنِيمة الظليلة التي تنسرب من بين "رقراق" أغصانها مزامير داؤود، وسوناتات موزارت، وطنابير النِعام ود آدم، ونقرشة طارات أولاد حاج الماحي التحية لـ"شمش" الإبداع (الدكتورة إشراقة مصطفى) مع أمنياتنا لها وإخواتها الغائبات من سودانيزاونلاين أن : (يجو عايدين يا الله) لإعادة تدشين كِتاب الإبداع والألق والإشراق
05-30-2016, 11:50 AM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427
مبروك لإشراقة علي الإصدارة وتمنياتي بالتوفيق و عاوزين نسخة! شكراً لمسقط و عنوانها حيدر أمين و شكرا للجالية السودانية في مسقط و هي أحد منارات الحنين الوادعة و سلام يا شيقوق و ارجوك أن تبلغ سلامي لجميع الأحبة هناك
شكراً لكم
طه جعفر
06-03-2016, 10:49 PM
Ishraga Mustafa Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
التحايا لحيدر وضيوفه و لود الزبير واشراقة البوست يا اشراقة لقيتو فيديو وبوستات الفيديو عودي فيها عود مرة ود الزبير معرفتي ب اشراقة تعود لي نهاية السبعينات . ذلك الزمن الجميل .. كانن اشراقة ومني ونجوي اخوات ومني رويس والمرحومة منقاوية صاحب المأساة التي سطرتها قطعة فنية مؤلمة والاخوات رابحة وخديجة حماد ونوال حسن الشيخ زوجة الصديق علي محجوب .. بنات جميلات ومتمردات في زمن يفور نشاطا سياسيا وادبيا وسلطة مايو لا ترتخي قبضتها .. اشراقة كانت مثابرة وعنيدة وملحاحة لا تمل المحاولة بل المحاولات للخروج من اسار وضعية الفتاة السودانية . جادة غلباوية لا تؤمن بالبديهيات بل تبحث دوما عن الاسئلة الصعبة . ذلك الزمان كنا شباب نشطا جادا . تجدنا في كل الفعاليات ان لم نكن علي رأسها نكون حضورا ظاهرا . اشراقة جاهدت جهادا شديدا كطالبة يسارية في جامعة ام درمان الاسلامية التي علي طرف النقيض من فكرها . خاضت معاركها منفردة واخذت حقها من ضريبة النضال ولم تلن . مارست تشاطها داخل الجامعة رغم المضايقات .. وابدعت في سبيل ان تقرا وتعمل .. وللصديق كمال معاذ دورا في خروجها بعلاقاته .. التحية والاجلال لها والعذر
06-13-2016, 06:27 PM
Ishraga Mustafa Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
وحدي انتظر حضورها ، انتظرها ان تحضر ، لتذهب الى النهر وتغتسل ، ثم تركض في الدروب العصية (الفكر ، الحياة ، الفن ، الثقافة ، الجمال) ثم تغبر ارجلها في الحواري ، لتسكب شعاعها ، لتصحو الورود التي ادمنت الغفو/ النوم/ النسيان/الذبول..!
وليكن لي شرف (محاولة تسلق ظل الوردة)*..!!
هكذا يبدو لي المشهد الغريب: استاذنا يوسف الحبوب يدشن ديوان شعره (محاولة لتسلق ظل الوردة) ، عماد البليك يعلن عن نشر روايته السابعة (قارسيلا) ، عماد عبد الله يدشن حضوره المتوارب المخاتل (الحكايات الغميسة) ، ابكر ادم اسماعيل ، يعيد اكتشاف ذاته ، في محاولة لخنق الواقع اللئيم السراق ، ويدشن مجموعة رواياته الثلاث في سفر واحد موحد عسى ولعل ان يمر عبر عيون القراصنة ، اولئك الذين يفتحون عيونهم اكبر من الريال ابوطارة..ويعرفون كيف جندلة الفرائس السائبة.. أو ربما الفرائس الأصيلة التي تصب عرق الجلاد فتنتشي الروح القارئة من فعل العبق الأنيق..! محمد الطيب يوسف ، يعلن ميلاد روايته الجديدة (الحبل السري) ..! دهب تلبو..يزين هويته ، بروفايله في المنبر ، بغلاف لأحدث اعماله..!! هم اقمار..اقمار تطل في سموات الغريب البعيد(مسقط ، الدوحة ، القاهرة ، لندن..الخ).. سموات الأقاصي ، وسماء الوطن الذي اختارنا غصبا عنا/عنه لنكون ابناءه وبناته ، وقبلنا بالإختيار ، ولو منحنا فرصة الأختيار الثانية لمه اخترنا غيره ، حتى لو كان على مستوى الوجدان والحنين والذاكرة..سماء الوطن تحتقب غبار الزيف وتصد اقمارها الأصيلة..!!
وهل هذا مشهد غريب؟..
بالطبع هذا مشهد غريب وغير طبيعي وضد تطور الأشياء وقوانينها..!!
نجيمة واحدة ..واحدة فقط.. فهل اسميها ، تماهيا مع ادونيس (مفرد بصيغة الجمع)؟.. نعم.. سأسميها هكذا ، كما علمني ادونيس ، واقول هي (مفرد بصيغة الجمع)..ولا استطيع تفسيرا اللحظة ، لأنه كلما اتسعت الرؤيا ، ضاقت العبارة..كما حدثني شيخنا النفرى عليه السلام..!! ياترى لماذا تخجل النجيمات من الحضور البهي؟.. حتى النجيمة الوحيدة/اليتيمة في حضورها/ المفردة (بصيغة الجمع) تطل في السموات البعيدة..تطل في السموات التي تبخل علي مدائننا الحزينة الأليفة بالضوء..! ولكن هل هي ، النجيمة ، من يبخل بالضوء ، ام هي سمواتنا/الحدود/القيود/اللئامة/ الغبار تلك التي لا تحتمل شعاع النقاء والجمال والحضور؟.. نجيمة وحيدة ، مثلها ومثل اقمارنا العديدة ، نبخل عليها بــ(فضاية) سماء عرضها الحنين والذاكرة ونحجبها باشياءنا القبيحة..!
حينما رأيت فعل النادي الإجتماعي الثقافي السوداني بعمان ، وهو جسم يعرف كيف اختبار الأشياء بتحدي وقوة وابهار ، حينما رأيت الفعل الثقافي الموسوم بتدشين كتاب (انثي الأنهار) لدكتورة اشراقة مصطفى..دمعت عيني ، فلماذا خاصمت مدننا الحزينة فعل القراءة والإحتفال بصدور كتاب ، وليس أي كتاب ، وانما هو بزغة ضوء من نجيمة عصية..؟..لماذا تسوح في جامعات بلادي الأفعال القبيحة من شاكلة : حنة الطالب/ة ، العنف الطلابي ، القمع السياسي ، ولا تسوح افعال مجنونة/جميلة مثل تدشين كتاب ، وليس أي كتاب ، وانما كتاب هو بعض من شعاع نجيمة عصية من بلادي؟..
قرأت شذرات متفرقة من تجربة (أنثى الأنهار) ، وهي مثل الفعل الواضح/الحقيقة الواضحة..التي تتبدى امام الناظر فيعجز عن تكييفها ، وهو يعرف تكييفها..!! فهل هي سيرة امرأة واحدة؟..هل هي سيرة نساء ثلة قليلة ، بعض من الأولين وقليل من الأخرين؟..ام هي سيرة امة النساء (المنسيات) في بلادي؟.. حينما قلت هي نجيمة ، ولكنها (مفرد بصيغة الجمع) ، فانا انظر للمشروع بكامله..أنثى الأنهار هي مغامرة جريئة ، وكل شامل ، يعبق بالحب والجمال والقدرة على التحدي..هي تجربة لا تقاس فقط بالحروف التي تكرمت بها اشراقة ونشرتها في كتاب من غلاف اول وصفحات وغلاف اخير وكلمات مجاملة من هنا وهناك..فالمشروع قديم..قدم الجرح في حنايا اشراقة..جرح الظلم الذي قررت ان تتحداه وتتجاوزه ..وقد نجحت كثيرا ..نجحت كثيرا في ذلك المجال..!!
بدأت الفكرة ، حينما نشرت اشراقة خطوطها العامة في هذا المنبر في العام 2007 ـ مشروع ثقافي طموح ، يعمل على تدريب الناس على تجاوز الحدود المصطنعة (لغة ، ثقافة ، حضارة ، جمال ، تراتب ، ادوات قيمة..الخ).. وكانت المغامرة/المشروع وقتها ، تقوم على الثقة في (النجيمات) ومنحها براح لتضئ اكثر واكثر..ان تكتب المرأة السودانية كتابتها الخاصة ، ان تفعل فعلها الوجودي/الجمالي/الثقافي/الفكري /الحضاري.. فعلها هي وحدها..!!
هل نذكر الفكرة؟..
هل نذكر حرقتها ، حرقة النجيمة (المفرد بصيغة الجمع) حينما صرخت (الكتابة..هل هي عشب الروح ام لعنتها)؟.. فالمدخل عندي ، يتكون من محورين: المشروع العريض (موقف الفيمنزم الخاص الذي تفردت به اشراقة مصطفى).. وثانيا: فلسفة اللغة..كيف نكتب/نمارس الحنين/نفكر بلغة (كالعربية مثلا) ثم نغامر لفعل نفس الفعل في نطاق لغة اخرى (كالألمانية مثلا)؟..
وحينما رأيت ..عشه (عائشة السيف) وكلتومة (كلثم عبد الله)..في منصة التدشين ، فعرفت ان مشروع انثي الأنهار..قد تجاوز المحلية السودانية الى افاق ابعد وارحب..افق المرأة كامراة..اينما كانت كيفما كانت (بالطبع لا انسى ذكر آن هاو وغيرها من النساء/القدوة/التجاوز/الجمال..الخ)..!!
فالتجربة قيمنة ان تقرأ في كلها (ان تيسر لنا ذلك)..اسوة بتجارب اخرى..تجارب الفيمنزم..وهنا تحضرني تجربة الكاتبة الأفركان أميركان: نوتزاكي شانقي.. Ntozake Shange التي كتبت مسرحية شعرية خالدة وجميلة واسمها: For Colored Girls Who Have Considered Suicide/When Rainbow is Enuf
واترجمها بتصرف: الى البنات الخلاسيات ممن يفكرن في الإنتحار حينما يكتمل قوس قزح..!!
نوتزاكي (طبعا غيرت اسمها ، كما يحدث الآن وسط ابناء وبنات جبال النوبة ممن تخلوا عن اسمائهم المعروفة واستبدلوها باسماء من الثقافات النوبية القديمة ، والتقليد كان سائد وسط الأفريكان امريكان في نهاية الستينات والسبعينات من القرن المنصرم)..كتبت رواية اخرى جميلة اسمها (ساسافريس ، سيبرس ، اندقو)..وهي اسماء اشجار ، الإسم الثاني يعرف في العربية (شجرة السرو) والإسم الثالث يعرف في العربية (شجرة النيلة ، ومنها النيلة المعروفة في الثقافات النوبية القديمة ، لونها ازرق ، ومنها توب الزراق المعروف في تقاليد السودان القديمة)..في هذه الرواية سيرة تحتفي بالمرأة ككائن مستقل وقوي ولها القدرة على التحدي والحلم الحر ..وفيها استدعاء لثقافة السودان القديمة مثل ذكر فرقة الرقص والموسيقى التي تسمى (عودة الكوشيين) ، والإحتفاء بما يسمى بلاك نايل (وهي تقصد النيل الأزرق)..!!
مثل تجربة هذه الروائية ، نجد صداها ، في تجربة المرأة الأفريقية الشابة.. مثل المغنية من جمهورية مالي فاطمة جوارا (فاتموتو دي ورا)..التي تغنت بمواضيع كثيرة ومتنوعة..من تجربة معاناة الخفاض الفرعوني ، لغاية تجربة قوارب الموت (كما يسميها دهب تلبو ومحمد نور عودو) ..قوارب الهجرة الى اوربا التي يعاني منها الشباب الأفريقي..الى تجربة مكافحة الملاريا.. فالفن هنا لم يعد مجرد برهة للإمتاع بقدر ما هو برهة لرؤية القضايا من زوايا مختلفة..!!
هكذا انظر الى تجربة/مشروع انثي الأنهار..تجربة الفن والجمال لرؤية الأشياء من زاوية مختلفة..من زاوية مختلفة..!!
هل ، أنا ، قرأت كتاب اشراقة مصطفى (انثي الأنهار)؟..بالطبع لأ..ولكني احفظه عن ظهر قلب.. فالجرح ، كما تحدثنا الشقية احلام مستغانمي ، ..هو (ذاكرة الجسد)..!! يبقى معنا ، يسافر معنا ، يعيش معنا..في كوابيسنا ، في احلامنا المؤجلة..!!
يحتفي النادي الإجتماعي الثقافي السوداني بسلطنة عمان بتدشين كتاب اسمه ( أنثى الأنهار)..وفي السودان وزيرة التربية امرأة (انثى الأنهار ايضا)..!!
فياترى أين الخطأ؟
متى تاتي النجيمات؟ وحدي انتظر حضورها ، انتظرها ان تحضر ، لتذهب الى النهر وتغتسل ، ثم تركض في الدروب العصية (الفكر ، الحياة ، الفن ، الثقافة ، الجمال) ثم تغبر ارجلها في الحواري ، لتسكب شعاعها ، لتصحو الورود التي ادمنت الغفو/ النوم/ النسيان/الذبول..!
هكذا تبدو (النجيمة) بعض من (الوردة)..فهل نجحت في (محاولة تسلق ظل الوردة)؟..
مندري ، على قول صديقنا واستاذنا دكتور حسن موسى..
هنا بعض من فعل (انثى الأنهار)..الفعل/المقاومة.. المغنية الشابة فاطنة جوارا (جمهورية مالي)..توثق لحظة احتلال متطرفي (انصار الدين) لمدينة تمبكتو التاريخية واستباحتها..فقط يا اشراقة انظري الى الفعل الرمزي والدلالات في وجوه (أنثى الأنهار)..وهي تقاوم بطريقتها الخاصة..!!
ودمتم جميعا..
كبر _______________
* (محاولة تسلق ظل الوردة) اخر ديوان شعر للشاعر السوداني الأستاذ يوسف الحبوب..
06-24-2016, 01:02 PM
حيدر امين حيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة