التدبر في القرآن الكريم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 03:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2016, 02:34 PM

إبراهيم عبد العزيز عثمان
<aإبراهيم عبد العزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 07-06-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التدبر في القرآن الكريم

    01:34 PM April, 28 2016

    سودانيز اون لاين
    إبراهيم عبد العزيز عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    *****التدبر في القرآن*****

    سوف أتطرق هذه المرة لموضوع التدبر في القرآن، فهو موضوع برغم أهميته قد أهمله وتجاهله الكثير من العلماء الأوائل والتابعين. ومن أجمل الأقوال التي قرأتها في هذا الصدد هو ما قاله العالم الفاضل الجليل الحسن البصري من علمائنا الأوائل ، والذي إستهل قوله بالقسم بإسم ذي الجلاله العليم الحكيم، حيث قال : "والله! ما تـدبُّـره بحفـــظ حـروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، وما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل"! وهو ما نعايشه الآن من الإهتمام المفرط بأساليب أخري كالحفظ والتلقين والتلاوه وإهمال التدبر الذي ورد ذكره في القرآن في أكثر من موضع. حتي ظهرت لنا جماعات وقوميات من المسلمين يجيدون حفظ القرأن ولا يفهمون معانيه ولا يعون بمضامينه البلاغيه والتي قد تفوت أحيانا حتي علي المتعلمين ومتحدثي اللغه العربيه أنفسهم....! أقول هذا وأتمني أن لا يفهم قولي بأن نهمل الحفظ والتلاوه ....لا وألف لا ....بل الإهتمام الأول والتركيز العقلي يجب ان يكون للتدبر ومن ثم يأتي الحفظ من بعد ذلك...! ومن خبرتي الشخصية المتواضعه ، أدركت أن الترتيل المتقن لآيات القرآن والنطق السليم مع الإمتلاك الكامل لخبايا اللغة العربية وسبر غور آدابها، يساعد كثيرا في عملية التدبر الحكيم الواعي لمعاني القرآن الظاهره والخفية. لذلك وردت الآية الرابعه من سورة المزمل (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) إكمالا لقيام الليل والتهجد فيه والتفكر في كلام الله وخلقه!
    دراسة اللغه العربيه وإمتلاك ناصيتها مع التبحر في محيطات الأدب العربي الجّم الرفيع من العصر الجاهلي...إلي عهدنا الحديث هي قاعدة أساسيه ومهمه في فهم المصطلحات التقنيه للكلمات العربيه....! فلقد وردت مفردات عدة في القرآن الكريم من العصر الجاهلي وعصر الشعراء المخضرمين الذين عاشوا بين الإسلام والجاهلية... مما يساعد في إدراك المعاني البلاغيه البعيده ( التدبر) لتلك المصطلحات والكلمات...! وأيات القرآن التي تأمرنا بالتدبر عديده، أذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
    قال الله سبحانه وتعـالى -:(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) [ص: 29] في هذه الآيـة يبين الله سبحانه وتعالى - أن الغرض الأساسي من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها بدون إدراك المضمون منها.
    وكما قال سبحانه وتعالى -:(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [سورة محمد 4{ وقوله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)(النساء:4)
    وجاء في تفسيرابن كثير: " يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: أفــلا يتدبرون القرآن".... فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب.
    وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى -:( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [البقرة: 121]. وحق التلاوه المقصود هو التدبر للمعاني التقنيه والبلاغيه. وذكر ابن كـثـيـر عـن ابن مسعود قال: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله". وأيده في ذلك الشوكاني: "يتلونه: أي يعملون بما فيه" وبالطبع لا يكون العمل به إلا بعد العلم والتدبروالإقتناع...!
    وقال الله سبحانه تعالى -:( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) [الفرقان: 30]...وفي ذلك قال ابن كثير: "وترك تدبره وتفهمه من هجرانه" . وكا ذكرابن القيم: "هجر القرآن أنواع... الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه"
    وقد يسأل البعض عن أهمية التدبر في القرآن...وهم يقرأونه ويستمعون إلى تلاوته صباحا ومساءا .....وسوف أقتطب في أهمية التدبر فيما يلي:

    1- أولا، التدبر في القرآن هو الطريق لفهم قيم القرآن وأفكاره ومبادئه كما أنزلها الله سبحانه. فالقراءة العاديه للقرآن بدون تركيز ووعي، لا تعني أكثر من كلمات ومصطلحات لغويه يرددها القارئ أو يستمع لها الشخص دون أن تؤثر في نفسه التأثير المطلوب. أما التلاوة الواعية (أو الإستماع الواعي) فهي تتجاوز حد نطق الفم ومرور نظر العين المتكرر أو الإستماع بالأذن إلي أنها تنفذ إلي صميم الفؤاد والقلب(هنا أعني بهما العقل والإدراك-وكما ورد ذلك في القرآن) فتبهرهما وتقنعهما بقوة البلاغه والمنطق ! فتقشعر جلود العلماء الأجلاء الذين يدركون قوة البيان من سحر وإكتمال المعاني.

    2-ثانيا، وهذا الفهم الواعي لقيم وأفكار القرآن يؤدي بدوره إلي الإنتقال إلي مراحل متقدمه من الإيمان. وهنا يقول الله سبحانه: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم).والسبب في إطلاق القرآن على نفسه اسم (الفرقان)، لأنه يفصل ويفرّق بين الحق والباطل والهدى والضلال.

    3-ثالثا، في خضمّ هذه الحياة، تقابل الإنسان مشاكل كثيرة يصطدم بها في حياته الدنيويه- وأعني بذلك المشاكل الفردية الخاصه التي لا تتعدى إطار ذاته أو المشاكل الاجتماعية التي تصيب المجتمع ككل! القراءة الواعية والمتأنية للقرآن الكريم، والتدبر في آياته يقومان بدور مزدوج في هذا المجال، فهما يقومان - من جانب - بتطهير ما علق في ذات الإنسان من سلبيات وذلك في قول الله سبحانه: (قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُور) . أما بالنسبه لمشاكل المجتمع فقول الله(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)....ولو إقتبس المجتمع ونهل الجميع من هذا النور ....ففيه شفاء ورحمة لكل المؤمنين....!!!
    4-رابعا، التدبر في القرآن والإقتناع المنطقي بما ورد فيه يمهد الطريق للعمل بما جاء فيه، وذلك لأن العمل بالقرآن يتوقف على فهمه وإدراكه العميق، وفهم القرآن لا يمكن أن يتم إلا بالتدبر الدقيق في معاني كلماته وآياته. ومن هنا فإن الذين لا يتدبرون القرآن ربما يفوتهم تطبيق الكثير من مبادئ الدين في حياتهم العملية وهم لا يشعرون بذلك.
    5-خامسا، عدم التدبر وفهم الآيات والكلمات الفهم الصحيح أدي بدوره إلي إختلاف العلماء وتشتت جهود الأمه الإسلامية في اللهث وراء البديهيات من الأمور وترك المهام الجسام مما نتج عنه الخلافات المذهبيه والطائفيه التي أضرت ضررا بالغا بالإسلام والمسلمين...! الإختلاف في الآراء ،عامة، لا بأس به، في إطار الوحدة الإسلاميه....!! ولكن، أن يصبح هذا الإختلاف هو القاعدة الأساسية في إعادة النظره الشامله في الإسلام ومكونات أركانه ومبادئه، فهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا.....!!! وعلي ضوء هذه التفسيرات الخاطئه ممن سموا أنفسهم بالعلماء زورا وبهتانا، أصبحت تقوم المعتقدات والملل والطوائف والأحزاب والجماعات....! تلك هي الطامة الكبري... ولأننا لم نتصدي منذ البدآ لتلك التفسيرات الخاطئه في مهدها بالأسلوب الأمثل من محاضرات وندوات ونقاش فكري هادئ ومنطقي، إستفحل الآن أمرها وعظم شأنها حتي صارت هي الداء العضال للأمة الإسلاميه الآن.... وأجزم بأن الأمر سيعظم ويستفحل أكثر فأكثر مما عليه الحال الآن....فالفتن قادمة...لا محالة من ذلك!!!! ومن الأسباب التي نتج عنها هذا الفهم الغير الصحيح هو:

    أ-أولا، صعوبة الإلمام بالمنهج القرأني...الإلمام بالمضمون الشامل المتكامل، فالقرآن بحر عميق، لا يدرك غوره بسهوله، ولا تفنى وتنتهي عجائبه فهو من الله العليم الحكيم الخبير ، تبقي المبادئ والقيم الأساسية فيه إلي الأزل ولكن تتغير جزئيات هذه المبادئ والنظر والتمعن فيها بتغير الزمان والمكان ...ولم يدرك ذلك الكثير ممن يدّعون بأنهم هم (علماء الأمة)....لأنهم تقوقعوا في معرفتهم وإدراكهم وكان جُل همهم هو تلبية ما يريد منهم الحاكم أو السلطان أو المنفعة الشخصية....؟؟؟؟!!!!
    ب-ثانيا، أن بعض هذه المناهج قد تكون عسيرة الهضم على البعض، ذلك لأن فهمها المتكامل يرتبط باستيعاب علوم أخري كثيرة(فلك، فيزياء، أحياء، كيمياء، رياضيات ...ألخ) قد يصعب فهمها علي البعض ممن حصروا أنفسهم في رداء ضيق...!! ولكن بدلا من الإعتراف بأنهم لا يعلمون عنها شيئا ...! إنتهجوا أسلوب العنتريات وتمادوا في تفسير ما يعلمون بسطحية متناهية وما لا يعلمون بسطحية كارثية....وأصروا علي ذلك إصرارا غير مبرر! مما أدي إلي فتح الأبواب لكل من يدعي بأنه هو عالم زمانه! وولج من تلك الأبواب العديده، الكثير من أعداء الملل السماوية ليعملوا إلي تشويه ديننا الحنيف والتحريف في معانيه ومضمونه ... !!!؟؟
    بعد ذكر أهمية التدبر في القرآن، سأتطرق بإيجاز إلي كيفية التدبر في القرآن المجيد والتتبع المنطقي السليم حول الظواهر القرآنية، فكل آية من القرآن الكريم هي مجال خصب لطرح تساؤلات عديدة، وعلى الفرد الذي يحاول التدبر أن يستشير عقله في هذه التساؤلات، ومن ثم، يحاول التوصل بعد القراءة والتمحيص إلي الإجابة عليها. وهذه التساؤلات (إقتبست بعضها من مواضيع شتي عن التدبر ومن تفسير الدكتور محمد علي الصابوني-جزاه الله خيرا فلقد نهلت منه الكثير) تتناول ما يلي:
    1-أولا، ماهو المعني الظاهر لكل كلمة في الآية الواحده....وهل تقبل هذه الكلمه أو الجمله معني آخربلاغي بعيد.
    2-لماذا وردت هذه الكلمه بالذات؟ أو في بعض المرات وجود حرف معين(غالبا واو العطف) في آية مع غيابه في آية أخري مشابهه، مما يضفي تفسيرا آخر أعمق وبعيد للكلمات والآيات المتشابهة.
    3-لماذا هذه الكلمه في هذا الموقع بالذات، أي نظره عميقه للمضمون لكل آية أو كلمه منفردة عن الشكل الخارجي للموضوع.... وماذا تعني هنا...؟؟؟
    4-ما هو الشكل الخارجي أو المضمون الخارجي للكلمه أو الآيه، أي ما هو الموضوع الكلي الذي ورد الحديث عنه مسبقا.
    5- التسلسل المعنوي لكل كلمه أو آية، والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض.
    6-يجب تصنيف الكلمات أو الآيات علي حسب ورودها ومعانيها...!

    وسوف أقوم بعرض بعض الأمثله والنماذج الإيضاحية وهذا هو المثال الأول أقتبسه من العالم إبن حزم القيم:
    (((الناس عند سماع القرآن أنواع:
    قال تعالى في آياته المشهودة: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق:36، 37].
    قال ابن القيم – رحمه الله -: "الناسُ ثلاثةٌ: رجلٌ قلبُه ميتٌ، فذلك الذي لا قلبَ له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه.
    الثاني: رجلٌ له قلب حيٌّ مستعدٌّ، لكنه غير مستمعٍ للآيات المتلُوةِ، التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إما لعدم وُرُودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصُلُ له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه.
    والثالث: رجلٌ حيُّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغلْه بغير فهم ما يسمعُهُ، فهو شاهدُ القلب، مُلقي السَّمع، فهذا القِسمُ هو الذي ينتفع بالآيات المتلوَّة والمشهودة.
    فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يُبصر.
    والثاني: بمنزلة البصير الطَّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.
    والثالث: بمنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسُّطٍ من البُعد والقربِ، فهذا هو الذي يراه.
    فسبحان من جعل كلامه شفاءً لما في الصدور.)))

    والمثال الثاني هو تدبر(وليس التفسير التقني للكلمات) قول الله سبحانه وتعالي(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)( الأنبياء-33) وقوله في سورة يس الآيه 40 ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ فالليل والنهار هنا ترمز للأرض فإذن الأرض والشمس والقمر كل منها تسبح في فلك محدد معين لكل واحدة منهم مع الحركه اللولبيه(السباحه) وهي التي تولّد الليل والنهار لسكان الأرض مع إنعكاس ضوءالشمس(السراج المنير) ...! فموضع البلاغه والبيان هو عدم ذكر الأرض والإشارة لها بالليل والنهار....! إذن ما الحكمه في عدم ذكر الأرض مباشرة...؟ الحكمه هي أن العرب في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام مع سائر الشعوب الأخري كانوا لا يعلمون كثيرا عن علوم الفلك وأمور الجاذبية التي تجعلنا مثبتين في الأرض وتجعل الجبال أوتادا ومثبته في الأرض بأحكام. لذلك لو قيل لهم مباشرة بأن الأرض تدور وتلف حول نفسها، لأنكروا ذلك لأنهم يعيشون عليها ولا يحسون بهذه الحركة نتيجة للجاذبية التي تثبتهم علي الأرض...! سبحان الله العليم الخبير الرءوف الرحيم...!
    والمثال الثالث هو تدبر القرآن في تداخل زمن حياة الدنيا في زمن حياة البرزخ والآخره! يقول الله سبحانه وتعالي في سورة (المؤمنون) (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)).
    والحمد لله الواحد الأحد الذي جعلني من العادين (الإحصائيين)....!!! وقول الله تنزّه وتعالي في سورة البقرة (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)) وكذلك الآيه 19 من سورة الكهف(وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)
    خلاصة التدبر من هذه الآيات، أن الإنسان يفقد الحس الزمني عند موته ورحيل روحه إلي البرزخ....! فلو سُئل هابيل الذي قُتل عند بداية الخلق ولو سئل أحد الناس الذي سيموت قبل أيام معدوده من يوم القيامه....تكون الإجابه واحده من كليهما هي: لبثت يوما أو بعض يوم....!!!!؟؟؟؟ فعندما يدخل الزمن الدنيوي البطئ للإنسان وروحه في زمن البرزخ والآخرة السريع المتواتر، تفقد روح الإنسان حسية الشعور بالزمن...! فاليوم عند الله بألف سنة من حياتنا الدنيوية كما قال الله تعالي في سورة الحج(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )(47) أما يوم القيامه فيساوي خمسين ألف سنه من سنوات الدنيا....!
    اليوم الدنيوي الذي نحس بطوله به 24 ساعه...وبالدقائق به 1440دقيقه... وبالثواني به86400 ثانيه...! أما اليوم في البرزخ والآخرة به365000يوم دنيوي أي 8760000ساعه دنيوية(ثمانية مليون وسبعمائة ألف وستون ساعة دنيوية) أي 525600000(خمسمائه خمسة وعشرون مليون وستمائة الف دقيقة)....و3153600000(ثلاثة مليارومائةوثلاثة وخمسون مليون وستمائة الف ثانية)....!!!!؟؟؟ أما يوم القيامه....فبه 18250000يوم دنيوي(أي ثمانية عشر مليون ومائتين وخمسين ألف يوم دنيوي.....وبالساعات 438000000(أربعمائة وتمانية وثلاثين مليون ساعه دنيوية) وبالدقائق ( إتنين ملياروستمائه ثمانية وعشرين مليون دقيقه2628000000 ) أما بالثواني 157680000000(مائة وسبعه وخمسون ملياروستمائة وثمانون مليون ثانية.!!!
    سبحان الله....ففي الحياة الدنيوية، نفقد الشعور بالجاذبية الأرضية لذلك لا نشعر بحركة ودوران الأرض ....وفي الحياة البرزخيه نفقد الشعور بالزمن.....! وهنا مربط الفرس وبيت القصيد..! فلو فهمنا وإستوعبنا هذا التدبر من القرآن....وفهمنا وإستوعبنا ذلك، لأدركنا الكثير والكثير من بلاغة وبيان وحكم القرآن التي لا تحصي....! فالتفسير شئ والتدبر شئ آخر....! ولكن التفسير الواضح الصحيح يساعد كثيرا في أمور التدبر والفهم الصحيح للقرآن. ولنا في أبينا إبراهيم الخليل مثالا يحتذي به في أمر التدبر والوصول لوجود الله الواحد الأحد...ويضرب الله الأمثال للناس (لاحظ يضرب فعل مضارع...اي أن عملية ضرب الأمثال عملية دائمة ومستمرة ما دامت حياتنا الدنيوية)!
    وهنالك الكثير والكثير من الأمثلة ولكني أكتفي بهذا القدر القليل وأفسح المجال لكل من يأتي بإضافة أو رأي مخالف....!
                  

04-28-2016, 04:44 PM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التدبر في القرآن الكريم (Re: إبراهيم عبد العزيز عثمان)


    المقال مرتب و عقلاني بس طويل و حبذا لو جعلت البوست جرعات .... المواقع الزي دي ناسها ناس سندوتشات.

    Quote: (فتقشعر جلود العلماء الأجلاء الذين يدركون قوة البيان من سحر وإكتمال المعاني)


    هنالك قراء للقرآن لاهم علماء و لا حاجة ولكن يدركون المعاني الجليلة فتنزل عليه الرحمة فتقشعر جلودهم.

                  

04-29-2016, 03:57 AM

إبراهيم عبد العزيز عثمان
<aإبراهيم عبد العزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 07-06-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التدبر في القرآن الكريم (Re: Zoal Wahid)

    بارك الله فيك يا زول....وشكرا لإقتراحك
    الهدي إلي الحق يهبه الله علي من يشاء من عباده ولكن العلماء لهم وضع خاص بأن الله أعطاهم الهدي والحكمه معا.....!!
    فقمة العبقريه هي أن يهب الله الواحد الأحد الغفور الصمد الإنسان نعمة الحكمه. يقول الله سبحانه وتعالي في سورة البقرة:ويؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)

    أما الهدي إلي طريق الحق فإن الله يهبه إلي من يشاء من عباده وفي سورة فصلت(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35))....... ولله في خلقه شئون وهو يعطي الهدي لمن يشاء من عباده....!!
    ولك مثلا آخر في موسي عليه السلام وهو من المؤمنين الخالصين ومن الذين إصطفاهم الله في تبليغ رسالته إلي البشر ولكنه ذهب إلي مجمع البحرين مع فتاه ليقابل أحد العلماء من الذين وهبهم الله علما يفوق ما عند موسي عليه الصلاة والسلام رغم إنه كليم الله....!!!!؟؟؟؟؟؟ ومعني ذلك أن الهدي شئ والعلم والحكمة شئ آخر......!!!

    لذلك أنظر إلي قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ*وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28]).
    أي لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوا الله وتفهموا رسالاته السماوية وتدبروا في كلامه وخلقه وأدركوا حقيقة الحياة والبعث.

    (عدل بواسطة إبراهيم عبد العزيز عثمان on 04-29-2016, 05:13 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de