لا شك أن السودان يمر بمخاطر عدم الاستقرار والانزلاق الى ما يشبه الوضع فى سوريا خاصة بعدما نفذت عصابة العنصريين فى السودان تفتيت دارفور الى كيانات اثنية ، فكما أن هذه الشرذمة لم تتعظ ما خيانتها بفصل جنوب السودان دون حلول مستدامة للمشاكل العالقة بين الجانبان ، فقد تم تنفيذ استراتيجية مثلث حمدي بالسيطرة على كل الوظائف الدستورية من رئاسة الجمهورية ونائبه ورئاسة البرلمان ونوابه وكل قادة الأمن والقوات النظامية والمؤسسات المالية والاقتصادية مع السيطرة ومصادرة كل ممتلكات الدولة السودانية لصالح قبائل المثلث مع تدمير كل البنية التحتية لغرب السودان والاقليم الأوسط والعمل على تحييد الشرق لضمان بقائه كمنفذ بحري .
ان الأحداث الدائرة الآن بكل من النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب السودان توحي عاجلا أم آجلا بانهيار المؤسسة العسكرية فى تلك المناطق وانكفاء قوات النظام حول الكتيبة الاستراتيجية بشندي مع توزيع السلاح للرشايدة بالشرق لخلق بؤرة صراع وتوازن اثني ، ان التركيبة السكانية لمثلث حمدي لا تساعدها على السيطرة على مكونات السودان الحالي ، فقد جند النظام أبنائة بالأمن والمخابرات الوطني وأعطاهم صلاحيات القتل والاغتصاب والتنكيل بكل معارضيه من الشرق والغرب وجنوب الخرطوم حتى حدود جنوب السودان لأتفه الأسباب.
لقد استقدم النظام مطاريد الحركات الارهابية من كل أنحاء العالم ليقاتلوا لصالحه على نهج النظام السوري ، فان القسوة والبطش وتدمير الممتلكات على رؤوس ساكنيها لن تسعف نظام دويلة حمدي ، فسوريا الآن تتفكك رويدا رويدا وعصبة الأسد التى لا تزيد عن 12% من سكان سوريا - مقارنة ب 5% لمثلث من اجمالي سكان السودان الحالي - بدأت تعي مخاطر الفناء مع تقدم الثوار على محاور دمشق واللاذقية، فقد تورط الأسد وورط طائفته مقابل أغلبية أكثر من 85% من السكان ، الفرق أن نظام دويلة حمدي بدأ الوهن عليهم بدءا بالهزائم المتتالية بجبهات القتال وبداية تحدي الأطراف لجلاديهم ، ان أحداث الضعين والليري ومقتل غالبية ضباط حمدي بالسلاح الكيماوي بمناطق كاودا وكادوقلي وهروب مليشياته من النيل الأزرق ستعجل بانهيارة .
الخلاصة : ان نظام حمدي سيواجه قريبا مصير الطائفة العلوية بسوريا ، فبعد تقسيم دارفور سينكفأ البقارة لحماية مناطقهم بغرب السودان ويقل ولائهم للدولة السودانية والجندية وبذلك ستواجه دويلة حمدي مصير مأساوي ، وربما بدأ النظام يسعى بخطته الجهنمية لجمع السلاح من القبائل العربية بغرب السودان من اجل الدخول باتفاقيات مع الحركات المسلحة أشبه باتفاق الخائن على عثمان لفصل جنوب السودان ، لكن كما يعلم النظام أن جمع سلاح البقارة خاصة ليس بتلك السهولة وأنهم سيوجهون سلاحهم أولا لأوكار الفتنة وهي فوات الأمن والمخابرات اللاوطني بغرب السودان ، فحادثة ضرب عقيد الجيش ومقتل حرس الوالي هي جرس انذار آني واذا ظن النظام أنه يستطيع تركيع الرزيقات فانه واهم لأن أبناء عمومتهم من كل قبائل البقارة لن يقفوا مكتوفي الأيدي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة