|
|
|
 Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
مع حلول الاجازة الصيفية في بداية الستينات من القرن الماضي كانت اعناقنا تشرئب الى مدخل البرقيق الجنوبي حيث تأتي المفاجآت كنا ننتظر عربة السينما المتجولة وهي عربة سوداء مكتوب عليها من الخارج ( وزارة الاستعلامات والعمل - السينما المتجولة ).. وبمجرد ظهورها كنا نهتف ( سينما .. سينما ) ونركض في مجموعات لنخبر اهلنا في القرى المجاورة والجزر بنداءات عبر النيل بقدوم السينما رغم وجود مكبرات صوت في العربة تعلن عن قدومهم وعن مكان العرض .. وغالباً ما يكون في مدرسة البرقيق الاميرية الوسطى خلف فصل (الفنون) لأنه المكان المناسب حيث يحتاج العرض الى حائط به دهان ابيض ( جير هوكس ) وساحة لجلوس الناس ارضاً.. يجتمع الناس من وقت مبكر حول المدرسة من ( كرمة ومشروع البرقيق وارتقاشا والقرى المجاورة ) وكذلك النساء من لهن بعض الحرية والرغبة في الحضور .. أما عن الافلام التي كانت تعرض آنذاك فهي توعوية واخبارية وترفيهيه .. منها فيلم غنائي يعرض كل عام حتى ان ناس عرفوا احداثه بالتفاصيل المملة .. وهو فيلم للفنان الرائع حسن عطية يغني فيها اغنيته الجميلة ( خداري ) واللقطة التي يتنظرها الناس بشوق ولهفة هي تلك الفتاة التي تمشي داخل الحديقة وينزلق ثوبها ويشتبك في شجرة ويقوم الفنان حسن عطية بتخليص الثوب من الشوك .. وترمق تلك الحسناء الفنان حسن عطية بنظرة فيها حب وغزل .. عندها تنطلق الاهات من الشباب مصحوب بتصفيق مع تعليق من النساء بعبارات مثل (( سجمي وو يويو .. اودي .. )) ثم يأتي دور الفكاهة حيث عمنا تورالجر وابوقبورة بسيل من النكات والتعليقات واتحدى ان احداً من اهلنا كان يفهم كلمة واحدة مما يقوله هؤلاء لصعوبة لهجتهم العامية وسرعة الحديث واختلاف بيئة النكتة وكنا نضحك فقط عندما نرى الجاليات الاجنبية واقصد بها الموظفين والافندية من يجيدون اللهجة العربية يضحكون .. وينتقل الفيلم الى الاحداث السياسية وهي زيارة للفريق ابراهيم عبود الى اديس ابابا حيث قصر الامبراطور هيلاسي لاسي ايام كانت للرجل سطوة مطلقة على اثيوبيا وارتيريا وكان يتمثل بأسلافه الاباطرة وشعار الامبراطورية اسد ( يهوذا) كما هو معروف وكان الاسد حياً يتحرك امام القصر .. حيث تم تصوير الاسد بصورة تفاعلية رائعة وهو يهز برأسه ويفتح فمه متثاءباً وتم عرض اللقطة بتقريب الشاشة وتكبيرها ومن كثرة اندماج الناس وتفاعلهم ضاع منهم ظرف المكان والزمان وخيل لهم ان هذا الاسد حقيقي ويتحرك نحوهم وفجأة هرب الناس من الصف الاول للوراء واختلط الحابل بالنابل وارتفع صراخ الاطفال والنساء وأطفئت السينما لفترة بسيطة واعيد تشغيل الفيلم مرة اخرى كي يخرج الناس من هذا الاندماج الى الواقع وصار هذا الحدث مثار تعليقات كل يرمي بتبعته على آخر مع ان جميعهم شركاء فيه بالتساوي .. رحم الله ذلك الزمان الجميل وتلك الايام التي حتماً لن تعود
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
سلام صاحب الخلفية التاريخية الجميلة.
فعلا ، السينما المتجولة كانت تثقيفية وعلمية ،
كل الموضوع قطعة دمورية في أي حتة ويشغلوا جهاز الإسقاط البدائي.
وفعلا في ذاك الزمان الشمالية لم يكن الوصول إليها بتلك السهولة.
===
في الماضي الأحداث كانت تسير ببطء شديد ، نتذكر كل شئ،
أما الآن فالأمور صارت سريعة ولاندري ماذا نتذكر وماذا ننسى !
-----
التحية لكل أهلنا في الشمالية الاصل (بالقديم).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: محمد المسلمي)
|
Quote: سلام صاحب الخلفية التاريخية الجميلة.
فعلا ، السينما المتجولة كانت تثقيفية وعلمية ،
كل الموضوع قطعة دمورية في أي حتة ويشغلوا جهاز الإسقاط البدائي.
وفعلا في ذاك الزمان الشمالية لم يكن الوصول إليها بتلك السهولة.
===
في الماضي الأحداث كانت تسير ببطء شديد ، نتذكر كل شئ،
أما الآن فالأمور صارت سريعة ولاندري ماذا نتذكر وماذا ننسى !
-----
التحية لكل أهلنا في الشمالية الاصل (بالقديم). |
حبيبنا قصي .. مودتي لك ..
حكومة عبود خدمت الناس بصورة رائعة وما أوردته أعلاه هو دليل على ذلك ..
حكومة كانت تقدم الخدمات بدون مطالب من الناس .. تخيل الحاكم العسكري للمديرية
في الدامر وسلطته من الدامر إلى حلفا .. وهناك مجالس ... كل ضابط مجلس مسئول على منطقته
ولا عربات ولا مصاريف ولا موظفين مكدسين ولا بيوت .. فقط عربية كومر ..
وسوف أحكي لك قصة إنشاء مستشفى في ضواحي الدنيا سنة 1961م
مودتي .. قصي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote: الاستاذ الرائع الاخ علي عبدالوهاب عثمان سلام ولعلك والاسرة بخير انت عارف ياخ انت من الناس الجميلين هنا الذي يجبر الناس علي احترامه والتعرف عليه في الواقع . تكتب لنا الجميل من غير اي خلفيةاو اي ايدلوجية عندك كل الناس أهل وكل الناس صحاب تسلم كثير ومعاك متابعين الزمن الجميل الذي كان هم الدولة راحة المواطن حتيولو كان الوصول اليه بطريق بعيد غير معبد
-------
تقبل سلام الشباب |
حبيبنا المسلمي .. مودتي يا أصيل ..
يا اخي شكراً على مطايبة .. كما يقول الاخ كبر .. ( شوف الثقافة دي كيف تأثير سودانيز او لاين بقينا تفتيحة .. ) ههه
حبيبنا المسلمي .. يا اخي السودان 90% من المواطنين لا فرق بينهم .. نفس العادات والتقاليد وحتى التفاصيل الدقيقة في الحياة
كمان حتى تفصيل البيوت في القرى والمدن والارياف كمان نفس الفطور والغذاء والعشاء ..نفس الوالدة والحبوبة داخل الراكوبة
ما في حاجة تفرق بين الناس إلا السياسة قاتلها الله ..
آسف تأخرت في الرد .. إجازة نهاية الاسبوع .. نحن في جدة هنا مشغولين دائماً .. الجمعة دائما يوم فراش ( مأتم ) في الجمعية .. شاي وأكل وغيره
البيت لا يخلو من الزوار كمان مع العمرة .. وجولة مع أم العيال في المجاملات الاخرى .. وبعد ده كلو لقيت النت مقطوع في البيت ما كنت مسدد الاشتراك
حبيبنا المسلمي رغم غرق حلفا .. لكن نحن إستفدنا كثير جداً من حكومة عبود .. عام 1961م تم بناء مستشفى 60 سرير وأول دكتور كان مصري إسمه أمين صقر
وكان مشهور في المنطقة .. تم بناء المستشفى في قريبتنا البرقيق بدون أي طلبات ولا عرضحال .. حتى الناس عندما رأوا البدايات كانوا مستغربين ..
لأن منطقة البرقيق وسط بين المحس والدناقلة ومنطقة كثافة سكانية .. جزيرة بدين وكرمة البلد إلى ارقو ..
صحيح زي ما قالوا أهلي في حلفا ( ضيعناك وضعنا وراك يا عبود ..)
مودتي والتحية للعائلة الكريمة ... بجيب ليك قصة بناء المسنشفى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
أيام عبود ..
لم تقتصر المهمة على السينما فقط ولكن امتدت الى الرحلات الترفيهية الفنية .. كل إجازة صيفية كانت هناك مجموعة من الفنانين تأتي من العاصمة رغم الشاق ووعورة الطريق .. واذكر ان اتى فنان يدعى بابكر ودالسافل وهو من منطقة الجعليين كان يلبس زي الختمية تماماً وهو زي شبيه بالجلابية السعودية .. والرجل كان يغني اغنية معروفة في ذلك الزمان ( النقلوك من عندنا .. وناري السادة وحشتنا ) لا غبار على ودالسافل واغانيه .. ولكن من اثار الناس في ذلك اليوم هو ذلك الفنان الاخر اسمه ( يوسف عبدالحليم ) .. لم يكن الرجل متماساً وقد بدا كأنه ثمل واثناء غنائه بعض اغاني الحقيبة ظل يردد في الكورس (محبوبتي في صف دا .. ) ويؤشر بيده وهناك مجموعة من الممرضات وبنات الافندية وزوجاتهم .. وهجم الناس على المسرح وارتفعت الاصوات والشتائم النابية على هذا الموتور وتدخل بابكر ودالسافل وفض الاشتباك وانتهت الحفلة بخير .. وبعد يومين تقريباً جاءت عربة كومر ووقفت أمام منزل ( عمنا احمد ) يرحمه الله وبداخله رجل ضخم وعربة مليئة من الخلف بأشياء كثيرة ودار حديث بينه وبين عم احمد توجه بعدها عمنا الى المدرسة ومعه المفاتيح حيث كانت اقامة مناديب الدولة في المدارس غالباً افتكرت ان الرجل احد المفتشين ولكن سمعت بعد أن غادر البرقيق انه الفنان عبدالعزيز محمد داؤود لم يقم حفل ولم يغني بل قضى ليلة في المدرسة بحراسة الغفير وذهب شمالاً ووجدت عمنا يشكو من كثرة بقايا الطعام والشواء وآثارها داخل المدرسة وكانت انيقة وجميلة في ذلك الوقت .. رحمك الله يا عمي العزيز .. ومن الفنانين الدائمي الحضور كان الرائع احمد الجابري وبعض من غير المشاهير .. ( يبدو أن اجمل حكومة مرت بالسودان هي حكومة عمنا ابراهيم عبود ) وصدق الحلفاويين حين قالوا بعد ثورة اكتوبر رغم انهم اكثر المتضررين منه (( ضيعناك وضعنا وراك يا عبود ))
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: Elmoiz Abunura)
|
حبيبنا المعز أو نوره .. صدقني إسمك ده جميل ومنغم ..
شكراً .. على التصحيح .. اهلاً بيهم أهلنا وأحبابنا في الشمال ..
يا حليل زمان كلنا كنا في مديرية واحدة من الدامر إلى حلفا .. ومازلنا إخوان ..
تعرف أهلنا زمان كان يطربوا لبابكر ودالسافل .. رغم صعوبة فهم اللغة .. لأنه كان يغني في ربوع السودان برنامج كان في الراديو في العصاري ..
مع أن الراديو كان قدر التلفزيون ومعاه ببطارية كبيرة قبل الترانزستور .. كنا نمشى بيوت الاقندية وبيت مساعد الحكيم ..
وخاصة أغنية ( النقلوك من عندنا وناري السادة وحشتنا ) حسب فهمي للاغنية منذ ذلك التاريخ .. كنت أتمنى أن يبث التلفزيون مثل هذه الاغاني
لتأصيل الاغاني والطرب ..
مودتي .. أبو نوره .. وأنا كمان بنتي الكبيرة إسمها نوره .. عاشت الاسماء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
حبيبنا قصي .. مشتاق لحروفك .. شايف المداخلة فاضية .. وبدون
عبود غرق حلفا .. ولكن في ذلك الزمان لم نكن نفكر كما الآن ..
ولكن قبل إنه كان بسبب سياسات قبل عبود ..
قصي .. حبيبنا .. خليتنا نرجع زمان .. أيام الصبا والشباب ..
خليك معاي هنا أحكي قصة المستشفى .. وكيف قريتنا إتغيرت ثقافياً ..
شكراً على عصف الزهني وإثارة الذكريات .. والزمن الجميل ..
ما عارف يا قصي الواحد فينا لمن يذكر الماضي البعيد تدب الحيوية والنشاط في الجسم ..
حتى الضغط ينزل ..
هاك القصة دي كمان ..
مودتي .. قصي .. ولا أنسى أستفدت من عبارة ( منشور ) للبوست .. عشان أنا مترجم كمان ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote:
Suliman Raffai · لوس أنجلوس
علي عبدالوهاب عثمان
بكينا على أيام عبدالله خليل...ثم (ثرنا) على الفريق عبود المعين من قبل مصر وبكينا عليه.ثم طيرنا اسماعيل الازهري بواسطة الشيوعيين..وبكينا على أيامه...ثم إن أمريكا قالت طيروا نميري فطيرناهو وبكينا عليه...وإن قدر وطيرنا هذا النظام الفاسد جداً..سنبكي عليه بحرقة شديدة جدا جدا...هذه حال الدنيا ما مضى لا يعود يا ابن عبدالوهاب عثمان.. |
حبيبنا سليمان الرفاعي ..
صدقت .. اخي سليمان .. وأصبت كبد الحقيقة .. الظاهر عليك إنت شخص غير متحزب .. زي كثير من الكادحين في الوطن
أمثالكم من يقرأون الواقع بصدق .. وكمان نحن بعد العمر ده بقينا نفكر في أكل العيش فقط ..
مودتي سليمان وشكراً على المداخلة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
| Quote: شايف المداخلة فاضية |
نعم،
كانت فقط لزوم تجربة "الرص"
حوالي 14 منشور ،
بعضها فيها اسمي في العنوان،
وبعضها فتحتها أنا..
أخوك قام رصاهم كووووووولهم صف واحد،
وفك فيهم مجموعة "رد"
-------
| Quote: ولا أنسى أستفدت من عبارة ( منشور ) للبوست |
أفضل دائما استخدام المصطلح العربي.
--
وزي ما قلت ليك،
زمان كانت الاحداث بسيطة ، وقليلة المصادر، وسهلة التذكر..
كدي اضفط على F5 (لتنشيط الصفحة) وشوف كم معلومة جديدة تظهر في المنبر.
------
تحياتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: نادر الفضلى)
|
Quote:
الأثيوبيون أيضا يقولون حليل هيلاسلاسى بطريقتهم .. صادفت فى مطعم أثيوبى بأمريكا
تعليق صورة ضخمة للإمبراطور هيلاسلاسى .. (صاحبة المطعم من الأمهرا)
وبأديس أبابا سلالة أسد الأمبراطور مشيد لها حديقة حيوان خاصة بها عدة
أقفاص لأسود (هيلاسلاسية) ... لو لقيت وقت سأنزل صور لها.
كويس ناسكم فى الشمالية إفتكروا أن نميرى إستلم من عبود
يقال فى الشرق عند طواف نميرى بمناطقهم ..هتفوا له مرحبين (يعيش عبود) ! |
حبيبنا ناذر .. مودتي يا جميل ..
صدقني كنا ننتظر عربية سينما بفارق الصبر مرة في السنة .. وفي إجازة ثلاثة شهور الصيفية
المدارس كانت تقفل في بداية شهر يوليو وتفتح في 7 أكتوبر ..
عبود الله يرحمه كان محبوب .. وكثير من مواليد ذلك الزمان إسمهم إبراهيم واللقب عبود ..
أصلا نحن لم نكن نريد من الحكومة شيئاً لأن المنتجات والانتاج كان بالوسائل المحلية .. الساقية
قطع غيارها من اشجار السنط في الساقية ، السماد البلدي متوفر ، التقاوي مخزنة ، الرجل منتج والمرأة منتجة
واولاد كل واحد حسب عمره يؤدي الواجب تجاه الاسرة والمدرسة .. ناس كانوا منتجين .. عشان كده ما في واحد
كان جايب خبر القصر الجمهوري ذاته .. التعدية بالمراكب بدون قطع غيار مستورد ..كان دور الحكومة الباخرة من دنقلا إلى كريمة
الداخليات فيها أكل فاخر وسراير وبطاطين ومخدات ( في بيوتنا كنا ننام على البروش ) يعني المدرسة أحسن ..
ثلاث وجبات وكمان حليب بالليل بعد العشاء .. ومرتين في الاسبوع حبة برتقالة لكل تلميذ .. كورة وملعب وفنايل ..
العيادات فيها .. سلفا .. ولعوق (دواء القحة ) .. وحقنة بنسلين عند اللزوم ..أهم شيء دواء العقارب ,,
ومع ذلك عبود رحمه الله جاب لينا مستشفى فخم جداً غير وجه القرية وثقافتها ..
سوف أحاول إستحضر بعض من الصدمات الحضارية في تلك الفترة ..
ده نحنا هناك في ضواحي الدنيا وفي ضهاري الضهاري .. وكان يجونا فنانين من العاصمة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
حبيبنا ناذر مع التحية ..
مثل هذه الصروح غير أنها للعلاج والصحة ولكنها تجلب ثقافة المعرفة بالآخر .. والانفتاح .. أكيد كانت إضافة ..
لأول مرة نشاهد ( الساندويتش ) ..
يا سلام با عبود مستشفى في ضواحي الدنيا عام 1961م
أقترن اسمه بمستشفى البرقيق طبقت شهرته الافاق وسمي معظم المواليد في تلك الفترة بإسمه تيمناً به .. هو ( الدكتور امين صقر ) كان يسكن في المنزل المخصص للاطباء ( ياسلام يا عبود) و كان منزل به حديقة كبيرة وخضراء مليئة بالزهور وكنا ننظر الى الداخل في فضول من كوة الباب الى ونتعجب لجمال المنزل واكثر ما كان يبهرنا تلك العجلة الصغيرة التي كان يقودها ابنه وربما كان في الرابعة من عمره وكانت تبدو لنا وكأنها من عجائب الدنيا كيف تكون هنالك دراجة بهذا الحجم .. الى يأتي غفير المستشفى ويبدأ في مطاردتنا عندها نركض بعيداً عن المنزل وكان هذا الصغير هو ابنه وقد التحق بمدرسة البرقيق الاولية .. وأول ( ساندويتش بالجنبة والطعمية ) شاهدناه في يده رغم اننا كنا في مرحلة متقدمة من العمر .. كان امين صقر مصرى الجنسية متوسط القامة ممتليء الجسم قليلاً قصير الشعر كله حيوية ونشاط احب اهلنا فأحبوه كثيراً عيادته كانت مجهزة في منزل العمدة العباس وكان مكتوب على حائط الخارجي بخط عم / صبري ( عيادة الدكتور أمين مختار صقر ) وعمنا صبري هذا كان أحد اليهود الذي هربوا وإلتجأوا الى منطقتنا وعاش فيها وتزوج حتى قضى باقي عمره بكل هدوء وبدون أي منغصات .. والصيدلي كان عمنا / عوض ادريس ورغم أنه امي لا يقرأ ولا يكتب إلا انه كان خارق الذكاء تعلم الكثير بذكائه الفطري مثل قراءة روشتات الدواء المكتوبة ( امد الله في ايامه ) ولكن لا ننسى أن الادوية كانت محدودة جداَ في ذلك الزمان . واكثر ما كان يبهرنا وننتظره حتى يخرج من عيادته بعد المغرب هي تلك الميدالية التي كانت معلقة من الخارج في البنطال ربما كان نوع من الكهرمان الذي يضيء ليلاً وهو عبارة عن ميدالية مفاتيح وكنا نقترب منه كثيراً لنرى ذلك الشيء العجيب عن كثب ولكن الاخ / عوض كان يقف حائلاً بيننا وبين اكتمال تلك المتعة . .
وحتى نخرج من حي الممرضين لا بد من الاشارة الى ان ذلك المجتمع الليبرالي الذي كان يختلف عن مجتمع اهلنا تماماً ولا مقارنة من حيث التحرر الاجتماعي والزي والاكل والسلوك .. أما الممرضات فلم يكن لهن ذلك الحظ من الجمال ولكن قليل من الحرية والتحرر من القيود التي كانت مضروبه على مجتمعنا والتي كانت تحرم على الانثى حتى التعليم الا من رحم ربي .. وما ان نسمع ضربات ( الدلوكة ) وما اكثرها في ذلك الحي كنا نركض متتبعين مكان انبعاث الصوت وانني كنت نوعاً اكثر وعياً حتى من زملائي من هم اكبر مني سناً ربما كان نضوج مبكر ... . تسللت مرة بين الجمع وكنت نحيل الجسم سريع الحركة كانوا يحسبونني على انني صغير العمر لقصر القامة ونحافة الجسم لقد انطلت عليهم فكنت استوعب كل ما يجري حولي .. لا أدري ما هي المناسبة ولكن دهشتي كانت من منظر ذلك ( رجل ) الجالس على كرسي وفوق فخذه (دلوكة ) يقرع عليها ويغني اغاني تلك الايام ورغم أننا كنا لا نجيد العربية نطقاً ولكننا كنا نستوعب المعاني ونستطيع النطق بحروف غير سليمه وأحسب ان الاغنية كانت :
ياعلب السجاير ** كمان في الحفلة داير
ويرفع عقيرته بالغناء ويفتح فمه وتظهر تلك الاسنان الذهبية لزوم الزينة وكان استغرابي كيف للرجل يصل به الامر الى هذه الدرجة .. ثم جاء شاب وسيم واصبح يردد اغاني ابراهيم عوض التي كانت معروفه في انحاء السودان .. كل هذه الاحداث في قرية نائية .. ووقفت مشدوهاً .. رجل يضرب الدلوكة ويغني ... وكأن هذه الثقافة والإنفتاح قد اسقط علينا مع هذا الصرح الانساني الضخم (المستشفى) .. ومع انتهاء تلك المناسبة قفز الى خاطرنا تلك الجلسة التأديبية التي ستعقد لنا والتي ستنتهي حتماً بالعقاب البدني بالجلد والعمل لساعات طويلة في الساقية ..
رحم الله عبود .. وحقاً ضيعناك وضعنا وراك .. واليوم صار هذا المستشفى منقذا لأهلنا من دلقو حتى البرقيق وحتى قرية السير .. جعله الله في ميزان حسناته ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
Quote:
Motaz Ahmed Haj Ali · مدير تنفيذي في شركة آفاق للمقاولات المعمارية
موسوعة التراث و التوثيق استاذنا علي .. شكرا لك على هذا الامتاع
على ذكر مستشفى البرقيق اتذكر و نحن اطفال في اخر السبعينات عربة الاسعاف عباارة عن كومر و كان ياتي بها الى منزلنا في ارقو عمي الذي كان يعمل ممرضا في مستشفىالبرقيق و اسمه محمد حاج علي و شهرته ( عوضة ) و معه صديقه الحميم ممرض ايضا من الرقيق اسمه مصدق و علمت أنه توفى و ايضا عمي توفى قبل سنوات قليلة بالامارات .. رحمهم الله .. اما الخطاط صبري ما زال خطه يزين جدران مسجد غريب مقلد بارقو حتى الان بالايات القرانية و اسماء الله الحسني ... شكرا لك مرة اخرى استاذنا علي
معتز ( ارقون تود ) |
من الفيسبوك .. معتز أحمد ( ارقو ) ديل أهلي ,,
الله يرحم عوضة ومصدق .. مصدق كان والده زمان شغال في مستشفى ( محمد فضل ) هو أبناء كدركة وكان في السعودية عمل في المستشفى العسكري في حفر الباطن ..
كان زول سمح ووسيم .. يوم السوق البرقيق كنا نغير منو نقول ليه يا اخي ما تمشى معانا ارجع البيت لأنو وسامتك زيادة .. هو الجيل الاصغر مننا قليلاً رحمه الله ..
نعم معتز .. صبري كان من الهاربين تقريباً لأن حده كان دنقلا ولا يسافر أبداً .. زول أبيض وشعره طويل بعد ما جاء البلد عندنا في كرمة عمل شلوخ (111)
وتزوج وله ذرية ما شاء الله ..
أرقونتود .. معتز .. أرجو أن تقبل مني هذه الهدية خواطر .. رمان ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حبيبنا قصي .. حليل أيام عبود .. رجعتني 55 سنة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
معتز ( أرقونتود ) بما أنك من الجيل الاحق .. شوف الدنيا كانت كيف زمان ..
الاسعاف كان يمثل للناس ( طائر الشؤم ) كانت عربة انيقة جداً من نوع ( كومر) انجليزي مجهز بدولاب للاسعافات الاولية ونقالة من الجلد ( تخيلوا الكلام ده في الستينيات .. ضيعناك وضعنا وراك يا عبود .. ) مظلل بكتان اخضر جميل يمكن ان يغلق تماماً .. كانت هذه العربة المنقذة لحياة الناس تمثل شؤم بالنسبة للناس العاديين وعندما يرونها في الحي يتشاؤمون يظهروها لدرجة ان بعض الصبية كانوا يرجمونها بالحجارة لأنها تمثل بالنسبة لهم نذير شؤم .. حتى ان السائق كان يرفض ان يوصل الموتى الى اماكنهم البعيدة خوفاً من تلك الممارسات الغريبة وكم الجثامين حملها اهلنا حتى كرمة البلد ومن كرمة يتم توصليها الى وداي خليل وهكذا حتى يصلون ديار الميت وبالتدريج انتهت هذه الممارسات الخاطئة بداية بالمناطق القريبة المستشفى واليوم صار واحداً من اهم المطالب للمنطقة بتوفير الاسعاف المهيأ .. كان عم الطيب وعبدالرحمن حاج حمد هم سائقي الاسعاف .. وعم الطيب من اصل محسي ومن سكان الحواشات كان رجل وسيم الشكل كث الشوارب على خده شلوخ ويقص شعرة بطريقة جميلة لم اشاهده يوماً يلف عمه في راسه .. صارم القسمات كان يصفه الناس بنوع من العلمانية ( شيوعي ) وهو لا يعرف أي نظرية عن الشيوعية .. هكذا يحكم اهلنا على الناس .. زميله الاخر عبدالرحمن حاج حمد من اهل بنا ابيض اللون ذو شخصية جذابة وصاحب صوت شجي في المديح وليالي المولد في البرقيق تشهد له ذلك ..
لأول مرة اسمع كلمة ( بوفيه ) وهي القهوة الملحقة بالمستشفى .. وكان يديرها عمنا ( محمد علي يايا ) كنا نحاول ان نجمع ما تيسر لنا من العملة ونذهب الى هناك حيث المشروبات الساخنة ( وخاصة الكاكاو والسحلب وهو مشروب يأتي مواده من مصر ) لم نكن ندرك كنهه ونأخذ كباية واحدة بقرش ونتناوب على الشفط طبعاً كان ينال حصة الاسد من هم اكبر سناً .. وعندما استرجع ذاكرتي اجد ان ذلك المكان كان فيه نوع من الحداثة والخدمة المتقدمة والنظافة وحتى نوعية البشر الذين كانوا يصنفون انفسهم على انهم من علية القوم باللبس والمظهر والسلوك وموضة ذلك الزمان كان ( الشورت والقميص ) للافندية وتسريحة الشعر ( التفه ) الى الامام أما من لبس الجلابية فكان التفصيل هو ( سطفه ) بدون فتحة من الامام او ( الساعة اتناشر ) وهي مماثلة للانصارية اليوم .. وكان الاسطى محمد البناوي مشهور باللبسها وكنا نستغرب كيف تكون للجلابية جيوب من الخلف .. أمام المستشفى كان نادي الموظفين وهو احدث قليلاً وكان منتفس لهؤلاء للتسلية وقضاء الوقت وبني النادي بإستقطاع ومشاركة من الموظفين آنذاك وكنا لا نقترب منه حتى لا يرانا المدرسين او الناظر فيكون الحاسب عسيراً في اليوم التالي في الطابور .. وكنت امقت ذلك المبنى كثيراً وحتى في اجازتي الحالية لم ادخله اطلاقاً ليس كرهاً ولكن هو تخوف ورهبة كانت تسرى في اجسامنا خوفاً من المدرسين آنذاك وكيف كانوا يرصدون الاخطاء حتى ايام الاجازات وتحاسب عليها .. ولم نكن ندرك انها التربية والاستقامة في السلوك داخل المدرسة وخارجها .. كنا نسمع اصوات لعبة ( الدومينو ) والطاولة وقهقهات الافندية التي كانت تمزق ليالي البرقيق الساكنة .. هذه الحياة كانت مختلفة تماماً عن حيات اهل المنطقه لم أرى احد من آبائنا واعمامنا بين هؤلاء الناس ابداً ولا يشاركونهم في أي نشاط بل كنا نعيش في ( كنتونات ) بعيدة وجزر معزولة وكان الفرق كبيراً بين حينا واحياء هؤلاء القوم رغم اننا بالشرق ولكننا كنا جزء لا يتجزء من الجزيرة بتواصل يومي او اقامة مع حبوباتنا ايام الاجازات الطويلة لذا لم يتأثر اهلنا بهؤلاء وكذلك امهاتنا لم يكن لهن حظ ولا في كلمة عربية واحدة رغم الزخم الهائل من البشر من مختلف الاجناس ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
علي عبدالوهاب عثمان
محمد المسلمي
Elmoiz Abunura
نادر الفضلى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست