10:26 AM March, 15 2016 سودانيز اون لاين
معاوية المدير-بكندا محافظة البرتا
مكتبتى
رابط مختصر
دائماً عندما نتحدث عن زماننا نصفه بالزمن السمح، وحقاً كان زمن سمح ينعم بالإستقرار الذيظلّت عُرآه تنقض في نهاية الثمانيات ليظهر بعض شئ من المعاناة خلّفت موروث ادبي جميل
بين طياته شئ من التفائل بمستقبل جميل، لكن !.
في آخر الثمانيات وبداية التسعينيات إنفتح بربخ الهجرة لخارج الوطن وكانت تلك الفترة التي
رحلت فيها مع الراحلين، كانت بعض ملآمح الزمن الجميل عالقة في الأُفُق، لكن سرعان
ما جرفنا تيار الغربة ليصبح الزمن الجميل بعض خواطر و ذكريات تلوح من وقت لآخر
في بحر سرآب هذا الزمن الأغبر الذي لم يترك العوذ فيه فرصة للإبداع كي ينمو ويزدهر .
تغيّر الزمن واصبح الناس يعيشون في زمن عبارة عن رُكام و حُطام من الهموم والمشاكل
المجتمعية والعوذ الذي جعل الناس يركضون في جميع الإتجاهات كالحُمر المستنفرة التي
فرّت من قسورة ليضيع الإبداع الذي اصبح نعيق بوم فوق هذا الحُطام في جميع مناحيه
من رياضة وشعر وفن وغيرها يحاول جاهداً ان يصوّر بعض فصول هذه المأساة .
لم نعُد نتابع الرياضة كما كنا . كنت في الماضي احفظ اسماء لعيبة فُرُق العاصمة عن
ظهر قلب، واتتبع أخبار الفن والفنانيين، معارض الكتاب والندوات، وحتي معرض
الزهور كان يجد مساحة في دائرة إهتماماتي، ولكن !، تبدل كل شئ حتي غدونا لا
نهتم لأيّ ضرب من ضروب الفنون رغم توفر المادة وسُبُل حيازتها وذلك لأنها مادة
لآفقة لا تخلو من الصِنعة لأنّ الغرد الأساسي منها سدّ الرمق .
قبل أيام شاهدت فيديوهات تلكم الصغار الأشاوس الذين مثلوا السودان خير تمثيل في
مضمار كرة القدم ؤ بكيت، ايّ والله بكيت و بحُرقة كمان فقد طالت سنين الغربة كما
طال غياب الإبداع الذي بكيت لعودة روحة في ارواح هاؤلاء الصغار الكبار الذين
خرجوا من تحت الأنقاض ليطلقوا لنا شعاع أمل في سماء الوطن، تلك الأنقاض التي
خرج من تحتها بطل هذا البوست الفنان الشاب المبدع حسن محجوب ورفاقه الذين
نهضوا من تحت الحُطام يحملون عبء ثقيل فوق اكتافهم بوعي عالي وفهم عميق،
يشقون طريقهم بقوة وهم يسبحون عكس التيار،
فالتحية لهم ...