الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أن إنقلابكم سيقتل الإسلام في السودان؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 02:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2016, 11:11 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أن إنقلابكم سيقتل الإسلام في السودان؟!

    10:11 PM March, 13 2016

    سودانيز اون لاين
    سيف الدين بابكر-السعودية - الرياض
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أوتذكرون ذلك وقد كنا شباباً العشرينات؟

    أوتذكرون ذلك عندما كنا نحن السلفيون نقتحم دوركم وندواتكم ونحذركم أن مخططكم للإنقلاب على (الحاكم الشرعي) - على وهنه - لن يقتل فقط (إسلامكم المزور) وحركتكم المشؤومة، بل سيقتلع الإسلام من جذوره في السودان؟

    أوتذكرون ذلك وقد عددنا لكم من الشواهد الشرعية والأدلة القرآنية والأحاديث النبوية على (حرمة أخذ السلطة بالغلبة والسلاح)؟ وأن الانقلاب على الحاكم الشرعي - أياً كانت الظروف - ليس له تبريراً من قرآن ولا سنة؟

    بل وقد شهد شاهد من بينكم، وهم كثر، أن الانقلاب الموعود (آنذاك) ... وقبل عام أيضاً .... لهو (خطأ الخطأ) الذي سوف يهدد لا حركة الإسلام العامة فحسب بل سيهدد وجود الإسلام كدين - على ضعف جذوره في أرض السودان - وأن التهديد قادم قادم من جنوبه إلى شماله؟ وأن قتال الحركة الشعبية (الملحدة) سابقاً والآن - من الأفضل أن يكون تحت إمرة (الحاكم الشرعي) ولهو خير من الانقلاب عليه لما فيه من تبديد وحدة المسلمين؟

    وقد سمعتم مقالتنا .............. وأدرتكم المخاطر............ من سوء العاقبة، ولكن كانت شهوة الأمر والنهي هي الرائد وهي القائد ... من (نبيكم المزعوم) وحتى (صغيركم المحروم)...

    فأبت شهوتكم هذه إلا الانقلاب ............. لا من أجل الإسلام - وقد بان للعيان - بل من أجل السلطة والجاه ....

    فعلتم ما فعلتم ... وقد كان ما كان..

    والآن .......... ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ...............

    والصهيومسيحية تطل برأسها من الجنوب إلى الشمال ............. ولعمري ءأيقاظاً أمية أم نيام؟!

    فيا مسلمي السودان .. استعدوا لمعركة الوجود بين الإسلام الدين الحق .. الذي لا نفاق فيه... أو الكفر البين الصريح!

    وليختر أحدكم معسكره من الآن ................ فلم يبق على الأمر الكثير..

    وعندذاك ..لن ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل.

                  

03-12-2016, 11:18 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzzzzzzzzzzzzzyyyyyislamoff2020.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-12-2016, 11:47 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    لقد كنت أحد السلفيين الذين شهدوا ندوة أقامتها أحد دور الجبهة القومية الإسلامية في مدينة الخرطوم بحري خلال العام 1988م. وقد حاضر في تلك الندوة عبد الجليل النذير الكاروري وآخرون.

    في تلك الفترة كان إعلامهم وصحافتهم وأصواتهم وندواتهم آنذاك كانت تقوم بعملية تمهيد نفسي لقبول (تغيير المنكر باليد) = الانقلاب العسكري = وكنا شهوداً لهم وخاصة جميع ندوات زعيمهم الأوحد تلك المشهود .. التي كانوا يعظمونه فيها وكأنه أفضل من نبي!

    عندما جاء دور طرح الأسئلة في تلك الندوة، طرحت سؤالاً وعبر جهاز الصوت، وبصوت واضح قائلاً: ((أنتم في الجبهة القومية الإسلامية تؤمنون بتغيير المنكر باليد في هذه المرحلة، بمعنى الانقلاب على الحاكم الآن. كيف تضمنون عدم تكرار تجربة عبد الناصر مع الاخوان المسلمين في مصر؟))

    جاءت الإجابة من المتحدث: سنختار عسكرياً يخضع لنا ولا يستطيع الانحراف عن المسار... ثم ضحك المتحدث قائلاً للحضور: بعد أن نقوم بذلك – أي بالانقلاب – سنأذن لهؤلاء السلفيين بتكسير القباب والأضرحة في السودان لأن مشكلتهم مع الأموات وليس مع الأحياء..... وضج الحضور بالضحك ...........

    خرجت غاضباً جداً .. ولكن..ما باليد حيلة لتغيير أي شيء سوى الكلام والحديث..فقلت لأخوتي من السلفيين .. والله ما ازدت إلا بصيرة بهؤلاء الجبهجية... إنهم يحبون السلطة حباً جماً...

                  

03-12-2016, 11:49 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: الجنوب مدخل الصليبية إلى السودان
                  

03-12-2016, 11:49 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: الجنوب مدخل الصليبية إلى شمال السودان
                  

03-13-2016, 00:33 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: مصعب الطيب بابكر

    قد يبدو غريباً أن نعلم أن جنوب السودان الذي يمثل الآن قاعدة صليبية حيوية لفرض النصرانية وصدِّ انتشار الإسلام إلى أعماق إفريقيا هو نفسه جنوب السودان الذي دخله الإسلام قبل النصرانية بعدة قرون (1)؛

    بل إن مملكة الفونج الإسلامية (السلطة الزرقاء1500 ـ 1821م) كانت من أصول جنوبية(2)،

    كما أن قبائل الجنوب كانت أكثر تجاوباً مع حركة المهدي الإسلامية (1885 ـ 1898م)؛ إذ أخذت بعض القبائل بتقليد لباسها وأعلامها وصيحاتها في الحرب بصورة عفوية، وهاجرت إليه قبائل أخرى لمبايعته طوعاً(3)؛

    في حين أن تلك القبائل قابلت الإرساليات التنصيرية الأولى بتوجس ونفور شديدين؛ إذ لم تفلح تلك الإرساليات منذ مقدمها عام 1846م ولمدة خمسة عشر عاماً في تنصير فرد واحد مع أنها فقدت في سبيل ذلك أكثر من أربعين مُنصِّراً، وقد كتب القس (رفيجو أنطوني ماريا) عام 1901م قائلاً: "حينما بدأ مع الأب تابي العمل وسط الشلك لم يكونوا يريدوننا وسطهم، كانوا يكرهوننا، وحاولوا مرتين أن يقتلونا" (4).

    غير أن هذه الغرابة ستتبدد تماماً حين ندرك مقدار المؤامرة والمكر الكبير الذي أعاد تشكيل ذلك الإقليم، وأعده للعب دور فعال ومؤثر في صياغة هوية كل السودان، وفي تكوين حائط ضد التوجهات العربية الإسلامية.

    الهوامش:

    (1) مشروع تنصير السودان في الماضي والحاضر، د. حسن مكي، إصدار المركز الإسلامي الإفريقي، عام 1411هـ ـ 1991م، ص 44.

    (2) التنوع العرقي والسياسة الخارجية، د. محجوب الباشا، مركز الدراسات الاستراتيجية، 1418هـ، ص 86، والإسلام والعروبة، د. عون الشريف قاسم، دار الجيل 1409هـ، ص 12.

    (3) البعد الديني لقضية جنوب السودان، دكتور عبد اللطيف البوني، مركز الدراسات الاستراتيجية، 1996م، ص 11، وهو ما أخرجه السياسي الجنوبي (فرانسيس دينق) في كتابه: (صراع الرؤى: نزاع الهويات في السودان)، مركز الدراسات السودانية، 1999م، ص 52، 244.

    (4) مشروع تنصير السودان، ص 21، ص 46.

                  

03-13-2016, 00:36 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: لم تحظ مجاهل السودان الجنوبية البعيدة باهتمام معتبر من قِبَل الممالك النصرانية القديمة (كممالك النوبة ونبتة وكوش)، ولا من الممالك الإسلامية (كمملكة الفور والفونج) فيما قبل القرن التاسع عشر،

    كما انشغلت حركة المهدي بالتوسع واستقرار الدولة في الشمال عن الزحف باتجاه الجنوب الذي كان يعيش في حالة أقرب إلى الفوضى وانعدام السلطان،

    وباستثناء التوافد التجاري لبعض الأوروبيين فإن إرساليات التنصير لم تبدأ بصورة جدية إلا بعد إنشاء دائرة إفريقيا الوسطى بأمر من البابا جريجوري السادس عشر عام 1846م، في محاولة لاستباق البروتستانت والتجار المسلمين إلى المنطقة،

    ثم توالت بعد ذلك الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية والأنجليكانية والأمريكية وغيرها في سباق شره ومحموم للاستحواذ على تلك الأقاليم(5).

    الهامش:

    (5) مشكلة جنوب السودان: خلفية النزاع، دار الجيل، 1983م، الدكتور محمد عمر بشير، ص 47.

                  

03-13-2016, 00:41 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: إن نشاط الهيئات التنصيرية في جنوب السودان طوال تاريخه وبمختلف طوائفه وانتماءاته يهدف إلى عدة أمور يمكن من خلالها أن نفهم سر ذلك الحماس المسعور الذي يقف خلف تلك الجهود، ومن أمثلة تلك الأهداف أو المسوغات:

    [1] نظرة الحق الديني:

    تميزت مناطق الجنوب ببيئة جغرافية ومناخية قاسية تسببت في هلاك عشرات القساوسة والمنصرين مما ألهب حمية الآخرين، وأكسب القضية بعداً جديداً لتحفيز العمل الصليبي وليس تثبيطه.

    لقد أخذ المنصِّر الإيطالي الشهير (دانيال كمبوني) العهد على نفسه وهو يشهد احتضار أحد القساوسة بأن ينذر حياته لتنصير إفريقيا أو الموت على درب من سبقوه،

    وبدأ القس (ليوللن قوبي) تأسيسه للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بشعار (إعادة نصب راية المسيح التي سقطت)

    ويقول: "إن على الكنيسة ألا تخلد إلى الراحة حتى تستعيد ما كان لها مرة أخرى"(6)،

    إن دوائر التنصير تتحدث عن إقليم الجنوب السوداني كما لو أنه ملك لهم وحدهم لا يسع أحداً أن يزاحمهم فيه رغم أن تلك الكنائس لم تقدم لأهل الجنوب طوال قرن ونصف ما يصلح أن تنبني عليه حضارة.

    إن تلك المقاطعات الآن هي أكثر مناطق السودان جهلاً وتخلفاً وبدائية مع أن تلك الكنائس كانت تستأثر بالسلطة والدعم الحكومي والإمداد الأجنبي لفترات طويلة كانت كافية لإحداث تغيير كبير إن أريد له ذلك!

    الهامش:

    (6) مشروع تنصير السودان، ص 35، 46.

                  

03-13-2016, 00:49 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    [2] محاربة الإسلام:

    إن الضغينة والحنق على الإسلام والرغبة العنيفة لإقصائه هي أهم أهداف تلك الحملة الصليبية على المنطقة،

    إنها تدرك أنه لو نفذ الإسلام إلى هناك فإن ذلك مدعاة لانتشاره في كامل القرن الإفريقي ومنابع النيل ومنطقة البحيرات، وهي مناطق استراتيجية مهمة ومفصل حركة القارة، وهذه ميادين لا مساومة فيها؛

    ومن ثم سعت الكنيسة إلى نفي كل أثر يتعلق به من الجنوب،

    لقد كتب (اللورد كتشنر) عام 1982م قائلاً: "ليس من شك في أن الدين الإسلامي يلقى ترحيباً حاراً من أهالي هذه البلاد فإذا لم تقبض القوى النصرانية على ناصية الأمر في إفريقيا فأعتقد أن العرب سيخطون هذه الخطوة، وسيصبح لهم مركز في وسط القارة يستطيعون منه طرد كافة التأثيرات الحضارية إلى الساحل، وستقع البلاد في هذه العبودية"(7).

    ويشرح القس (أرشيد كون شو) الأمر فيقول عام 1909م: "إن لم يتم تغيير هذه القبائل السوداء في السنوات القليلة القادمة فإنهم سيصيرون محمديين؛ إذْ هذه المنطقة منطقة استراتيجية لأغراض التبشير، إنها تمتد في منطقة شرق إفريقيا في منتصف الطريق بين القاهرة والكاب".

    ثم يقول: "إن كانت الكنيسة في حاجة إلى مكان لإيوائها فهو هنا لصد انتشار الإسلام، والقضاء على تعاليم النبي الزائف".

    ونحن نقول: وهو تماماً ما تمت التوصية به في المؤتمر الإرسالي العالمي بأدنبرة عام 1910م: "إن أول ما يتطلب العمل إذا كانت إفريقيا ستكسب لمصلحة المسيح أن نقذف بقوة تنصيرية قوية في قلب إفريقيا لمنع تقدّم الإسلام" (8).

    الهوامش:

    (7) السودان في عهد الحكم الثنائي، لبيب رزق، ص 209، نقلاً عن (البعد الديني لقضية جنوب السودان)، ص 12.

    (8) مشروع تنصير السودان، ص 54، 65.

                  

03-13-2016, 00:54 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    [3] فصل الجنوب:

    إن مجمل السياسات الجنوبية المصيرية في عهد الحكم الثنائي (الإنجليزي ـ المصري) كانت تصنع في الكنيسة؛

    إذ إنها تملك الحضور الفاعل في الميدان،

    وتملك المعلومات الاستخباراتية من شبكات كنائسها المنتشرة في كل النواحي،

    وتملك أدوات التأثير والضغط على الإدارة الحكومية،

    وتملك كذلك التمويل اللازم لتنفيذ سياساتها؛

    ولذا كانت توجهات الإدارة الاستعمارية تسير باتجاه فصل الجنوب(9)؛

    يتحدث عن ذلك السكرتير الإداري (ماكمايكل) فيقول: "إنه من المعلوم أن تلجأ البعوث النصرانية خوفاً من التغلغل الإسلامي المتزايد إلى استخدام نفوذها في اتجاه فصل الجنوب"،

    وعلى إثر ذلك أصدرت سياسة الجنوب والمناطق المقفولة،

    كما كانت المؤسسات الإدارية الشمالية تقام بمعزل عن رصيفاتها الجنوبية،

    وعملت الكنائس على إيجاد أبعاد أخرى لمسوغات الانفصال بعد تحويل ديانة الجنوب إلى النصرانية كتعميق العنصرية،

    وإثارة الضغائن ضد المسلمين من أهل الشمال،

    وتقوية اللهجات المحلية مع جعل الإنجليزية هي لغة التواصل والثقافة.

    غير أن الإدارة الاستعمارية لأمر ما قد عدلت ـ آخر أمرها ـ عن فصل الجنوب،

    فأصدر السكرتير الإداري (جيمس روبرتسون) في ديسمبر عام 1946م أمراً بإلغاء سياسة الجنوب، وأقام مؤتمر جوبا عام 1947م، ليرفع بعده توصياته للحاكم العام بأن الجنوبيين يفضلون الوحدة مع الشمال، ولم تكن مطالب الحركات الجنوبية أيام الاستقلال تتعدى الحكم الذاتي، وبعض المشاركة في الحكومة المركزية.

    ومهما يكن من أمر فإن قضية انفصال الجنوب قضية معقدة لا يخلو أي خيار فيها من خسائر؛

    لكن اليقين الوحيد هو أن القوى الصليبية لا تدعم وحدة راية إسلامية ولا وحدة تمكن الإسلام من التغلغل في الجنوب.

    أما حين يكون الانفصال فإن تلك القوى ستضغط باتجاه كسب حدود أوسع كثيراً بصورة تكفي لتحويل ميزان الموارد الاستراتيجية كـ (النفظ والثروة الحيوانية والمراعي) لصالح الجنوب، ثم تقوم هي بباقي مهام بناء إمبراطورية صليبية هناك(10).

    الهوامش:

    (9) انظر فيما يتعلق بقضية فصل الجنوب وأطوارها وما يتعلق بها (مشكلة جنوب السودان طبيعتها وتطورها) الدكتور مدثر عبد الرحيم، الدار السودانية، 1970م، ص 40 ـ 66 ـ 69 ـ 71، ومشكلة جنوب السودان وخلفية النزاع، ص 139، والديمقراطية في الميزان، للوزير محمد أحمد المحجوب، جامعة الخرطوم، ص 211.

    (10) عن هذا الفصل راجع: البعد الديني لقضية جنوب السودان، ص 25، 42 ـ 48، ومجلة دراسات استراتيجية، عدد (7) نوفمبر 1996م.

                  

03-13-2016, 01:04 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    [4] الدستور والشريعة:

    من خلال الأرضية المتينة التي توفرها الهيئات الكنسية والصليبية للحركات الجنوبية تمكنت ـ عبرها ـ من عرقلة أي محاولة لإقامة دستور إسلامي أو تطبيق الشريعة الإسلامية،

    ورغم أن كل الأحزاب السودانية الكبيرة لا تستصحب أي نية جادة في تطبيق حقيقي للشريعة الإسلامية، كما أنها تلتزم باستثناء المديريات الجنوبية منها.

    إلا أن مجرد إدراج عبارات فضفاضة بإسلامية الدستور أو الشريعة يعد سبباً كافياً لإثارة حملة شعواء ضدها وضد كل من يتبناها؛

    فقد اعترضت المجموعات الجنوبية على النص بأن الإسلام دين الدولة والعربية لغتها في محاولة عام 1957م لكتابة الدستور،

    وحينما تكونت اللجنة القومية للدستور في إبريل عام 1967م كتبت الأحزاب الجنوبية مذكرة حذرت فيها اللجنة من خطورة أي توجه نحو تضمين مواد إسلامية في الدستور،

    ومن داخل الجمعية التأسيسية في يناير 1968م اعترض الجنوبيون على المواد المتعلقة بالإسلام،

    وقال عنها العضو (وليم دينج): "إنها الجزء المتعفن الذي يجب إزالته حتى لا تتعفن به البقية".

    لقد كانت حركة التمرد (الحركة الشعبية) تتمسك بصلابة في كافة مفاوضاتها مع أحزاب الحكومات الانتقالية والمنتخبة بإلغاء قوانين الشريعة التي أعلن عن تطبيقها العقيد جعفر محمد نميري في سبتمبر 1983م.

    والعجيب أن حركات التمرد الجنوبية ومن ورائها المنظمات التنصيرية تريد أن تفرض رؤيتها الدينية على الشمال والجنوب في الوقت الذي ترفض بشدة أن يطبق الشمال رؤيته حتى في داخل حدوده الشمالية وحدها إن كان خياره الإسلام!!

                  

03-13-2016, 01:13 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    [5] تشكيل الهوية السودانية:

    لقد كانت الحركة التنصيرية تستهدف تنصير كل السودان ابتداءً من الوثنيين والذين لا عقيدة لهم من أهل الجنوب والنوبة وحتى تنصير المسلمين في شتى أنحاء السودان.

    جاء في خطط أعمال مؤتمر (كولورادو) عام 1978م: "لقد أوقفنا انتشار الإسلام في جنوب ووسط إفريقيا، وما نحتاج إليه هو العمل لإيجاد منافذ إلى داخل الإسلام"(11)،

    لقد عملت الكنائس بجد على إيجاد مراكز لها في الشمال رغم أن القوانين الحكومية كانت تمنع أي إرساليات تنصيرية شمال خط عرض 10، وحتى الحكومة الإنجليزية نفسها لا تسمح لتلك الإرساليات بالعمل في الشمال(12) إلا من خلال المدارس والمعاهد التعليمية؛

    إلا أن الكنيسة أفلحت في تكسير تلك الحواجز ومد سلطانها إلى أبعد ما تبلغه ركابها.

    إن من المدهش أن نعلم أن نتاج هذا الجهد هو فقط 5% من مجموع ثلاثين مليون نسمة؛ بينما المسلمون 70%، وأصحاب المعتقدات المحلية 25% كما قدرته منشورة (CIA The world Fact back)

    وسوى مثل هذه التخمينات؛ فليس ثمة أي إحصائيات موثوقة لظروف الحرب والنزوح.

    أما الذي حققته الكنيسة في هذا المضمار فهو إيجاد صفوة جنوبية ذات ثقافة غربية حانقة على الإسلام بدرجة أكبر من حنق الكنيسة ذاتها.

    يقول الكاتب الإنجليزي (ساندرسون): "تحاول الكنيسة السودانية أن تستند إلى مقاومة الإسلام مقاومة إيجابية؛ أما المقاومة السلبية فهي عند الصفوة الجنوبية من خريجي مدارس الإرساليات تمثل واجباً دينياً مسيحياً"(13).

    هذه الصفوة هي التي يراد لها أن تقود جموع الجنوبيين وتسيِّر حركتهم الاجتماعية والسياسية إلى حيث تريدهم القوى الصليبية؛

    ففي بوادر حركة الإرساليات النصرانية صرح القس (دانيال كمبوني) بهذه الاستراتيجية قائلاً: "سيتم توفير التعليم العالي للعناصر الأكثر كفاءة، والمأمول أن يتسلموا مقاليد القيادة في بلادهم" (14)، وهذا عين ما يحدث الآن.

    لقد استطاعت الكنيسة أيضاً أن تحدث شرخاً غائراً في وجدان الإنسان الجنوبي تجاه الإسلام والعروبة، وكل من يتبناها بشكل يمكن استغلاله دائماً في إثارة القلاقل وصناعة حركات تمرد جديدة.

    إن الكنيسة تعمل بجهد لكسب ولاء الجنوبيين لصالحها، وتنصِّب نفسها حارساً لمصالحهم، ومدافعاً مخلصاً عن حقوقهم ضد ما تسميه باضطهاد الدولة والهوس الإسلامي والاستعمار الشمالي.

    الهوامش:

    (11) مجلة دراسات إفريقية، يناير 1999م.

    (12) يقول اللورد كرومر بعد نقله لضغط الكنائس عليه: "لا أمانع في السماح للمبشرين بمزاولة نشاطهم بين الوثنيين من سكان الأقاليم الاستوائية. أما أن يطلق لهم العنان في الوقت الحاضر بين مسلمي الشمال المتمسكين بدينهم فتصرف أحمق يوشك أن يكون جنوناً"، مشكلة جنوب السودان، الدكتور مدثر عبد الرحيم، ص 36.

    (13) مشروع تنصير السودان، ص 79.

    (14) المرجع السابق، ص 23.

                  

03-13-2016, 01:19 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: إن المحصلة النهائية التي تسعى لها الصليبية في السودان هي طمس كل معالم الإسلام والعربية على مستوى التشريع والدولة، ومستوى الهيئات والمؤسسات الاجتماعية، ومستوى قطاعات الشعب والأفراد، إنها تطمح فعلاً (لسودان جديد)،

    جاء في ورقة عمل قدمها مجلس الكنائس السوداني ضمن اجتماع مجلس عموم كنائس إفريقيا في لومي عام 1987م بعنوان (إنقاذ السودان):

    "المناداة بضرورة إيجاد السودان الجديد الخالي من السيطرة العربية"،

    ثم طالبت الورقة بدعم مجلس الكنائس الإفريقي والعالمي لإيجاده.

    هذا السودان الجديد هو مطلب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي تردده دائماً في بياناتها الرسمية،

    وهو أيضاً مطلب الحزب الشيوعي الذي من أجل تكوينه تحالف مع حركة التمرد،

    ولو أصبح بأيديهم سلطة فلن يتأخروا أبداً في فرضه وتحقيق أمل (جون قرنق) في طرد العرب المسلمين من السودان كما طُردوا قديماً من الأندلس؛

    إنه مصداق قوله ـ تعالى ـ: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرْقُبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة) [التوبة: 8.]

                  

03-13-2016, 06:41 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: لقد سلكت المؤسسات الصليبية كل السبل التي تحقق أطماعها بلا حدود أو حقوق أو تسامح، وتصرفت وكأنها تأخذ ثأراً قديماً لها مع الإسلام، وهذه الأساليب نوجز منها ما يلي:

    [1] سياسة الجنوب:

    بدأ التنفيذ الصارم لما يعرف بسياسة الجنوب في يناير 1930م (15)، إلا أن البدايات العملية لها استؤنفت قبل ذلك التاريخ بكثير؛ ففي عام 1917م استُبدل كل الجنود الشماليين بجنوبيين، وفي 1918م اعتُمدت الإنجليزية لغة رسمية وجعل الأحد عطلة أسبوعية، وفي 1922م وما بعدها أصدر قانون المناطق المقفولة الذي مُنِع بموجبه الشماليون المسلمون من دخول المناطق الجنوبية، وبموجب تلك السياسة فإن الإدارة الاستعمارية عملت على:

    1- محاربة اللغة العربية والأسماء الإسلامية وقصر التعامل على الإنجليزية.

    2- محاربة الشعائر والعادات الإسلامية وكل ما يتعلق بها من زي أو هندام.

    3- طرد الشماليين تجاراً وإداريين.

    4- إعادة العمل بالأحكام القبلية وإحياء اللهجات المحلية.

    لقد كانت الحكومة تعاقب بشدة كل من يضبط وهو ينطق العربية أو يؤدي شعائر إسلامية؛ كما كانت تفضل أن يظل الجنوبيون عرايا على أن يلبسوا أزياءً إسلامية أو شمالية، وكانت تستعمل أرقاماً معينة لمناداة كل من يرفض تغيير اسمه إلى اسم غربي أو قبلي (16)،

    لقد أخليت تلك المناطق تماماً إلا من النفوذ الكنسي الذي أسندت إليه شؤون الإدارة والتشريع والتعليم والتوجيه، والانفراد الكامل لربع قرن بتشكيل ثقافة ذلك المجتمع وتوجهاته. "إن الحكمة وراء سياسات المناطق المقفولة تكمن في نشر الجهد التمديني التنصيري على كل ميادين جنوب السودان الممتد" كما يقول (روبت هاو) حاكم السودان العام في تلك الفترة (17).

    إذن فهو غزو صليبي تقوده الحكومة الإنجليزية، وليست القضية تراتيب إدارية أو أطماعاً اقتصادية أو أي شيء آخر، ولا يمكن لعاقل أن يدّعي بأن هذا الاضطهاد والتطهير العرقي، هو نوع من الديمقراطية والتسامح الذي يجب على الإسلام ـ وحده ـ أن يتحلى بهما.

    [2] إثارة الحقد والبغضاء ضد الإسلام:

    لقد دُجّن الطلاب الجنوبيون باعتبارهم مسيحيين في المدارس الإرسالية التي كان وحدها في الساحة، وكانت المسيحية تُمَثَّل بأنها ديانة متفوقة،

    ولم يكن من الصعب بناء أحقاد جنوبية ضد الشمال في مدارس الجنوب التي كانت يدرس في تاريخها دوْر العرب في شراء وبيع الأفارقة كرقيق (18)؛

    وهذه شهادة الوزير السابق وأحد قادة التمرد السياسيين (بونا ملوال)، وهو نفس ما أكدته لجان التحقيق في اضطرابات أغسطس 1955م (19) التي كانت بداية التمرد المسلح.

    لقد عملت الكنيسة ـ بخبث ـ على ربط الإسلام بتجارة الرق؛ في حين أن التجار الغربيين هم أصحاب هذه التجارة (20)،

    وعملت على إذكاء نار التفريق العنصري وإلصاقه بالإسلام؛ بينما لا تتحدث مطلقاً عما في كتابهم ـ المحرف ـ (الكتاب المقدس ـ الإصحاح التاسع): عن حام جد الأفارقة: "فلما استيقظ نوح من خمرة علم به ابنه الصغير فقال: عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك إله سام وليكن كنعان عبداً لهم".

    لقد صورت الكنيسة الدعوة إلى الإسلام على أنها حرب عنصرية ضد الجنوبيين، وأنه لا مناص من الانضمام إلى صف الكنيسة من أجل بقائهم، وأن كل جنوبي هو بالضرورة مضطهد من المستعمرين الشماليين الذين تعمل الكنيسة على محاربتهم من أجله (21).

    وهكذا استطاعت الكنيسة أن تضمن تشبث تلك المجموعات بها بنفس القدر الذي تضمن به شحنها ضد أي نشاط دعوي يمكن أن يبذله المسلمون.

    (15) دور الحرب والسلام في جنوب السودان، عبد الوهاب محمد بكري، نشر دار البلد، 1997م، ص 5، ومشكلة جنوب السودان: خلفية النزاع، ص 94 ـ 98، فيما يتعلق بسياسة الجنوب والمناطق المقفولة.

    (16) انظر تفاصيل تلك السياسات في مشكلة جنوب السودان طبيعتها وتطورها، ص 49.

    (17) مشروع تنصير السودان، ص 67.

    (18) المرجع السابق، ص 72.

    (19) مما جاء في التقرير خطاب أرسله أحد رجال الإرساليات الكاثوليكية لأحد الطلبة الجنوبيين: "إن قصة تجار الرقيق تؤكد المقت التام لتلك الديانة الشريرة التي ليس لها رادع خلقي والتي تشمل بين معتنقيها تجار الرقيق تقرير لجنة التحقيق الإداري في حوادث الجنوب، 1995م، إصدار مركز الدراسات السودانية، ص 10.

    (20) انظر: مشكلة جنوب السودان خلفية النزاع، ص 42 ـ 45، وهو ما نقله فرانسيس دينق عن (مابريال واربرج) في كتابه (صراع الرؤى)، ص 77، وقد نقل سير ونجت الحاكم عن غوردون إباحته للرق ورغبته في ضمهم لصفوفه في مذكراته عشر سنوات في معسكر المهدي، ص 31.

    (21) من الشواهد على هذا المنهج ما كتبه (دينق) في صراع الرؤى نزاع الهويات في السودان، ص 194 ـ 198، ومواضع أخرى من الكتاب وفرانسيس دينق مثقف جنوبي يعمل باحثاً في معهد بروكنز الذي له علاقة وطيدة مع CIA، ويعمل مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو من المتعاطفين جداً مع الحركة وأحد منظريها.

                  

03-13-2016, 07:33 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    [3] رسل الحرب والسلام:

    تمارس الكنيسة والمنظمات التنصيرية لعبة الحرب والسلام، كلاعب محترف لا يفرط أو يتهاون في مكاسبه أو مبادئه، ولكنه أيضاً لا يضيّع فرص تكريسها وتأمينها؛

    فمنذ عام 1910م، أسس الجنرال (ونجت) الحاكم العام (الفرقة الاستوائية) على أساس ديني وعنصري (22)؛

    بحيث تكونت فقط من الجنوبيين المتنصرين من أبناء الإرساليات لتكون أساساً لجيش يمكن استعماله ضد أي انبعاث يحمل توجيهات الإسلام الجهادية في الشمال،

    كما يقول الكاتب الإنجليزي (روبرت كولنس)، وهي نفس الفرقة التي تمردت في أغسطس 1955م بعد أن اجتمع بهم القس (بلم تري) وبارك مساعيهم لذبح الشماليين (23).

    ثم استمرت الكنيسة ـ من بعد ـ في احتضان كل حركات التمرد الجنوبية من رابطة السودان المسيحية (SCA) إلى الاتحاد الوطني للمناطق المقفولة بالسودان الإفريقي (SACDNU) إلى الاتحاد الإفريقي (سانو SANU) ومنظمة الأنانيا ثم أخيراً الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) والفصائل المنشقة عنها.

    توفر الكنائس لهذه الحركات الدعم المباشر والدعم الحكومي عبر جماعات الضغط التي تمثلها، كما توفر لها الخبراء العسكريين والتغطية الإعلامية، وهناك أكثر من 160 منظمة وهيئة إغاثية تعمل بهذا الاتجاه الذي يشمل أيضاً التسليح والإمداد التقني المساعد.

    نشرت مجلة (نيوزويك) في 10/4/2001م تقريراً عن جنوب السودان بعنوان (جنود المسيح) قالت فيه إن الحرب في جنوب السودان أصبحت حرباً صليبية،

    وذكرت أن منظمة واحدة فقط هي (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) قد وفرت ـ بلا علم الحكومة السودانية طبعاً ـ مبلغ 17 مليون دولار للجهات التي تعمل في السودان،

    ثم ذكرت أن أكثر تلك المنظمات حظوة هي (برنامج المساعد الشعبي النرويجي) الذي وصفه تقرير طلبته الحكومة النرويجية بأنه (يتجاوز حدود ما يعتبر أعمالاً إنسانية)!!

    إذن ما تقوم به هذه الإغاثات الموجهة ليس إلا خط إمداد حربي وإدارة تجسس استخباراتية تلعب دورها في الحرب، كما تلعب دورها في السلام.

    أما السلام فلم يكن يعني أكثر من محاولة الحصول على المزيد من الفرص لتمكين المشروع الصليبي في السودان.

    إن المجالس الكنسية تكاد لا تغيب عن أي من المفاوضات مع حركات التمرد كراعٍ لها أو مراقب فيها.

    وحينما أبرمت اتفاقية (أديس أبابا) في فبراير 1972م برعاية الإمبراطور النصراني هيلاسي لاسي كانت قد خرجت تلك المجموعات التي مهدت لهذه الاتفاقية بضمانات كافية بعدم نشر الثقافة العربية والإسلامية في الجنوب (24)،

    وعلى إثر هذه الاتفاقية أقام السودان ـ لأول مرة ـ علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان في أغسطس عام 1972م،

    وقد بدا حينها أن الاتفاقية لا تعدو أن تكون (صفقة) تتنازل الحكومة بموجبها عن الجنوب للكنائس؛ ومن ثم تتم إعادة إنتاج نسخة أخرى من (سياسة الجنوب) التي نفذت إبان الحكم الثنائي.

    الهوامش:

    (22) مشكلة جنوب السودان، خلفية النزاع، ص 91.

    (23) البعد الديني، ص 21.

    (24) البعد الديني، ص 57.

                  

03-13-2016, 09:55 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote:

    الحركة الشعبية المتمردة والأحزاب السودانية:

    ظهرت (الحركة الشعبية لتحرير السودان) في يونيو 1983م بتمرد الكتيبة (105) في بور والبيبور، وانضم إليها فيما بعد العقيد (جون قرنق) الذي انفرد بزعاماتها،

    وقد هدفت الحركة من حين إنشائها إلى توحيد كل القطر تحت كيان (السودان الجديد)، وعرفت الحركة يومئذٍ بتوجهها الشيوعي (25)؛

    فقد كانت تعتمد على دعم نظام (منجستو هايلا مريم) الماركسي، كما كانت تدرّب مقاتليها في كوبا، وكان لها عدة مواقف عدائية ضد الإرساليات في تلك الفترة،

    إلا أن الحركة أخذت في اتباع نهج نفعي (براجماتي) متلون بلون ظروف الخطاب وميزان القوى؛

    ومن هنا خرج التحالف المقدس بينها وبين الكنائس والمنظمات الصليبية العالمية والذي كان لا بد له أن يحدث حتى تحقق أطراف المؤامرة مراميها وأهدافها التي تتوازى ـ إن لم تتطابق ـ باتجاه القضاء على الإسلام، وهو ما صرح به العقيد المتمرد (جون قرنق) أكثر من مرة أحدها في مقابلة له في (نيويورك تايمز) بتاريخ 3/3/1996م مجيباً عن سؤال مراسلها عن سبب طول أمد الحرب؟ قال: "إن الأجندة العربية والإسلامية تأتي في مقدمة الأسباب".

    وعداء الحركة الشديد لهذه الأجندة هو سمت أصيل في نهج الحركة لا يغيب أبداً عن خطاباتها التعبوية لمقاتليها، ولا عن نمط الأدبيات التي تنشرها، ولا عن جولات التفاوض التي تخوضها.

    أما الأحزاب السودانية فلها شأن آخر تماماً، شأن يشبه التنافس والتفنن في التملق للحركة ومن يقف وراءها؛ إذ إنها تبدي شجاعة نادرة في عقد الاتفاقيات والمبادرات ومذكرات التفاهم مع حركة التمرد لمجرد كسب مناورة سياسية أو تكتيك ظرفي أو مكايدة حزبية كأنما ليس لتلك الأحزاب أي مبادئ أو ثوابت يمكن أن تخسرها؛ فهي على استعداد دائم للمساومة على أي شيء مهما بلغت درجته؛

    فبعد سقوط نظام (مايو) توصل (التجمع الوطني لإنقاذ الوطن) لاتفاق مع حركة التمرد في مارس 1986م سمي بـ (إعلان كوكادام) نص على ضرورة إلغاء قوانين الشريعة التي أعلن عنها (النميري)،

    وفي نوفمبر 1988م أبرم الحزب الاتحادي الديمقراطي ما عرف بـ (مبادرة السلام السودانية) واتفق فيها على تجميد العمل بأحكام الشريعة الإسلامية أيضاً،

    ومن المفارقات المدهشة أن الحزب الاتحادي حينما كان يمجد (المبادرة) ويتغنى بمحاسنها كان طرفها الآخر يقيم ندوة في (مركز بروكنز) بواشنطن بتاريخ 9/6/1989م تحت عنوان: (الحرب الأهلية في السودان وآفاق الثورة) قال فيها العقيد المتمرد (قرنق) : "إن هدف الحرب في الجنوب هو القضاء على الأقلية العربية المزيفة"، وقال عن اتفاقيتي كوكادام والميرغني: "إنها تكتيكات مكملة للثورة". وعندما سأله أحد الصحفيين: لكن هذه الزعامات الشمالية وقعت معكم على اتفاق السلام؛ فلماذا الحرب إذن؟ أجاب قرنق: "لا خيار لهم سوى ذلك؛ هذه حركة التاريخ: إما أن يذعنوا لها، أو سوف يسحقون".

    أما حزب الأمة فقد وقع أيضاً مع الحركة (اتفاق شوكدوم) عام 1994م، وكان فصل الدين عن الدولة أحد بنوده، ثم خرج بعد ذلك (إعلان أسمرا) في يونيو 1995م بين فصائل (التجمع الوطني) والتمرد تضمن هو الآخر فصل الدين عن الدولة ومنع قيام أي حزب على أساس ديني، وفي أكتوبر 1996م تولى (قرنق) رئاسة قوات التجمع الوطني الديمقراطي،

    ولكن الأمر أخذ بعداً جديداً بعد توقيع (مذكرة تفاهم) بين التمرد والمؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي في 19/2/2001م، والذي صرح في مؤتمر صحفي عقب إعلانه لهذا الاتفاق: "إن الخلاف بين المؤتمر والحركة الشعبية في قضية فصل الدين عن الدولة ليس خلافاً استراتيجياً"، وقال: "إن جون قرنق ليس بذلك العلماني المتطرف"،

    وهذا الموقف هو نتاج طبيعي لأزمة حادة في البناء الفكري والأداء السياسي، وفي فقه الوسائل والغايات عند كثير من الحركات التي ترفع شعارات إسلامية. (أزمة حقيقية) أن تعيش تلك الحركات للحظتها وظرفها فقط مبتورة عن الماضي الذي تهتدي به والمستقبل الذي تبني له، (مصيبة) أن تحسم القضايا الكبيرة بعقلية الثأر الشخصي والكيد للآخرين، وبغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

    وجملة القول أن الرابح الوحيد من هذه الاتفاقيات هو حركة التمرد بينما تتسابق الأحزاب في تكميل برنامج الحركة الثوري، والإذعان التام لمطالبها، وإصدار شهادات الإشادة لها حيناً بعد حين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

                  

03-13-2016, 11:55 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: الدور اليهودي:

    من الناحية التاريخية كان السودان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين؛

    فقد كتب اليهودي (واربورت) الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900م اقتراحاً إلى اللورد (كرومر) في القاهرة بذلك،

    وقدّم يهودي آخر هو (أبراهام جلانت) نفس الاقتراح عام 1907م إلى رئيس (المنظمة الإقليمية اليهودية JTO) (26).

    إذن فقد كان السودان محط اهتمام يهود منذ الشتات

    ولكن كان من المؤكد أن الاهتمام اليهودي بالسودان سينهمر على الجنوب، على صنيعة القوى الصليبية هناك؛

    حيث ستجد الأرضية المهيأة لتحقيق أطماعها في السيطرة على منابع النيل وإيفاء وعد إسرائيل الكبرى،

    وقد أدركت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك جيداً، فتفانت في نسج خيوط التقارب والتعاون معها،

    وبدأت زيارات زعمائها تتكرر إلى إسرائيل، واستطاعت إسرائيل أن تدرب حوالي عشرين ألف مقاتل متمرد على حدود أوغندا الشمالية،

    وأن تقيم جسراً جوياً إلى مناطق التمرد في مارس 1994م، كما أنها توفد باستمرار خبراءها العسكريين لمساعدة المتمردين.

    إن أواصر هذا التعاون تظهر بصورة أكبر حين نعلم أن من بين قادة التمرد (ديفيد بسيوني) اليهودي الأصل (27)، والذي كان مرشحاً لرئاسة حكومة (الجنوب) التي أعلن عن تكوينها التمرد في أبريل من هذا العام 2001م،

    وفي أواخر العام الماضي أعلن متحف محرقة ضحايا النازية (الهولوكوست) في نيويورك تضامنه مع الجنوبيين المسيحيين وقال: "إنهم يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

    وكون لجنة تعرف بـ (لجنة الضمير) يرأسها اليهودي "جيري فاولر" لهذا الغرض، وأقامت اللجنة معرضاً ملحقاً بالمتحف عن "مآسي حرب الجنوب"،

    كما يبذل اللوبي اليهودي مع اليمين الديني ضغطاً منظماً على الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ لتبني مشروع حركة التمرد.

    بقي أن نشير هنا إلى طرفة سياسية ـ إن صح التعبير ـ تسوِّغ أو تدعم هذا التحالف مع اليهود وهي عبارة عن دراسات ومقالات منها ما كتبه جنوبي اسمه "بول فاك" بعنوان: "نظرة تاريخية لثقافات الدينكا وتراثهم" تتحدث عن أن القبائل النيلية ترجع إلى أصل (جيل Jeil) الذي ربما ينحدر من نسل يعقوب عليه السلام؛ ومن ثم فهي قبائل سامية ذات أصل إسرائيلي!! (28) ؛

    وبغضِّ النظر عن ثبوت هذه الدراسات فإن حركة التمرد تعمل بجد على الفوز بوضع يماثل وضع إسرائيل على خريطة الدعم والمساندة الأمريكية وإن لم يتم قبلوهم بوصفهم ضمن شعب الله المختار!

    الهوامش:

    (27) ديفيد بسيوني هو أحد أبرز منسقي علاقات الحركة مع إسرائيل والبيت الأبيض، وهو ابن يهودي سوداني تزوج من إقليم أعالي النيل الجنوبي، وعمل وزيراً في حكومة الجنوب في عهد مايو، ثم هاجر إلى إسرائيل بعد إعلان تطبيق الشريعة.

    (28) صحيفة (الرأي العام)، 1 مايو 2001م.

                  

03-14-2016, 01:16 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: من الناحية التاريخية كان السودان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين؛

    فقد كتب اليهودي (واربورت) الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900م اقتراحاً إلى اللورد (كرومر) في القاهرة بذلك،

    وقدّم يهودي آخر هو (أبراهام جلانت) نفس الاقتراح عام 1907م إلى رئيس (المنظمة الإقليمية اليهودية JTO) (26).

    الكلام ده صحيح و أنا مصدقو ..

    لأني سمعت من كبارنا إنو في زمن الاستعمار فعلا وزعت مشاريع زراعية آلية في الشمالية شرق النيل ليهود كتجربة وفاتحة لجذب آخرين ..

    المشاريع دي بعضها كان موجود لوقت قريب إلى أن باعها أهلها أو هجروها ثم وضعت الحكومة يدها عليها أو حولتها لمشاريع تعاونية ..

    عندما أعلمت قياداتنا الأهلية آنذاك بوفد منهم قادم لزيارة المنطقة ورفع تقرير لمجمعهم بلندن ..

    فطنوا لخطورة الامر واحسنوا التدبير بتحديد فترة زمنية تكون فيها المنطقة موبوءة بحشرة ( النمتى ) المزعجة ..

    فكانت سببا في تعديل الوجهة.

                  

03-14-2016, 06:23 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: الدور الأمريكي المنتظر:

    يبتدئ دور أمريكا البارز مع حركة التمرد عندما انهار الاتحاد السوفييتي وسقط (نظام منجستو) وتخلت الحركة عن مشروعها الشيوعي عام 1991م (29)، وهو يتمثل على صعيدين:

    أولاً: من خلال المؤسسات والمنظمات الطوعية وأيدي العمل الخفية، والدعم السري للحركة، وهو عطاء سخي لم ينقطع، ويجري برضى الإدارة الأمريكية وتحت بصرها.

    ثانياً: عبر الدبلوماسية الرسمية والسياسات العلنية للحكومة؛ وهذه تقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني واليمين الديني المتشدد الذي يرعى سيادة الصليب على العالم، ويحمي الحقوق النصرانية بآلة الدمار الأمريكية.

    لقد أعلن بوش الابن في 22 مارس من هذا العام قائلاً: "سنتصدى لحفظ كرامة الإنسان وضمان الحريات الدينية في كل مكان في العالم من كوبا إلى الصين إلى جنوب السودان".

    وقال أيضاً في 3 /5/2001م: "إن الحريات الدينية هي أكثر ما يتعرض للانتهاك في السودان".

    ومن غير المعقول ولا المعهود أن يقصد بـ (الحريات الدينية) أي دين آخر غير النصرانية، وهي لهجة صليبية متعصبة ربما لو صدرت عن أحد الحكام أو القيادات المسلمة لأثارت زوبعة انتقادات عنيفة، وعدت خروجاً سافراً عن مهام الدولة وأدب الدبلوماسية.

    إن ما هو منتظر من أمريكا لن يخرج عن صميم دينها وثقافتها التي تحرص بكامل عتادها على نشرها والتمكين له، وإن لبست مسوح الزهاد وتظاهرت بالحياد.

    إنها لا تجرؤ على تخطي مؤسسات الضغط الصليبية والصهيونية والخط العريض من النصارى الملتزمين،

    وهي لا تملك أن تتخلى عن المسؤولية التاريخية في نصرة أتباع ملتها الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لمصالحها ومشاريعها في أنحاء الأرض،

    ولن تكون أمريكا أبداً أقل تعصباً لدينها أو حمية لنصرانيتها من مورثتها بريطانيا التي عقدت مشكلة الجنوب وحرفتها إلى حرب صليبية ضد الإسلام يوم كانت تملك كل أوراق الحل؛

    فكيف بأمريكا اليوم وهي لا تملك إلا بعضها؟

    الهامش:

    (29) جنوب السودان، آفاق تحديات، جون قاي تون يوه، ص 183، ص 232.

                  

03-14-2016, 06:37 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: ومما لا ريب فيه أن القوى الصليبية التي تبدو كأنها تدق أجراس حرب جديدة

    لن تكتفي أبداً باستثناء أقاليم الجنوب من تطبيق الشريعة ولو كان تطبيقها أصلاً على نحو متساهل،

    ولن تكتفي باستضافة زعماء الكنائس العالمية كما حدث للبابا في 10/2/1993م الذي أقام في السودان لمدة تسع ساعات، واجتمع بالنصارى في ساحة المناسبات الرسمية بوسط العاصمة، وأدوا طقوسهم بكامل الحرية،

    ولن تكتفي تلك القوى بإلغاء قانون الهيئات التبشيرية في 4/ 10/1994م، وهو قانون أصدره الرئيس السابق إبراهيم عبود للحد من النشاط الكنسي ونفوذ الإرساليات،

    ولن ترضى أيضاً بإقامة مؤتمر حوار الأديان في 7/10/1994م وما تمخض عنه من جمعيات ودراسات تدعو (للمذهب الإبراهيمي)،

    ولن يرضيها إدخال القسس والنصارى في قيادة الحزب الحاكم والدولة.

    لن ترضى عن كل ذلك وأكثر من ذلك لسبب بسيط هو أن ذلك سيغدو (خطوات استعراضية) ليس إلا،

    ووزير الخارجية الأمريكية كولن باول "يريد خطوات عملية جادة وليست خطوات استعراضية"

    كما صرح في أواخر أبريل من هذا العام الفائت،

    ولم يبق للوزير الأمريكي إلا أن يقرأ علينا قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم) [البقرة: 120]،

    وحينها فقط يمكن أن نضع النقاط على الحروف، ونبحث عن أطراف المؤامرة.

    وحسبنا الله ونعم الوكيل.

                  

03-14-2016, 08:17 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: ومهما يكن من أمر فإن قضية انفصال الجنوب قضية معقدة لا يخلو أي خيار فيها من خسائر؛

    لكن اليقين الوحيد هو أن القوى الصليبية لا تدعم وحدة راية إسلامية ولا وحدة تمكن الإسلام من التغلغل في الجنوب.

    أما حين يكون الانفصال فإن تلك القوى ستضغط باتجاه كسب حدود أوسع كثيراً بصورة تكفي لتحويل ميزان الموارد الاستراتيجية كـ (النفظ والثروة الحيوانية والمراعي) لصالح الجنوب، ثم تقوم هي بباقي مهام بناء إمبراطورية صليبية هناك.

    والعجيب أن حركات التمرد الجنوبية ومن ورائها المنظمات التنصيرية تريد أن تفرض رؤيتها الدينية على الشمال والجنوب في الوقت الذي ترفض بشدة أن يطبق الشمال رؤيته حتى في داخل حدوده الشمالية وحدها إن كان خياره الإسلام!!

    لقد استطاعت الكنيسة أيضاً أن تحدث شرخاً غائراً في وجدان الإنسان الجنوبي تجاه الإسلام والعروبة، وكل من يتبناها بشكل يمكن استغلاله دائماً في إثارة القلاقل وصناعة حركات تمرد جديدة.

    "المناداة بضرورة إيجاد السودان الجديد الخالي من السيطرة العربية"،

    لقد عملت الكنيسة ـ بخبث ـ على ربط الإسلام بتجارة الرق؛ في حين أن التجار الغربيين هم أصحاب هذه التجارة

    وعملت على إذكاء نار التفريق العنصري وإلصاقه بالإسلام؛ بينما لا تتحدث مطلقاً عما في كتابهم ـ المحرف ـ (الكتاب المقدس ـ الإصحاح التاسع): عن حام جد الأفارقة: "فلما استيقظ نوح من خمرة علم به ابنه الصغير فقال: عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك إله سام وليكن كنعان عبداً لهم".

    أما السلام فلم يكن يعني أكثر من محاولة الحصول على المزيد من الفرص لتمكين المشروع الصليبي في السودان.

                  

03-14-2016, 08:44 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzzzzzzzzzzzyyyyyturabi2001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 09:02 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzturabisudansreligion1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 09:41 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzzzturabunify1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 09:46 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzyxturabiibrahimi.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 09:50 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzztrubi1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 09:54 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzttttrabbbbbb2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 10:01 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzzzturbbbii2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 10:04 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzchri2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 10:09 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    10423931_786708908065213_2473110432579967068_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 10:18 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    ZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZYYYYTURABMAHADI.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-14-2016, 11:12 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    ZZZZZZZZZZZZZYYYYYYYYTURAB.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-15-2016, 04:59 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: إن المحصلة النهائية التي تسعى لها الصليبية في السودان هي طمس كل معالم الإسلام والعربية على مستوى التشريع والدولة، ومستوى الهيئات والمؤسسات الاجتماعية، ومستوى قطاعات الشعب والأفراد، إنها تطمح فعلاً (لسودان جديد)،

    جاء في ورقة عمل قدمها مجلس الكنائس السوداني ضمن اجتماع مجلس عموم كنائس إفريقيا في لومي عام 1987م بعنوان (إنقاذ السودان):

    "المناداة بضرورة إيجاد السودان الجديد الخالي من السيطرة العربية"،

    ثم طالبت الورقة بدعم مجلس الكنائس الإفريقي والعالمي لإيجاده.

    هذا السودان الجديد هو مطلب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي تردده دائماً في بياناتها الرسمية،

    وهو أيضاً مطلب الحزب الشيوعي الذي من أجل تكوينه تحالف مع حركة التمرد،

    ولو أصبح بأيديهم سلطة فلن يتأخروا أبداً في فرضه وتحقيق أمل (جون قرنق) في طرد العرب المسلمين من السودان كما طُردوا قديماً من الأندلس؛

    إنه مصداق قوله ـ تعالى ـ: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرْقُبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة) [التوبة: 8.]

                  

03-15-2016, 05:26 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzzzzzzzzzyyyyyyturrrrrrab.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-15-2016, 06:03 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: العجيب أن حركات التمرد الجنوبية ومن ورائها المنظمات التنصيرية تريد أن تفرض رؤيتها الدينية على الشمال والجنوب في الوقت الذي ترفض بشدة أن يطبق الشمال رؤيته حتى في داخل حدوده الشمالية وحدها إن كان خياره الإسلام!!
                  

03-15-2016, 06:28 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    صباح الخير

    غايتو الجائزة والتعويض الحقيقي للشعب السوداني عن صبرهم على تجربة الانقاذ

    هو انتهاء "الاسلام السياسي" في ارض السودان وللابد

    وعن تجربة مريرة موش تنظيرات

    ودا المهم

    ثلاثين او خمسين سنة في عمر الشعوب فترة تافهة ولا تذكر

    التجربة كانت مؤلمة وقاسية وفعلا تهدد بقاء الدولة نفسه ولكن النتائج ستكون عظيمة وتاريخية

    لن يرفع جماعة او حزب شعارات الحكم الاسلامي وهرطقات الدولة الدينية مرة اخرى

    الجميع وعى الدرس وبالطريقة الصعبة

    خصوصا جماعات الاسلام السياسي

    ودي خطوة مهمة نحو تاسيس دولة مدنية ، دولة دستور ومؤسسات وديمقراطية راسخة مرجعيتها الشعب والانسان السوداني وليس مرجعيات دينية او طائفية او جهوية

                  

03-15-2016, 06:49 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: Hatim Alhwary)

    وعلمانية صريحة خير من اسلاموية عروبية مدغمسة

    ويا "مسلمان" اعد البصر كرتين في كل تجارب الاسلام السياسي في السودان وافغانستان والصومال والسعودية والقاعدة وداعش شيعة وسنة يعود اليك البصر خاسئا وهو حسير

    علمانية صريحة تحمي الجميع ، كي لا يعود "زنجرابي" مبشرا بالكراهية و الويل العنصري مرة اخرى

                  

03-15-2016, 04:38 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: Hatim Alhwary)

    Quote: الجائزة والتعويض الحقيقي للشعب السوداني عن صبرهم على تجربة الانقاذ

    هو انتهاء "الاسلام السياسي" في ارض السودان وللابد

                  

03-15-2016, 05:31 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: Hatim Alhwary)

    Quote: لن يرفع جماعة او حزب شعارات الحكم الاسلامي وهرطقات الدولة الدينية مرة اخرى

                  

03-15-2016, 06:30 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: أما السلام فلم يكن يعني أكثر من محاولة الحصول على المزيد من الفرص لتمكين المشروع الصليبي في السودان.

    nsgochurch2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-15-2016, 11:32 AM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: وقال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    وفي الأصل الثالث يقول إن من تمام الاجتماع الذي تقدم ذكره السمع والطاعة إذ لا يحصل الاجتماع ولا تستقيم السلطة إلا بالسمع والطاعة ولا يستقيم الدين إلا بالسلطة ولا تستقيم السلطة إلا بالسمع والطاعة إذن السمع والطاعة يعتبر هذا الأمر من الواجبات الأساسية في الإسلام لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، أي بصرف النظر عن موقع ومكانة هذا الوالي ومن أي جنس كان ومن أي لون كان ،عادلاً كان أو فاجراً .

    ولا يشترط أن يكون الوالي التي تجب طاعته والسماع له والولاء له والدعوة له لا يشترط أن يكون عادلاً ؛ بل من تولى أمور المسلمين وجمع الله على يده كلمة المسلمين وجبت طاعته والسمع له . فبين النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شائعاً ذا عيان ذاع بين المسلمين قديماً وحديثاً وبكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً بين ذلك شرعاً بما شرع الله وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام قدراً فيما قدر الله .. علم وكتب عنده وشاء .. شاءَ الطاعة .. السمع والطاعة .. أو شاء خلاف ذلك بالنسبة للقدر . وما أراد الله شرعاً وديناً ودعا إليه وأمر به ليس بلازم أن يتحقق إذ قد أمر الله الناس جميعاً بالإيمان ولم يؤمن الجميع وأمر العباد جميعاً بالطاعة أطاع من أطاع وخالف من خالف ولكن الإرادة التي لا يتخلف مرادها هي الإرادة القدرية الكونية إذاً فرقٌ بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية . وأمر الله سبحانه وتعالى العبادَ جميعاً بطاعة الرسل وبطاعة أولي الأمر وبطاعته قبل ذلك منهم من أطاع ومنهم من عصى وعلم الله وقدر من يعصي ومن يطيع وما أراده الله كوناً وعلم وكتب وقدر وشاء لابد من تحققه فالله سبحانه وتعالى يريد بالإرادة الكونية الإيمان والكفر والطاعة والمعصية والخير والشر إذ لا يقع في ملكه إلا ما يشاء . ومن الخطأ اعتقاد بعض الناس إن الله إنما يريد الخير فقط ، من يطلق هذا إن أراد بالإرادة الإرادة الشرعية الدينية فصحيح ، وإن أطلق ينصرف عند الإطلاق إلى الإرادة الكونية القدرية ويريد الله سبحانه وتعالى بهذه القدرة كل كائن إذ لا يكون في ملكه إلا ما يشاء ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن بعد هذا صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم أمر الطاعة والسمع لا يعرف على الحقيقة عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به إذا كان العلم نفسه مفقود فالعمل من باب أولى .

    وربما علم بعضهم إن الطاعة إنما تجب ، والسمع إنما يجب إذا كان الوالي عادلاً عالماً تجب طاعته ، وتجب بيعته ، ويجب السمع له ، وإذا كان بخلاف ذلك فلا طاعة ولا سمع ولا بيعة هذه من الأخطاء الشائعة اليوم بين الناس وهذا خطأ شرعاً وعقلاً .

    ومن رزقه ا لله العقل السليم ويدرك الأمور على حقيقتها وله معرفة بتاريخ سلفنا وله معرفة بالدين يدرك تماماً بأن السمع والطاعة والبيعة والمحافظة على ذلك واجبة مطلقاً سواءٌ كان الوالي عادلاً أو فاجراً أو مؤثراً أو منفقاً محسناً مسيئاً مطلقاً .

    مالم يظهر منه الكفر البواح معنى البواح الكفر الذي يبوح به ويعلنه هذا معنى البواح ليس الكفر الخفي الذي لا يدرك بل الكفر الذي يعلن به هو ويدعو إليهلو دعا الحاكم إلى ترك الصلاة أباح بكفره أعلن ،لو أمر المجتمع بأن يتركوا صيام رمضان لئلا يضعفوا عن الإنتاج لينتجوا أعلن بكفره فهو كافر لا طاعة له ولا بيعة له ولا سمع له ولو أعلن أن الشريعة الإسلامية في الوقت الحاضر غير صالحة للعمل بها وقد كانت صالحة في العهد السابق أما الآن فلا تصلح ولابد من استيراد القوانين إما من الخارج أو من وضعها محلياً قوانين مرنة توافق رغبات الناس وهذه الشريعة جافة لا تصلح أعلن بكفره كفراً بواحاً لا طاعة له ولا سمع ولا بيعة هذا معنى الكفر البواح الكفر الذي أباح به أي أعلن به ولم يخف مالم يصل الحاكم إلى هذه الدرجة تجب طاعته والسمع له. لو راجعنا تاريخنا نجد إن بعض الصحابة صغار الصحابة الذين أدركوا بعض الخلفاء والملوك الجائرين الظالمين كالحجاج كانوا يصلون خلفهم لأنه في العهد السابق الخلفاء هم الذين يؤمون الناس ،يصلون خلفهم ، ويجاهدون تحت رايتهم ،ويطيعونهم في كل ما يأمرون وينهون مالم يأمروا بمعصية على هذا مضوا السلف الصالح الذين أدركوا زمن الأهواء بعد أن فسدت أخلاق كثير من الأمراء والحكام هذا الذي عليه الناس قديماً واليوم لا يسع المسلمين إلا ما وسع الأولين يقول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله لا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها

    وفي رواية لا يصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولوها ولعله لا يُصلح أوضح .

    لا يصلح أمر المسلمين اليوم إلا ما أصلح أمر المسلمين الأولين وإنما صلح أمرهم بالاجتماع وعدم التفرق ،وإنما صلح أمرهم بالطاعة والسمع ،بالسمع والطاعة وعدم الخروج .ولا يعني الخروج دائماً الخروج بالسلاح بل التمرد يعتبر خروجاً على السلطة ؛التمرد على الأوامر يعتبر خروجاً على السلطة هذا ما يجهله كثير من المنتسبين إلى العلم فما بال الذين لا علم لديهم وإذا جهلوا هذا الجهل والعمل تابع لأن العلم قبل القول والعمل ؛أولاً العلم ثانياً العمل ، ولا يتم العلم بمجرد الاطلاع على النصوص لأن النصوص الناس تتصرف فيها فيجب أن تفهم النصوص بمفهوم السلف الصالح طالما نحاول أن نفهم نصوص الكتاب والسنة بمفهوم السلف الصالح فنحن على خير فإذا أعرضنا عن منهجهم وعن مفهومهم وشققنا لنا طريقاً جديداً لنسير إلى الله مستقلين عن سلفنا الصالح ضعنا ضياعاً لا يمكن أن يعالج إلا بالتوبة والرجوع .

    هذا ما وصل إليه أمر جمهور المسلمين اليوم إذ تركت العقيدة السلفية التي كان عليها سلف هذه الأمة وتركت الأحكام ؛ الأحكام الكتاب والسنة تركاً واضحاً وأُعرض عنها

    واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تماماً واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية التي كلها كذب ونفاق هكذا أعرض جمهور المسلمين خصوصاً المثقفين عن دين الله تعالى الذي جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذن لابد من الاجتماع على الدين ولا يتم الاجتماع إلا بالسمع والطاعة على ما شُرح (شرح الأصول الستة )

                  

03-15-2016, 12:21 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف النصر محي الدين)

    سلامات يا دكتور سيف ..

    هههه ـ يعني أخونا سيف لو عايز يمشي بالفتيا الكوتها ليهو دي مفروض يجند نفسو مع مليشيات المؤتمر الوطني..

                  

03-15-2016, 12:46 PM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: محمد على طه الملك)

    يا مولانا هو مشى بيها زمان لما كان صغير سنة 88 حسب قوله انو وقف قدام

    الكاروري و وعظه بعدم جواز الخروج على الحاكم مطلقا.

    يمكن الآن هو في مرحلة مراجعة الذات التي تحدث للمؤدلجين في نقطة ما من مسيرتهم

    الايدلوجية و التظيمية.

                  

03-15-2016, 04:36 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف النصر محي الدين)

    Quote: سيف لو عايز يمشي بالفتيا الكوتها ليهو دي مفروض يجند نفسو مع مليشيات المؤتمر الوطني..
                  

03-15-2016, 04:45 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف النصر محي الدين)

    لقد كنت أحد السلفيين الذين شهدوا ندوة أقامتها أحد دور الجبهة القومية الإسلامية في مدينة الخرطوم بحري خلال العام 1988م. وقد حاضر في تلك الندوة عبد الجليل النذير الكاروري وآخرون.

    في تلك الفترة كان إعلامهم وصحافتهم وأصواتهم وندواتهم آنذاك كانت تقوم بعملية تمهيد نفسي لقبول (تغيير المنكر باليد) = الانقلاب العسكري = وكنا شهوداً لهم وخاصة جميع ندوات زعيمهم الأوحد تلك المشهود .. التي كانوا يعظمونه فيها وكأنه أفضل من نبي!

    عندما جاء دور طرح الأسئلة في تلك الندوة، طرحت سؤالاً وعبر جهاز الصوت، وبصوت واضح قائلاً: ((أنتم في الجبهة القومية الإسلامية تؤمنون بتغيير المنكر باليد في هذه المرحلة، بمعنى الانقلاب على الحاكم الآن. كيف تضمنون عدم تكرار تجربة عبد الناصر مع الاخوان المسلمين في مصر؟)) جاءت الإجابة من المتحدث: سنختار عسكرياً يخضع لنا ولا يستطيع الانحراف عن المسار... ثم ضحك المتحدث قائلاً للحضور: بعد أن نقوم بذلك – أي بالانقلاب – سنأذن لهؤلاء السلفيين بتكسير القباب والأضرحة في السودان لأن مشكلتهم مع الأموات وليس مع الأحياء..... وضج الحضور بالضحك ...........

    خرجت غاضباً جداً .. ولكن..ما باليد حيلة لتغيير أي شيء سوى الكلام والحديث..فقلت لأخوتي من السلفيين .. والله ما ازدت إلا بصيرة بهؤلاء الجبهجية... إنهم يحبون السلطة حباً جماً...

    ***

    Quote: هو مشى بيها زمان لما كان صغير سنة 88 حسب قوله انو وقف قدام الكاروري و وعظه بعدم جواز الخروج على الحاكم مطلقا .

    يا هذا ..

    لا تحرف الكلم عن مواضعه...

    نعم ما نكتبه هو ليس بقرآن ولا حديث غير قابل للأخذ والرد.

    ولكن .. عليك أن تقرأ جيداً ما نكتبه هنا .. لنتحرى الصدق وإثبات الحقائق.

    إقرأ يا هذا إقرأ.

                  

03-15-2016, 06:24 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    ZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZZYYYYYYYYTURABI2010.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-15-2016, 07:37 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzzzzzyyyyyarmannnnnnnnnnn16.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-15-2016, 08:48 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    zzzxxxyyytayeb2009.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

04-25-2016, 08:32 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    علمنـة العاصمة شـروع في استئصال الإسـلام في السودان

    24 أكتوبر 2003 م

    د. محمد عبد الله الغبشاوي

    الأطروحات المصيرية ليست معزولة أبداً عن لحظتها التاريخية التي مثلت فيها ومن ثم فالتعرف على مكونات الظروف والملابسات التي انبثقت منها وساهمت في إبرازها معين كثيراً على التعرُّف على المقاصد والأهداف التي ترمي إليها وتسعى إلى تحقيقها في الوسط الذي طرحت فيـه.

    وجديـر بنـا التنبيه إلى أن الصراع الفكري وإدارته من أكبر الصناعات التي أجادتها القوى الاستعمارية الصهيونية- الصليبية ،وأدارت بها معاركها ضدنـا. وهي قد وصلت درجة من الإحكام في تلك الصناعة وإدارتها بحيث صارت بعض عناصرنـا المنتسبة إلينـا تنوب عنها في التمهيد لعودة الاستدمار ـ الاستعمار ـ وبوجهه الصهيوني- الصليبي الاستئصالي البشـع. والحرب على عالم الإســلام ـ والسودان في قلبه ـ لمن لا يدري ولمن لا يريد أن يدري أيضاً !

    ليست حربـاً للسيطرة على منابع النفط فهذا مما تسيطر عليه القوى الغربية الصهيونية- الصليبية منذ زمـان طويل. حتى لقد قال أحد الخبراء الغربييـن في ندوة شهيرة عقدت في لنـدن في العقد الأخير من القرن العشرين، قال: إن العرب لا يملكون البترول وإنما يرقدون عليه فقط ! وهذه إشارة لكلب الحراسة كما لا يخفى على فطنـة القاريء الكريم !

    ومن هنـا فالوجه السافر للحرب علينـا هذه المرة هو في السيطرة على منابع الفكر والمعتقد وليس على منابع النفط أو الثروات فقط وهذا وجه مفارق لما عهدنـاه من حروب علينـا.

    هذا وإن المناداة بعلمنة العاصمة السودانية وفي هذا الوقت بالذات هو شروع في الاستئصال العملي للإسلام في هذه البقعة من بقاع " السودان ".

    فنحن نعـلم تمام العلم أن هذه الأطروحة ليست من بنات أفكار العلمانييـن الوظيفييـن السودانييـن نصارى، وثنييـن، كانوا أم مسلمين ـ فهم أضعف شأنـاً وأضأل مكانة للمناداة بذلك ـ وإنما هي من الإملاءات الصهيونية- الصليبية على والتي تحركها دوافع انتماء عقدي مشترك مع الغرب الصهيوني- الصليبي.

    وذلك الانتماء مع ذلك الإملاء هو الذي يجعل مجموعة ـ وحبـذا لو اصطلحنـا عليها بالحلف الإقليمي الصهيوني- الصليبي ـ كمسـعِّر للحرب ـ أي زيـادة حريقها و تحت غطاء من مساعي الوساطة للســـلام.

    وهــذه الأطروحة حيـن نسبتها إلى ملابسـات ظرفها والحيِّز الذي أطلقت فيه إنمـا تتناغم باديء ذي بدء مع المخطط الإستراتيجي الأمريكي المنادي جهرة وعلانيـة بحملة الاستئصال والتجفيـف للينابيع في عالم الإسـلام تحت غطاء استئصال جذور وقواعد الإرهاب ـ الذي جعلوه صنو الإسلام ووجهه الآخر ـ

    فقد قرأنـا وتابعنـا عن تكوين فريق تربوي أمريكي متخصص يعكف على صياغة مقترحات للمناهج التربوية في العالم الإسلامي وخصوصاً في المراحل التأسيسيـة.

    ونعلم عن المنـاداة الأمريكية بوجوب إغلاق المدارس القرآنية للأطفال ـ الخلاوي ـ وحذف كل المواد القرآنية من المقــررات الدراسية لأطفال العالم الإســلامي قاطبـة.

    ونعلم أن المعلن من أهـــداف حرب الاستئصال لعالم الإسلام ليس هو كل ما في الجعبة الأمريكية.

    ومن هنـا فالمناداة بعلمنة العاصمة وفقاً لهـذا الظرف وهذه الملابسات هو جزئية من جزئيات الاستراتيجية الشاملة التي تستهدف عالم الإسلام في طور الاستئصال التام لمقومات وجوده وأركان كينونته وحقائق شخصيته.

    والحق أن الهدف ليس العاصمة بمعنى مركز البلاد السياسي والإداري وإنما العاصمة بمعنى الشيء الحافظ الذي يستعصم به أي الحامي المنيـع مما يستهدفك.فالعاصمة هي ما يمنع الأمة من مكائـد أعدائها وغوائلهم وكافة ألوان عدوانهم.

    وأي عاصمة أعظم مما يشعر الأمة بشخصيتها ومعالم ذاتها المميزة لها عقيدة وفكراً وتشريعاً وسلوكاً ؟! وإذا انعدمت هذه " العاصمة " للأمة فما قيمة العاصمة وما فائدة وجودها ؟!

    ثمت عبيق ما وروح ما وشخصية خاصة ما تحس به في كل عاصمة من عواصم الدنيـا وهو مستمد دوماً من الانتماء ومكوناته الأولى عقيدة وثقافة وفكراً وتشريعاً، فعاصمة كل بلد من البلدان هو تجسيد ما لشخصية الأمــة.

    وفضلاً عن هـذا هناك حقائق هامة تتصل بالعاصمة السودانيـة يحسن إجلاؤها ومن أهمها أن أيلولـة العاصمة السودانية إلى الالتزام بالشريعة الإســلامية كان تتويجاً لحركة مقاومة دؤوب وصراع طويل بين القوى الاستعمارية الصليبية وبين ما نصطلح عليه بالكتلة التاريخية الأم فمن المعلوم أن الخرطوم وطوال العهد الاستعماري انطبعت بطابع نصراني صليبي حاقـد.

    وذلك الطابع لم يكن أمراً عفويـاً عابـراً وإنما كان هدفاً مقصوداً ومعنى مراداً عمد إلى تجسيـد النفي الثقافي والاغتراب الداخلي لأبنـاء الأمة من خلال واقع معين مناقض لمكونـات ثقافتهم وشخصيتهم وتاريخهم. ومرسِّخ لعقدة شعور بالدونية وتوكيد لاستعلاء الخصم وتذكير متجـدد بسطوته وأدوات قهره ووقائع استحقاره وذلــه.

    والحكم بالشرائع الغربية في وسط مسلم بالكلية ـ على ذلك الزمان ـ كان تخليداً للهزيمة ومواصلة للحرب بوسائل أخرى وتمتينـاً للمحق والإزالة وتعميقاً لجروح نفسية معنوية وإمعانـاً في " توطيـن " الاغتراب للأمة بإشعارها وكأنها طارئة على وطنها الأم دخيلة على أرضه متطفلة عليه بوجودها فيـه! وفي ذلك من اختزال الوجود وتذريته بل وإلغائه ، والأهداف المستصحبة من وراء ذلك امتهان الذات وانمحاء الكرامة وشعور بالهامشية التي تماثل اللاوجود.

    وقد كان المفترض منطقاً وعقلاً وبموجبات الاحترام للذات والتحقق بالاستقلال الصحيح المتجاوز للصور الشكلية من علم وسلام جمهوري وما إليه. كان الأولـى من كل ذلك إعادة الاعتبار للأمة بتحقيق وجودها الأدبي والمعنوي ـ على أقل تقدير ـ من خلال الأوبة السريعة لمنهاجها التشريعي الأم.

    ولكن حالت دون ذلك عقبة كؤود هي : صياغة النخبة المتعلمة المنجبة للساسة وغيرهم من آلة الدولة على الهوى والسنن الاستعماري. ثم إن قالب الدولة القطري التجزيئي صيغ على قواعد معمقة للاستتباع لا تكاد تترك للأمة منفذاً تطل منه على غير الحقيقة الإمبراطورية البريطانية ! فالقواعد الاقتصادية ـ مثلاً ـ من زراعة وتجارة وصناعة ربطت ربطاً محكماً باقتصاد الإمبراطورية الاستعمارية. والتعليم والتربية أقيم على ما يخدم المصالح الإمبراطورية والمساحة التي تركت للتعليم الديني هندست بطريقة مؤمنة للتشويه والاستحقار ! ولقد كانت فترة " تيـه " حق تطلبت نشأة جيل جديد يضع عن نفسه الأصر والأغلال التي كانت عليه. "ولم يتسن لذلك الجيل أن يظهر إلا في عهد النميري والذي على يديه تتوجت الجهود وعُبِّد الطريق للمناداة بالشريعة الإســلاميـة".

    ومن هنـا فالنكوص عن ذلك ليس إعادة لعقارب السـاعة إلى الوراء وإنما هو وأد لأمة الإســلام ـ أي دفنهـا حيـة ـ في هذه البقاع من جديـد. وقذف بها في الأتون الاستعماري الصهيوني- الصليبي . بل هو نصر لها لم تسع إليه على صهوة جــواد وإنما يجيئها لقمة سائغة هنيـة على أيدي أزلام من المتعلمنة الوظيفية لا يملكون من مقومات الانتماء إلا شبهة مواطنـة !!

    وأســـوأ ذكراً وأقبح مقولاً أن يروج ذلك كشرط لأسطورة ســلام ولئن كانت العلمنة الوظائفية للعاصمة من شروط ذلك السلام الموهوم فمعنى ذلك أن هذا السلام المرحلي الموهوم إنما هو إعداد وتمهيد لحرب ضروس لا تبقي ولا تذر. ولن يكون ذلك بإذن الواحـد الأحــد.

    ومهم أن ننـوه في هذا المقـام أن هذه العاصمة تأسست وقامت واستمرت على وجود غالب للكتلة التاريخية الأم وبجهدها وعرقها بل ودمها في بعض الأحيـان. فكان من طبائع الأشياء أن تنصبغ معالمها وحيثياتها بدين تلك الكتلة وثقافتها ولسانهـا. وذلك حال العواصم في كل مكان لا في الســودان وحده. فهي تنصبغ دائماً بصبغة بناتها ومؤسسيها ومن ثم فإسلامية العاصمة هو نتاج تاريخي تلقائي وسنة اجتماعية عمليـة.

    ولا يغير من ذلك بحال طروء ظرف نزوح غير طبيعي لكيانات بشرية مغايرة، وإن كان حق التنقل والحركة من الحقوق الدستورية لكل مواطن ـ زعموا ـ فلا يعني ذلك أبداً سطواً على حقوق الكتلة التاريخية الأم وإلزاماً لها بتغيير دينها وثقافتها نزولاً عند " إرادة " مزيفة لطارئين عليها وإن تسموا بالسودان ورفعوا عقائرهم " بحقوق " مواطنته.

    ولو أن كل بلدة تعرضت لموجات نزوح طاريء ألزمت بتغيير هويتها وتزييف شخصيتها لما بقي هناك ثقافة من الثقافات ولا هوية من الهويـات. ولكن يبدو أن هناك ألوانـاً شاذة من الذل والحقارة والهوان التي لا تسري إلا على المسلمين من بني الإنسان!

    وإلا متى كانت موجات نازحين طارئين تقضي بالتقويض لمعقل الكتلة التاريخية الأم والزلزلة لمركزها وإلزامها بتغيير دينها لأن بعضاً مستَغَلاًّ موظفاً في معركة ـ بالإنابة عن المصالح الغربية الصهيونية- الصليبية ـ يريد أن يملي عليها إرادته ويفرض وصايته ليتسنى لمن وظفوه إعادة صياغة شخصيتها وصبها في القالب الذي يريدون تمهيداً لاستئصالها ومحوها من الوجود محــواً.

    وبعــد:

    فالشريعة الإسلامية لأمة الإســلام عامة ولمسلمي الســودان خاصة وعاء الاستقلال الحق وحافظة الوجود المادي في مقام أول.

    فبدونها تغــدو الأمة صفراً كبيراً وإن جاوزت المليـار من الأنفس.

    والشريعة هي الملاذ الأوحد لا لبنـي الإسلام خاصة وإنما لبني الإنسانية عامة في وقت تزحف فيه العولمة الأمريكية على كل مكان ماسخة للأرواح مبددة لمعاني الإنسانية المتجليـة في التميز والتنوع والاختلاف.



    وهنا تتجلى قيمة الاعتصام بشريعة الإسلام في ظلال حضارة تسير بخطىً حثيثة نحو الانتحار وتريد أن تدفعنـا للانتحــار قبلها ولكن هيهــات هيهــات والله غالب على أمــره ولكن أكثـر الناس لا يعلمــون .
                  

04-26-2016, 06:31 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجبهجية: أوتذكرون في 1988 عندما أكدنا لكم أ (Re: سيف الدين بابكر)

    مستقبل السودان بعد الانفصال
    د. مدثر أحمد إسماعيل
    2010م
    ************************

    يقول آفي ديختر وزير الأمن الصهيوني في محاضرة ألقاها في 4 سبتمبر 2008 في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي:

    (يتساءل البعض في إسرائيل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية؟ ولماذا التدخل في شئونه الداخلية في الجنوب سابقًا وفي الغرب (دارفور) حالياً طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافيا، وطالما أن مشاركته في إسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى نهاية الثمانينات ارتباطا واهيا وهشا؟


    وحتى لا نطيل في الإجابة يتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفي لتقديم إجابات على هذه التساؤلات:

    * السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية.

    * لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي لأن موارده إن استمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب.

    * لا بدَّ أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم أنها تعد بالتعددية الاثنية والطائفية.

    وراح ديختر يورد المعطيات عن وقائع الدور الإسرائيلي في إشعال الصراع في جنوب السودان انطلاقاً من مرتكزات قد أقيمت في إثيوبيا وفي أوغندا وكينيا وزائير سابقاً، الكونغو الديمقراطية حالياً.

    وقال: (إن جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بنجوريون وليفي أشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الاستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي يرتكز على تفجير بؤرة أزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي أعقاب ذلك في دارفور).

    * ما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود تضع نصب أعينها أن السودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من السودان قوي وموحد وفاعل.

    * من واجبنا الأدبي والأخلاقي أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور. حركتنا في دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمي وعلى نشاط أجهزة معينة. المجتمع الإسرائيلي بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وامتداداتها في الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور.

    * الموقف الذي أعبر عنه بصفتي وزيراً إزاء ما يدور في دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصي وشعبي ورسمي.

    * من هنا نحن متواجدين في دارفور لوقف الفظائع وفي ذات الوقت لتأكيد خطنا الإستراتيجي من أن دارفور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عنوة من قبل حكومة الخرطوم.

    * لحسن الطالع أن العالم يتفق معنا من أنه لا بد من التدخل في دارفور سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.الدور الأمريكي في دارفور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعي أن يسهم أيضا في تفعيل الدور الإسرائيلي ويسانده.

    * صانعو القرار في إسرائيل كانوا من أوائل المبادرين إلى وضع خطة للتدخل الإسرائيلي في دارفور 2003 والفضل يعود إلى رئيس الوزراء السابق إرييل شارون، في كلمة ألقاها خلال اجتماع الحكومة في عام 2003

    (حان الوقت للتدخل في غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا في جنوب السودان).

    * وعندما سئل ديختر: ما هي نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية في الجنوب وفي الغرب والاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في الشمال وفي مركز القرار الخرطوم؟

    - هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الاحتياط إفرايم سنيه رد ديختر على هذا السؤال: (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو).

    * السودان في ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة في جنوبه وغربه وحتى في شرقه غير قادر على التأثير بعمق في بيئته العربية والأفريقية؛ لأنه متورط ومشتبك في صراعات ستنتهي إن عاجلاً أو آجلاً بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول، مثل يوغوسلافيا التي انقسمت إلى عدة دول: البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا، ويبقى السؤال عالقا متى؟)

    بعد هذه النقولات الهامة والخطرة يأتي سؤال هام: هل سيعقب الانفصال ازدهار ورخاء كما يتمنَّى ويمنِّي البعض ويكون بين الشمال والجنوب التعايش وحسن الجوار أم سيكون الأمر عكس ذلك؟

    والإجابة عليه تكون من خلال التتبع والاستقراء للاتفاقية والمخاض العسير الذي لا زالت تمر به مع استصحاب النقولات السابقة. فالاستقرار والازدهار في السودان الشمالي بعد إعلان الانفصال قد يكون سراباً بقيعة، حسبته الإنقاذ ماءً حتى إذا جاءته لم تجده شيئاً!

    إنَّ عملية انفصال الجنوب ليست بمثل هذه البساطة التي توحي بها أحاديث البعض، كما أنَّ آثارها لن تتوقف عند جنوب السودان أو شماله بل سوف تشمل وتؤثر على دوائر أكثر اتساعاً بكثير، وستبدأ الحلقة الثانية من مسلسل السودان الجديد.
                  


1 صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de