00:08 AM March, 08 2016 سودانيز اون لاين
سيف الدين بابكر-السعودية - الرياض
مكتبتى
رابط مختصر
نالت الدولة فى الإسلام مكانتها وشكلها قسط وافرا فى خطب ورسائل البنا ..ففى تحديده لمكانة الدولة يقول البنا :" يفترض الاسلام الحنيف الحكومة قاعدة من قواعد النظام الاجتماعى الذى جاء به للناس ، فهو لا يقر الفوضى ، ولا يدع الجماعة المسلمة بغير إمام ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض اصحابة : (إذا نزلت ببلد وليسفيه سلطان فارحل عنه ) ، كما قال فى حديث آخر لبعض اصحابه كذلك: ( وإذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم رجلا ) وجميل قول الإمام الغزالى رضى الله عنه : ( اعلم أن الشريعة أصل ، والملك حارس ، وما لا أصل له فمهدوم ، وما لا حارس له فضائع ) ، فلا تقوم الدولة الإسلامية إلا على أساس الدعوة ، حتى تكون دولة رسالة لا تشكيل إدارة ، ولا حكومة مادة صماء لا روح فيها . كما لا تقوم الدعوة إلا فى حماية تحفظها وتنشرها وتبلغها وتقويها "
ويرى البنا أن النظام الإسلامى فيه سعادة ليس للأمة الإسلامية فحسب بل للبشرية جمعاء ، وفى ذلك يقول :
" لو كانت لنا حكومة إسلامية صحيحة الاسلام ، صادقة الإيمان ، مستقلة التفكير والتنفيذ ، تعلم حق العلم عظمه الكنز الذى بين يديها ، وجلال النظام الإسلامى الذى ورثته ، وتؤمن بأن فيه شفاء شعبها ، وهداية الناس جميعاً … لكان لنا أن نطلب إليها أن تدعو الدنيا باسم الإسلام ، وأن تطالب غيرها من الدول بالبحث والنظر فيه وأن تسوقها سوقاً اليه بالدعوات المتكررة والإقناع والدليل والبعثات المتتالية ، وبغير ذلك من وسائل الدعوة والإبلاغ ، ولاكتسبت مركزاً روحيا وسياسياً وعمليا بين غيرها من الحكومات . ولاستطاعت أن تجدد حيوية الشعب وتدفع به نحو المجد والنور وتثير فى نفسه الحماسه والجد والعمل " .
" عجيب أن تجد الشيوعية دولة تهتف بها ، … وأن تجد الفاشستية والنازية أمما تقدسها ، … وأن تجد المذاهب الاجتماعية والسياسية المختلفة أنصاراً أقوياء ، يقفون عليها أرواحهم وعقولهم وأفكارهم وأقلامهم وأموالهم وصحفهم وجهودهم ، ويحبون ويموتون لها . ولا تجد حكومة إسلامية تقوم بواجب الدعوة الى الاسلام ، الذى جمع محاسن هذه النظم جميعاً وطرح مساوئها ، وتقدمه لغيرها من الشعوب كنظام عالمى فيه الحل الصحيح الواضح المريح لكل مشكلات البشرية ، مع أن الاسلام جعل الدعوة فريضة لازمة ، وأوجبها على المسلمين شعوباً وجماعات قبل أن تخلق هذه النظم . وقبل أن يعرف فيها نظام الدعايات : ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) (آل عمران :104)
وعن شكل الدولة يقول البنا :
" النظام الإسلامى فى هذا لا يعنيه الأشكال ولا الأسماء متى تحققت هذه القواعد التى لا يكون الحكم صالحا بدونها ، ومتى طبقت تطبيقاً يحفظ التوازن بينها ولا يجعل بعضها يطغى على بعض ولا يمكن أن يحفظ هذا التوازن بغير الوجدان الحى والشعور الحقيقى بقدسية هذا التعاليم ، وإن فى المحافظة عليها وصيانتها الفوز فى الدنيا والنجاة فى الآخرة ، وهو ما يعبرون عنه فى الاصطلاح الحديث (بالوعى القومى ) أو ( النضج السياسى ) أو ( التربية الوطنية ) أو نحو هذه الألفاظ ، ومردها جميعاً الى حقيقة واحدة هى اعتقاد صلاحية النظام ، والشعور بفائدة المحافظة عليه … إذ أن النصوص وحدها لا تنهض بأمة كما لا ينفع القانون إذا لم يطبقه قاض عادل نزيه "
ووفقاً لفكر حسن البنا تتحدد خصائص الدولة وواجباتها وحقوقها فيما يلى :
* خصائصها :
1- الشعور بالتبعية .
2- الشفقة على الرعية .
3- العدالة بين الناس .
4- العفة عن المال العام .
5- الاقتصاد فيه .
* واجباتها :
1- صيانة الأمن .
2- إنفاذ القانون .
3- نشر التعليم .
4- إعداد القوة .
5- حفظ الصحة .
6- رعاية المنافع العامة .
7- تنمية الثروة وحراسة المال .
8- تقوية الأخلاق ونشر الدعوة .
* حقوقها :
1- الولاء والطاعة .
2- المساعدة بالنفس والأموال