الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته .... انها شهادة من قامة ادبية رفيعة .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2016, 08:26 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته .... انها شهادة من قامة ادبية رفيعة .

    07:26 AM March, 06 2016

    سودانيز اون لاين
    عمر دفع الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    "الدكتور حسن الترابي رجل محظوظ، فإن الحياة تعطيه فرصة أخرى، والحياة عادة ليست سخية في إعطاء الفرص. إن الله سبحانه وتعالى أسبغ عليه

    نعماً كثيرة. أعطاه الذكاء والبيان والفصاحة، ويسر له تحصيل العلوم الدينية والدنيوية وجعله للناس حجة وإماماً. وقد يختلف الناس هل الدكتور الترابي

    قد أحسن استغلال هذه الهبات الإلهية أم لا؟

    اليوم ينعم الله عليه نعمة إضافية. بعد أن مكّن له في بلاد السودان، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويأمر لمن يشاء أن يعذَّب أو يسجن أو حتى أن يُقتل، ولمن

    شاء أن يذهب طليقاً. بينما هو كذلك شاءت له إرادة الله أن يسقط فجأة من عليائه، ويخرج عن جاهه وسلطانه، وجنده وأعوانه. أخذه أصدقاؤه وخلصاؤه بالأمس

    من كل ذلك وأدخلوه في غيابة الجب، وكأنها قصة يوسف عليه السلام معكوسة.

    وقد كان ذلك ولا شك امتحاناً عسيراً له. كأن الله سبحانه وتعالى أراد له أن يذوق على أيدي أنصاره السابقين بعض ما ذاق الناس على يديه. لم يكن حبسه القسري

    في مرارة بيوت الأشباح والزنازين التي وصفها الذين دخلوها بأنها لا تسمح للجالس أن يقف، ولا الواقف أن يجلس، ولا المضطجع على جنبه الأيمن أن ينقلب

    على جنبه الأيسر، وغير ذلك من أهوال يشيب لها الرأس.

    ولا يشفع للدكتور الفاضل أمام الله والناس أن يقول إنه لم يكن يعلم، وإنه ليس مسؤولاً عما حدث. إن الله يعلم، والناس يعلمون أن كل تلك الأهوال قد ارتكبت، إن لم

    يكن بتدبيره، فقد حدثت من دون اعتراض منه.

    كان الله رحيماً حقاً حين انتزعه من عالم الغرور والكبرياء الذي كان يحيط به، وزج به في غيابة الجب كي يثوب الى نفسه ويتمعن ملياً في كل الذي جرى له، وجري

    للناس على يديه. وكان المنفذون لإرادة الله أولئك الذين كانوا قد وضعوه في القمة من قبل.

    ولعله فعل، لأن بعض ما قاله إثر خروجه من الحبس كما أوردت الصحف إن الجبهة الإسلامية بزعامته اضطرت الى إحداث تغيير عسكري في البلاد قبل نحو خمسة

    عشر عاماً، ولكنها اتعظت من التجربة. ويعجب الإنسان: هل كان لزاماً أن تدخل الجبهة الإسلامية في التجربة أصلاً؟ وهل كانت تحتاج الى خمسة عشر عاماً حسوماً لتتعظ من التجربة؟

    كم ربح السودان في هذه الأعوام وكم خسر؟ وكم ربح الإسلام وكم خسر؟ وكم ربح الدكتور الترابي وكم خسر روحياً وعقلياً؟ إذ يفترض فيه أن يكون قبل كل شيء منبع

    إشعاع روحي وفكري كما يكون الزعماء أولو العزم.

    لكنني أرى أن النعمة الكبرى التي يسبغها المولى سبحانه وتعالى على الدكتور الفاضل، أنه أخرجه اليوم من غيابة الجب. والدكتور أول من يعلم أنه كما تكون العطايا في

    حنايا البلايا، فكذلك تكون البلايا في حنايا العطايا.

    إنني بوصفي رجلاً مسلماًً من غمار الناس أرجو للدكتور كل الخير، وقد سعدت أنه خرج من ضيق الحبس الى براح الحرية، وأخذ من فوره كعهده دائماً يملأ الدنيا ويشغل الناس.

    لكنني أنصحه نصيحة خالصة لوجه الله، بوصفي رجلاً مسلماً من غمار الناس. إنك اليوم تواجه أصعب امتحان واجهته في حياتك. فكر جيداً ماذا تصنع أمام الله والناس. أي طريق تسلك؟

    وأي وجهة تتجه؟ هل تعكف على عقلك وروحك فتنجو بنفسك وتصير نبراساً يستضيء به الناس؟ أم تنغمس مرة أخرى في مستنقع السلطة والحكم والتحالفات والمؤامرات؟

    إنني أسأل الله لك العافية، وأسأله أن يهدينا وإياك لما فيه الخير"

                  

03-06-2016, 09:04 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته (Re: عمر دفع الله)

    الغلو في موت الترابي

    سارة عيسى

    (( أذكروا محاسن موتاكم )) ، هذا الحديث الشريف ابتدر به أبناء الترابي حدث موت الترابي ، كاد المريب أن يقول خذوني ، ابن خلدون وابن

    كثير كتبوا عن تاريخ الامم والشعوب ، ولم يشفع للحجاج بن يوسف الثقفي حفظه للقرآن بسبعة قراءات ، واهل السير والأخبار كتبوا عن الأمويين

    والعباسيين ، كتبوا عن هجوم الحجاج على مكة وقتله وصلبه لإبن الزبير ، كتبوا عن موقعة الحرة ودير الجماجم ، لم يكن كل ما كتبوه يصب في خانة

    المحاسن ، فالناس ايضاً شهداء الله في الأرض ، والانسان عندما يتسنم حياة الناس العامة يجب أن يتحدث الناس بكل موضوعية ، لأنه اصبح جزءاً من

    التاريخ ، فالدكتور الترابي اشعل حرب الجنوب ، وتسبب في موت أربعة ملايين إنسان ، وأنجب الإنقاذ التي تحكم البلاد الآن ، وهو الذي أدخل المكر

    والخداع في الإسلام السياسي ، وكلمته الشهيرة (( أذهب للقصر أميراً وسوف أذهب انا للسجن حبيساً )) لن ينساها أحد ، و لن ينسى الشعب السوداني

    الفصل التعسفي والصالح العام وبيوت الأشباح التي اقترنت بمجئ الترابي ، نعم مات الرجل الذي شغل الحياة السياسية السودانية ، أتاه هازم اللذات

    ومفرق الجماعات ، ولم تفلح جهود أطباء رويال كير في تشغيل قلب عمل لأربعة وثمانين عاماً ، وبعضهم انتقض جهود المستشفى لأنها لم تقم بالمطلوب

    ولم توفر الرعاية الطبية بالسرعة المطلوبة ؟؟؟ أستغفر الله العظيم ، في امريكا عندما يموت شخص وهو في العقد التاسع يكتبون في شهادة الوفاة

    (natural causes ) ، هكذا يجزعون لموت السياسي الطاعن في السن ولا يكترثون لموت طفل حديث الولادة مات لعدم توفر جهاز الاوكسجين ، في سيرة

    النعي يكتبون : انه درس في اوكسفورد والسوربون ويجيد سبعة لغات ؟؟؟ فهل هو متقدم لوظيفة ؟؟ وملائكة القبر لا تريد غير لغة واحدة ، والسؤال في تلك

    الدار يقتصر على من ربك وماذا تقول في الرجل الذي جاءكم ؟؟ انها غير اسئلة احمد منصور في شاهد على العصر ، والطامة الكبرى ان الدكتور الترابي

    ينكر صفة وجود هذا العالم ، وهو الان بين طيات التراب أكثر يقيناً من السابق بما يحدث في القبر ، ولعل أكثر اللمحات المهمة في تاريخ الترابي أنه لا يتطرق

    لسيرة الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان ، وتفسيره لهذا الصمت أنه يريد المحافظة على الوحدة الإسلامية ، لأن ذكر مناقب هؤلاء الصحافة قد يثير غضب

    مريديه من الشيعة ، فالرجل يحتفظ بنوع من الفكر الباطني الذي يظهر خلاف ما يبطن ، وهو كان ضد تقارب النظام مع السعودية ، وفي ايام نفوذه في السودان

    قام بمصادرة المركز الإسلامي السوداني والذي كان يحظى بدعم السعودية وتسليمه لايران بعد ان تم تحويله لجامعة افريقيا العالمية ، كان الدكتور الترابي معادياً

    لأهل السنة والجماعة وله يد في المجزرة التي ارتبكها الخليفي الذي هاجم مسجد انصار السنة في الحارة الأولى في امدرمان في عام 93 ، وفي تلك الحملة تمت

    مهاجمة جماعة انصار السنة ومصادرة مساجدها ومنابرها الإعلامية والتي كان من بينها صحيفة ((الإستجابة )) ، وفُتح السودان امام الدعاية الشيعية

    الإيران ، حيث سمح بتوزيع كل من مجلة العالم وصحيفة كيهان العربي ، عاش الترابي على وهم تصدير الثورة ثم انتهي به المطاف سجيناً في نفس المكان الذي

    سجن فيه خصومه ، وكل سيئة يرتكبها نظام البشير فاللترابي نصيب من الإثم والذنب .

                  

03-06-2016, 09:16 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته (Re: عمر دفع الله)

    حركة العدل والمساواة السودانية

    بيان نعي الشيخ الجليل الترابي

    قال تعالى

    (وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)

    تنعي حركة العدل والمساواة السودانية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الجليل العالم بالله الدكتور /حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي

    الذي وافته المنية راضيا مرضيا عند ربه إثر عله لم تمهله طويلا.

    حركة العدل والمساواة السودانية إذ تنعي الشيخ الجليل الدكتور / حسن الترابي إنما تنعي عالما من علماء الأمة الإسلامية ومفكرا لم يلن له عزم حتى قدم

    الكثير من جهد من أجل خدمة الحياة المعاصرة سيما في الفكر الإسلامي.

    حركة العدل والمساواة السودانية إذ تعزي جموع الشعب السوداني في فقيد الامة المغفور له بإذن الله تعالى تعزي ابناء ومحبي واتباع وأسرة الشيخ حسن

    عبد الله الترابي سائلين الله أن يتقبله مع معية الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وان يلهم آله الصبر وحسن

    العزاء “إِنَّا لله وإنا إليه راجعون“

    Quote: إنما تنعي عالما من علماء الأمة الإسلامية ومفكرا لم يلن له عزم حتى قدم

    الكثير من جهد من أجل خدمة الحياة المعاصرة سيما في الفكر الإسلامي.

    ------------------------------------------------------------------------------------------

    الدكتور جبريل ورفاق سلاحة الاشاوس

    احسن الله عزاءكم وجبر كسركم

                  

03-06-2016, 12:28 PM

الشامي الحبر عبدالوهاب
<aالشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته (Re: عمر دفع الله)

    سلام واشواق أخ عمر

    كلمات الطيب صالح بليغة جداً

    وليس ذلك بمستغرب من أديب في حجمه قادر على تطويع الكلمات

    رحمهما الله جميعا

                  

03-06-2016, 04:15 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)

    تحياتى واشواقي يا الشامى

    الاديب الراحل من جيل الترابى

    لقد رحل للاسف وترك وطنا يتمزق امام عينيه

    وشعبا يقهره ابناؤه ويحكمونه بالزيف والاكاذيب والشعارات المخادعة ..

    تحياتى

    ودمتم

                  

03-06-2016, 05:42 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح يذكر ( حسنات ) الترابى قبل مماته (Re: عمر دفع الله)

    هذا ما حدث لي بعد سماع نبأ رحيل الترابي!

    نشرت يوم 06 مارس 2016

    رشا عوض

    " هذا ما حدث لي بالضبط والسبب الذي جعلني أشرك فيه القراء والقارئات رغم انه حدث ذاتي يخصني وحدي، هو ان

    هذه اللحظة الذاتية لخصت لي ما فعله بنا "المشروع الإسلاموي"

    *شعرت بنوع من الحزن الغامض والمبهم حينما علمت برحيل الدكتور حسن عبد الله الترابي! طفرت من عيني دمعة حيرتني

    وعلى غير العادة ظللت أبحث لها عن تفسير خارج إطار الحزن!

    *لعلها المرة الأولى التي يختلط فيها حزني على شخص متوفى بنوع من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير!

    *لأول مرة أشعر بالرغبة في استرجاع دمعة قبل أن تغادر جفني!

    *كثيرا ما نستخدم في صياغة الأخبار عبارات من قبيل: الهدوء الحذٍر، الترحيب الحذِر .. الترقب الحذر.. فهل الحزن على الترابي

    يجب أن يكون حزنا حذِرا؟

    يبدو أنه كذلك!

    *مشاعر الحزن شخصية جدا، وذاتية جدا، وانفعالات النفس البشرية عصية على التنميط والإخضاع لمعايير سياسية أو معادلات حسابية،

    فليس من حق أحد أن يتحكم في عواطف الآخرين وكيفية تفاعلهم مع أي حدث !

    ليس من حق أحد ان يقول ترحموا على هذا ولا تترحموا على ذاك! احزنوا لموت هذا وافرحوا لموت ذاك!

    *ليس من حق أحد ان يجعل من الحزن أو عدم الحزن على ميت دليل اتهام سياسي أو براءة نضالية أو صك غفران وطني!

    ولكنني حاسبت نفسي قبل ان يحاسبني أحد على لحظة حزن تلقائي داهمتني دونما استئذان! وهذا مربط الفرس!

    هذا ما حدث لي بالضبط والسبب الذي جعلني أشرك فيه القراء والقارئات رغم انه حدث ذاتي يخصني وحدي، هو ان هذه

    اللحظة الذاتية لخصت لي ما فعله بنا "المشروع الإسلاموي"

    *ليت الذين يبكون المرحوم الترابي الآن – وشخصيا أتقدم لهم ولهن بصادق التعزية والمواساة - يعلمون إلى أي درجة سمم "مشروعهم الاستبدادي الفاسد"

    الأجواء السودانية فتصلبت شرايين التسامح وجفت عروق الإلفة التلقائية في مجتمعنا !

    وسيظل انسياب الدم النقي من السموم في شرايين الحياة العامة رهينا لعملية "عدالة انتقالية جادة" ترد ما يمكن رده من مظالم وترد الاعتبار لمن سحقهم

    هذا "المشروع" سحقا، في جهات السودان الأربعة، وبغير ذلك لن تعود المياه إلى مجاريها بين الإسلاميين والشعب السوداني!

    *لن تتعافى الحياة العامة في بلادنا ويصبح بالامكان تأسيس تعددية فكرية وسياسية وثقافية وإثنية راشدة ومنتجة للسلام والاستقرار على أساس الرهان

    على هشاشة الذاكرة ومبدأ "عفا الله عن ما سلف"!

    *اختلف جذريا وبصرامة مع المشروع الفكري للترابي وأقف ضد مشروعه السياسي الذي قسم وخرب البلاد وأشعلها حروبا وأدخلها في مأزق تاريخي

    وعصر انحطاط شامل لن تعود بعده كما كانت ولو بشق الأنفس! وهذا الاختلاف الموضوعي من وجهة نظري لن يتغير بموت الترابي، ولا مكان من

    الإعراب ل" اذكروا محاسن موتاكم" عندما يكون المتوفى من الشخصيات العامة ذات الأثر الكبير والنوعي في حياة الشعب ومصير الوطن، ولذلك يجب

    ان تظل أفكار الترابي تحت مجهر النقد المنهجي، وسيرته ومسيرته بكل تفاصيلها تحت مجهر التاريخ!

    * قرأت في وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا من عبارات الشماتة والتشفي والفرح، وكما أسلفت ليس من حق أحد التحكم في مشاعر أحد، ولكن لمصلحة

    الفضاء العام ليتنا نتواطأ على مستوى من اللياقة اللفظية وعدم الانحدار إلى درك الشماتة الفجة والتلذذ بسب ميت قبل دفنه والمبالغة في إظهار الفرح والتشفي! فهذا لا يليق بالنبلاء!

    * لا معنى مطلقا لأن يكون الترحم على الترابي أو إصدار بيان للعزاء فيه مادة للجدل بين الشباب الراسخين في المعارضة! وميدانا لاستعراض الثورية! فالثوار لا يخوضون

    معاركهم مع الموتى! خصوصا أن الرجل لم يغتاله الثوار في أحد ميادين الخرطوم حيث "مجازر الصالح العام" و"بيوت الأشباح" أو في الأطراف القصية حيث المجازر الجماعية

    والقرى المحروقة! كما لم ينفذ فيه حكم محكمة تشكلت بعد ثورة ظافرة على نظامه حينما كان الآمر الناهي بلا منازع في عشرية الإنقاذ الأولى، حتى نتعامل مع موته كنصر مؤزر

    للديمقراطية وحقوق الإنسان صنعناه بأيدينا! بل توفاه الله من فراش المرض، وهذا أمر محتمل حدوثه لأي واحد أو واحدة منا في أي لحظة!

    *المعارضة السودانية الماثلة أمامنا الآن – والى حين إشعار آخر - ليست معارضة ثورية رادكالية تعمل من أجل استئصال النظام الإسلاموي وإقامة بديل علماني ديمقراطي

    كامل الدسم على أنقاضه، بل هي معارضة إصلاحية تبحث عن حل جزئي وتدريجي بمشاركة النظام الإسلاموي، هذا لسان حالها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ولكن

    المعضلة ان لسان الحال يتواضع حتى عن "إنجاز التغيير الإصلاحي الجزئي" بينما لسان المقال لدى كثير من المعارضين ثوري ورادكالي لدرجة استنكار كلمة عزاء في

    الترابي الذيرحل بعد أن سقاه تلاميذه بعضا من الكأس التي سقاها للشعب السوداني... كأس الإقصاء والتهميش والتآمر ! وبعد أن انخرط في تكوينات المعارضة جنبا الى جنب

    مع حزب الأمة والحزب الشيوعي والاتحادي ووقع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حتى مع الحركة الشعبية بقيادة المرحوم جون قرنق!

    *توفي الترابي وكان آخر رهان سياسي له "حوار الوثبة" الذي يرأسه ويتحكم في مدخلاته ومخرجاته البشير وحده لا شريك له! بدا الترابي في أيامه الأخيرة كمن يعاقب

    نفسه بنفسه! وهل من عقوبة أقسى من ان يتحول الرجل الذي عاش كل حياته السياسية مهيمنا على تنظيمه إلى مجرد "كمبارس" في مسرحية بطلها عسكري

    وضباط أمن ممن كان يسميهم أيام عزه ومجده "اخواننا الصغار" !

    * هذه ليست تبرئة للمرحوم الترابي من المسؤولية التاريخية عن الأوضاع الكارثية في السودان اليوم، ولكن لا مغالطة في أن الترابي منذ ما عرف بالمفاصلة لم يعد هو الممسك

    بخيوط اللعبة السياسية في البلاد ولم يعد مركزا للثقل القيادي بل ختم حياته وهو يحاول استرداد فاعليته في النظام الذي أسسه!

    * الترابي انتقل إلى رحاب "الحكم العدل" ...قبل ان ننجح كمعارضين في الانتصار عليه حيا ونطيح بنظامه ، فهل ننشغل بمعارك وهمية حول جواز الترحم عليه والتعزية فيه

    أم نترك هذه الصفحة التي طواها الموت ولم نطويها نحن، ونفكر في كيفية طي صفحة البشير وزمرته ومليشياته ونظامه الاخطبوطي بأيدينا لا بأيدي عزرائيل؟! وفي هذا السياق

    لا بد من بلورة رؤية واضحة في تعامل المعارضة مع "الإسلامويين بمواقعهم المختلفة" سواء أثناء العمل من أجل التغيير أو بعد حدوث التغيير كليا أو جزئيا، فالتغيير الثوري

    الرادكالي له فلسفته وخطابه وأدواته، والتغيير الإصلاحي القائم على المساومات والتسويات الجزئية له هو الآخر فلسفته وخطابه وأدواته، فأي تغيير نريد؟ وماذا أعددنا له؟

    نختلف معك يا استاذة رشا في كون هذه الصفحة طواها الموت

    فالرجل بعد مماته لا يزال حاضرا في عقول اتباعه وسيتضح لكم ما نعنيه

    بعد عودة الدكتور على الحاج وبدء مشاوراته مع النظام لاستكمال حلقات التآمر على

    شعبنا والتى وضع اسسها عرابهم الراحل فيما يسمى بالحوار الوطنى .

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de