أمس كان يوماً مختلفاً على الصحف المصرية وقرائها والمحروسة وأهلها، بسبب توالي الأحداث، فبداية أثمرت دعوة الرئيس السيسي للجماهير بالتبرع لمصر من أجل دعم خطط التنمية، بتغطية صحافية، إذ قالت «الأهرام»، إن الشعب تعاطى مع الدعوة بمليون جنيه في اليوم الأول، بينما ذهبت صحف أخرى إلى أن المبلغ تجاوز المليوني جنيه. وبشكل لافت شرع كتاب في الترحيب بالدعوة، بينما اعترض البعض حتى من بين أنصار الرئيس، وهو الذي جسدته شهادة الإعلامية لميس الحديدي، التي أكدت على أنها رغم احترامها لنوايا الرئيس الطيبة، لكنها رأت أن الأوطان لا تبنى بالتبرعات وحدها. ومن الموضوعات التي تصدت لها كل الصحف المصرية، تمكن السفير الإسرائيلي من اقتحام مقر أبرز الشخصيات التي نبتت على ضفاف دولة السيسي، الذي ظل يردد بأنه مفجر ثورة المصريين التي مهدت للرئيس أن يتبوأ سدة العرش.. السفير العبري يتحدث بصحبة مستضيفه في أدق شؤون مصر الداخلية، فيما لا يرد رموز الوطن وأهم مؤسساته «مجلس النواب»، سوى بالشجب والإدانة. تناول الضيف ما شاء من طعام بنكهة مصرية، ثم سرعان ما عاد لعمله تاركاً للقوى الوطنية استدعاء الشعارات القديمة، التي ولدت زمن السادات واستمرت في عهد مبارك واستعادة زمن الشجب والتنديد ضد الذين يزرعون الفتنة ويمهدون الأرض لإزالة الحواجز التي بناها المصريون منذ زمن «كامب ديفيد»، للحيلولة دون مضي قطار التطبيع لمحطته الأخيرة. ومن مظاهر غضب النخبة والرأي العام، على حد سواء، من دعوة النائب توفيق عكاشة لصديقه الإسرائيلي لزيارة منزله، ذلك الانتقاد الواسع في معظم الصحف، فـ»الوطن» مثلا أشارت إلى حالة من الغضب هيمنت على مجلس النواب، أمس، بسبب قضايا التطبيع، التي أثيرت خلال اليومين الماضيين، وتمثلت في لقاء عكاشة، بالسفير الإسرائيلي، إضافة إلى «التطبيع الرياضي» مع إسرائيل من جانب مجلس إدارة نادي الزمالك. فيما قامت أبرز الصفحات التي تؤيد عكاشة على موقع الفيسبوك بالتنديد به مطالبة بمحاكمته. من جانبه قال النائب علاء عبدالمنعم، المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دعم مصر: «مع الأسف لا يوجد إجراء يمكن أن يتخذ ضد عكاشة داخل البرلمان».. كما تعرضت الحكومة لهجوم واسع بعد أن أعلن الرئيس عدم رضاه على أدائها وشرع كتاب في الهجوم على البرلمان بسبب غلبة روح برلمانات مبارك على مناقشاته، فضلاً على حالة التسيب التي تغلب عليه وإلى التفاصيل: خطاب الرئيس كشف الكارثة «عندما يفتح خطاب رئيس الجمهورية بابا للأسئلة أكثر مما يعطي من أجوبة، فاعلم أن السلطة في أزمة، وعندما يزيد الاستماع إلى خطاب الرئيس مساحة القلق والخوف لدى الشعب أكثر مما يمنحهم من الطمأنينة والثقة، فاعلم أن البلاد كلها في أزمة، وهذا ما حدث بعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير، كما يشير رئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان، حيث أعقب الخطاب طوفان من التوتر والقلق والحيرة والتساؤل وقد امتزج كثير من ذلك بحالة من السخرية المرة التي تعبر عن الإحباط وغياب الأمل، أكثر مما تعبر عن الشماتة أو الرضى بحال السلطة المأزومة. وبعيدا عن الدخول في تفاصيل ما استعرضه الرئيس في خطابه، خاصة في الأزمات الاقتصادية والمائية، ويقينا كانت هناك معلومات غير دقيقة في ما قدم، مثل ما حدث في عرضه للإنجاز الافتراضي في سرعة إنهاء تفريعة قناة السويس الجديدة، أو القناة الجديدة حسب الوصف الشائع، لأن هناك ما يشبه الإجماع بين خبراء الاقتصاد على أن ما حدث في هذا المشروع، كان سببا من الأسباب الأساسية في أزمة الدولار والاقتصاد كله، بدون عائد حقيقي حتى الآن، بعيدا عن التفاصيل، فإن ظلال الأزمة وتوتر الرئيس بشكل واضح، بعد عامين فقط من توليه السلطة، ورغم أنه لا يعاني فعليا ـ مثل أسلافه ـ من حصار إقليمي أو تمرد داخلي كبير، يضيف الكاتب، هذا الاضطراب والقلق والحيرة والإحباط يكشف جانبا من سوء التقدير لدى قطاع من النخبة المصرية التي بشرت بعد 3 يوليو/تموز 2013 بأن مصر كانت في حاجة لقيادة من خلفية عسكرية حاسمة، تحسن الضبط والربط، وأن الحل في مصر لا يكون إلا من خلال «الرئيس الدكر». تهمة التخابر تلاحق عكاشة أعلن النائب البرلماني محمود بدر، عن رفضه للقاء النائب توفيق عكاشة، مع السفير الإسرائيلي في القاهرة، حاييم كوريين..وقال بدر وبحسب «الشروق» في مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة»، الذي يعرض على فضائية «المحور» ونقلتها «الشروق»: «التقيت بالدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، وتقدمت له ببيان عاجل لإدراج قضية نائب التطبيع على جدول أعمال المجلس يوم الأحد المقبل، وتشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه. وأضاف، الآن نتبنى حملة لتجميع توقيعات أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان؛ لإسقاط العضوية عن نائب التطبيع، معربًا عن أمله في أن ينجح البرلمان في إسقاط العضوية عن عكاشة.. وأوضح «أنا عمري الآن ثلاثون عامًا، وعلى الرغم من أنني ولدت في ظل اتفاقية السلام، ولم أر أهالينا الذين استشهدوا، إلا أن ضميري وتربيتي لا تسمح بهذا الكلام».. وتابع حديثه متسائلًا: «كيف يتناقش مع السفير الإسرائيلي في قضايا تتعلق بالاقتصاد المصري؟، وكيف يمكن أن يطلب منه أن تتدخل إسرائيل لحل أزمة سد النهضة؟»، مضيفًا: «ماذا قال هذا النائب لسفير الكيان الصهيوني عن مصر من معلومات غير متداولة؟». وتابع «نحن الآن أمام قضية تخابر وليس مجرد تطبيع»، متابعًا: «هذا النائب لا يمثلني، ولا يمثل هذا الجيل بالكامل الذي يؤمن بأن الصراع بيننا على الوجود وليس على الحدود». وكان النائب البرلماني، توفيق عكاشة، قد تعرض لهجوم من جانب بعض النواب والإعلاميين؛ بسبب استقباله للسفير الإسرائيلي، حاييم كورين، في منزله في محافظة الدقهلية، والتشاور معه في عدد من القضايا المتعلقة بالعلاقات بين مصر وإسرائيل». «عيش كاراكتر تشتغل أكتر» ولازال الهجوم على عكاشة مستمراً وهذه المرة على لسان أكرم القصاص في «اليوم السابع»: أحضر قردا بشكل يومي، وأعطه مساحة يومية أمام الكاميرا، وأطلقه يتحدث ويحلل في كل القضايا بلا انقطاع، كرر الفعل مرات ومرات وعشرات المرات، بعد فترة سوف يصبح القرد نجما شهيرا وله جمهور. وإذا اختفى فسوف يسأل الناس عنه، ثم إنه سيكون موضوعا لآراء الناس ومناقشاتهم: القرد قال كده.. لا القرد ما بيقولش كده.. وهكذا يصبح القرد محورا للحديث والجدل. هذه هي خلاصة نظرية كتب عنها الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين، ولم يكن الانفجار الفضائي «والسوشيالي» أصبح على ما هو عليه الآن. نظرية الإلحاح و«الكاراكتر» هي التي تفسر ظاهرة النائب توفيق وغيره من صناع «الضجيج» في البرلمان أو الإعلام أو السوشيال ميديا، تدعمها نظرية أخرى في «الفن تقول» «عيش كاراكتر تشتغل أكتر». يعنى الفنان يظل متخصصا في دور الشر أو العبيط، وإذا أرادوا ممثلا شريرا أو عبيطا يقولوا «هاتوا فلان»، وبالتالي يعمل كثيرا، وإذا تطور الكاراكتر يمكن أن يصبح «اللمبي» يقدم عشرات الأفلام بتنويعات على الدور والحالة. ومن هذا المنطلق، كما يشير القصاص يمكن تفسير حالة «الكاراكتر» للنائب الذي أعلن نفسه «مفجر ثورات وزعيما جماهيريا سياسيا وهو ليس وحده، في زمن السياسي والنائب والرياضي والإعلامي «الإفيه»، ممن يقدمون عروضا تجاوزت الحاوي والقرداتي، بحثا عن الفرجة، نائب يتخانق مع «دبان وشه» ومشاجرات وخناقات والرأى وعكسه والنظرية ونقيضها، واستخفاف من أجل الفوز بالمشاهدة. المهم أن يحظى بالفرجة ويبقى في الصورة، «التهجيص» أقرب طريق لجمع اللايكات والفرجة وسرقة الكاميرات بالخروج عن النص، أو حتى عن الأدب. عكاشة هو الأبرز لكنه ليس وحده، فقد بدأ بالمنافسة على رئاسة البرلمان، وبدا لعبة أخرى مخاطبة إسرائيل». سيأخذ نتنياهو بالأحضان ومع القضية نفسها قال النائب مصطفى بكري، تعليقًا على لقاء النائب توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلي، «إن اللقاء فيه إهانة لمجلس النواب المصري ويستحق محاسبته على هذه الجريمة ـ بحسب تعبيره ـ وأكد بكري في مداخلة هاتفية له مع برنامج «ساعة من مصر» المذاع على قناة «الغد» الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، على أن توفيق عكاشة يزور ويتردد كثيرًا على إسرائيل وبشكل مستمر، متسائلًا عمن فوض عكاشة الحديث عن المصلحة الوطنية؟ وما علاقة إسرائيل. وأوضح بكري أنه لا يحق لأي برلماني أن يضع نفسه مكان الدولة، فيجلس مع سفير الكيان الإسرائيلي الذي هو جزء من جهاز الموساد الاستخباراتي الإسرائيلي، مردفًا: «ما فعله عكاشة إثم يجب أن يحاسب عليه»، كما أن الواقعة تفقد عكاشة الثقة والاعتبار. وكشف بكري أن عددا من النواب تقدموا اليوم بمذكرة لرئيس البرلمان تطالبه بتخصيص جلسة عامة لمناقشة تداعيات هذا اللقاء الذي وصفوه بأنه يمس الأمن القومي، وتعجب قائلًا: «ربما يقوم توفيق عكاشة بزيارة إلى إسرائيل ويلتقى نتنياهو«. وشدد بكري على أن البرلمان المصري له موقف رافض للتطبيع، وكذلك كل مؤسسات الدولة، مدللًا على ذلك بما حدث عندما حاول عدد من الصحافيين تجاوز موقف رفض التطبيع، محاولين إجراء لقاءات صحافية مهنية مع قيادت إسرائيلية، وهنا اتخذت نقابة الصحافيين موقفها، مطالبًا البرلمان المصري باتخاذ موقف صارم ضد هذه الأفعال التي لا تمثل الشعب. وتابع بكري أن لقاء عكاشة يفتح الطريق لشرعنة الذهاب للسفارة الإسرائيلية، كما أنه يفتح الباب للتجسس مع دولة معادية لنا في الأساس، مدللا على ذلك أن المخابرات المصرية كل فترة تلقي القبض على مصريين بتهمة التجسس». «العوكش اتجنن» ونبقى مع الفاجعة نفسها كما يصفها كتاب وثوار ولكن هذه المرة على لسان كاره لـ«الربيع العربي» هو محمود الكردوسي في «الوطن»: «العوكش اتجنن. حشد لـ30 يونيو ثم انقلب عليها لأنه خرج من المولد بـ«حياة»: استحملناه. أصبح عاراً عليها وأصبح أعداؤها يعايرونها بهذا المعتوه: استحملناه. قال إنه «مفجّرها» وأحق من السيسي بالحكم، يضيف الكردوسي بلهجة غاضبة وساخرة استحملناه. هاجم «رجالاً وأجهزة» بأسلوب صفيق وتافه و«رمى جتته» في معسكر 25 يناير/كانون الثاني، استحملناه. دخل البرلمان بقوة «تزغيط البط» فأصابه سعار الـ «95 ألف صوت» بلوثة، و«سوليتيب» على فمه، ولقاء مع «الجزيرة»، وخروج مهين من جلسة نواب.. وهووب: استضاف سفير إسرائيل في بيته! لم يعد الأمر هَبَل على شيطنة.. بل جريمة، والكرة في ملعب البرلمان: رفع حصانة ثم «حَجْر» ثم زفة إلى «العباسية» على أنغام «يا حلوة يا بلحة يا مقمّعة». زلة لسانه تكلف الكثير «اللي وقع لنا الطيارة يقصد إيه؟ بس إنه يضرب السياحة ويضرب العلاقات مع روسيا؟»، هكذا علق الرئيس عبدالفتاح السيسي على إسقاط طائرة الركاب الروسية، ليكون ذلك بمثابة أول اعتراف رسمي مصري، بعد تلميحات وزير الخارجية سامح شكري باحتمالات أن يكون سقوط الطائرة وراءه عمل إرهابي. وزاد من وضع النظام المصري في موقف حرج، تأكيد الكرملين على أن سقوط الطائرة جرى بعمل إرهابي. وفي تصريحات إلى «المصريون» حذر عدد من خبراء القانون الدولي من مغبة الاعتراف بالحادث ومن أنه سيضر بمصر أضرارا مادية، لاسيما أنها تعاني من أزمة اقتصادية بالغة، داعين الحكومة إلى اللجوء إلى المفاوضات لتقليل حجم التعويضات. وقال الدكتور محمد عطالله، خبير القانون الدولي: «إن مصر ستتحمل المسؤولية كاملة، لأن الطائرة الروسية أقلعت من أراضيها، وتتحمل مسؤولية حفظ الأمن داخل المطار، ودخول عبوة ناسفة في الطائرة يعبر عن القصور». وقال إنه «في حالة سقوط الطائرة بسبب خلل فني تتحمله شركة الطيران المالكة للطائرة، وفي حال كانت الأحوال الجوية سيئة على قائد الطائرة، أن يطلب العودة مباشرة لمطار الإقلاع، وإذا رفضت تتحمل جزءًا من المسؤولية، وإذا وافقت ولم يتمكن الطيار من العودة تتحمل قيمة التعويضات». وحول طريقة سداد التعويضات، أوضح المستشار أحمد الخزيم الخبير الاقتصادي، أن الموازنة العامة يوجد فيها بند «التعويضات والالتزامات والاشتراكات الدولية للمؤسسات في الخارج»، التي يتم دفع تعويضات للقضايا الدولية المرفوع في المحكمة الدولية، مشيرا إلى أن الرقم الموجود في الموازنة يتراوح بين 8 إلى 10 مليارات جنيه. وأكد الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أنه نتيجة لتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي ستكون هناك غرامة مالية كبيرة على مصر، وستصل إلى 75 ألف دولار عن الفرد». مات كاتب الديكتاتور وننتقل إلى محمد حسنين هيكل الذي يتذكره محمود مسعود في «إخوان أون لاين»قائلا: «عاش محمد حسنين هيكل يكتب آلاف الصفحات ويملأ الدنيا ضجيجا بالحق وبالباطل، وأثره ليس بالهين، لا من جانب الكتابة كصحافي ولا من جانب الأثر العملي كمرشد للسلطان؛ فحمل مشروعا آمن به أو لم يؤمن، ليس مجال المقال شرح ذلك الآن، وسطر شكل المشروع للجلاد واتخذه المستبد أستاذا له ومعلما بلا أدنى شك. قال الدكتور محمد عباس كنت تلميذا لهيكل دهرا، فلم يكذب هيكل قط، ولم يقل الحقيقة قط. فتعجبت من العبارة، فتتبعتها فوجدت أن هذه أفضل وصف يوصف به الرجل؛ حيث أن الكاتب في النهاية مهندس ديكور يريك ما يراه هو، وليس همه أن ترى حقيقة ما خلف الزينة والرسم الفسفوري، فلو فتحت المنافذ الوهمية والخطوط المتعرجة ستكتشف أنك وقعت تحت طائل عملية خداع بصري ليس إلا. فعندما يتكلم كاتب ما فقط عن حسنات أناث الأسود، ستجد أنها خير المخلوقات في وفائها وحنكتها وحسن تصرفها ونعومة حركتها وبذلها وعطائها وحسن تبعلها للأسود، وعندما تعدد عيوب البشر ستجد أنهم أسفل المخلوقات، لكن عندما تعدد ميزات البشر وعيوبهم وعيوب اللبوات وميزاتها ستعرف أن الفرق هو بين الثرى والثريا، هكذا غبش قلم هيكل ومدرسته الرؤية عن أمتي دهرا، فقد رسموا لك ميزات أنثى الأسد، وأخفوا عنك عيوبها، ورسموا لك عيوب البشر وأخفوا عنك ميزاتهم، فأحببت أنت أنثى الأسد وأصبحت مسبحا بحمدها ليل نهار، صيف شتاء. فكان الأسد (الغرب) ينام ملء جفونه خلف المحيط ولبواته (حكام الشرق) تنهش جيرانك وإخوانك متى جاعت، فقتل العلماء وسجن الأخيار وبيعت الديار وسقطت فلسطين وقسمت مصر والسودان، وانتهكت الأعراض وضيعت شريعة السماء، وسقطت بغداد في يد الصفوية المانحة لهيكل الجنسية، وقطعت أوصال القومية العربية، وانتهت فكرة الجامعة الإسلامية والبديل ناصرية هيكل». صبح على مصر بجنيه امتثالاً للدعوة التي أطلقها للشعب بالتبرع لمصر قرر حمدي رزق في «المصري اليوم» أن يشارك بحماس: «قررت أنا الموقع أعلاه أن أصبّح على مصر يوميا حتى تقف مصر على قدميها قوية عفية لا تمد يدها لكريم أو لئيم، بصبح عليك يا أغلى اسم في الوجود، بصبح عليكِ بقدر حبي ليكي، ورسالة قصيرة مش خسارة فيكِ، وجنيه من كدي وتعبي وشقاي من أجل عينيكِ، ممكن تقبلي رسالتي مع حبي وتقديري ليكي؟ صبحت على مصر النهارده، صباح الفل، صبح صبح، صباح الفل على الورد المفتح في جناين مصر، صبح بجنيه، وهو الجنيه خسارة في مصر؟ اعتبرها حبيبتك وهي الحبيبة، اعتبرها أمك، وهي الأم الحنون، ابنتك الجميلة، صبح على الجمال، على بيتك ومطرحك، على منبتك ومسقط رأسك، على مهدك ومرقدك، على عظم التربة نائم مطمئن في تراب مصر. أضاف الكاتب، صبح على أهلك وناسك، على الناس الطيبة، على المصانع والمزارع وعلى السواقي، صبح على العامل والفلاح والست الطيبة تقوم في الفجرية توقد نار الفرن، على الطيب الصالح يشق طريقه في غبشة الفجر ليؤدي الفرض حاضر، على المساجد والكنائس، صبح لأجل الغلابة ما يلاقوا اللقمة مغمسة بالكرامة، وستر البنات، وفرصة عمل للشباب، وأربعة جدران تلمهم من الطريق. ودعا رزق المصريين: اجعلوها فرضا من الفروض الوطنية، مثل نشيد الصباح، مثل تحية العلم، ليست فرض كفاية، بل فرض عين، صبحوا تصحوا، صبحوا، لا ينقص مال من صباح، لا أقول صدقة، ما عاش من يتصدق على أمه، لها في ماله قبل قلبه، لها في حبه قبل عطفه، لها فينا الكثير، لها في القلب دقة، وفي الروح مكان، وفي النفس محبة، من يحب مصر يصبح على مصر». نتبرع لمين ونبقى مع الهجوم على الرئيس وهذه المرة على لسان ساخر، حيث هاجم بشدة الإعلامي باسم يوسف، الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، وطالبه باسم يوسف قائلا: «على السيسي أن يقوم بتقديم كشف حساب عن كل ما سبق قبل أن يقوم بمطالبة المصريين بأن يصبحوا على مصر كل يوم بجنيه، وتساءل باسم عن السبب في كل الأزمات التي تمر بها البلاد، وسوء التخطيط في كل مشروع يقوم به السيسي على حد قوله، وقال أيضاً بحسب عدة مواقع منها «البديل» و«التحرير» و«المصريون» نقلا عن تغريده له أنه لا يوجد شخص وطني يمكن أن يبخل على وطنه بجنيه، أو حتى مئة جنيه، ولكن يجب المحاسبة عن كل الأخطاء السابقة، فطالب بالمحاسبة على قناة السويس الجديدة، وأنها كانت السبب في خفض الاحتياطي المصرفي، وطالب بالمحاسبة على بناء عدد كبير من السجون، وعن عدم استرداد الأموال التي سرقها مبارك ونظامه حتى الآن. وطالب بالمحاسبة على رفع رواتب ومعاشات الجيش والشرطة والقضاء فقط، دون باقي فئات الشعب، والمحاسبة على إعفاء العديد من المشروعات الاستثمارية للقوات المسلحة من الضرائب، والمحاسبة أيضا على انهيار السياحة بسبب عدم الإحكام الأمني على المناطق السياحية». لماذا يفضل السيسي الاتجاه شرقا؟ تعد كازاخستان واحدة من أهم دول منطقة آسيا الوسطى أو القوقاز، التي تتكون من 5 وحدات سياسية تشمل، كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وقرغيزيا وطاجيكستان، وتصل احتياطيات الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز من الغاز الطبيعي إلى 34٪ من الإجمالي العالمي، وبحسب «المصري اليوم» تعيد زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلى كازاخستان إلى الأذهان زيارة الرئيس الأسبق، مبارك، للعاصمة الكازاخستانية، الأستانة، في نوفمبر 2006، وزيارة الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزار باييف، لمصر عام 1993، التي تم خلالها التوقيع على اتفاق إنشاء جامعة «نور- مبارك»، في مدينة ألماتا، وهي الجامعة التي تم تغيير اسمها من الجانب المصري بعد ثورة 25 يناير/ وإزالة اسم مبارك. في سياق متصل، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، دكتورة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، تعليقا على الزيارة، إن زيارة الرئيس لكازاخستان تأتي في ظل معطيات كثيرة يجب أخذها في الاعتبار، وهي أن كازاخستان تعد أكبر دول آسيا الوسطى، ومساحتها تعادل ضعف مساحة مصر، كما أن لديها قدرات كبيرة وهي دولة واعدة ودولة مهمة في المنطقة، وعندها قدرات نووية للاستخدامات السلمية فقط، وكذلك من أكبر الدول المصدرة للقمح للعالم، وعندها نفط وغاز طبيعي وصاعدة بقوة في المنطقة الآسيوية. وأضافت الشيخ، في تصريحاتها لـ «المصري اليوم»، كذلك كازاخستان تعد الامتداد الطبيعي لروسيا وتربطها بها علاقات مهمة وهناك توافقات بينها وبين مصر في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن المنطقة بها حركات إرهابية. وتابعت: وهي الدولة الوحيدة التي زارها مبارك في آسيا، والزيارة تأتي لإعادة العلاقات المهمة مع كازاخستان، خاصة أنها حلقة الوصل بين الصين وروسيا، وطالما أن مصر تتجه شرقا فلا يجوز إهمال هذه الحلقة. ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكازاخستان إلى عام 1992، حيث تم افتتاح السفارة المصرية في كازاخستان في أغسطس 1992». كان فيه عرب «من كان يصدق أن تشهد الشعوب العربية كل هذه الانهيارات التي اجتاحت أكثر من بلد عربي، وأصبح الملايين من البشر بلا أرض أو وطن أو حياة.. هذه الملايين من اللاجئين التي انتشرت في ربوع الأرض كما يشير فاروق جويدة في «الأهرام» تبحث عن ملجأ وملاذ بعد أن دمرت الحروب الأهلية ديارهم وشردت أهليهم واستباحتهم فصائل الطغيان؟ من كان يصدق أن هذه الشعوب التي انتفضت يوما ضد الاستعمار وسقط آلاف الشهداء والضحايا دفاعا عن الأرض والكرامة سوف تجد نفسها بعد عشرات السنين أمام هذه الحشود التي دمرت كل شيء؟ من أين جاءت كل هذه النكبات وبعد أن كنا نتحدث عن نكبة واحدة هي فلسطين أصبحت لدينا الآن نكبة في العراق.. وكارثة في سوريا ومذابح في ليبيا وانهيار دولة في اليمن، وهناك أخطبوط يحاصر الجميع يحمل راية الإسلام تحت اسم «داعش» وهو أبعد ما يكون عن الإسلام وعن العصر وعن الحضارة.. تقف الشعوب العربية الآن في محنتها أمام عالم افتقد الرحمة وغابت عنه العدالة وقد خسر العرب كل ما كانوا يملكون من عوامل البقاء كبشر. ويسأل الكاتب أين البترول العربي؟ وهو أكبر ثروة في تاريخ البشرية حصل عليها الإنسان هبة من السماء لتكون الأرض العربية هي المكان الذي جمع كل هذا الثراء واتجهت أنظار العالم بشرقه وغربه إلى حقول النفط لأنه سر حضارة هذا العصر. ولا يدرى جويدة متى تلتئم جراح الانقسامات التي دمرت علاقات تاريخية بين الشعوب العربية ما بين طوائف دينية وأخرى عرقية وقد انتشرت هذه الانقسامات بين الشعوب مثل السرطانات؟ كم من الزمن سوف يحتاج الجسد العراقي المنهك لكي يلملم شظاياه؟ والشعب السوري لكي يعيد بناء وطنه؟ والشعب اليمني لكي يداوي جراحه؟». الشعب غاضب الانتقاد الموجه للحكومة من قبل المواطنين في تزايد مستمر وهو ما تسلط الضوء عليه منال لاشين في «الفجر»: «تجمعت عوامل غضب المصريين مثلما تتجمع السحب الكثيفة في المساء، لقاء بين سحب محملة بالغضب من تجاوزات الأمن، وسحب أخرى بالقلق على أعباء الحياة. تصريحات السلطة التنفيذية كلها جالبة للقلق. الحديث عن رفع أسعار الخدمات من كهرباء للمياه مرورا بتذكرة المترو والسكك الحديد. أينما توجد خدمة سيتم رفع أسعارها. الفكرة الحاكمة أننا يجب أن ندفع تكلفة الخدمات. الحكومة لم تدعم سوى الفقراء ومحدودي الدخل ولتذهب الطبقة المتوسطة أو بالأحرى ما تبقى منها إلى الجحيم. الشعب غاضب لأنه لم يعد يأمن على أمنه، فغدا قد يقع حادث فردي من الشرطة أو أمنائها يضيع فيه حياة مواطن، أو تضيع كرامته، وفي الوقت نفسه الشعب قلق، فغدا أيضا قد يتحمل أعباء زيادة فواتير كل شيء في الحياة. الإحساس العام أننا صرنا عبئا هائلا على حكومة مهزوزة تعايرنا ليل نهار بأننا لا ندفع الثمن الحقيقي للمبة الكهرباء وكوب المياه وتذكرة الذهاب للعمل. وبحسب الكاتبة هذا مناخ محبط ومقلق في آن. هذا حديث يرجعنا بقوة إلى تصريحات جمال مبارك وأحمد عز ووزراء الحرس الجديد عن إلغاء الدعم، وبالمثل الخطايا الفردية القاتلة في جهاز الشرطة تتوالى بمعدل يعيد إلى الأذهان حالة الشرطة قبل ثورة 25 يناير هذا الشعور ليس مجرد رأي عام ولكنه تحول لتقارير «تقدير موقف» وصلت إلى مكتب الرئيس». لو كنت حاتم «لو كنت «أمين شرطة»، وتابعت ما يُكتب في الصحف، وما يقال على شاشات الفضائيات، وما يتردد في المنتديات عن «دولة الأمناء»، و«مفيش حاتم بيتحاكم»، و«جرائم أمناء الشرطة وتجاوزاتهم».. فماذا ستفعل وفقاً لياسر عبد العزيز في «الوطن»؟ سيقول البعض: لا أهتم، إنه مجرد «كلام جرايد»، الجميع يخطئ، وأنا وزملائي نضحي، ونعمل في ظروف صعبة، والإعلام يهوّل، ويبالغ في عرض تلك القضايا، التي يجب النظر إليها باعتبارها «تجاوزات فردية». وسيقول آخرون: يجب أن نهتم، وأن نراجع سلوكياتنا ونضبطها، ورغم أننا قد نكون مظلومين في بعض الاتهامات الموجهة إلينا، أو متضررين من أسلوب التعميم الذي يتبعه الجميع معنا، فإننا يجب أن «ننحني قليلاً حتى تمر تلك العاصفة»، وأن «نتشدد إلى أقصى درجة ممكنة في ضبط أنفسنا، حتى لا نرتكب أخطاء أخرى تزيد الطين بلة». في اعتقاد الكاتب أنه من الصعب جداً الخروج عن أي من الإجابتين السابقتين، لكن يبدو أن أمناء الشرطة بالفعل لديهم إجابة ثالثة. ويرى الكاتب لا يمكن الاعتماد على إحدى الإجابتين المذكورتين في بداية هذا المقال لفهم موقف عريف الشرطة المتهم بقتل زميله، ولا يمكن أيضاً تبرير وقوع هذا العدد من الحوادث، وظهور هذا القدر من العناد والإصرار لدى قطاعات داخل جهاز الشرطة، فيما يتصل بارتكاب المخالفات والتجاوزات، والإصرار على رفض المحاسبة والمساءلة..ثمة سببان يمكن أن يفسرا ظاهرة التواء الأداء والاستمرار في ارتكاب التجاوزات والمخالفات الجسيمة، أولهما أن يكون هناك من يريد توريط النظام والقضاء على شعبيته، وهذا أمر وارد. أما السبب الثاني فيتعلق بخلاصة علمية توصل إليها العالم ديفيد فيلبس، في جامعة كاليفورنيا – سان دييجو، وهي الخلاصة التي استندت إلى أبحاث معملية أظهرت ميلاً إلى ارتكاب الحوادث المشينة، ومهما كانت هذه الحوادث شاذة فإن العواقب ستكون وخيمة والأثمان ستكون فادحة». الطلاق بزرميط ومن آراء الامس التي تناولت حالة العشوائية التي تخيم على العلاقات الاجتماعية خاصة بالنسبة للطلاق الذي ينتشر بشكل لافت لأسباب اقتصادية في المقام الأول، حيث يتجاوز عدد المطلقات عدة ملايين ما فتح المجال أمام فتن واسعة باتت تهدد المجتمع بمشاكل خطيرة، من جانبه انتقد الشيخ خالد الجندي، أحد علماء الأزهر الشريف، أوضاع الأزواج بعد الطلاق، واصفًا حال الطلاق في مصر بـ «البزرميط»، مشيرًا بحسب جريدة «الفجر» إلى أن الطلاق تحول إلى ساحة للحرب، وضحاياه هم الأطفال، والأجداد. وأضاف الجندي، خلال برنامج «نسمات الروح» المذاع عبر فضائية «الحياة»، يوم الجمعة، أن معادن الأسر تظهر بعد الطلاق، متابعًا أن محاكم الأسرة مكتظة بقضايا تافهة، مطالبًا البرلمان المصري إلى البحث في قضايا الرؤية، وحالات الطلاق الفوضوية. ومما يسفر عن مزيد من المشاكل شيوع فتاوى، الكثير منها لا ينتمي لصحيح الفقه الإسلامي وهو الأمر الذي تسعى المؤسسة الدينية الرسميه لمواجهته». حسام عبد البصير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة