شدد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مقابلة أجرتها معه مجلة «جون أفريك» ونشرت اليوم، على موقف القاهرة «الثابت»، الداعي إلى «حل سلمي» للأزمة السورية وإلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، مؤكداً في الوقت نفسه رفض بلاده الحديث عن تدخل عسكري لـ«حلف شمال الأطلسي» في ليبيا طالما لم يتم بعد بحث كل الحلول، معتبراً أنّه بعد تدخل الحلف للإطاحة بالنظام السابق «تُرك الشعب الليبي وحيداً». وأكد السيسي في ما يتعلق بالشأن السوري (بحسب نص صحيفة الأهرام)، «موقف مصر الثابت» الداعي إلى الحل السلمي للنزاع والحفاظ على سلامة الأراضي السورية، محذراً أيضاً من «إنهيار مؤسسات الدولة». وأضاف أنّ «إعادة بناء سوريا ستتطلب مئات مليارات الدولارات، وأنه على غرار ليبيا، لا يمكن ترك المجموعات الإرهابية تتوسع هناك لما يمثله ذلك من تهديد لكل المنطقة». أكّد السيسي ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية (أ ف ب) وتابع السيسي قائلاً: «لقد أهملنا هذه الأزمة لفترة طويلة، والآن تعقّد الوضع بشدة، وهنا أيضاً أقول إنه لو كنا قد أوجدنا حلاً منذ عامين، لما كنا وصلنا إلى الوضع الحالي». ويأتي حديث السيسي عن «الحل السلمي» في سوريا، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، أنّ الحل العسكري للأزمة أثبت عدم جدواه، مؤكداً أنه لا بديل عن التسوية السياسية هناك. وفي معرض تعليق شكري على إعلان الرياض استعدادها توجيه قوات برية سعودية إلى سوريا، أشار إلى أن العمل من خلال منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها، ستيفان دي ميستورا، هو الحل الأمثل لمعالجة الأزمة، معرباً عن تفاؤله تجاه مخرجات مؤتمر ميونيخ والبيان الذي تبنته «مجموعة دعم سوريا». وفي الشأن الليبي، أشار الرئيس المصري لدى سؤاله إن كانت مصر تطالب بتدخل «حلف شمال الأطلسي» ضد مواقع تنظيم «داعش»، إلى أنه كلما استمرت الفوضى في ليبيا، ازدادت المشكلات، وازدادت حلولها تعقيداً. وقال: «عندي عدة تساؤلات بشأن ليبيا؛ لماذا نلجأ إلى حلف الأطلسي دون محاولة بحث كل الحلول الداخلية في هذا البلد؟ هل جرت مساعدة الجيش الوطني الليبي؟ هل رُفع الحظر على الأسلحة حتى يمتلك هذا الجيش الوسائل لاستعادة سلطة الدولة؟ الإجابة لا». وأضاف: «لقد قلت منذ عامين إنه يجب مساعدة الجيش الليبي، ولو كنا فعلنا ذلك لكان الوضع اليوم مختلفاً». وبشأن الدعوة السابقة التي وجهها وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، إلى مصر والجزائر «للاضطلاع بمسؤولياتهما في ليبيا» (بمعنى التدخل ضد التنظيم المتطرف)، قال السيسي إنّ «إجابتي على ذلك بسيطة: هل فعلنا اللازم لمنع المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق من الانتقال الآن إلى ليبيا، وغداً إلى أبعد من ذلك؟ ما الذي يُفعل لتجفيف منابع تمويل وتزويد الإرهابيين بالسلاح؟ فهل سيصدر مجلس الأمن قراراً في هذا الشأن؟». ورأى أنه «إذا التزمنا بشكل حقيقي بهذه النقاط، فالوضع سيتحسن». وتابع الرئيس المصري قائلاً «نحن ننتظر إجابات عن هذه التساؤلات، ولا يمكننا التدخل في ليبيا طالما لم تُبحث كل الحلول، ومن دون أن يكون الليبيون قد أبدوا بوضوح الرغبة في ذلك». وحول ما إذا كان يرى أن «الأطلسي» لم ينه عمله في ليبيا بعد إسقاط نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، أجاب السيسي قائلاً: «بالطبع، بعد تدخل قوات الناتو ترك الشعب الليبي وحده، وأصبح رهينة للجماعات المسلحة والمتطرفين. كان يجب العمل على استعادة مؤسسات الدولة، ومصادرة الأسلحة ودعم الجيش، ولم يُفعل أي شيء من ذلك».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة