ان كان للانقاذ حسنة واحدة هي كشف عنصرية دويلة حمدي ، فلأول مرة تتفق قيادات أحزاب الجلابة على مبدأ عنصرية الجلابي للجلابي منعة ، يتظاهرون بمعارضة النظام -الا الصادقون - ولكنهم يتفقون على أن التغيير يأتي عن طريقهم ، عندما أرتكب الهالك نميري من الجرائم سواء الخيانة العظمي بترحيل الفلاشا مقابل دريهمات يقمن ملكه أو القتل خارج اطار القانون لم يحاسب أحد عندما سقط نظامه ولكنهم بدلوا جلودهم بجلود جديدة حتى يستمروا على ذات النهج .
هذه المرة أعني سقوط الانقاذ القادم ستتغير اللعبة والى الأبد للأسباب الآتية ، أولها الغبن والأحقاد التى غرستها أقلية دعامة المستعمر فى مجتمعات السودان ، ثانيا تفشي السلاح وبكميات مهولة مع الرغبة فى الانتقام لغياب عدالة دويلة حمدي ، ثالثا نهج دويلة حمدي على تقسيم موارد السودان بين محاسيبهم وتحديدا لمجموعة سكانية لا تتعدى 5% من سكان السودان ، رابعا انتفاء قومية القوات المسلحة وقيادات المؤسسات الأمنية الأخرى مع سيطرة كتيبة أقلية الجلابة تحديدا على السلاح النوعي بالكتيبة الاستراتيجية بشندي على نهج النظام الأسدي وبمعاونة نظام الملالي بايران .
لهذه الأسباب أقول بكل ثقة أن هيكلة الدولة السودانية ستكون باراقة الدماء شئنا أم أبينا وسيصبح ذلك جليا بسقوط حاميات الأقاليم أولا بيد حماتها الآن ومن ثم الزحف على عاصمة الفساد والابادة ، وبالطبع النظام راعى هذه السيناريوهات وأخذ فى تجنيس وجلب أناس من خارج الوطن ، أولهم أبناء الجواسيس السودانيين الذين غادروا مع المستعمر وأستقروا بمصر ثم منحوا الجنسية ، ثانيا بقايا القوات العراقية والطيارين الذين استقدمهم النظام ، ثالثا مرتزقة ومطاريد بقية الدول العربية الذين جنسوا من أجل حماية دويلة حمدي وبنهاية هذه المرحلة يكون السودان قد تخلص وللأبد من أحزاب تدعي القومية ولكن نهجها عنصري بالممارسة .
رابعا هناك أكثر من دليل بشأن تنفيذ خطة مثلث حمدي اذا بدأ تساقط الحاميات العسكرية بالأقاليم وقد يحدث هذا عندما يتم توحيد سكان غرب السودان ويتخلصوا من عنصرية الجلابة المزروعة بينهم وخاصة تسمياتهم عرب وزرقة .
أخيرا أنبه كل أبناء غرب السودان وشرقة وشماله ووسطه الشرفاء أن لا يتركوا الأمر لنهاية مأساوية قد تؤدي بالسودان كما يحصل بسوريا الآن بتشكيل حكومة منفى تستطيع وضع دستور قومي ونواة دوله حديثة لا تسمح بسيطرة مجموعة أو اثنية على مقاليد الأمور ، نعم هناك تصور بشكل حكومة المنفى قيد البحث الآن ولكن فى اطار ضيق حتى تكتمل الصورة .
خلاصة الأمر سينتصر الشعب السوداني ويعلن استقلاله من الاستغلال الاستعماري ولكن ثمن ذلك الاستقلال سيكون أسوأ من نهاية النظام الأسدي والقذافي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة