تشهد الدورة الثالثة من «مهرجان السودان للسينما المستقلة»، الذي انطلقت في الفترة من 21 وحتى 27 الشهر الجاري، حضورا مصريا وعربيا كبيرا، حيث تعرض خلال فعاليات المهرجان مجموعة من الأفلام العربية، التي حصلت على عدد من الجوائز العالمية طوال العام الماضي، أبرزها الفيلمان المرشحان لـجوائز الأوسكار 2016 «ذيب» للمخرج الأردني ناجي أبو نوّار، و«السلام عليكِ يا مريم» للفلسطيني باسل خليل، إضافة إلى فيلمي «3000 ليلة» للمخرجة الفلسطينية مي مصري، و«باب الوداع» للمصري كريم حنفي، و»بيك آب» للبحريني صالح نا، ويعرض المهرجان في دورته الثالثة 92 فيلما، من 34 دولة. فيلم «ذيب» هو أول الأفلام الطويلة للمخرج والكاتب الأردني ناجي أبو نوّار، الذي اشترك في كتابته مع باسل غندور، وتدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين، اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة. ومؤخراً تم الإعلان عن ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وقبلها تم ترشيحه لجائزتين من جوائز «بافتا» البريطانية، وقد عُرض في 25 دولة، ونال 18 جائزة سينمائية، منها جائزة أفضل مخرج من «مهرجان فينيسيا السينمائي». وقد انطلق الفيلم مؤخراً بدور العرض في الولايات المتحدة الأمريكية، وجمع أكثر من 136 ألف دولار خلال 5 أسابيع، كما عُرض الفيلم تجارياً في 12 دولة في العالم العربي وأوروبا، ومن المخطط إعادة إطلاقه في العالم العربي. فيلم «السلام عليكِ يا مريم» يقدم المخرج والمؤلف باسل خليل قصة نمط الحياة الصامت، الذي تعيش فيه 5 راهبات في دير منعزل في الضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير في بداية يوم السبت، الذي يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت. جاء ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير بعد جولاته الناجحة في أكثر من 65 مهرجانا في 27 دولة، حصد فيها 11 جائزة خلال 7 أشهر فقط، حيث بدأت رحلة «السلام عليكِ يا مريم» في المهرجانات من خلال «مهرجان كان السينمائي»، الذي استقبل عرضه العالمي الأول ضمن اختياراته الرسمية، ووصولاً إلى «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، الذي منحه جائزة أفضل فيلم قصير الشهر الماضي، ومن المخطط إطلاق الفيلم في دور العرض العربية خلال الأسابيع المقبلة في خطوة إطلاق فريدة من نوعها داخل العالم العربي. أما فيلم 3000 ليلة من إخراج وتأليف مي مصري، فيروي قصة مُدرّسة فلسطينية تضع مولودها الأول في سجن إسرائيلي، فتواجه أصعب التحدّيات من أجل حماية ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل. الفيلم عُرض مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال «مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي» في كاليفورنيا، وقبلها فاز «3000 ليلة» بجائزة لجنة التحكيم من العروض الدولية لأفلام وتلفزيون المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونال جائزة الجمهور في الدورة الـ60 من «مهرجان بلد الوليد السينمائي» في إسبانيا، وقد أقيم عرضه العالمي الأول في «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي»، كما شارك في «مهرجان بوسان السينمائي الدولي» في كوريا الجنوبية، و»مهرجان لندن السينمائي» بعروض كاملة العدد. وانطلق في عروضه التجارية في مدينة نابلس الفلسطينية خلال الشهر المنصرم لمدة أسبوع واحد، وشهد العرض حصول المخرجة على 3 دروع تكريمية من جامعة النجاح الوطنية، جمعية اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس ومن عائلة المصري تقديرا لجهودها في السينما الفلسطينية. الفيلم المصري «باب الوداع»، من إخراج وتأليف كريم حنفي، يحكي قصة شاب ينشأ بمعزل عن العالم مع جدته ووالدته التي تقرر عزله بعد هجر والده لها خوفاً من أن يتركها، إلا أن الشاب يحلم باكتشاف العالم الخارجي. وهو من بطولة سلوى خطاب، أحمد مجدي، آمال عبد الهادي وشمس لبيب، وهو من إنتاج شركة «خيال للإنتاج الفني» بدعم من وزارة الثقافة المصرية، وقد أطلقته MADSolutions لمدة أسبوعين في دور العرض التجارية في القاهرة. وقد كان المشاركة المصرية الوحيدة في المسابقة الرسمية في دورة 2014 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، حيث فاز بجائزة الهرم الفضي لأحسن إسهام فني، واختاره الكثير من النقاد كأفضل الأفلام العربية خلال العامين الماضيين. الفيلم القصير «بيك آب» من إخراج البحريني صالح ناس، وخلال 10 دقائق يحكي قصة فتاة تخجل من توصيل والدها لها من المدرسة بسبب سيارته الـ»بيك آب» القبيحة بالنسبة لها. وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو من «مهرجان أيام البحرين السينمائية»، كما كان عرضه العالمي الأول في «مهرجان رسالة للإنسان» للأفلام الوثائقية والقصيرة والتحريك في مدينة سانت بيترسبرغ الروسية. كما شارك السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر الأفريقي في إفتتاح الدورة الثاثة من «مهرجان السودان للسينما المستقلة»، وذلك في إطار التعاون مع مهرجانات السينما في القارة الأم، وبناء على اتفاقية التعاون والتدريب منذ إنشاء «مهرجان السودان للسينما المستقلة»، حيث كانت مصر الدولة ضيف الشرف في دورة التأسيس، حضر السيناريست سيد فؤاد افتتاح الدورة الثالثة برئاسة طلال عفيفي، ومدير المهرجان إيلاف الكنزي، وبحضور الطيب حسن بدوي وزير الثقافة السوداني، والذي وافق على دعوة السيناريست سيد فؤاد لحضور الدورة الخامسة من «مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية». يذكر أن «مهرجان السودان للسينما المستقلة» تقوم بتنظيمه «سودان فيلم فاكتوري»، وهي مبادرة تسعى لتدريب الشباب السوداني على أساسيات صناعة الفيلم، وتقدم دعمها التقني والمعرفي واللوجستي لصناع الأفلام. ويحتفي المهرجان بالثقافة الأفريقية، وإلقاء الضوء على السينما المستقلة بشكل خاص، عبر عدد من الفعاليات في العاصمة الخرطوم والعروض التي تضم كل أنواع الأفلام، مع ورش عمل ومحاضرات متخصصة في صناعة الأفلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست