العمل السري أضر بالحزب وحرمه من تواصل الأجيال في العمل التنظيمي لا نكمم الأفواه داخل الحزب والمؤتمر الخامس أجاب على كل التساؤلات لهذه الأسباب نلزم من خرجوا بنقد تجربتهم إن أرادوا العودة للحزب نحن حزب ثوري ليبرالي والعمل فيه يتطلب الوحدة وأي خروج عن الخط يعني مفارقة الحزب لا نناصر العمل المسلح وندعم قضية حاملي السلاح النظام الخالف حيلة لتجميع "الوهابية" والإسلاميين لإطالة عمر النظام لهذه الأسباب لا نقبل أن تكون حركة الإصلاح الآن جزءاً من قوى التغيير كل من يتحدث عن إصلاح وتجديد "الشيوعي" بعد المؤتمر الخامس سيكون باحثاً عن حزب آخر لا نقدس "الماركسية" ونسترشد بها لقراءة الواقع العداء للحزب الشيوعي يعني معاداة الشعب السوداني الصراع الدائر في السودان صراع طبقي تقف وراءه سيادة الرأسمالية الطفيلية
قال سكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب إن التحقيق لا يزال جارياً مع مجموعة الخمسة التي تم تجميد نشاطها ولم تصدر بحقها عقوبة وأكد خلال حديثه في هذا الحوار أن الحزب لا ينتهج السرية في عمله الداخلي في الوقت الحالي، وعاد ليقول إنها أضرت به، ومنعت تواصل الأجيال فيه، نافياً أن يكون تأجيل المؤتمر السادس بسبب الخلافات التي شهدها الحزب. وفي سياق آخر أكد الخطيب رفضهم لقبول اتفاق د. غازي والصادق المهدي لإلحاق حركة الإصلاح الآن بقوى المعارضة وأشار الى أنهم لم يفوضوا المهدي للحديث نيابة عنهم في أي مرحلة ، واعتبر النظام الخالف حلية من الترابي لتجميع الإسلاميين والوهابية لاستمرار النظام، هذا وغيره من الإفادات.. حوار الطيب محمد خير ـ ما سبب تأجيل المؤتمر العام بعد أن اكتمل الإعداد له؟ لم نكن محددين تاريخا بعينه لانعقاد المؤتمر لكن جرت مناقشة في اجتماعات اللجنة المركزية حول ما تم من إنجازات في الورقة السياسية، وكذلك مشروع برنامج الحزب وأيضاً التعديلات التي ستتم في الدستور. كل هذه الأوراق تم تسليمها لفروع الحزب والمناطق في الأقاليم، لكن نتائج المناقشات لم ترد بالحجم المطلوب لذلك تأجيل انعقاد المؤتمر لحين ورود مناقشات المناطق للمركز حتى يمثل المؤتمر وجهات نظر ورؤى المناطق. ـ أليس السبب الأزمة التي نشبت مؤخرًا في الحزب حولته لمؤتمر أزمة؟ أبداً، ما حدث ليس أزمة بالمعنى المتعارف عليه وليس السبب بل تأجيل المؤتمر الذي جاء للأسباب التي ذكرتها، ولا زلنا ماضين نحو انعقاد المؤتمر ونريده مؤتمراً يمثل فيه العقل الجمعي يعكس فيه ممثلو المناطق والهيئات آراء مناطقهم وليس رؤاهم الخاصة وهذا سبب تأجيل المؤتمر، وليس بسبب إيقاف بعض الزملاء في سبيل انهم تخطوا الإجراءات التنظيمية وعقدوا اجتماعات خارج الأطر التنظيمية . ـ لهذا السبب تم تجميدهم وتعليق نشاطهم؟ التحقيق معهم لا زال جارياً لتقصي أسباب ما أقدموا عليه، وبعد اكتماله ستتخذ اللجنة الإجراء اللازم بشأنهم إما إدانتهم أو تبرئتهم، في سبيل أنهم يشاركوا في المؤتمر العام. ـ هناك اتهام لقيادة الحزب أنها افتعلت هذه الأزمة حتى تحيّد الذين يحملون وجهة تنظر مخالفة لها ستطرح في المؤتمر؟ ذكرت أن التأجيل تم لتحقيق عقل جمعي حقيقي في المؤتمر، أما ما يقوله الآخرون أن هذه القضية مربوطة برؤى مختلفة، هذه الرؤى نحن بعد انهيار المعسكر الاشتراكي قمنا بفتح نقاش عام لمحاولة تجديد الحزب وكان كل شيء مطروح بما في ذلك اسم الحزب ونظريته ومنهجه، وبعد نقاش استمر(15) عاما بمشاركة كل عضوية الحزب تم حسم كل هذا نهائياً في المؤتمر الخامس، فيما يتعلق بنظرية الحزب تم اختيار الماركسية كنظرية ومنهج، وأن يكون اسم الحزب الشيوعي ويعبر عن الطبقة العاملة وبرنامجه استكمال الثورة وبناء الاشتراكية. ـ التفسير السائد للململة التي تمت في الحزب نتيجة لمصادرة العمل الديمقراطي داخله بنظرية العقل الجمعي؟ لبست هناك مصادرة للديمقراطية في الحزب، بالعكس الحزب يتوجه نحو الديمقراطية بصورة أوسع مما كان، رغم ظروف العمل السري التي أجبرته عليها الدكتاتورية العسكرية والشمولية التي جعلت المركزية طاغية في الفترات الماضية، لكن الحزب الآن يتجه نحو الديمقراطية وفق ما أقره المؤتمر الخامس وما يمارس في الحزب هو ما توافقنا علية من دستور وخط سياسي وتنظيمي. ـ كيف ترد على اتهامكم أنكم كشيوخ أكثر كنكشة وتمسكا بالمناصب وابعاد كل من يعترضكم؟ هؤلا الخمسة الذين تعنيهم تم إخضاعهم للمحاسبة لأنهم عقدوا اجتماعا خارج إطار الحزب في حين كان متاحا لهم طرح أي أفكار يرونها داخل هيئات الحزب وقنواته في سبيل أن يتم نقاش حول رؤيتهم، لكن الخروج على الدستور وعقد اجتماع خارج الأجهزة هذا يعني بداية تكتل لهدف ما بعيد عن الحزب. ـ طيب إن كانت هناك ديمقراطية داخلية حقيقية في الحزب لماذا ضقتم باجتماع هذه المجموعة؟ لم نضق ذرعاً، وإنما حسب دستور الحزب أن الرأي الذي لم يحظ على موافقة الأغلبية من حق المجموعة التي طرحته أن تحتفظ برأيها وفق أسس محددة داخل أطر وقنوات الحزب . ـ هل دستور الحزب يمنع مناقشة العضوية فيما بينها وطرح أفكار خارج القنوات المختصة لتكوين رأي عام لتمرير رؤية داخل المؤتمر العام؟ هذا هو الاستقطاب الذي يمنعه دستور الحزب الذي يعطي العضوية الفرصة لطرح أفكارها ومناقشتها في قنوات الحزب الداخلية وليس خارجها، لأنه في هذه الحالة يمكن أن يأتوا للجنة المركزية باستقطابات. ـ لكن الاستقطاب أمر مشروع حتى في الانتخابات العامة في الدولة؟ نحن لا نتعامل عبر الاستقطاب داخل الحزب، لأنه حزب ثوري له توجهه ولا يتحمل أن يكون هناك استقطاب والانتخابات فيه تتم بشكل ديمقراطي عبر الاقتراع السري للوصول للجنة المركزية. ـ ما دام كذلك، لماذا يسمح للقيادة بإعداد تقارير مسبقة وإنزالها لمناقشتها في المؤتمرات القاعدية ومن ثم المؤتمر العام؟ اللجنة المركزية لا تضع تقارير وإنما تقرر في تكوين لجان لوضع تقرير سياسي وتنظيمي ووضع برنامج ودستور، وهذه تمثل حصيلة نشاط الحزب ككل في الفترة الماضية وفق ما تقرر في المؤتمر السابق ألا ترى أن هذه التقارير توجيه مسبق للمؤتمر؟ ليس توجيهاً لأن هناك خطاً عاماً يتم الاتفاق حوله داخل المؤتمر ويتبعه الحزب وفق معطيات كل مستوى فيه هذه الممارسة تنير لنا الطريق لنضع الأوراق وفق معطيات الواقع الجديد، وما تمت ممارسته في تنفيذ خطنا السياسي. ـ طيب أليست طريقة معيبة أن يناقش مؤتمر عام تقارير معدة مسبقاً وموجهة وأنتم تنادون بالديمقراطية وحرية الرأي؟ هذه التقارير تتحدث عن الوجهة العامة واللجنة المركزية تكون لجانا يشارك فيها كل الكادر القادر على هذا العمل، والأوراق التي تقدم هي أوراق مشاريع يتم إنزالها للقواعد لدراستها ووضع رؤيتهم حولها قد يتفقوا أو يختلفوا معها، وسبب تأخير المؤتمر السادس لأننا نريد رأي كل العضوية فيما هو مطروح حتى يكون ما نخرج به يمثل رؤية الحزب وليست رؤية القيادة. لكن بالضرورة يكون هناك تحديد مسبق لمسار النقاش؟ ليس كذلك لأنه في أي مؤتمر عام تقدم أوراق لتناقش قد يتفق حولها أو يختلف. ـ المتعارف عليه هذه الأوراق لا تعد من قمة الحزب وتنزل وإنما يتم العكس؟ هذه القارير رسم لخط سياسي يتم فيه تقييم ما تم إنجازه في الفترة الماضية مضاف له ما توصلنا إليه من خلال الممارسة بما يدفع عملنا إلى الأمام وفق الممارسة لذلك نعد هذه الأوراق وفق ما تم في الواقع بمشاركة كل مستويات الحزب مقابل ما طرحناه نظريات، وليس ما تراه اللجنة المركزية. ـ في رأيك هذه الطريقة ديمقراطية؟ نعم، ديمقراطية ومعمول بها في كل الأحزاب التي تنشد عملاً سياسياً ديمقراطياً. ـ هناك من يعتبر هذه الطريقة واحدة من أسباب الصراع الذي يشهده حزبكم الآن؟ نحن لم نصل لمرحلة الصراع وأنت الذي تسميه صراعاً. ـ لكن في المؤتمر الخامس تمت المطالبة بتغيير هذه الطريقة أليس كذلك؟ في المناقشة العامة هناك من طالب بتغيير الاسم والتخلي عن النظرية الماركسية وغيرها من المطالبات، لكن تم حسم هذا في المؤتمر الخامس باتباع النظرية الماركسية، وهذا يحتم على الأقلية أن تتبع الأغلبية كما ينص الدستور، والممارسة هي التي تحدد اتجاه الآراء داخل الحزب، وإن وجدنا أن هذه الطريقة غير صحيحة نعود لفتح نقاش من جديد لكن خروج الأقلية عن رأي الأغلبية هذا تخريب في الحزب. ـ هل اعتبرتم ما قامت به مجموعة د. الشفيع تخريباً في الحزب وليست دعوة للإصلاح؟ حتى الآن يتم التقصي مع هذه المجموعة وهي عقدت اجتماعات خارج أجهزة الحزب ونعتبره تكتلاً. ـ ما الذي دفع هذه المجموعة للتكتل إن كانت هناك ديمقراطية حقيقية في الحزب؟ هولاء خرقوا دستور الحزب باعتبار أننا متفقون على مناقشة قضايا الحزب داخل أجهزته وعندما يخرج آخرون لعقد اجتماعات خارج أجهزة الحزب للاتفاق على رؤية محددة يكونوا ارتكبوا خطأ على أساس أنهم سيفرضون رؤيتهم وفق هذا التكتل هذا ممنوع داخل الحزب والدستور يقول (لا)، لذلك نحن ضد التكتلات لأنها تربك الحزب وتؤثر في وحدته ولن تكون إرادته موحدة. ـ لكن هذا التكتل يظهر في "اللستة" التي تعد مسبقاً ويدفع بها للمؤتمر العام ليبصم عليها ما يجعل التصويت لاختيار القيادة شكلياً؟ اللجنة المركزية وفق الدستور من حقها أن تقدم ترشيحات ويفتح الترشيح للهيئات لتقدم ترشيحات أيضا لتضاف للقائمة التي تطرح للمؤتمر الذي يختار منها أعضاء اللجنة المركزية بالاقتراع السري. ـ لكن هذا يفتح المجال أن يكون الاختيار موجهاً ما جعل البعض خالداً في قيادة الحزب؟ هذا ليس صحيحاً، وكما يرى البعض هناك كنكشة وللحقيقة وأنا كنت عضو اللجنة المركزية السابقة وعدد أعضائها (13) عضواً فقط الحالية (41) عضواً وهذا يعني أن هناك أعضاء في اللجنة المركزية الحالية لم يكونوا في اللجنة السابقة، والثابت أن اللجنة المركزية تقدم ترشيحات بحكم أنها مطلعة على كل ما يدور في الحزب وكوادره واللستة التي تختارها ليست من داخلها فقط بل تحوي أسماء من خارجها، وهذا يعطي الفرصة للهيئات أن ترشح من تراه مؤهلا أن يكون في اللجنة المركزية والمؤتمر هو الذي يختار. ـ لكن هذا يفتح المجال للتكتلات التي ترفضونها لأنه توجيه مسبق لعملية الاختيار بما يجعلها شكلية؟ لا تنسى هذا حزب ثوري وليس حزباً ليبراليا يعني نحن نتعامل بطريقة ثورية وليس لبرالية ، اللجنة المركزية بحكم المامها بالكادر في الحزب تضع قائمة بمن تراهم مناسبين بالتوافق داخلها لكنها لا تفرض على المؤتمر أن يختار ذات الأشخاص الذين تضمهم اللستة والطريق مفتوح لكل هيئات الحزب أن تقدم ترشيحات. ـ رغم ما قلت لكن ظاهر من إخضاع هذه القيادات للمحاسبة أن الحزب يعاني من عدم مساواة بين قياداته في حق ممارسة النقد؟ نحن نفذنا ما نص عليه الدستور واللائحة بإيقاف نشاطهم لحين الانتهاء اللجنة من التحقيق معهم ورفع ما توصلت إليه للجنة المركزية ولم نصدر عقوبة بحقهم كما يعتقد البعض. ـ ما حدود المساحة المسموح بها للأعضاء ممارسة النقد داخل الحزب ودرجة المساواة في ذلك؟ كل شيء متاح داخل الحزب وفق ديمقراطية حقيقية داخلية باعتبار أن الأقلية تتبع الأغلبية والهيئات الدنيا تتبع للعليا وهذا المتبع في العمل الديمقراطي ودستور الحزب ينص على ذلك، ولا نكمم الأفواه داخل الحزب بل نعطي الفرصة كاملة لأي عضو ليعبر عن رأيه لكن داخل قنوات الحزب وليس خارجها ودستورنا يقر باحترام الرأي الآخر داخل وخارج الحزب. ـ ألا توافقنا أن طريقة تصعيد المرشحين التي يتبعها المؤتمر الوطني أكثر ديمقراطية منكم؟ طريقتنا هي الأسلوب المتبع في كل الأحزاب، عندما تطرح قائمة اللجنة المركزية للمؤتمر العام من حقه أن يختار من يراه مناسباً وذات الشيء متبع في الأحزاب الأخرى. ـ لكن المؤتمر الخامس أقر بضعف الديمقراطية وضيق مواعينها وهيمنة المركزية داخل الحزب؟ معروف أن المركزية هي الأساس في أي حزب ثوري حتى تتوحد إرادات العضوية فكرياً للعمل سوياً في سبيل تحقيق أهدافه. ـ كيف تمارسون المركزية مع الديمقراطية داخل الاجتماعات والمؤتمرات؟ المؤتمر العام الخامس عالج كل نواحي القصور وتوافقنا على دستور العقل الجمعي وحددنا فيه كيف نمارس المركزية والديمقراطية داخل الحزب، والآن نحن مقبلون على المؤتمر السادس بعقل جمعي لأجل مواصلة تطور برنامجنا ونواصل في خطنا السياسي. ـ هناك قضايا صمت عنها المؤتمر الخامس وأصبحت مرحلة للمؤتمر السادس منها تجديد دماء الحزب وفتح المجال للشباب بتنحي الشيوخ وحتى تغيير الاسم؟ لم يتم ترحيل أي قضية والمؤتمر الخامس أجاب على كل التساؤلات وتوافق المؤتمرون على أن يبقى الاسم (الحزب الشيوعي السوداني) دون تغيير وأن تكون نظريته ومنهجه الماركسية، والحزب معبر عن الطبقة العاملة وكل المنتجين. ـ لكن استمرار القيادة الحالية أغلق الطريق أمام صعود الشباب؟ نحن منهجنا أن ينتخب المؤتمر القيادة الجديدة بسرية، والحزب مفتوح للعموم وليس الشباب يعني كل من هو مؤهل يمكن أن يتم اختياره في اللجنة المركزية. ـ هناك من يتهمكم كشيوخ أكثر تمسكاً بالاستمرار في قيادة الحزب؟ هذه رؤية غير صحيحة لأنه بالضرورة أن يتم تواصل بين الأجيال ونحن إن تمسكنا بأن تكون القيادة قاصرة على الكبار نكون أخطأنا في حق الحزب، وواحدة من السلبيات الموجودة أن الحزب منذ تأسيسه ظل يعيش في سرية لظروفه، ما منع التواصل بين الأجيال لأن السرية فرضت على الحزب العمل المركزي. ـ ظل البعض يرفض بعض البنود في دستور الحزب هناك وينادي بتعديلها لأنها تغيّب الحزب عن الساحة؟ هذه بنود تطلبتها السرية للمحافظة على أجهزة الحزب وكوادره حتى لا تقع في أيدي الأمن، لكن رغم السرية الحزب لم يغب وظل يعمل وسط الجماهير وكوادره هي الأكثر اعتقالاً وتشريداً، أما الشأن الداخلي فهو عمل سري بالضرورة نحافظ عليه، أما العمل الجماهيري فليس سرياً لأننا نناضل. ـ ما سبب التمسك بالسرية حتى أصبحت موضع خلاف داخل الحزب، وهناك من يراها حجة غير مقنعة؟ الانقلابات التي شهدها السودان ومصادرة الحريات وحل الأحزاب فرضت العمل السري، لذلك أوصى المؤتمر الخامس أن تقوم اللجنة المركزية بتجميد بعض مواد الدستور وتراعي أن يكون ذلك بشكل محدود وفق ظروف كل منطقة وأن يعاد العمل بالمواد المجمدة من قبل اللجنة في الدستور بانتفاء الأسباب . ـ لا يزال الحزب ينتهج السرية في عمله الداخلي؟ الحزب الآن لا ينتهج السرية التنظيمية لكن إن دعت الضرورة للعمل السري سننزل تحت الأرض ونحن على استعداد لذلك. ـ لكن الحزب فوت فرصة تاريخية في المؤتمر الخامس للتغيير والشروع في التجديد نتيجة الخوف الانقسام؟ هذا ليس خوفاً وإنما هي إرادة المؤتمر الخامس وعضوية الحزب توافقت أن يكون الاسم هو الحزب الشيوعي السوداني . هذا بالنسبة للاسم لكن في إطار النظرية والمنهج هناك أشياء تجاوزها التاريخ مثل طبقة العمالة والاشتراكية أليس هذا جمودا؟ الطبقة العاملة موجودة ولا يستقيم الإنتاج في غيابها نعم حدثت متغيرات ومعروف أن الصراع العالمي دائر بين النظام الرأسمالي والاشتراكي وهناك من يروج أن الرأسمالية هي نهاية التاريخ بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، بينما نحن نرى أن النظام الرأسمالي يحمل بذرة فنائه داخله وما زلنا متمسكين بأن يذهب ويأتي آخر أكثر اشتراكية وديمقراطية.
ـ هناك أصوات داخل الحزب الشيوعي تنادي بضرورة إعادة تقييم النظرية الماركسية، إلى أي مدى يمكن أن يحدث هذا؟ الماركسية هي نظرية علمية وأي شيء علمي قابل للتطور وبالتالي نحن نأخذ بالمستجدات ونتعامل معها، لكن في اتجاه بناء الدولة الاشتراكية التي ننشدها، ونحن قمنا بتقييم خلال النقاش الذي أدرناه لـ(15) عاماً أسباب انهيار المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وتوصلنا إلى أن غياب الديمقراطية كان السبب إذ لا يمكن أن توفر الاشتراكية الجانب المادي وتغيب الديمقراطية وأن النظام في الاتحاد السوفيتي كان نظام رأسمالية الدولة. ـ نفهم أن تمسككم بقدسية النظرية الماركسية منعكم من أي حذف وإضافة فيها؟ نحن لا نقدسها وإنما نسترشد بها لقراءة الواقع لنعمل على تغييره لأن النظرية الماركسية مبنية على تغيير العالم للأحسن وليس تفسيره، وهي نظرية في أساسها نقد للمجتمع الرأسمالي. ـ هناك الكثير من الكوادر فضلت الخروج من الحزب وتكوين أحزاب موازية بعد أن فقدت الأمل في أن تجد فرصتها في الصعود لأعلى؟ الخروج والانضمام لأحزاب أخرى سُنة في كل الأحزاب وليس الحزب الشيوعي وحده وهذا يتوقف على قناعة الكادر وما يراه وبالتالي يذهب من يذهب ويبقى من يتوافق مع رؤى الحزب، لكن ما أعرفه أن عضويتنا في الحزب مستقرة وتعمل في سبيل تحقيق أهدافها. ـ خروج الشباب الداعين للتجديد من الحزب ألا يعني وجود صراع معكم كشيوخ محافظين؟ القضية ليست شباباً وشيوخاً ولا تجديداً ومحافظة، كل ما هناك ما يتفق حوله داخل المؤتمر العام هو الذي يسود، لذلك قلنا بالعمل في الحزب بالعقل الجمعي ونتوافق بديمقراطية كاملة على خط الحزب السياسي، وكذلك التنظيمي والإداري والمالي وقبل ذلك نتفق على دستور يحكم هذا العمل. ـ يعاب على الحزب الشيوعي أنه لم يستفد من مساحة الحرية التي وفرها الحوار الوطني؟ نحن حزب مسجل لدى مسجل الأحزاب، ولنا دور مفتوحة ونمارس نشاطنا، والنظام يحظر علينا أن نخاطب جماهيرنا ويصادر جريدتنا أحياناً، لكننا رغم ذلك نواصل نشاطنا العلني وسط الجماهير ونبني حزبنا. ـ هناك من يتهمكم كقيادة بأنكم تتذرعون بانشغالكم بإسقاط النظام وتهملون عملية ترميم وإعادة بناء الحزب ما جعل الأصوات الرافضة داخله ترتفع وتخرج للعلن؟ إصلاح وتجديد الحزب تم حسمه في المؤتمر الخامس والحزب لم يتوقف عن التطور وهو في حالة تغير مستمر بعقل جمعي داخل مؤتمراته، وليس خارجها، لذلك كل من يتحدث عن التجديد وينظم عملا خارج أجهزة الحزب يكون يبحث عن حزب آخر وغير متوافق مع الحزب الذي رسم خطه ونظريته ومنهجه السياسي وأقر دستوره واسمه في مؤتمره الخامس، بعد هذا كل من يخرج عن ذلك مضر بالحزب لذلك نحن نحقق مع كل من يخرج عن منهج الحزب وخطه. ـ لكن العمل الجمعي الذي تصرون عليه هناك من يراه مكبلة للكوادر ويمنعها من التحرك بحرية لتفجير طاقاتها؟ العمل الجمعي لا يكبل طاقات الكوادر بل العكس يمثل أعلى أشكال الديمقراطية ويفسح المجال لنقاش أوسع يصل فيه الناس لتحديد الخط السياسي ويتخذ القرار فيه وفق تداول واسع، ومن يرى غير هذا يكون ضد الديمقراطية في شكلها العام الذي يلزم الأقلية أن تتبع الأغلبية في العمل الديمقراطي، وطالما أن هذا الشخص منظماً داخل الحزب عليه أن يلتزم بالدستور وما تقره الأغلبية من برامج وقوانين ودستور وخط تنظيمي وسياسي، وأي خروج عن هذا يعني الخروج من التنظيم. ـ هذا يعني أنك تحصر الكادر في خط نشاط معين لا يفارقه وإلا يكون فارق الحزب؟ نعم لأن هذه منظومة عمل لحزب ثوري في سبيل أن يحقق أهدافاً محددة متفقاً حولها وبالتالي بالضرورة أن يلتزم الجميع بهذا الخط ويرتبطوا معاً لأجل التغيير الذي يقود لهذه الأهداف، وإلا لا يكون عملاً ثورياً، ويتجه كل شخص وفق رؤيته لأنه في النهاية هو اتحاد. ـ هل بسبب الثورية تكبل الآخرين بالعقل الجمعي وأنت تتحدث عن الحرية والديمقراطية؟ نحن لا نكبل أحداً، وذكرت لك أن العقل الجمعي هو أن يكون هناك هدف متفق حوله، ونتجه نحوه برؤى جماعية وفق ديمقراطية واسعة يناقش فيها هذا الهدف بين قوى اشتراكية للوصول لرأي موحد يكون ملزماً للجميع ليتم تنفيذه، وهذا يعني أننا نتجه لعمل ثوري يتطلب وحدة الفكر والإرادة والعمل لتحقيق أهدافه. ـ ما التغيير الذي تم على المستوى الداخلي أم لا زلتم تعملون وفق رؤى فترة تأسيس الحزب في القرن الماضي؟ دستورنا يلزمنا أن نسترشد بالنظرية والمنهج الاشتراكي ولا ننكر أن العالم في حالة تطور، وكل ما يضيف لهذه النظرية نحن معه لكن الأساس عندنا بناء الاشتراكية في السودان. ـ ما الغرض من إلزامكم للعضو الذي يرغب في العودة للحزب بكتابة طلب استعادة عضوية بطريقة أشبه بإقرارات الأجهزة الأمنية؟ ليس إقراراً وإنما هو طلب يقدمه للفرع الذي يرغب في الالتحاق به، وبدوره الفرع يضع رؤيته وملاحظاته بأن هذا الشخص سلوكه قويم ولم يعادي الحزب باعتبار معاداة الحزب تعني معاداة الشعب السوداني، هذا بالنسبة للعضوية التي خرجت منفردة لأسباب موضوعية، أما الذين انقسموا في تكتل، فهؤلاء بالضرورة أن يكتبوا تجربتهم في فترة الانقسام حتى يستفيد الحزب منها باعتبارها تجربة حتى لا تحدث انقسامات مستقبلاً. ـ هناك من فسر مناقشة الحزب لأعضائه المنشقين بأنه في أزمة ويستنجد بإعادتهم؟ نعم، هؤلاء الذين انشقوا خسارة للحزب بعد أن دربهم وأهلهم أن يذهبوا منه ونقاشهم لا يعني أن الحزب في أزمة وفوق هذا الحزب لا يتعامل مع المجموعات التي انقسمت ككتلة وإنما يفتح النقاش مع الأفراد. ـ من الذي عاد من القيادات المشهورة؟ هذا شأن داخلي للحزب لا أفصح عنه. ـ ما سبب قسوة الحزب مع كوادره ومجموعة د. الشفيع كمثال على عكس ما في الأحزاب الأخرى؟ ليست هناك قسوة بقدر ما هو تطبيق للدستور بشكل صارم على أساس أننا توافقنا عليه ليحكم وبالضرورة أن ينطبق على أي شخص، وهذا كما ذكرت لك عمل ثوري لتجديد فكر في الأساس ووحدة إرادة لتنفيذ هذا الفكر والعمل المشترك شكل موحد عليه كل من يخرج من هذا الإطار يعطل حراك الثورة، لذلك لابد أن نكون صارمين. ـ الملاحظ أنكم تناصرون الحركات المسلحة بأنها تقود صراعاً طبقياً وهو ذات الخطأ الذي وقع فيه الحزب عندما أيد الحركة الشعبية وهو يعلم أنها حركة انفصالية؟ نعم، نظرتنا للصراع الدائر الآن أنه ليس بعيدا عن صراع الطبقات باعتبار أن الرأسمالية الطفيلية هي التي تسود وتقود السودان الآن، وليست لها مصلحة في العمل الإنتاجي، فقط تريد جمع الأموال وتعيش حياتها ببذخ وهي التي دمرت البنى التحتية للإنتاج في السودان ، لذلك كانت نظرتنا للصراع الدائر الآن في السودان بأنه صراع طبقي في جوهره، وسببه التنمية غير المتوازنة نتجية سيادة أسلوب الإنتاج الرأسمالي الطبقي في السودان منذ الاستقلال ما جعل الأطراف مهمشة بها خدمات أقل ومواطنها يتعامل مع الطبيعة بأدوات تقليديه بدائية. لذلك نعتبر من يحملون السلاح يسعون لبناء سودان حديث لتكون هناك تنمية متوازنة وتحديث الريف. ـ لكن الآن هناك محاولة للتنمية والتحديث في بعض الأطراف المهمشة لكن الحرب تعوقها؟ نعم، الرأسمالية الطفيلية تريد تحديث تلك المناطق، لكن ليس لمصلحة أهلها وإنما لمصلحتها باستجلاب شركات وآليات لتستولي على الأراضي، وهذا ما نرفضه كحزب، لذلك نحن مع الحركات المسلحة، ونمد يدنا إليها في سبيل عمل ثورة ديمقراطية حقيقية في السودان توزع الثروة والسلطة بعدالة وتحقق تكاملاً بين أقاليم السودان لنصل لهوية مشتركة مع بعض تعبر عن التنوع الموجود. ـ تناصرون مجموعات تنتهج العمل المسلح للتغيير، وهذا يتعارض مع مبادئ الحزب؟ نحن لا نناصر العمل المسلح وإنما نناصر قضيته، وهذه المجموعات لم تحمل السلاح إلا مضطرة بعد أن ناضلت في مناطقها نضالاً سلمياً في سبيل تحقيق تطلعاتها، لكن نضالها وصف بالعنصرية والجهوية حتى يكبحوا حركتهم، والرئيس قال من يريد حقه فليحمل السلاح فهم حملوا السلاح. ـ ما يعاب على الحزب الشيوعي أنه يناصر التنظيمات الملسحة لتقوية موقفه كحزب معارض على حساب آيدولوجيته؟ نحن نتحالف مع كل القوى السياسية التي تسعى لتحقيق الديمقراطية، لذلك مددنا يدنا لهذه القوى لأنها تحمل قضايا تتفق مع برنامجنا في إيجاد بديل ديمقراطي بعد إسقاط هذا النظام وزواله، وهم يرون أن يتم هذا عبر السلاح، ونحن لا نرى أن السلاح وسيلة للتغيير لأن وسيلتنا العمل السلمي المدني، ومناصرتنا لقرنق إيماناً منا بأن قضية الجنوب قضية قومية لا يمكن أن تحل إلا في إطار ديمقراطي وتجربة (73) أثبتت هذا عندما انهارت بسبب إصرار نميري على تقسيم الجنوب لأقاليم فعادت الحرب (83) لغياب الديمقراطية. ـ ما موقفكم من الدعوة التي وجهها أمبيكي لقيام الملتقى التحضيري؟ نحن كحزب لن نجلس في أي ملتقى تحضيري مع النظام ما لم يدفع استحقاقات الحوار التي طالبنا بها حتى يكون حوارًا مثمراً يفتح الطريق لحل الأزمة السودانية، الآن النظام يعمل وكذلك الهبوط الناعم الذي يتبناه المؤتمر الشعبي وهما مشروعان يعملان لإجراء إصلاحات داخلية للنظام لتوسعة المشاركة في السلطة تحت هيمنة المؤتمر الوطني على أجهزة الدولة واستخدامها لإطالة عمر النظام، وهذا ما أدى لتفاقم الأزمة، ومطلوباتنا موجودة في صلب دستور (2005)، بجانب إيقاف الحرب وإيصال الإغاثة وأن تأتي حكومة انتقالية. ـ كيف تنظرون لدعوة أمبيكي لدمج حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي في قوى المعارضة؟ نحن توافقنا في نداء السودان بوضع معايير لمن هو معارض لهذا النظام لأنه لا يمكن من يحمل ذات البرنامج في يوم ما ولا زال هو برنامجه لا يمكن أن يكون جزءاً من القوى التي تسعى لإسقاط هذا النظام لذلك معاييرنا في الحزب الشيوعي مفارقة السياسات التي أدت لتفاقم الأزمة وأن يعمل لإسقاط هذا النظام أو يعمل على تفكيكه عبر حكومة انتقالية وفق حل شامل. ـ هل لا زلتم عند موقفكم الرافض للتقارب مع حركة الإصلاح الآن؟ نحن لم نرفض التقارب معهم وعلى استعداد أن ننسق معهم في القضايا الحياتية الخاصة بالمواطنين ونعمل سوياً لكننا نقبل أن يكونوا جزءا من قوى التغيير لأن ما نريد تنفيذه في الفترة الانتقالية هم ليسوا معه وهم مع البرنامج الذي يتبناه النظام الذي أدى لهذه الأزمة. ـ يعني لن تقبلوا مشاركتهم في الفترة الانتقالية؟ نعم، لأنهم لم يقبلوا بالمعايير التي اشترطناها للحوار. ـ ما المطلوب من الإصلاح الآن حتى تتوافقوا معه؟ أولاً أن يبقى مع إسقاط النظام كضرورة وتصفيته خلال حل شامل وأن تأتي حكومة انتقالية يعني يلتف معنا حول البرنامج المطروح الآن في قوى نداء السودان. ـ حزب الأمة ينادي بتوسيع قاعدة المشاركة في الملتقى التحضيرى ليشمل حتى الموافقين على المشاركة في الحوار وأنتم ترفضون إلا بشروط وهو مفوض منكم كقوى معارضة؟ ـ نحن لم نفوض حزب الأمة في أي وقت ليتحدث نيابة عن قوى الإجماع كما يدعي أننا فوضناه في لقاء برلين وأنا كنت رئيس وفد قوى الإجماع وهذا التفويض روج له الإعلام الحكومي، وأؤكد الآن لم نفوض أي جهة عنا في الوقت ونعمل في سبيل إسقاط هذا النظام عبر أوسع جبهة جماهيرية أو إجباره على تغيير حقيقي. ـ السيد الصادق حديثه واتفاقاته في الخارج لا تمثلكم؟ لا يمثلنا وإنما يمثل نفسه ونحن لم نفوضه. ـ ألم يكن هو العقل المخطط لميثاق باريس؟ ميثاق باريس هي دعوة تمت لمكونات نداء السوان ليصلوا لنقاط مشتركة وليست من تفكير السيد الصادق وهذا ليس محل مغالطة. ـ الملاحظ الحزب الشيوعي ليست له مبادرات وإنما ينتظر مبادرات الآخرين ليتبناها؟ هذا ليس صحيحاً لأن الحزب هو من طرح مطلوبات الحوار عندما أطلق الرئيس نداء الوثبة، الحزب الشيوعي قال لن يدخل في حوار مع النظام ثم تبنت قوى الإجماع الوطني هذا الخط ثم خرج السيد الصادق ودخل في ذلك الحوار وعندما فشل في تحقيق تطلعاته خرج وذهب إلى باريس ووقع على إعلانها ثم طور موقفه معنا بنداء السودان، وشاهدنا هنا أن السائد الآن موقف الحزب الشيوعي الذي تبنته قوى الإجماع الوطني والصادق انضم لهذه المطلوبات التي رفعناها في لقاء برلين. ـ كيف تقيم القضايا المطروحة للتداول في الحوار الوطني؟ أولاً ما يدور في الحوار الوطني هو نقاش الذات للذات ولن تحل الأزمة السودانية إلا بزوال هذا النظام وما هو مطروح في الحوار يفضي للسير على ذات السياسات التي أدت للأزمة مع إصلاحات شكلية داخل النظام . ـ لكن الكثير مما طرح يوافق ما تطالبون به في مقدمته الحكومة والفترة الانتقالية ووقف العدائيات ومحاربة الفساد؟ نحن لسنا مع حكومة انتقالية توسع القاعدة الجماهيرية للنظام نحن مع التغيير الجذري بزوال هذا النظام وما نريده حكومة انتقالية تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية لأن أي حكومة انتقالية رئيسها البشير ستذهب في ذات الاتجاه لأن الغرض منها الحفاظ على الدولة العميقة. ـ كيف ترون طرح الشعبي لمقترح الحكومة الانتقالية التي أبديتم رفضها؟ الترابي وغيره كلهم يتفقون مع هذا البرنامج الذي عملوا كل هذه السنين التي قضوها داخل النظام وخرجوا منه ثم عادوا من بوابة الوثبة وهم يطرحون ذات البرنامج، وما هو مطروح الآن عملية تجميع للإسلاميين والوهابية ليسيروا على ذات المنهج الذي أدى للأزمة التي يعيشها السودان، والترابي يريد حكومة انتقالية يرأسها البشير بجمهورية رئاسية يجمع فيها كل السلطات في يده، نحن مع زوال هذا النظام وهذا لا يتم إلا في ظل صراع حقيقي يكون فيه ميزان القوى لصالح الجماهير بحراك الشارع ليسقط النظام أو إجباره لدفع هذه الاستحقاقات. ـ في أي خانة الآن تصنفون المؤتمر الشعبي هل معارض داخل الحوار أم هو عراب؟ بالتأكيد الشعبي الآن ليس حزبا معارضاً وهو يعمل على تقوية هذا النظام واستمراره وفرقه من المؤتمر الوطني أنه يعى أن الانتفاضة قادمة لأنه كان مع الناس في الشارع في سبتمبر رغم هذا يريد الابقاء على النظام، يسعون لاحتواء التغيير القادم في إطار المشروع الحضاري الذي يغطونه بالدين لسلب وجدان الشعب . ـ هل ستطال الشعبي المحاسبة بعد التغيير؟ المحاسبة ستطال كل من أضر بهذا الشعب والشعبي عندما دخل معنا في قوى الإجماع الوطني قلنا لهم إنكم مسؤولون عن كل ما تم في السنوات العشر الأولى من الإنقاذ. ـ ما قراءتكم للنظام الخالف الذي يطرحه الآن؟ هذه حيلة لتجمييع الإسلاميين والوهابية لعمل حزب إسلامي واسع لتنفيذ ذات البرنامج الذي يرفضه الشعب ولا زلنا نرى أن الترابي يتحمل الوزر الأكبر ومذنب في حق الشعب وستطاله المحاسبة مع أتباعه. ـ كيف تحالفتم معه رغم رؤيتكم هذه؟ تحالفنا معه بعد أن اعترف وانتقد نفسه وأبدى استعداد هو ومن معه على تحمل مسؤولية ما حدث من الانقلاب وحتى المفاصلة واتفقنا معهم على الحد الأدنى والبديل الديمقراطي وإسقاط النظام.
الصيحة
01-26-2016, 11:17 PM
الامين موسى البشاري الامين موسى البشاري
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 15391
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة