حوارمع احد المواطنين المختطفين سابقاً لدي حركة العدل والمساواة السودانية! بقلم /الصحفى /الدومة ادريس حنظل/ أمريكا
إن الصرع التي دارت في إقليم دارفور منذ 2003م هناك جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة قد ارتكبت ضد المواطنينن العزل ،و كما ان حكومة الخرطوم تقتل و تعتقل وتغتصب و تختطف المواطنين. فان الحركات المسلحة في دارفور مارست نفس الانتهاكات. !! و لكن الانتهاكات التي مارسها الحركات المسلحة لم تجد حظها من الاعلام لان تلك الجرائم داخل الحركات فرض عليه جدار من السرية التامة. الحمدالله تمكنت اخيراً بعد جهد جهيدمن لقاء احد المواطنين الرهائن المختطفين لدي حركة العدل و المساواة، بقيادة جِبْرِيل و تمكن من الخروج عنهم، و اصبح حراً الا ان مع ذلك مازال يعاني من جملة من المخاوف و التهديدات من قبل جهات عديدة، ((حكومة البشير وحركة العدل والمساواة )) وبالتالى عندما التقيت معه عبر الشبكات العنكبوتية فى بداية الامر تردد كثيراً في سرد الجرائم التي تعرض له، و لكن بعد نقاش معاه وتعاهدت له ان لا نشر اسمه !اقتنع بسرد بعض الجوانب في ملابسات اختطافه، و تحفظ في عن بعض التفاصيل نسباً لمخاوف عديدة عالقة في ذهنه، لذا فضل حجب اسمه، و اكتفي بالحروف ( ب.ع)
تراجيديا الاختطاف :
(السؤال): السيد/ (ب.ع) نحن سعداء جداً و نفخر باجراء معك هذه المقابلة الصحفية و هي لاول مره نجرى معك. الحوار في البداية نرحب بك و نقول ليك الف وحمد الله علي سلامة و نسال الله ان يقتص لك حقك و يعوضك الله ويفك أسر اخوانك ويعم السودان السلام والامان .كيف تسرد لنا قصة الاختطاف متي و اين و كيف.؟
(الجواب): شكراً لك الرفيق حنظل علي ما تفضلت به و علي مجهوداتك المقدرة في سبيل حقوق الإنسان، للاسف نحن شعوب مهمشة و ندعي التحرر من التهميش لكن للاسف تمارس الحركات المسلحة نفس الممارسات التي مارسها الحكومة ضدنا . اما بخصوص موضوع الاختطاف. تم اختظافي في العام 2009م عند منطقة الطينة التشادية عندما كنا قادمين من دارفور في طريقنا للعاصمة التشادية انجمينا لبحث العمل هناك، كنا ثلاثة شباب، تم اختطافنا بواسطة قوة تتبع لحركة العدل و المساواة، بقيادة آنذاك المرحوم خليل ابراهيم و لم يبرروا لنا دواعي ذلك المسلك، تم تقيدينا بالسلاسل والقيود ومعصوبين العينين وحرس مشدد وتم ترحيلنا الي منطقة شبه صحرواية شمالاً، حينها اخطرونا بانهم قبضونا عشان يتم تجنيدنا في صفوف جيش الحركة. ولكن نحن رفضنا ذلك الامر، هم قالوا: ( اذا رفضتوا ذلك سندخلكم السجن و هناك ستنالوا اشد العذاب وقد يتم قتلكم) نحن رفضنا ذلك الفكرة و بناءاً علي ذلك مباشراً تم ترحيلنا الي السجن مكثنا فيها ما يقرب الثلاثة سنين!، و بعدها اتي الينا احد القاده مرة أخرى و قال لنا: (نطلق سراحكم بشرط ان تشتغلوا معانا) قبلنا ذلك مجبرين و مكرهين، و بالفعل خرجنا و اصبحنا عساكر ضمن جيش الحركة.
(س): عندما اطلق سراحكم هل اصبحتم احرار و لكم كامل الحقوق و الواجبات كبقية العساكر. ام هناك تمييز بينكم.؟ (ج): هناك تمييز ببينا و لم يمنحونا الحرية الكاملة، لا يتركونا نذهب بعيداً عن مواقع الحركة، لا يثقوا فينا، يتعاملوا معانا كاننا سجنا، يستخدموننا كالرقيق، لم يكن لنا الحرية الكاملة. فقط نحن ادوات في ايديهم.
(س): هل كنتم تدخلون معاهم في معارك قتالية؟ (ج): نعم كنا ندخل معاهم في المعارك القتالية، مجبرين ومكرهين و احياناً يجعلوننا في الصفوف الاماميه للمعارك حتي لدرجة تقيد بعض المخطوفين بالحديد فوق السيارات القتالية.
(س): كم المختطفين الذين اجبروا بان يكونوا ضمن صفوف جيش الحركة.؟ (ج): الذين تم اختطافهم ما قبل 2011م كانوا اعداد بسيطة و لكن في يوم الخميس 23.12.2011م قامت حركة العدل والمساواة بشن غارة علي المناطق التي تقع في الجزء الشرقي لولاية شمال دارفور ( ام كداده، ام قوزين، بروش، النايم، ام سدره، كرقل، ام جرهمان، توم بشاره و.... الخ) و قامت باختطاف حوالي 600 مواطن من مناطق التعدين بشرق دارفور، حيث كان فيهم ناس شياب و دون سن 18 و فيهم من غير لائق طبياً. استهدفت الحركة مواطني تلك المناطق دون مناطق دارفور الاخري لاسباب عرقية. بالاضافة إلى نهب كل الممتلكات الخاصة بالمواطنين من بضائع و عربات، الأموال التى نهبت يقدر ب 75 مليار جنيه سوداني . و تم قتل بعض المواطنين الذين رفضوا الذهاب مع الحركة امام اعيننا ،كل هذه الجرائم تم ارتكابها من قبل الحركة ونحن شهود اعيان علي ذلك.
(س): هل كل هؤلاء المختطفين مازالوا حتي الان موجودين في صفوف الحركة.؟ (ج): لا الا القليل منهم، منذ الايام الاولى لاختطافهم ظلوا يهربون بعد كل فتره، و هؤلاء عندما تم إختطافهم في 2011م تم إقتيادهم الي داخل اراضي دولة جنوب السودان، وتم ادخالهم في معسكرات للتدريب العسكري، بعد ذلك ما يفوق نصفهم تمكنوا من الهروب، ولكن للاسف عدد كبير منهم ماتوا في الغابات جوعاً و عطشاً، و البعض منهم تم تصفيتهم عندما تتبعوا اثرهم و لحقوا بهم. و في جزء منهم وصلوا لاهلهم بعض معاناة شديد و بعض ذلك قامت الحكومة بسجن جزء منهم و مازالوا حتي الان مسجونيين.
(س): كم عدد الذين تم قتلهم او ماتوا جراء الهروب.؟ (ج): لا استطيع احصي لك عددهم بالضبط، و لكن هناك ضحايا كثر، عدد كبير من المختطفين فروا الي اهلم منذ 2012م لتاريخ اليوم لم يصلوا لاسرهم بالتاكيد قد لقوا حتفهم. و في جزء منهم بسجون الحركة.
(س): مقاطعة اين سجون الحركة؟ وهل هناك تعذيب؟ممكن تذكر لنا؟! (ج): سجون الحركة في داخل دولة جنوب السودان، نعم هنالك انواع و اصناف من التعذيب مورست ضد السجناء و الابرياء مثل: الضرب بالسياط، التجويع، الحرمان من التبول و التبرز الا في مكانك، الحرمان من النظافة، الحرمان من النوم، الحرمان من الدواء، سكب الماء البارد علي اجسادنا، الاجبار علي النوم دون الغطاء و الفراش، الربط و التعليق في الشجرة، الحبس الانفرادي، وضع كمية ثقيلة يفوق 12 كيلوجرام من الجنازير و الحديد علي ارجلنا و ايدينا تقيداً، التعريض لدرجات العالية من الحرارة في الصيف و البرودة في الشتاء، تعريضنا للرياح و الأمطار و حراره الشمس عبر وضعنا في اماكن مكشوفة. كل انواع و اصناف التعذيب مورست علينا. و صبرنا علي ذلك.
(س): هل التعذي ترك اثار مرضيه فيكم.؟ (ج): نعم ترك اثر هائل من الامراض مازلنا نعانى منها. جزء كبير الناس اصيبوا بامراض انا استطيع تسميتها بالضبط شنو و لكن من اعراضه تجد الانسان مصاب بالقلق، الخوف الشديد، الوسواس، النسيان الهوس،و الاكتئاب الشديد. و كثير الأمراض التي اصابت دماغنا و انفسنا.
(س): ذكرت ان هنالك في ناس تم تصفيتهم هل ممكن توضح لينا كيف كانت تتم التصفيات و من هم القادة المسؤولين عن ذلك.؟ (ج): نعم هنالك تصفيات جسدية تم داخل الحركة، و لا استطيع الافصاح عن ذلك بصوره اكثر، الا اذا كان هنالك وجدت حماية وأمن وسلام لنفسي ساتكلم بالتفصيل عن كيف تتم التصفيات و عن اسماء القادة المسؤولون عن ذلك الانتهاكات.
(س): ذكرت ان هناك اطفال تم اختطافهم و تم تجنيدهم كعساكر في جيش الحركة، هل ممكن توضح لينا كم عددهم و اين هم الان.؟ (ج): نعم هناك اطفال تم اختطافهم ضمن 600 مواطن من شرق دارفور بالاضافة الي الاطفال الذين تم تجنيدهم في جبال النوبة و مواقع اخري بجنوب السودان، اعداهم كثير.
هل تعانى من الأمراض الجسدية والنفسية؟ نعم يا استاذ حنظل نعانى من أمراض كثير منهم الآم فى البطن والظهر والعيون والجهاز التناسل والحساسية والنسيان الكثير والاحلام المرعبة والمخيفة والهلع والرعب ...الخ.
هل انت تشعر بأمان والسلام داخل السودان ؟. لا يا ستاذ انا مهدد من جهتان الحكومة والحركة. الجهاز الأمني وضعنى فى خانة عميل فقط للحركة...وحركة العدل والمساواة وضعنى عميل للحكومة وبالتالى انا اصبحت بين فكى الأسد. و هناك عدد من اصدقائي هربوا من جحيم الحركة. فقبضهم الحكومة و وضعهم في جحيم اخر، و ما زالوا بسجون النظام.
وقبل ان نختم هذا الحوار يا السيد (ب.ع)ماذا تقول للمنظمات الحقوقية؟؟! نقول لهم الان المعتقلين والمختطفين والرهائن فى جميع سجون الحركات بين ثلاثة (الفقر والمرض والموت) ،ولذلك نناشد كل المنظمات الحقوقية الإنسانية الدولية كمنظمة العفو الدولية ولجان مراقبة حقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة ولجنة مراقبة تنفيذ إتفاقية مناهضة التعذيب وإتحاد الدولى لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر ومنظمات الوحدة الافريقية ومنظمات الدول العربية وجميع المنظمات غير حكومية ومنظمات المجتمع المدنى أن يسارعوا لانقاذ حياتهم .
شكرا على اللقاء السيد(ب. ع )وانشاءالله نواصل معاك ومع بعض المواطنين المختطفين فى سلسلة من جلسات الحوار مع بقية المختطفين الناجين من جحيم الحركات المسلحة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الدومة ادريس حنظل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست