لا شك أن المهتمين وطلاب الإعلام في الصحافة ومساقاتها ، يجدون ما يفيدهم ويضيف لمعلوماتهم الإعلامية ما أذكره في هذا البوست .. لاسيما صحافتنا السودانية عبر منابرها الإعلامية في رموزها الأوائل الذين كانوا نجوما للصحافة السودانية ، وأرسوا لها قواعدا وأطوادا شامخات عبر عقود ماضيات من السنوات ، وخلدت شخصياتهم بأسمائها في عالم الصحافة العربية ، فكان لكل من هؤلاء الأفذاذ معاركه القلمية ، ومن أسس مدرسة صحفية حديثة آنذاك ...ومنهم من كان مستودعا للقيم الإنسانية ،.. ومنهم من كانت له صور وعبر ... وهناك صاحب المقالات الإجتماعية وتجاربه المثيرة .. ومنهم من دخل السجن ومقاله لم يأخذ طريقه للنشر ... وأيضا فيهم من سمي بالصحفي الأغبش ، واسع الثقافة والصلات وما زالت الشهرة تومض عند ذكر اسمه أو صحيفته وقتها ... وهناك منهم من كان صحفيا لا يشبه غيره .. نعم ..وهناك من كانوا يستقرأون الأحداث في السياسة الخارجية ويعلمون الساسة بما يجودون به من بصيرة في الرأي وعمقا وضيئا نيرا في مقبل الأحداث والتطورات ... ومنهم من كان لأصداء قلمه قضايا ساخنة ومن كان همه الصحافة الإقليمية وجعل من ( الموية ) حظا وافرا من القراء لصحيفته ... بهذا كله ، سوف أعرج عليه قفذا تارة وتبطؤ تارة أخرى لأنهم صاغو بالمعاناة والخلق الكريم قيم المهنة بمعانيها الساميات ولأساليبهم معان راقيات ، وبالتالي تأثرهم وتأثيرهم بما كان يجري ويدور حولهم ، فهم نتاج مجتمعهم الراقي تاريخا ونسجا فلا شك هم جزء من وقائعه وواقعه ، ... فهلا إستظل بهم صحفيو اليوم وساروا في ركبهم ركبانا ينهلون من فيض مدارسهم ، أم هي صحافة إسما وأسماء بدون عنوان .. لكم التحية أحبتي ، وأرجو المتابعة .. من يوم قد بإذن الله .. محمد مختار جعفر
01-17-2016, 10:31 AM
محمد مختار جعفر محمد مختار جعفر
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 4927
إنه الأستاذ الأديب والصحفي حسن نجيلة ..هناك صحفيين عرفناهم ،.. منهم من قرأنا لهم وتابعنا عطائهم الغزير وتأثيرهم في دنيا الصحافة وكان فيهم الكبير سنا آنذاك ، فكانوا بمثابة الآباء والقادة العظام لجيلنا .وإن شابني شئ من العجلة في الكتابة ، فأرجوا المعذرة .. ، كان منزله بامتداد الخرطوم كانت صحيفة الرأي العام اليومية والرأي العام الأسبوعي ، ( إسماعيل العتباني ) مدرسة صحفية متفردة وكانت مستودع قيم للقلم ، ..كان الصحفيين في ذلك الزمن هم من فتحوا نوافذ الثقافة والمعرفة بين الأجيال ومن خلالها برز عملاق الأدب والصحافة ذو ( الجلابية ) الناصعة البياض الأستاذ ، حسن نجيلة الذى رحل عنا في العام 1983 م حيث كان عموده ( خواطر ) بالصحافة أنذاك ، فوجب علينا أن نسجل له حقا ، أنه كان عملاقا وطودا شامخا وسودانينا إبن بلد ، في مدرسة كتاباته نهجا وأسلوبا .. فهو كاتبا وصحفيا ..بل ومؤرخا ومعلما وفنانا ، وبلا شك أفكاره تكشف عن سر موهبته الزاخرة بكل ما هو جديد ومثير آنذاك ..ذكرياته في البادية ، مؤلف كتبه بعد أن عاش في البادية واستوعب حياتهم ومعايشهم اليومية كان فيهم فرحا وترحا ونام معهم على الأرض متلحفا الثرى بزواحفها المتربصة التي تراقب حركات الأرجل والأكتاف ، ذلكم هو الأديب حسن نجيلة في ثلاثينات عمره الغض .كان شديد الإعتزاز ب ( ذكريات في البادية ) يستعذب التحدث عنها ولا يكل ولا يمل .ثم جاءت منه ( ملامح من المجتمع السوداني ) الجزء الأول ثم الجز الثاني ، ..كان الأستاذ حسن نجيلة معلما بمدينة شندي التي جاءها في الأربعينات ويذكر كيف إلتقى البطل على عبد اللطيف حينما أراد الإنجليز ترحيله لمصر ، فهرع مسرعا بعد إنتهاء حصته للتلاميذ الى محطة السكة الحديد بشندي ليشهد مرور هذا البطل بقطار الإكسبريس في طريقه لحلفاورغم قصر المده التي رمقه فيها عبر نافذة القطار فقد ظل الأستاذ حسن نجيلة يذكرها ..حسن نجيله ظل قلمه لصيقا بالقضايا الإجتماعية والفكرية ..ويجدر بنا أن نذكر ان أول صدور جريدة الراي العام كان في العام 1945 م في 15 من شهر مارس حيث أحتل عموده الشهير ( خواطر ) وتصدر صفحتها الأولى ..لكم التحية ... وأواصل السرد عن عمالقة الصحافة السودانية ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة