|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
وكتب عمر الخطيب وفاءا لخادمته لوريتا ايضا
فى 18/11/2005 كنا على موعد معها - انتظرناها على احر من الجمر وفي الخاطر سؤال تراها كيف تكون - سؤال طرحناه على انفسنا كأسرة - انا والزوجة والابناء - اطلت علينا في ليلة شتوية باردة فخففنا نحوها - سلام مقتضب كانت خائفة بعض الشئ - ثمة ما كان يجول بخاطرها - قالت الكثير بعيونها - حاولت عبثا ملاطفة ابني احمد - فصدها بشقاوته المعهودة - ثم مالت ناحية ابنتي رنا (البكر) سالتها ما اسمك واين تدرسين - اسئلة عادية من سيدة جاءتنا من بلد بعيد قرأنا وسمعنا عنه - حاولت من جانبي كسر حدة خوفها - حدثتها قليلا عن بلدها والتطورات السياسية فيه- ابتسمت - كانت تلك اول ابتسامة من سيدة من الله عليها بنعمة الضحك والقهقهة. وصلنا المنزل - جالت بنظرها في ارجائه محاولة التقاط اكبر قدر من تفاصيله - جلست بحذر في اول كرسي صادفها - قامت زوجتي باكرام وفادتها ودعتها للنوم - فالاجهاد كان اوضح ما يكون على ملامحها. وهكذا بدات علاقتنا بلوريتا - السيدة الفلبينية التي لازمتنا اربعة اعوام وها هي تستعد للرحيل عائدة الى بلادها وهي عودة لم نكن نتمناها باي حال اهم ما يميز لوريتا اخلاصها في العمل وعزة نفسها وتكبرها على الصغائر - ولدت في جزيرة مندناو في عائلة مختلطة يدين بعض افرادها بالاسلام والبعض الاخر بالمسيحية - والحديث عن مندناو يقود للحديث عن تمرد جبهة تحرير مورو الساعية لانفصال وتكوين وطن للمسلمين - يقود الحركة الاستقلالية القائد ابوسياف الذي ينشط في حرب عصابات ضد الجيش - لوريتا اصيبت بطلق ناري في رجلها اليمنى وقتل شقيقها برصاص الجماعة ما ترك جرحا غائرا في نفسها. اكتشفنا من اول يوم لها معنا ان التوفيق حالفنا خاصة بعد ان لمسنا مدى حبها للاطفال وتعلقها بهم- انجبت امين وريما فتعلقت بهما - كبرا على يدها - والان لا ادري كيف سيتحملان غيابها الوشيك. تناديها ريما اشا ويناديها امين اوريتا ويناديها احمد اوورتا - تعددت النداءات لكن الرباط يظل واحدا - الالفة والخوف والعطف وتلبية الاحتياجات اولا باول. كثيرا ما كنت اتامل في مفهوم العمل وقيمته عند الاسيويين عموما وانا اراها امامي تنجز المهام الواحدة تلو الاخرى وترفض دعوتنا لها بالخلود الى الراحة. تميزت لوريتا بهمة عالية ورغبة صميمة في التعلم كانت تراقب زوجتي وهي تطبخ واحيانا تكتب بعض الملاحظات - وبعد اشهر قليلة نجحت لوريتا في طبخ اول حلة ويكة في تاريخها وربما تكون طبخت اخر حلة اليوم على الغداء 25/12/2009 حيث تستعد للسفر غدا. اجادت لوريتا عواسة القراصة وقد ابدت اعجابها بها وقالت انها ستصنعها هناك لاهلها وربما تقوم ببيعها في مدرسة قريبة من بيتها - لكنها تحسرت على عدم وجود البامية في تلك البلاد - وفي المدرسة ستبيع لوريتا الزلابية و اللقيمات - لكنها وبكل اسف لم تطبع علاقتها بالملوحة قط ومؤكد انها ضيعت على اهل مندناو فرصة التعرف على اعظم والذ اكلة في التاريخ. اربع سنوات انجزت فيها لوريتا ما احتاج انا كمغترب سوداني لاضعاف اضعافها - فهي تمتلك اليوم مزرعة وحافلة ومحل بليه استيشن ودكان - استغرب والله من هؤلاء الاسيويين وأسال عما اذا كانوا يلقون الاسمنت والحديد على قارعة الطريق - انهم يبنون ويعمرون ويحظون برعاية الدولة - فكل فلبيني يغادر بلاده يتم تذويده بتلفون السفارة في البلد التي يقصدها - ولا تتاخر السفارة في التدخل وتحمل كل مصاريف التقاضي اذا استدعى الامر.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
هذه مشاركة صلاح هاشم السعيد ورد عمر الخطيب أخونا/ عمر ود مجذوب :
لا أحد يحل محل الآخر ـ تعلق بها الآطفال وقضي الأمر ـ كيف نقود ذاكرتهم إلى النسيان.!. بالنسبة لنا نحن الكبار (العقلاء قساة القلوب) الاحلال في البدائل ممكن ومناسب ومعقول ـ وإن لم أكن مخطئاً أنت رويتها على لسان اطفالك ـ ظلت جزء أصيل ومؤكد من بناءك الأسري ـ أربع سنوات ـ وهي تراعي وتهتم وتحب وتقلق "تفرح لفرحهم وتمرض لمرضهم" أليس غريباً أن يدخل بعضهم حياتنا فجأة ـ دون سابق إنذار "هكذا.." ببساطة فنتعلق بهم ليتعلقوا بنا ـ وهل كنت تتصور أن تحضر لوريتا من أقاصي الشمس لتعطي ضوءاً باهراً ـ ـ فجيعتك كبيرة يا صديقي ـ إن وجدت أنت "لوريتك" في آخرى ـ أين سيجد الأطفال لوريتهم.!!.. سؤال "في نهاية العام ومع إشراقات ذاكرة الاستقلال" لا أطرحه عليك وإنما على من (كان السبب) في الشتات والتجارب والفرقة والضياع ـ ـ كم تحزننا الذكريات ـ كم يؤلمنا جرد الحساب ـ ـ اخوك تعبآآآآآآآآآآآن .. وكل سنة وانت طيب .. صلاح لنبدأ من جرد الحساب خاصة ذاك المتعلق بالذاكرة والوجدان والكامن في حواف التماس بين الخاص والعام - المسؤولون كثر - اولئك الذين تركوا الجميل بمطلقه مجرد ذكرى وطلل يبكيه كثيرون - بكاء نفد رصيده من الدمع فاستبدله دما - يا صديقي افعل مثلي راكم رصيدا جديدا من الذكريات - حتى هذا لن يسلم من الوقوع في براثن الزمن الممتد الى العدم. ------------------------- بخصوص لوريتا انا وزوجتي واطفالي سواء في افتقادها - ساشكو قريبا من ارتفاع قيمة المكالمات للفلبين بنتي وزوجتي لا تكفان عن الاتصال بلوريتا - اسمع صوتها ياتي من بعيد وفيه بعض ندم ووفرة من الشوق الحزين
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
مشاركة د طيبان
جئت متأخّراً .. وبعد أن سافرت لوريتـا ... أتفّهم شعوركم جدّاً .. لوريتـا بت بلد يا عمر ..من طينة الفقراء الذين يمنحون الود صافياً .. أكيد كانت تري في ريما وأمين وأحمد ورنا (ولاد بطُنها) ..يذكّرونها بأبنائها الذين فرّقتهم عنها هذه الدنيا العجيبة ..
لها التحيّة وهي تحقق هدف غربتها ..وأظنّها ستكتب علي خلفيّة حافلتها ( حصاد الغربة) .. (بالتاجالوج - لغة الفلبين الرسميّة ) .. وحقّ لها .. ل كم التحيّة آل عمر .. وألزمكم الله الصبر علي فراق لوريتا ..وصبّرها علي فراقكم ..
الشي المتأكّد منّو برضو ..إنّها بقت مدمنة قناة الجزيرة ..
______
سلامي للأسرة .. وخاص لرنّوية .. بت أبوها
طيبان - اظنك تتذكر الويكة الكاربة التي اكلناها من يد لوريتا ايام زيارتك للدوحة - سنوات تلاقا فيها مصيران واحتياجان سرعان ما ائتلفا ومضيا الى حد النحت في ذاكرة تاريخنا الصغير كأسرة وّذاكرتها كإنسانة لم تنجب قط وقد قطع لها الاطباء حبل العشم - كانت تقول انها ترسل المال لشقيقها الطالب ليتعلم ويلتحق بالجامعة ليهتم بها عندما تكبر وليوصي عليها اطفاله الذين هم في رحم الغيب - زوجها رجل مشاكس وعربيد وهي على خلاف دائم معه ودائما ما كان ينصب عليها ويستولي على اموالها - ان لوريتا تحمل احلامها ومخاوفها في سرج واحد وتخطط بالقدر الذي تستطيعه لتوازن بين مشروعية الحلم وحتمية الخوف
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
مشاركة الاخ له الرحمه والمغفره خالد الحاج
أعلم أنك يا صاحب ليس من "البرجوازية الصغيرة " ههههههههه يسعدني بحق أن أقرأ متأملا في علاقة أشبه ب "الإخوة" أكثر منها علاقة مخدم بخادمه . بعض الحكي يا عمر يذكرنا بشدة بإنسانيتنا ... ما أجمل أن نكون أوفياء ... ______________
خالد - اتمنى ان اكون في هذا الجانب دائما - احلم بان اكون في ظل حائط الانسانية - الوفاء ضرورة لمن يستحق بالطبع وقد عاملتنا هذه المسكينة بانسانية تفوق قدرتنا على الرد بالمثل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
مشاركة على سند
عمر مجذوب ،، أغبطك كثيرا (كما تغبطنا في مساع أخر ) على وفائك الذي يتوارى خلف سخريتك اللاذعة ، لوريتا نغمة إعتدنا على سماعها وانت تدير تفاصيل الضيافة ، كأني بها تدخل وهي تحمل الماء على قوارير صينية الصنع عمرية الذوق والإختيار أو هي تلملم بعض التحف إعدادا للمائدة ، لوريتا كانت محظوظة بأن إنتمت إلى منزلكم العامر وهي أيضا قابلت الإحسان بالعطاء المتجرد ، تحركت في أنحاء البيت بتفان لا محدود ،، لو علمنا بموعد رجوعها النهائي لكنا حضورا في وداعها ،، نتمنى للوريتا عودا حميدا ولكم خلفا يستحق شرف الإنتماء لكم ،،، رد مع اقتباس
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: عمر دهب)
|
الحبيب والصديق الإنسان عمر دهب أطيب وأحلى الامنيات لك بسنه سعيده وعمر مديد .....
Quote: اربع سنوات انجزت فيها لوريتا ما احتاج انا كمغترب سوداني لاضعاف اضعافها - فهي تمتلك اليوم مزرعة وحافلة ومحل بليه استيشن ودكان - استغرب والله من هؤلاء الاسيويين وأسال عما اذا كانوا يلقون الاسمنت والحديد على قارعة الطريق - انهم يبنون ويعمرون ويحظون برعاية الدولة - فكل فلبيني يغادر بلاده يتم تذويده بتلفون السفارة في البلد التي يقصدها - ولا تتاخر السفارة في التدخل وتحمل كل مصاريف التقاضي اذا استدعى الامر. |
وفى ناس والله الواحد يقضى عمره فى الغربه كلها مايعرف يعمل مزرعه أوحافله أومحل بليي أستيشن أودكان ...
عايش كده وخلاص .... أربعه سنوات من عملها كمدبرة منزل تصنع المعجزات ليتهم اتو بمثلها رئيسة للسودان بدل الكيزان ... لفت نظرى دور السفاره القوى فى حفظ حقوقهم
تبا لنا من شعب ترك ارازله ليحكموه
احترامى
| |

|
|
|
|
|
|
Re: فتاة من قمم الهملايا .......... الى معاويه الز (Re: ملهم كردفان)
|
عايش كده وخلاص .... أربعه سنوات من عملها كمدبرة منزل تصنع المعجزات ليتهم اتو بمثلها رئيسة للسودان بدل الكيزان ... لفت نظرى دور السفاره القوى فى حفظ حقوقهم
ملهم صاحبى الجميل شكرا لمرورك على اطراف ذكريات حبيبنا الخطيب كل الشعوب غيرنا لهم خطط وقت لانجاز اهدافهم نحنا حكايتنا تبدو هجره كاملة الدسم
| |

|
|
|
|
|
|
|