الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقري وخطر الهوس الديني السبت 16 يناير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 07:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2016, 09:16 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقري وخطر الهوس الديني السبت 16 يناير

    08:16 PM Jan, 07 2016 سودانيز اون لاين
    Khalid Elmahdi-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-08-2016, 05:40 AM)
    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-08-2016, 09:38 PM)
    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-11-2016, 08:18 AM)

                  

01-07-2016, 09:19 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    أدناه رابط الدعوة على الفيس بوك
    https://www.facebook.com/events/935874926502007/https://www.facebook.com/events/935874926502007/https://www.facebook.com/events/935874926502007/https://www.facebook.com/events/935874926502007/

    http://http://www.facebook.com/events/935874926502007/www.facebook.com/events/935874926502007/

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-07-2016, 09:21 PM)

                  

01-07-2016, 09:54 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    اليوم 7 يناير 2016 يصادف ذكرى 31 عام على الكلمة الخالده التي أفحم بها الأستاذ محمود قاضي محكمة الموضوع المهلاوي:

                  

01-07-2016, 10:50 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    لمحات من حياة الأستاذ محمود محمد طه:

                  

01-08-2016, 02:14 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    نسخة أوضح لكلمة الأستاذ محمود بالمحكمه في يوم 7 يناير 1985:

                  

01-08-2016, 05:37 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    Invitation31.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

01-08-2016, 05:43 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقري وخطر الهوس الديني السبت 16 يناير (Re: Khalid Elmahdi)

    فوق
                  

01-08-2016, 09:49 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    الدعوة مقدمة لجميع سكان كالقري والمدن القريبه لحضور احتفالنا والذي يشتمل على:

    معرض لكتب الفكرة الجمهورية

    ملصقات تعكس رأي الفكرة في شتى المواضيع: الاسلام والسلام، المرأة ، الرجل، التعليم، الحقوق الأساسية، الدستور ... الخ

    عروض فيديو

    كلمات

    ندوة عن الهوس الديني والمخرج

    فرص واسعة للنقاش وتبادل الآراء



                  

01-09-2016, 00:46 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    يشارك في الندوة:

    You are invited to join us in this event. A panel discussion: "Religious Fanaticism and the Way Out
    Quote: You are invited to join us in this event. A panel discussion: "Religious Fanaticism and the Way Out
    *Guest speakers:
    * professor Ernest B. Johnson
    Assistant Dean of Social Sciences Division at Shoreline Community College
    Greater Seattle AreaCivic and Social organization.
    **
    Sgt. Paul Dunn coordinator for
    ReDirect Calgary Police Services

    ***Dennis Aicken
    Pastor at Emmanuel Community Church

    Saima Jamal
    Activist working for human rights and community organizer

    Rita and Salem Kallas
    Christian Syrian refugee
    Speakers to be announced by confirmation
    POSTS


                  

01-10-2016, 06:31 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

                  

01-10-2016, 08:29 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

                  

01-12-2016, 11:22 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

                  

01-14-2016, 08:13 PM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    الحقيقة قضية الوعي بالحقوق لا تتجزأ
    تحية للأستاذة سوسن الشوية👇🏿👇🏿
    ذكري الشهيد محمود محمد طه

    مؤامرة نميري والإسلام السياسي في محاربة الاستنارة وتكريس استغلال الشعوب باسم الدين وصلت قمتها باغتيال المفكر الاستاذ الشهيد محمود محمد طه الذي حوكم بالإعدام واعدم يوم ١٨ يناير ١٩٨٥، جراء مطالبته بإلغاء قوانين سبتمبر البغيضة والتي اكتوينا بنارها منذ ١٩٨٣ وحتي اللحظة ولم تقم الحكومة الديمقراطية ١٩٨٥ وحتي ١٩٨٩ بإلغائها. هذه القوانين وتوابعها اللاحقة من قانون نظام عام وجنائي وغيرها كانت سبب في فصل الجنوب وقهر الشعب السوداني واستهداف النساء خاصة وغيرهم بالجلد والعقوبات المهينة لكرامة الانسان.

    لا انظر لإعدام الشهيد بان هذا الموضوع يخص الإخوة الجمهوريين، لقد مات فداء لحرية الفكر وضد القوانين الدينية، لقد سبق عهده وتنبأ بما يعانيه الشعب الان جراء هذه القوانين ومن يمثلونها المتمسحين زورا بالإسلام.

    لماذا تمر علينا هذه الذكري كأي ذكري عادية؟ ولماذا نفكر ونتعامل بالقطعة؟ متي نكرم شهدائنا القوميين الذين ماتوا فداء لنا، ومني نعتبرهم يمثلوننا ويمثلون أحزابنا ومنظماتنا المدنية.

    اعتقد اننا كأحزاب سياسية وجماعات مدنية مفترض ان نتفق في هذه الذكري ونعلن فيها رفضنا لهذه القوانين وأننا سنموت كما مات الشهيد رفضا لهذه القوانين ومن يستغلونها لقهر وظلم الشعوب وفداء لهذا الوطن وترابه.
    هل يمكننا تنظيم حراك جماعي معلن وهادئ وسلمي هدوء الشيخ السبعيني كل يخرج من داره ومن مكتبه ومن منظمته ومن محله ومن منزله يوم الاثنين ١٨ يناير منذ العاشره صباحا مشيا بالأرجل في شوارع هذا الوطن المكلوم نخرج بقياداتنا وعضويتنا ومهنييننا وأكاديميينا وعلمائنا رافعين شعاراتنا وبكبارنا وصغارنا وعضويتنا هادئين بدون حرق اللساتك وقفل الشوارع لنلتقي في شوارع هذا الوطن لاعلاء قيم الحريات ورفض القهر والظلم ورفع مذكرات لمن يهمه الامر

    هل هذه الأحلام والأفكار قابلة للتطبيق ولو بعدد محدود واعلام؟

    سوسن الشويه
    ١٤ يناير ٢٠١٥
                  

01-14-2016, 08:17 PM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: بثينة تروس)

    تحية للاستاذ عبد الله الشقليني

    ذكرى استشهاد المفكر "محمود محمد طه" .. بقلم: عبد الله الشقليني

    بوجودك ازدانت الدُنيا ، فكانت سيرتُك غير ما عرفنا عن أندادك . جلستَ في محبس المستعمر في أواخر أربعينات القرن الماضي ، ونهلتَ من علوم الذكر الحكيم ، واستنار عقلك وكشف القضايا الجسام . وافترعت الأسئلة الكُبرى التي لم يكُن أحد يجرؤ عليها .كنتَ صاحب ثقة كُبرى في أنكَ تُعرِض الأحاديث المنقولة عن رسول الله على الأنوار القرآنية ، فتوضّح الأصيل المتوافق من الملتبس والمنحول ، وهدتك مَحبتُك إلى فراسة المؤمن . فكنت تُورد الأحاديث في أسفارك بلا مراجع ، لا كما اعتدنا في أصول المباحث وطرائق العلوم التي تستّند على المراجع والأسانيد ، فكان الذكر الحكيم هو مُرشِدُك ، وإنك كادح إلى ربِك. بغموض المُحبين انجلت الصور والموجِّهات الربّانية ، وحفظتكَ من الزّلزال الذي ألمّ بكَ حين انجلت سحائب الغمام عن الكشف، حتى خرجتَ علينا بالرسالةالمُضمرة في الذكر الحكيم، والتي استعصت على من هم ليسوا برقة ورهافة وحنو النبي الأكرم ، وتم مخاطبة السلف بقدر عقولهم .

    للعقل مدىً أوسّع من البُحور ولو تلاقتْ ، وحفره في المعرفة أينع. يأخذ الثمرة المختبئة من مكمنها ، وينثر الدٌرر .وكُنتَ حذِراً أن تنثر تلك الدرر أمام الخنازير، كما قال السيد المسيح .

    ونثرتها في زمان كُنا نأمل صبراً أكثر على الفهم ، وأن مجتمعنا وأصحاب الشأن لهم أذان لم يصبها الوّقر . وأفضل الحكماء منْ سبق عصره ، وتخيَّرته يد الظالمين ، فهم لا يعرفون قدر صنائع العقل الثاقب والفِكر المنضّد ، الذي ينظر الأفق البعيد . فأمثال هؤلاء المفكرين ، تم حرق كُتبهم أو حزّوا رؤوسهم، لأن السيادة لغوغائية الجهل ، وهو يرتدي جُبة الأشياخ من مُدّعِ في علوم الإفتاء ، فناموا عن الحق نومة أهل الكهف ، بل زادوا عليها سنينَ عددا.

    (2)

    كثيرون من علماء المسلمين منذ الزمان الغابر ، من النابهين ، اتُهموا بالزندقة. وكل ذنوبهم أنهم أشعلوا عقولهم بالفكر الحُر .واجتهدوا قدر المُستطاع في زمانهم . ونعلمُ الذكر الحكيم قد أورد مواضع لا تُحصى تُذكّر بأهمية العقل والفِكر والتّدبُر .وكان المفكرون جميعاً أسبق من زمانهم ، ولكن هزمتهم مؤسسة النقل وفقهاء السلاطين منذ أن أصبحت الخلافة ملكاً يورَث ، فأحرقوا كتبهم أو نفوهم إلى أرض نائية أو تم إعدامهم:

    منهم :ابن رشد والفارابي والكندي والجاحظ و أبو العلاء المعري والحلاج وابن الراوندي و الرازي (محمد بن زكريا) و ابن سينا وعمر الخيام و ابن عربي و الحلاج . وغيرهم كُثر في عصرنا.

    (3)

    تمُر ذكرى رحيل المفكر " محمود محمد طه " ، كأيقونة فصلت تاريخ السودان في يناير 1985 عمّا قبله . هجرنا التسامحُ بهيمّنة النَقَلة وأهل الفتاوى وفقهاء السلاطين ،الذين قدّموه

    ذبيحاً وهو حُجة في الفِكر وصيداً ثميناً لهم ، بعد أن نزع مشروعية دعواهم بالحُجّة .كان القائمون على محاكم الطوارئ وما تلتها من قمم السلطان تتعجل الذبح والبتر .وجهاز القضاء الطبيعي ينظرُ مُتفرجاً . يأمل القتلة بأنها ذبيحة ستُرضي الرّب! . ضَعُف الطالبون وخّفتْ موازينهم ، وتصاعدت الأضُحية زلزلة لأركان العروش المتهاوية . كان قضاء الطوارئ من لعنة صلاحيات " القائد العام " غير المحدودة، التي أباحت كل شيء إلا العدالة . نحن بالفعل لا نعرف قيمة ما كُنا نكتّنز حتى فقدنا مُفكرينا في مسرح العبث. أرواحٌ قدمت للفِكر ما لا يستطيع أحد أن ينال من عطاياهم للبشرية ، وليس للفكر وحده .

    إن العدالة مطلوبة ، ولكن لم يأت حيناً من الدهر لتلك العدالة ميزان العمل والحُكم . ألم تنعقد المحكمة التي برّأت المفكر "محمود محمد طه "من التهمة التي أعدمته، في فترة الديمقراطية السودانية الثالثة ؟. و قُبِرَ جسده غرب ام درمان ما بين 20 كيلو إلى 30 كيلو في الصحراء قرب جبال المرخيات ، كما تحدث عن ذلك الضابط الطيار الذي قال أنه نقل الجثمان ومعه مساجين ليقوموا بدفن " المفكر الشهيد " في المكان الذي حدده كما ذكرنا. في الصحراء حتى لا يعرفه أحد . في المنطقة التي بيّنها قائد الطائرة حيث ذهبفترة ، ثم عاد بعد الحفر والدفن ، والتقط المساجين ، وعاد بهم بالطائرة .

    منْ الذي أمر بدفن الجثمان في منطقة غير معروفة ؟

    ألكي لا يجده أهله ؟ أم أن المقابر مجهولة الموقع والنسب ؟!

    أم هي " جريمة " يرغب أهل السلطان ومن خلفهم أن يتخلصوا منها في أرض بلادنا التي وسعت الغرباء ، ووجدوا فيها مدافنهم المعروفة . ويغيب المُفكر غيبته الكُبرى ، وتبقى روحه السمّحة تُحلق هنا وهناك .

    أسئلة تدور في الأذهان ، لمِّ هذا البتر من الدنيا ، وإخفاء القبور ؟! .

    برأت المحكمة " الأضحية " بعد تنفيذ " القتل " ، وأصبح الحُكم باطلاً ، فمن الذي دفع ثمن هذه الروح الفكرية الغالية ؟! ، وقضاة الطوارئ يتجولون في الدُنيا ويفاخرون بأنها إنجازات تُحسب لهم ، ومنهم من يطمع أن يقود سابقة قضائية ، وليتهم عرفوا قدر أنفسهم .ويقولون عنهم عند بسطة الرضى بما حدث ولنْ يتغيّر : " عفى الله عما سلف " ! ، فليذكروا الآية كاملة :

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) سورة المائدة.

    أكان سيد الفِكر صيداً ، وقد قُتل ؟!

    (4)

    إن السؤال الأكبر ، متى يتوقف مثل هذا الموت الجزافي بدون عدالة حقيقية. تمر السنوات وبليّل يتم قبر كثيرين دون محاكمة و بعضهم دون علم ذويهم . والعفو عن المجرمين ليست عدالة . والتأكد من مكان القبور ليست بعدالة ، رغم الأهمية ، ولكن الجزاء العادل هو الذي يستحقه المُجرمون . العدالة غير ما يعرف الجميع من الثارات، فكفانا نيران القبلية التي أضحت بُركاناً لم يترك أرضاً إلا فلحها بعظام الموتى .

    عبد الله الشقليني

    13 يناير 2015

    عبد الله الشقليني

    [email protected]
                  

01-14-2016, 08:23 PM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: بثينة تروس)

    تحية للدكتور مصطفي الجيلي

    هل الإسلام دين إرهابي يدعو لقتل الغربيين؟ ... بقلم: د. مصطفى الجيلي *

    التهل الإسلام دين إرهابي يدعو لقتل الغربيين؟ ... بقلم: د. مصطفى الجيلي *

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 14 كانون2/يناير 2016
    الزيارات: 11

    inShare

    [email protected]
    قد يبدو هذا السؤال ساذجا وبسيطا لدى النظرة الأولى ولكن بقليل من التأمل يتضح أنه مهم وعملي ويكاد أن يمس حياة كل فرد.. فالسؤال يدور بإلحاح في أذهان الملايين حول الكوكب ويتطلب الإجابة السريعة والصريحة والواضحة.. ما زاد من أهمية السؤال، عنف ما يسمى بالدولة الإسلامية وقتلها الأبرياء، وفي ذات الوقت كفاءتها في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب المتعلم.. فنشأ نتيجة لذلك حوار محتدم ومتصاعد وسط الشعوب المسلمة عبر الفضائيات والمنابر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي..

    لتركيز الضوء على قلب المشكلة، ومحاصرة الحوار، ثم لكشف النواحي التطبيقية، سنختصر المسألة في ثلاثة أسئلة عملية تخص أسس "الدولة المسلمة"،ونعني بها التي تتبني الإسلام كما هو متعارف عليه في المؤسسات الدينية ومناهج التعليم، بما في ذلك تطبيق الشريعة الإسلامية..

    ثلاثة الأسئلة هي: (1) هل يعتبر الجهاد في الاسلام واجبا أساسيا؟ (2) هل من واجب الدولة المسلمة فرض الجزية على المسيحيين واليهود ومحاربة اللادينيين؟ (3) هل يعتبر المسيحي أو اليهودي أو اللاديني مواطناً من الدرجة الثانية في الدولة المسلمة؟

    الإجابة على هذه الأسئلة في الفهم الإسلامي السائد، الذي يدرس وينشر ويتداول في كل المؤسسات الدينية كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات الإسلامية، وكليات الشريعة، ووزارات الشؤون الدينية هو بالايجاب المؤكد، والمسنود بنصوص الآيات والأحاديث.. فالجهاد واجب أساسي لكل مسلم، والمسيحي أو اليهودي لا يتساوى مع المسلم في الدولة المسلمة، وعليه دفع الجزية، ولا يحق له تولي أمور المسلمين، أما اللاديني، فلا وضع له في الدولة المسلمة إلا القتال أو الاسلام.. الإجابات على الأسئلة تظهر حجم المشكلة الفكرية وتضع الجميع في حالة من الحيرة والعجز.. هذا المقال محاولة لالقاء أضواء وسط هذه العتمة..

    في الإجابة على السؤال الأول، جاء في القرآن فرض الجهاد: "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [التوبة: 5].. وورد أيضا: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" [التوبة: 14] وفي الأحاديث النبوية ورد: "مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مات على شعبة من النفاق" (صحيح مسلم – كتاب الجهاد)..

    وفي الإجابة على السؤال الثاني، ورد: "َقاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ " [التوبة:29]. "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الأنفال: 39].. والحديث عن جبير بن حيية، ذكر فيه: "فأمرنا نبينا رسول ربنا - صلى الله عليه وسلم - أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رسالة ربنا، أنه من قتل منا صار إلى الجنة ونعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منا ملك رقابكم"، (صحيح البخاري - كتاب الجزية )..

    وللإجابة على السؤال الثالث، طلب المواددة والمناصرة من غير المسلمين منهي عنها بنص القرآن: "يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ" [المائدة:51]، وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" [آل عمران:118]، وقال: "لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ" [المجادلة: 22].

    في مواجهة مثل هذه النصوص يحاول كثير من المفكرين المسلمين إبجاد تبريرات من منطلقات الحداثة والمعاصرة، وخلص كثير منهم للفصل بين الدين وسياسات الدولة.. آخرون ذهبوا يستنكرون حتى على فكرة السؤال نفسه، مبرئين الإسلام مما يقال عنه، وما يمارس باسمه، ويستدلون على ذلك بآيات القرآن المنسوخة الحكم من أمثال "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ" [النحل: 125] كما سنشرح بعد قليل.. حجج الحداثيين هذه تجد قبولا من المسلمين خاصة وسط المجتمعات التي تعيش في الغرب حيث تزيح عنها الشعور بالحرج في مشاركتها غير المسلمين بلادهم مع الشبهة أن دينهم "يدعو لقتل الغربيين".. ورغم ذلك فحجج الحداثيين لا تصمد كثيرا أمام النصوص القرآنية والأحاديث الصريحة التي يواجههم بها المتشددون عبر أي حوار..وعلى أيسر تقدير فاجتهاداتهم لا تملك أن تنفي ادلة خصومهم وقوة برهانها.. ولا عبرة بمن يحاول التطفيف من وضوح النصوص ويلجأ لتشتيت المعنى، فالنبي (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) قد شرح هذه النصوص شرحا عمليا بتطبيقها..

    وفي حقيقة الأمر، فإن جميع التنظيمات الإرهابية من أمثال داعش والقاعدة والأخوان المسلمين، من حيث الفكرة، إنما يحملون صورة للفهم الذي تقوم عليه، اليوم، سائر الدعوات الإسلامية، وسائر المؤسسات الدينية، كما ذكرنا.. وتلاميذ هذه المؤسسات من الفقهاء، والقضاة الشرعيين، ومعلمي مناهج الشريعة، جميعا، لا ينشرون إلا مثل هذا الرصيد من الأفكار.. وبتدقيق أكبر فإن التنظيمات الارهابية عموما لا تختلف عن المؤسسات التي تبدو معتدلة الا من حيث أنها تنظيمات لها فعالية الحركة "المنظمة"، وحماس الشباب، وإسراعهم بالقضايا لنهاياتها المحتومة.. فتنظيم جماعة الأخوان المسلمين مثلا، تنظيم نشط في التنفيذ، وفاعل في أقامة جسور التواصل والتحالف والدعم، بين هذه التنظيمات والمؤسسات الإسلامية.. وكل أو جل قيادات التنظيمات الارهابية، من داعش وقاعدة وبوكوحرام، قد كانوا أعضاء نشطين في تنظيم الأخوان المسلمين..

    كذلك لا تملك المؤسسات الدينية: كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات والكليات الإسلامية، ووزارات الشؤون الدينية أجابات وافية تؤكد للشباب، أو حتى تشككهم، في أن ما تقوم به داعش والقاعدة ليس هو الاسلام.. أكثر من ذلك، فإن كل ما تقوم به داعش من تصرفات شائهة وعنيفة يجد سنده في الشريعة الإسلامية.. على سبيل المثال، الحديث النبوي "لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ!" حديث صحيح في أمهات الكتب..وكذلك جواز الاغتيالات السياسية، وقتل من آذي الله ورسوله، حتى أن من يدعو لعدم قتل من يؤذي الله ورسوله، فإنه أيضا كافر، على قاعدة " من لم يكفر الكافر فهو كافر"؛ قال النووي في "روضة الطالبين": "مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى، أَوْ شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ".؛ لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، [آل عمران: 85]".

    خلاصة الأمر،أن محاولات الرد على المتطرفين غير ممكنة لرجال الدين ولا للمؤسسات الاسلامية التقليدية ليس فقط لأن "فاقد الشيء لا يعطيه"، ولكن لأنهم هم من أسس، ونشر، ودرس، ودافع عن هذه المواد في مقررات الدراسة وفي الكتب الدينية، وعبر وسائل الإعلام..كذلك فاشل من يحاول دحض حجج التطرف بوسائل المنطق والمعاصرة ومتطلبات الحياة الحديثة إذ أن ذلك يعتبر في ذات نفسه خروجا عن الدين ويستحق الداعون له أشد أنواع العقاب – كالقتل والذبح-- حسب منطق هذا النوع من التفكير التجريدي..

    من طليعة الأطروحات التي تخالف الجانبين المذكورين، كتابات المفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه، والذي أسس حركة فكرية واسعة في السودان وكتب أكثر من ثلاثين كتابا.. وعلى خلاف المفكرين الحداثيين فهو يعتمد المصادر الأصلية للإسلام – القرآن والحديث-- وجسد العمل بدعوته في نفسه كما جسده تلاميذه وتلميذاته إلى حد كبير، وكتب تلاميذه أكثر من ثلاثمئة كتاب ومنشور في الفترة (1945-1985)، أما الآن فقد بلغ عدد كتبهم ومقالاتهم الآلاف..

    القرآن، عند الأستاذ محمود، به منهجان مختلفان أختلافا جذريا.. منهج مبني على السلام والحرية والمساواة ورد مفصلا في القرآن المكي، ومنهج يأمر بالحرب والوصاية في الحكم، ولا يساوي بين الرجل والمرأة، ولابين المسلم وغير المسلم، كما يسمح بتكاثر رأس المال في القرآن المدني.. هذا لا يمنع وجود بعض التداخلات بين المنهجين؛ هذه الازدواجية في القرآن ظنها المستشرقون "تناقضا" حينما لم يفهموا فكرة المنهجين هذه..

    القرآن المكي يدعو إلى أصول الإسلام.. يدعو لاحترام رأي كل ذي رأي "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [النحل: 125] ويدعو إلى الحرية والمساواة في الأديان "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ.. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ.. وَلَا أَنَاعَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ.. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ.. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.." [الكافرون: 1-6] ويدعو لمساواة الرجل والمرأة أمام القانون "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ.." [البقرة: 228].. كما يدعو للمساواة في توزيع الموارد "وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ"، [البقرة: 219] ويدعو للسلام وتعطيل الجهاد "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" [البقرة: 256]. الحديث النبوي يقول "لكل شيء قلب وقلب القرآن يس"؛ والعارفون قالوا: "ويس لها قلب، وقلبها "سلام قولا من رب رحيم"..هذه مقتطفات فقط للتدليل المختصر والسريع على منهج القرآن المكي..

    أما القرآن المدني فقد نُسخَت فيه الأصول "السلام والحريات والمساواة"، التي نزلت في القرآن المكي، لتحل محلها الفروع.. فرض الجهاد "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ"، [الأنفال: 39]، "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" [الأنفال: 60].. وفرضت وصاية الرجل على المرأة "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...".. وسمح القرآن المدني بتراكم رأس المال "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"] التوبة:103 [؛ حيث أن الزكاة هي ربع العشر (2,5 %).. هذه مقتطفات مختصرة تبين منهج القرآن المدني الذي بنيت عليه مفاهيم التنظيمات والمؤسسات الإسلامية التقليدية..

    والأستاذ محمود لا يدعو للإنتقال من النص المدني إلى النص المكي، باجتهاد شخصي، أو وفقا لاحتياجات العصر، وإنما مستندا على مصادر القرآن والسنة، ومن ذلك أن النبي جاء بالرسالتين وفصلهما وبينهما بأفعاله وأقواله.. تاريخيا، بدأت رسالة الإسلام بالأصول (وهي السلام والحريات والمساويات) في مجتمع صغير بمكة، ثم عندما فشل المجتمع في تقبل وتطبيق ذلك، هاجر المسلمون للمدينة وتنزلت التعاليم إلى فروع الاسلام (الجهاد والوصاية وتراكم رأس المال) لتوافق حاجة المجتمع البدائي وقتها..

    تقوم فكرة الأستاذ محمود على مفهوم "حكم الوقت"، الذى يقرر أن الدين واحد منذ الأزل "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ" [الشورى: 13]؛ والحديث "خير ما جئت به أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله"، بينما تشاريع الأمم تختلف باختلاف حكم الوقت، وحكم الوقت يقوم على مقتضى الزمان والمكان.. فما كان حلالا في شريعة آدم أصبح حراما في شريعة نوح مثلا، وما هو محلل عند موسى لم يعد شريعة عند النبي - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - .. وعليه يدعو الأستاذ محمود للانتقال من نص فرعى فى القران المدنى، كان حكيما مفصلا على حاجة وطاقة المجتمع فى القرن السابع الميلادى فخدم غرضه حتى استنفده، الى نص أصلى فى القران المكى، كان أكبر من طاقة القرن السابع، فنسخ، بمعنى أرجئ للتطبيق مستقبلا، وهو يوافق طاقة وحاجة عصرنا الراهن..

    وبذلك يقول إن الجهاد، والوصاية، وعدم المساواة بين المسلم وغير المسلم، وبين الرجل والمرأة، جميعها ساقطة، حيث أن حاجة المجتمع الحديث وطاقته لا تفي بها إلا آيات الأصول (أقرأ: السلام والحريات والمساويات).. منذ بداية الخمسينات، نبه الأستاذ محمود إلى أن حكم الوقت سيفرض الوحدة على البشرية جميعها، ولكن ذلك لن يكون إلا بعد أن تبرز وتفهم الإختلافات.. كتب في عام 1953: "وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانية وحدة جغرافية، قد ربط تقدم المواصلات الحديثة السريعة بين أطرافه ربطا ألغى الزمان، والمكان، إلغاء يكاد يكون تاما، حتى لقد أصبحت جميع أجزاء المعمورة تتجاوب في مدى ساعات معدودات للحدث البسيط يحدث في أي جزء من أجزائه.. يضاف إلى ذلك، أن هذا الكوكب الصغير معمور بإنسانية واحدة، متساوية في أصل الفطرة، وإن تفاوتت في الحظوظ المكتسبة من التحصيل والتمدين.. فينبغي والحالة هذه، بل إنه، في الحقيقة، ضربة لازب، أن تقوم فيه حكومة واحدة، تقيم علائق الأمم على أساس القانون، كما تقيم حكومات الأمم – كل في داخليتها – علائق الأفراد على أساس القانون.. وذلك أمر مستطاع، بل هو أمر لا معدى عنه.. فإن المتتبع لتطور الحياة يعلم جيدا أن مسألة الوحدة العالمية هي نهاية المطاف المحتومة، في أوانها.. على كل حال، مسألة الوحدة مسألة زمن فقط.. وقد كانت عصبة الأمم، عقب الحرب العالمية الأولى، خطوة عملية في هذا الإتجاه.. وها هي هيئة الأمم الحاضرة خطوة أخرى.. ولا يزال، بيننا وبين الحكومة العالمية، خطوات، عديدات، واسعات.."، (لقراءة المزيد يمكن زيارة موقع الفكرة الجمهورية على الانترنت www.alfikra.org.

    من الطبيعي والمتوقع حسب "حكم الوقت" أن تبرز الخلافات ويظهر التطرف والعنف حيث أنها تمثل الخطوات المحتومة تجاه التخلص من عوائق أقامة الوحدة العالمية.. أحداث 11 سبتمبر، مثلا، كانت هناك محاولات قبلها وهناك محاولات تمت بعدها، بمعنى أن الحدث كان لا بد أن يتم شكلٌ منه، بصورة من الصور، في حكم الوقت، ولذلك فقد حذر الأستاذ محمود منذ وقت مبكر من الهوس الديني ونوه إلى أنه سيكون خطرا عالميا: ورد في كتاب "الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب" (طبعة 1980): "إن الهوس الديني الذي انطلق من عقاله في البلاد الإسلامية يجب ان يواجه بما يوقفه عند حده، ويكشف زيفه، ويحصن الشعوب ضده، ولذلك فإن أي موقف سلبي تجاه هذا الهوس يعتبر جريمة في حق الإسلام، وفي حق الإنسانية، لا تغتفر.. ولكن يجب أن نعي جيدا أن الردع القانوني وحده لا يكفي لاجتثاث هذا الهوس من جذوره، ولا هو بكاف بتخليص الشباب الواقع تحت تضليله.. وإنما يجب ان يصحب ذلك نشر للفهم الواعي للإسلام، وليس هذا بميسور في (البلاد الإسلامية) الآن.. ولكنه في السودان مبذول، بفضل الله، ثم بفضل الفكر الجمهوري الذي يضطلع دعاته بواجبهم في نشر الوعي الإسلامي، رغم المعوقات التي توضع في طريقهم من قبل أجهزة الإعلام المختلفة"..

    فإذا عرفنا أن الأستاذ محمود قد حكم عليه بالردة عن الإسلام ونفذ عليه حكم الإعدام في 18 يناير 1985 فقط بسبب أفكاره هذه، وأن ذلك كان بتدبير الاخوان المسلمين بالسودان وكان بتأييد الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات الإسلامية، ووزارة الشؤون الدينية، عرفنا إلى أي مدى أن هذه المؤسسات لا تملك حلا ولا تفهما لمشكلة الإرهاب، وأنها هي نفسها طرف أصيل فيه..



    * أستاذ بكلية التربية جامعة الخرطوم، سابقا..

    * أستاذ مشارك، معهد اللغات مونتري كاليفورنيا، حاليا..



    مصادر

    · القرآن الكريم.
    · الأستاذ محمود محمد طه (1974) “إعداد الإنسان الحر: خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو" الكتاب الثاني من سلسلة رسائل ومقالات، الطبعة الأولى، الأخوان الجمهوريون، أمدرمان.

    · الأخوان الجمهوريون 1980 الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب، الأخوان الجمهوريون ، أمدرمان.

    · النووي،أبو زكريا يحيى بن شرف (1991م /1412هـ) روضة الطالبين وعمدة المفتين. المكتب الإسلامي

    · البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفي (1993م/1414هـ) صحيح البخاري.دار ابن كثير.

    · مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (2006م/1427هـ) صحيح مسلم. دار طيب

    [email protected]
    قد يبدو هذا السؤال ساذجا وبسيطا لدى النظرة الأولى ولكن بقليل من التأمل يتضح أنه مهم وعملي ويكاد أن يمس حياة كل فرد.. فالسؤال يدور بإلحاح في أذهان الملايين حول الكوكب ويتطلب الإجابة السريعة والصريحة والواضحة.. ما زاد من أهمية السؤال، عنف ما يسمى بالدولة الإسلامية وقتلها الأبرياء، وفي ذات الوقت كفاءتها في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب المتعلم.. فنشأ نتيجة لذلك حوار محتدم ومتصاعد وسط الشعوب المسلمة عبر الفضائيات والمنابر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي..

    لتركيز الضوء على قلب المشكلة، ومحاصرة الحوار، ثم لكشف النواحي التطبيقية، سنختصر المسألة في ثلاثة أسئلة عملية تخص أسس "الدولة المسلمة"،ونعني بها التي تتبني الإسلام كما هو متعارف عليه في المؤسسات الدينية ومناهج التعليم، بما في ذلك تطبيق الشريعة الإسلامية..

    ثلاثة الأسئلة هي: (1) هل يعتبر الجهاد في الاسلام واجبا أساسيا؟ (2) هل من واجب الدولة المسلمة فرض الجزية على المسيحيين واليهود ومحاربة اللادينيين؟ (3) هل يعتبر المسيحي أو اليهودي أو اللاديني مواطناً من الدرجة الثانية في الدولة المسلمة؟

    الإجابة على هذه الأسئلة في الفهم الإسلامي السائد، الذي يدرس وينشر ويتداول في كل المؤسسات الدينية كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات الإسلامية، وكليات الشريعة، ووزارات الشؤون الدينية هو بالايجاب المؤكد، والمسنود بنصوص الآيات والأحاديث.. فالجهاد واجب أساسي لكل مسلم، والمسيحي أو اليهودي لا يتساوى مع المسلم في الدولة المسلمة، وعليه دفع الجزية، ولا يحق له تولي أمور المسلمين، أما اللاديني، فلا وضع له في الدولة المسلمة إلا القتال أو الاسلام.. الإجابات على الأسئلة تظهر حجم المشكلة الفكرية وتضع الجميع في حالة من الحيرة والعجز.. هذا المقال محاولة لالقاء أضواء وسط هذه العتمة..

    في الإجابة على السؤال الأول، جاء في القرآن فرض الجهاد: "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [التوبة: 5].. وورد أيضا: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" [التوبة: 14] وفي الأحاديث النبوية ورد: "مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مات على شعبة من النفاق" (صحيح مسلم – كتاب الجهاد)..

    وفي الإجابة على السؤال الثاني، ورد: "َقاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ " [التوبة:29]. "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [الأنفال: 39].. والحديث عن جبير بن حيية، ذكر فيه: "فأمرنا نبينا رسول ربنا - صلى الله عليه وسلم - أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رسالة ربنا، أنه من قتل منا صار إلى الجنة ونعيم لم ير مثله قط، ومن بقي منا ملك رقابكم"، (صحيح البخاري - كتاب الجزية )..

    وللإجابة على السؤال الثالث، طلب المواددة والمناصرة من غير المسلمين منهي عنها بنص القرآن: "يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ" [المائدة:51]، وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" [آل عمران:118]، وقال: "لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ" [المجادلة: 22].

    في مواجهة مثل هذه النصوص يحاول كثير من المفكرين المسلمين إبجاد تبريرات من منطلقات الحداثة والمعاصرة، وخلص كثير منهم للفصل بين الدين وسياسات الدولة.. آخرون ذهبوا يستنكرون حتى على فكرة السؤال نفسه، مبرئين الإسلام مما يقال عنه، وما يمارس باسمه، ويستدلون على ذلك بآيات القرآن المنسوخة الحكم من أمثال "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ" [النحل: 125] كما سنشرح بعد قليل.. حجج الحداثيين هذه تجد قبولا من المسلمين خاصة وسط المجتمعات التي تعيش في الغرب حيث تزيح عنها الشعور بالحرج في مشاركتها غير المسلمين بلادهم مع الشبهة أن دينهم "يدعو لقتل الغربيين".. ورغم ذلك فحجج الحداثيين لا تصمد كثيرا أمام النصوص القرآنية والأحاديث الصريحة التي يواجههم بها المتشددون عبر أي حوار..وعلى أيسر تقدير فاجتهاداتهم لا تملك أن تنفي ادلة خصومهم وقوة برهانها.. ولا عبرة بمن يحاول التطفيف من وضوح النصوص ويلجأ لتشتيت المعنى، فالنبي (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) قد شرح هذه النصوص شرحا عمليا بتطبيقها..

    وفي حقيقة الأمر، فإن جميع التنظيمات الإرهابية من أمثال داعش والقاعدة والأخوان المسلمين، من حيث الفكرة، إنما يحملون صورة للفهم الذي تقوم عليه، اليوم، سائر الدعوات الإسلامية، وسائر المؤسسات الدينية، كما ذكرنا.. وتلاميذ هذه المؤسسات من الفقهاء، والقضاة الشرعيين، ومعلمي مناهج الشريعة، جميعا، لا ينشرون إلا مثل هذا الرصيد من الأفكار.. وبتدقيق أكبر فإن التنظيمات الارهابية عموما لا تختلف عن المؤسسات التي تبدو معتدلة الا من حيث أنها تنظيمات لها فعالية الحركة "المنظمة"، وحماس الشباب، وإسراعهم بالقضايا لنهاياتها المحتومة.. فتنظيم جماعة الأخوان المسلمين مثلا، تنظيم نشط في التنفيذ، وفاعل في أقامة جسور التواصل والتحالف والدعم، بين هذه التنظيمات والمؤسسات الإسلامية.. وكل أو جل قيادات التنظيمات الارهابية، من داعش وقاعدة وبوكوحرام، قد كانوا أعضاء نشطين في تنظيم الأخوان المسلمين..

    كذلك لا تملك المؤسسات الدينية: كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات والكليات الإسلامية، ووزارات الشؤون الدينية أجابات وافية تؤكد للشباب، أو حتى تشككهم، في أن ما تقوم به داعش والقاعدة ليس هو الاسلام.. أكثر من ذلك، فإن كل ما تقوم به داعش من تصرفات شائهة وعنيفة يجد سنده في الشريعة الإسلامية.. على سبيل المثال، الحديث النبوي "لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ!" حديث صحيح في أمهات الكتب..وكذلك جواز الاغتيالات السياسية، وقتل من آذي الله ورسوله، حتى أن من يدعو لعدم قتل من يؤذي الله ورسوله، فإنه أيضا كافر، على قاعدة " من لم يكفر الكافر فهو كافر"؛ قال النووي في "روضة الطالبين": "مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى، أَوْ شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ".؛ لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، [آل عمران: 85]".

    خلاصة الأمر،أن محاولات الرد على المتطرفين غير ممكنة لرجال الدين ولا للمؤسسات الاسلامية التقليدية ليس فقط لأن "فاقد الشيء لا يعطيه"، ولكن لأنهم هم من أسس، ونشر، ودرس، ودافع عن هذه المواد في مقررات الدراسة وفي الكتب الدينية، وعبر وسائل الإعلام..كذلك فاشل من يحاول دحض حجج التطرف بوسائل المنطق والمعاصرة ومتطلبات الحياة الحديثة إذ أن ذلك يعتبر في ذات نفسه خروجا عن الدين ويستحق الداعون له أشد أنواع العقاب – كالقتل والذبح-- حسب منطق هذا النوع من التفكير التجريدي..

    من طليعة الأطروحات التي تخالف الجانبين المذكورين، كتابات المفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه، والذي أسس حركة فكرية واسعة في السودان وكتب أكثر من ثلاثين كتابا.. وعلى خلاف المفكرين الحداثيين فهو يعتمد المصادر الأصلية للإسلام – القرآن والحديث-- وجسد العمل بدعوته في نفسه كما جسده تلاميذه وتلميذاته إلى حد كبير، وكتب تلاميذه أكثر من ثلاثمئة كتاب ومنشور في الفترة (1945-1985)، أما الآن فقد بلغ عدد كتبهم ومقالاتهم الآلاف..

    القرآن، عند الأستاذ محمود، به منهجان مختلفان أختلافا جذريا.. منهج مبني على السلام والحرية والمساواة ورد مفصلا في القرآن المكي، ومنهج يأمر بالحرب والوصاية في الحكم، ولا يساوي بين الرجل والمرأة، ولابين المسلم وغير المسلم، كما يسمح بتكاثر رأس المال في القرآن المدني.. هذا لا يمنع وجود بعض التداخلات بين المنهجين؛ هذه الازدواجية في القرآن ظنها المستشرقون "تناقضا" حينما لم يفهموا فكرة المنهجين هذه..

    القرآن المكي يدعو إلى أصول الإسلام.. يدعو لاحترام رأي كل ذي رأي "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [النحل: 125] ويدعو إلى الحرية والمساواة في الأديان "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ.. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ.. وَلَا أَنَاعَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ.. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ.. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.." [الكافرون: 1-6] ويدعو لمساواة الرجل والمرأة أمام القانون "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ.." [البقرة: 228].. كما يدعو للمساواة في توزيع الموارد "وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ"، [البقرة: 219] ويدعو للسلام وتعطيل الجهاد "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" [البقرة: 256]. الحديث النبوي يقول "لكل شيء قلب وقلب القرآن يس"؛ والعارفون قالوا: "ويس لها قلب، وقلبها "سلام قولا من رب رحيم"..هذه مقتطفات فقط للتدليل المختصر والسريع على منهج القرآن المكي..

    أما القرآن المدني فقد نُسخَت فيه الأصول "السلام والحريات والمساواة"، التي نزلت في القرآن المكي، لتحل محلها الفروع.. فرض الجهاد "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ"، [الأنفال: 39]، "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" [الأنفال: 60].. وفرضت وصاية الرجل على المرأة "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...".. وسمح القرآن المدني بتراكم رأس المال "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"] التوبة:103 [؛ حيث أن الزكاة هي ربع العشر (2,5 %).. هذه مقتطفات مختصرة تبين منهج القرآن المدني الذي بنيت عليه مفاهيم التنظيمات والمؤسسات الإسلامية التقليدية..

    والأستاذ محمود لا يدعو للإنتقال من النص المدني إلى النص المكي، باجتهاد شخصي، أو وفقا لاحتياجات العصر، وإنما مستندا على مصادر القرآن والسنة، ومن ذلك أن النبي جاء بالرسالتين وفصلهما وبينهما بأفعاله وأقواله.. تاريخيا، بدأت رسالة الإسلام بالأصول (وهي السلام والحريات والمساويات) في مجتمع صغير بمكة، ثم عندما فشل المجتمع في تقبل وتطبيق ذلك، هاجر المسلمون للمدينة وتنزلت التعاليم إلى فروع الاسلام (الجهاد والوصاية وتراكم رأس المال) لتوافق حاجة المجتمع البدائي وقتها..

    تقوم فكرة الأستاذ محمود على مفهوم "حكم الوقت"، الذى يقرر أن الدين واحد منذ الأزل "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ" [الشورى: 13]؛ والحديث "خير ما جئت به أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله"، بينما تشاريع الأمم تختلف باختلاف حكم الوقت، وحكم الوقت يقوم على مقتضى الزمان والمكان.. فما كان حلالا في شريعة آدم أصبح حراما في شريعة نوح مثلا، وما هو محلل عند موسى لم يعد شريعة عند النبي - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - .. وعليه يدعو الأستاذ محمود للانتقال من نص فرعى فى القران المدنى، كان حكيما مفصلا على حاجة وطاقة المجتمع فى القرن السابع الميلادى فخدم غرضه حتى استنفده، الى نص أصلى فى القران المكى، كان أكبر من طاقة القرن السابع، فنسخ، بمعنى أرجئ للتطبيق مستقبلا، وهو يوافق طاقة وحاجة عصرنا الراهن..

    وبذلك يقول إن الجهاد، والوصاية، وعدم المساواة بين المسلم وغير المسلم، وبين الرجل والمرأة، جميعها ساقطة، حيث أن حاجة المجتمع الحديث وطاقته لا تفي بها إلا آيات الأصول (أقرأ: السلام والحريات والمساويات).. منذ بداية الخمسينات، نبه الأستاذ محمود إلى أن حكم الوقت سيفرض الوحدة على البشرية جميعها، ولكن ذلك لن يكون إلا بعد أن تبرز وتفهم الإختلافات.. كتب في عام 1953: "وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانية وحدة جغرافية، قد ربط تقدم المواصلات الحديثة السريعة بين أطرافه ربطا ألغى الزمان، والمكان، إلغاء يكاد يكون تاما، حتى لقد أصبحت جميع أجزاء المعمورة تتجاوب في مدى ساعات معدودات للحدث البسيط يحدث في أي جزء من أجزائه.. يضاف إلى ذلك، أن هذا الكوكب الصغير معمور بإنسانية واحدة، متساوية في أصل الفطرة، وإن تفاوتت في الحظوظ المكتسبة من التحصيل والتمدين.. فينبغي والحالة هذه، بل إنه، في الحقيقة، ضربة لازب، أن تقوم فيه حكومة واحدة، تقيم علائق الأمم على أساس القانون، كما تقيم حكومات الأمم – كل في داخليتها – علائق الأفراد على أساس القانون.. وذلك أمر مستطاع، بل هو أمر لا معدى عنه.. فإن المتتبع لتطور الحياة يعلم جيدا أن مسألة الوحدة العالمية هي نهاية المطاف المحتومة، في أوانها.. على كل حال، مسألة الوحدة مسألة زمن فقط.. وقد كانت عصبة الأمم، عقب الحرب العالمية الأولى، خطوة عملية في هذا الإتجاه.. وها هي هيئة الأمم الحاضرة خطوة أخرى.. ولا يزال، بيننا وبين الحكومة العالمية، خطوات، عديدات، واسعات.."، (لقراءة المزيد يمكن زيارة موقع الفكرة الجمهورية على الانترنت www.alfikra.org.

    من الطبيعي والمتوقع حسب "حكم الوقت" أن تبرز الخلافات ويظهر التطرف والعنف حيث أنها تمثل الخطوات المحتومة تجاه التخلص من عوائق أقامة الوحدة العالمية.. أحداث 11 سبتمبر، مثلا، كانت هناك محاولات قبلها وهناك محاولات تمت بعدها، بمعنى أن الحدث كان لا بد أن يتم شكلٌ منه، بصورة من الصور، في حكم الوقت، ولذلك فقد حذر الأستاذ محمود منذ وقت مبكر من الهوس الديني ونوه إلى أنه سيكون خطرا عالميا: ورد في كتاب "الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب" (طبعة 1980): "إن الهوس الديني الذي انطلق من عقاله في البلاد الإسلامية يجب ان يواجه بما يوقفه عند حده، ويكشف زيفه، ويحصن الشعوب ضده، ولذلك فإن أي موقف سلبي تجاه هذا الهوس يعتبر جريمة في حق الإسلام، وفي حق الإنسانية، لا تغتفر.. ولكن يجب أن نعي جيدا أن الردع القانوني وحده لا يكفي لاجتثاث هذا الهوس من جذوره، ولا هو بكاف بتخليص الشباب الواقع تحت تضليله.. وإنما يجب ان يصحب ذلك نشر للفهم الواعي للإسلام، وليس هذا بميسور في (البلاد الإسلامية) الآن.. ولكنه في السودان مبذول، بفضل الله، ثم بفضل الفكر الجمهوري الذي يضطلع دعاته بواجبهم في نشر الوعي الإسلامي، رغم المعوقات التي توضع في طريقهم من قبل أجهزة الإعلام المختلفة"..

    فإذا عرفنا أن الأستاذ محمود قد حكم عليه بالردة عن الإسلام ونفذ عليه حكم الإعدام في 18 يناير 1985 فقط بسبب أفكاره هذه، وأن ذلك كان بتدبير الاخوان المسلمين بالسودان وكان بتأييد الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات الإسلامية، ووزارة الشؤون الدينية، عرفنا إلى أي مدى أن هذه المؤسسات لا تملك حلا ولا تفهما لمشكلة الإرهاب، وأنها هي نفسها طرف أصيل فيه..



    * أستاذ بكلية التربية جامعة الخرطوم، سابقا..

    * أستاذ مشارك، معهد اللغات مونتري كاليفورنيا، حاليا..



    مصادر

    · القرآن الكريم.
    · الأستاذ محمود محمد طه (1974) “إعداد الإنسان الحر: خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو" الكتاب الثاني من سلسلة رسائل ومقالات، الطبعة الأولى، الأخوان الجمهوريون، أمدرمان.

    · الأخوان الجمهوريون 1980 الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب، الأخوان الجمهوريون ، أمدرمان.

    · النووي،أبو زكريا يحيى بن شرف (1991م /1412هـ) روضة الطالبين وعمدة المفتين. المكتب الإسلامي

    · البخاري، محمد بن إسماعيل الجعفي (1993م/1414هـ) صحيح البخاري.دار ابن كثير.

    · مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (2006م/1427هـ) صحيح مسلم. دار طيب.
                  

01-14-2016, 08:39 PM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: بثينة تروس)

    تحية للدكتور احمد الحسين.

    هل تدرى على من ننتحب يا د. محمد وقيع الله؟ .. بقلم: برفيسور احمد مصطفى الحسين

    كتب الدكتور محمد وقيع الله مقالا سمجا كدأبه عن الأستاذ محمود والجمهوريين بعنوان "موسم النحيب الجمهورى الكئيب"، فى صحيفة الصيحة السودانية. والمقال فى حد ذاته لا قيمة له ولا يساوى قيمة الحبر والجهد الذى بذله صاحبه فى كتابته وقد ترددت كثيرا فى الرد عليه لأننى أعلم أنه يريد ذلك لتلميع صورته، فهو يعرف أن الجمهوريين لن يترددوا فى الرد عليه. وهو كغيره من كتاباته ملىء بالمغالطات الفجة وسؤ الأدب والحكايات الساذجة والمملة التى تعودنا سماعها منه ومن أضرابه. وهو أيضا مقال لا يليق بمن يزعم أنه يحمل شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية من الجامعات الأمريكية. وهو بعد ذلك وفوق كل ذلك مقال واضح الغرض وصغيره. إذ أن الكاتب بدأ، حينما عاد من ارض الاستكبار فى الولايات المتحدة بكتابات ركيكة فى نقد الفكرة الجمهورية، لا ترقى حتى لمستوى جهلة الفقهاء الذين سبقوه اليها، بغرض الظهور وتلميع نفسه لوظيفة تناسب مقامه المزعوم فى دولة المشروع الحضارى. يقول د. وقيع الله فى افتتاحية مقاله العجيب (عما قريب الجمهوريون واحبائهم من العلمانيين الذين يناصرونهم موسم النواح فى "حولية" شيخهم الذى قضى فى مثل هذا الوقت منذ ثلاثين عاما مضت). هذه الافتتاحية الفجة الساخرة التى لا تعبر عن أى تعاطف أو استنكار لجريمة نكراء هزت الضمير المحلى والعالمى، وكانت الشرارة التى أوقدت نار انتفاضة ابريل المباركة، التى أرسلت النظام المهووس وقضاته المهوسيين الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه وعليهم، تكشف عن جفاف مشاعر صاحبها. ولكن لماذا ألومه على هذه المشاعر الجافة ونحن لم نألفها قط من أمثاله.

    ومن المفارقات التى اجترحها الدكتور تنبؤه بأن يصبح الاحتفال بذكرة الاستاذ محمود مناسبة "رجعية" لتمجيد الأستاذ محمود وخلع شتى النعوت الخرافية المزعومة عليه، ونسيان دعوته وجوهرها باعتبارها مبادئ متقادمة لا تناسب القرن الواحد وعشرين. كيف يتحدث هذا الرجل عن الرجعية وهو الذى يعيشها لحما ودما وفكرا وكلاما وحياة. ونبؤته هذه يكذبها الواقع الذى نعيشه هذه الأيام مع ظهور ما يحمله هو من أفكار جاهلة عن الاسلام وتجسيدها عمليا فى ممارسات جماعات الهوس الداعشية والقاعدية وغيرها، ولا اعتقد أن الدكتور يعرف عن الاسلام غير ما تدعوا له تلك الجماعات من تخلف، وكان الاحرى به أن يعرف وهو يحمل درجة الدكتوراه فى العلوم السياسية ألا مخرج للفكر الاسلامى وازمته الراهنة الا بما جاء به الأستاذ محمود ودعى له قبل أكثر من نصف قرن من الزمان. وإهتمامه هو شخصيا واهتمام غيره من المعارضين للفكرة يمثل أبلغ دليل على أنها حية وتؤرق مضاجع معارضيها من أمثاله. أما اصحاب الدعوة وأقطابها – وهو لا يعرفهم- فإنهم لازالوا يحدثون الناس عن الأصول والفروع وتطوير التشريع لا يحيدون عن فكرتهم قيد أنملة. ولن تتحول الفكرة الجمهورية لطائفية كما زعم لأن كل من التزمها التزمها عن اقتناع وفكر، وتمجيد الجمهوريين وتقديسهم للاستاذ – ونحن فعلا نمجده ونقدسه -هو تمجيد لفكرته فى شخصه لأنه يمثل تجسيدا أصيلا مذهلا لها فى تفاصيل حياته اليوميه. فهو ليس مثل شيخك الذى يقول ما لا يفعل مما جعلكم لا تجدون له تمجيدا فى انفسكم فأنصرفتم عنه مع أول سانحة للولوغ فى غنائم السلطة التى سطا عليها اترابك بليل وخديعة. وصدقنى أن الأحداث والقصص التى أوردتها من كتابات أخى عبد الله عثمان والمرحوم الدكتور خليل عثمان هى حكاوى حقيقية ويحكيها عنه معارضيه من أهله قبل مؤيدوه، وقد رأينا نحن منها الكثير، وازيدك منها انه لم يكن يقتل الذباب، ويستحم فى الطشت بصابون الغسيل لأن غالبية السودانيين لا يملكون غيرها، ولا يملك الكثير من الأوانى كما تملكون حتى يتخوف منها على حيطان منزله المبنية من الجالوص. وما قولك فى أن دكتور خليل عثمان خرج من المعتقل ويعتير نفسه جمهوريا، وكان يدفع كل تكاليف الاحتفال بالذكرى الأولى للأستاذ محمود التى أقيمت فى دار أساتذة جامعة الخرطوم وكنت أنا عضوا فى لجنتها.

    ثم نأتى لكذب الكاتب وإفتيئاته- وهى خصلة "إخوانية" أصيلة- على الاستاذ محمود وقوله عنه بأنه لم يحتج على مقتل خصومه السياسيين على مدى عقد من الزمان متحالفا مع نظام البطش المايوى. أولا لم يكن الجمهوريين متحالفين مع النظام المايوى،كما زعم الكاتب الكذوب، لأنهم لم يستوزروا فيه، ولم يكونوا من متلقى عطاياه وفتات مؤائده، بل ان نميرى طلب أن يعين جمهوريين فى حكومته فرفض الأستاذ محمود أمبررا ذلك بأننا لسنا طلاب سلطة، ولأننا لا نستطيع أن نبرر كل أفعال النظام. أما تأيدنا لمايوفى فترة ما قبل هوسها، وهو تأييد لا نخفيه ولا نخجل منه، فقد كان قائما على مبدأ لانها جاءت حين جاءت فى وقت كانت فيه الطائفية والسلفية الجاهلة، تتأهب للوثوب على السلطة على أجنحة دستور اسلامى مزيف، ولكنها حين حادت مايو عن طريفها ذلك وركبت موجة الهوس السلفى، كان الجمهوريون أول من وقف فى وجهها ودفع الأستاذ محمود روحه فى سبيل ذلك. أما الذين زعمت أن النميرى حصدهم ولم يحتج الأستاذ محمود على قتلهم، فلم يأتوا يحملون اغصان الزيتون ودعوات الحوار، وانما جاءوا يحملون بنادقا لمنازلة نظام عسكرى واجههم بسلاحهم. وغريب امرك يا دكتور وأنت تتحسر على حصد النظام المايوى للأنصار، ولم تذكر زملائك من الاخوان المسلمين، الذين ارسلهم زعيمك وقتها- قبل أن تتنكر له- وزعيمهم للموت، ثم لم يلبثوا أن صالحوا نظامه وجلسوا على مؤائده دون أن يذكروا قتلاهم الذين دفعهوهم للموت دفعا فى سبيل الوصول للسلطة. وأنا أسأل الدكتور هل قام هو أو رصفائه بالاحتجاج على قتل الألاف من أهلنا المسالمين والمسلمين فى دارفور وتشريدهم وإغتصاب نسائهم بواسطة النظام الذى يؤيده الدكتور ويسعى للحصول على منصب من مناصبه؟ ولعل الدكتوريريد أن يوحى، وهو يسخرمن مواقف الأستاذ محمود فى الرفق بالأحياء والأشياء وعدم احتجاجه على قتل البشر، بأنه انما "يمثل" ويتظاهر، ونحن نريد أن نسأله ماذا كان يريد الأستاذ محمود من كل ذلك التظاهر والتمثيل؟ هل سأل نفسه هذا السؤال يا ترى؟ إنه من البديهى أن الذى يغش بالدين، ويتظاهر به، انما يريد الدنيا وزينتها. وقد رصد الكاتب نفسه فى مقال سابق له الحياة الزاهدة البسيطة التى عاشها الأستاذ محمود فى بيته المتواضع، وكان من المأمول أن يقوده ذلك الإكتشاف على الأقل الى طرح السؤال الذى طرحناه عليه هنا " ماذا كان يريد الأستاذ محمود من كل ذلك التظاهر والتمثيل؟"، خاصة وهو يرى شيوخه وزملائه من الاسلامويين وقد اوغلوا فى الإفساد والفساد بكل أنواعه وتكالبوا على الدنيا وكل جيفها، وبدلا من أن يقوده ذلك الإكتشاف الى التساول حول شخصية الأستاذ محمودوأهدافه، فإنه خرج من ذلك الإكتشاف بقوله متسائلا كيف لشخص يعيش مثل هذه الحياة الزاهدة البسيطة أن يزعم أنه الله. عجبى !!! ولماذا العجب فقد قال أصدق قائل "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

    هل تريد أن تعرف يا دكتور على من ننتجب؟ إذا إقرأ معى. لقد كتبت انا مقالا قبل وقت قريب بعنوان " يا قادة المعارضة لن تقودوا الشعب حتى تتقدموا صفوفه فى الكريهة"، ولعله من المناسب أن اعيد جزأ منه هنا لأنه يبرز ما نحن بصدده من تقديس ومحبة وتمجيد الجمهوريين للاستاذ محمود (لقد كان الأستاذ محمود نموذجا فريدا فى قيادته لأبنائه الجمهوريين، حيث لم يقدم أبنائه الجمهوريين لكريهة قط ويتأخر عنها. فكان اخر من يأكل، واخر من يشرب، ولا يطلب من أبنائه عملا ثم يتقاصر عنه بدعوى أنه قيادى ومهم لإستمرارية التنظيم والتخطيط. فحينما سجن مع أبنائه فى فترة ما قبل التنفيذ، وقررت الجهات الأمنية اطلاق صراحه اولا قبل أبنائه المعتقلين، رفض قرار الإفراج، وأحتج بأنه المسئؤل عن كل الحركة الجمهورية والأولى أن يطلق سراح أبنائه أولا قبل أن يطلق سراحه هو. واصر ألا يغادر معتقله حتى يفرج عن جميع أبنائه ويحضرونهم له فى معتقله ليخرج معهم من المعتقل. وفى أول سابقة من نوعها، قام جهاز الأمن بنقل جميع الاخوان الجمهوريين من معتقلهم فى كوبر فى بصات الى بيت بونا منوال حيث كان الأستاذ محمود معتقلا. وبعد خروجه من المعتقل لم يلذ بالصمت خوفا، كما فعل اخرون وفلسفوا خوارهم كذكاء لم يسعف الأستاذ، وأصدر الجمهوريين منشورهم المشهور "هذا أو الطوفان"، وكانت كلمته الوجيزة فى محاكمته الغادرة الشرارة التى أطلقت حماس الشعب من عقاله فخرج هادرا حتى انهار النظام. لقد حضرت أنا شخصيا أول اجتماعات التجمع الوطنى انذاك فى نادى اتحاد طلبة جامعة الخرطوم، بعد أن إستأذنت الأستاذ محمود فى ذلك، وأرسل لى وريقة وطلب منى قراتها على المجتمعين، الذين تجمعوا لمعارضة الحكم عليه بالإعدام. وكانت الوريقة تقول للمجتمعين ما معناه (إذا اجتمعتم لتقولوا لنميرى أطلق سراح محمود فلا تقولوا له... جردوا القضية وقولوا أن الفكر ليس مكانه المحاكم). وقد ألهب هذا الموقف المتجرد حماس المجتمعين وكانت زوجة المرحوم عبد الخالق محجوب الأستاذة نعمات مالك قمة فى ذلكالجو الحماسي. لقد هزت كلمة الأستاذ محمود هيبة النظام و لم تكن إنتفاضة أبريل 1984 لتقوم لولا النموذج القيادى الفذ الذى قدمه الأستاذ محمود محمد طه لشعبه بتقدمه له فى يوم الكريهة ذاك. وهذا هو السر، لمن لا يدرى، لمحبة الجمهوريين للاستاذ محمود وثقتهم فيه بل وتقديسه).

    هل تريد الحق يا د. وقيع الله؟ انت معجب بالأستاذ محمود وفكرته ويسبب لك هذا الإعجاب القسرى ازعاجا نفسيا ويخيفك، ولذلك تحاول طرده من داخلك بهذه الكتابات. وإذا حاولت أن تقرأ الفكرة الجمهورية بعقل مفتوح وقارنتها بما تحمل من فكر اسلامى متخلف فانك لا بد واجد فيها مخرجا لأزمتك وأزمة الفكر المتحجر الذى تحمله.

    [email protected]
                  

01-15-2016, 07:34 AM

Suleiman Todi
<aSuleiman Todi
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: بثينة تروس)

    له الرحمة والمغفرة.
    حقيقة انا اول مرة اسمع فيديو او اقرا عنه بالتمعن لكن يبدو انه الصادق السريرة فيما يعتقده ورجل قوي الشكيمة والارادة علي حسب ما سمعته في المحكمة في جلسة المحاكمتة الشهيرة الذى رفض الاعترا ف بالقضاة حتي. ومات وهو ممسك بفكره.
    له الرحمة .
    شكر يا الاستاذه

                  

01-15-2016, 09:24 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Suleiman Todi)

    [centerبمناسبة الذكرى الحادية والثلاثينلاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1985يقيم تلاميذ وتلميذات الأستاذ بمدينة كالقري احتفالاً تحت شعار"حماية الشباب من الهوس الديني"يتضمن البرنامج معرض كتاب ولوحات، عروض فيديو وفقرات متنوعةوندوة بعنوان"مأزق الهوس الديني وطريق الخروج""Fanaticism and the Way Out"Professor Ernest B. Johnson, Rupublican BrotherSgt. Paul Dunn, coordinator for ReDirect Calgary Police ServicesDennis Aicken, Pastor at Emmanuel Community ChurchBrian Seaman, human rights and civil liberties research lawyerSaima Jamal, Activist working for human rights and community organizer Rita and Salem Kallas, Syrian refugeeالزمان: السبت 16 يناير 2016من الساعة السابعه مساء وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف المكان:Forest Heights Community Hall4909 Forego Ave SE, Calgary AB

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 01-15-2016, 06:46 PM)

                  

01-18-2016, 04:11 AM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    يا بختكم والله يا ناس كالقرى .... هنياكم بهذا الفيض من الانوار الروحانية فى حضرة محضوره
    اها وصية مقرود ما تنسونا
    تحايا نواضر أخوتى أستاذ خالد واستاذه بثينه ولكل أهل كالقرى
                  

01-18-2016, 04:12 AM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: Khalid Elmahdi)

    يا بختكم والله يا ناس كالقرى .... هنياكم بهذا الفيض من الانوار الروحانية فى حضرة محضوره
    اها وصية مقرود ما تنسونا
    تحايا نواضر أخوتى أستاذ خالد واستاذه بثينه ولكل أهل كالقرى
                  

01-19-2016, 07:58 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأحتفال بذكرى الأستاذ محمود ال 31 بكالقر� (Re: اْسامة اْباّرو)

    العزيز أسامه والضيوف الكرام سلام..
    كانت ليلتنا أمس عامرة ومحضوره، أمها عدد معتبر من سكان كالقري الكرام، برغم برودة الجو... بالاضافة للسودانيين وبعضهم قد قدم من مدينة ادمنتون والتي تبعد من مدينتنا حوالي ثلاث ساعات، فقد تميز احتفال هذا العام بحضور عدد من الناشطين من المدينة ومن مختلف الجنسيات مما أعطى النقاش حيوية، فلله الحمد من قبل ومن بعد... سأحاول باذن الله تنزيل بعض من صور وفيديوهات الليلة..
    الشكر كل الشكر للفاضل بكري أبوبكر، باكرامنا ورفع البوست عاليا، مما أسهم في جذب كثير من الذين حضروا..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de