نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين عرب وأميركيين قولهم إن الإدارة الأميركية أجرت اتصالات «سريّة مع شخصيات من النظام السوري» على مدار عدّة سنوات، في محاولة فاشلة لإقناعهم بالانقلاب على الرئيس السوري، بشار الأسد.وقالت الصحيفة إن واشنطن حاولت أن تجد تشققات في النظام يمكن أن تستغلها لتشجيع الانقلاب، لكن فرصها كانت محدودة وفشلت في مسعاها.وارتكز تقرير الصحيفة على مقابلات لم تنشر من قبل، مع أكثر من 20 شخصية سياسية ودبلوماسية، من بينهم مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، ومسؤولون ودبلوماسيون عرب.وبحسب الصحيفة، فإن الاتصالات بين الجانب الأميركي والسوري كانت في بعض الأحيان مباشرة، وفي أحيان أخرى بوساطة إيرانية أو روسية. وفي المقابل، حاول الأسد أكثر من مرة التواصل مع الإدارة الأميركية ليحثها على مساعدته في محاربة الإرهاب.وقالت الصحيفة إنه في عام 2011، حاولت المخابرات الأميركية التواصل مع «ضباط من الأقلية العلوية في الجيش السوري ودفعهم نحو إحداث انقلاب على الأسد»، بحسب ما أفاد مسؤولون أميركيون وأوروبيون.وقال أحد مسؤولي الإدارة السابقين إن البيت الأبيض في عام 2011 حاول إحداث تغييرات في سوريا من خلال العثور على تشققات في النظام وتحفيز بعض العناصر على التخلي عن الأسد. إلّا أن النظام ظلّ متماسكاً.وبحسب الصحيفة، فشلت كذلك المحاولات الأميركية المتكررة بالضغط على الأسد، سياسياً وعسكرياً، ما دفع البيت الأبيض إلى تغيير تكتيكاته وطريقة تعاطيه مع الملف أكثر من مرّة. وبحلول عام 2012، كانت كل محاولات تغيير النظام قد باءت بالفشل. حينها، قررت الإدارة الأميركية دعم المعارضة المسلحة، لكن بوتيرة بطيئة.وفي أواخر 2013، التقى السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، برجل الأعمال، خالد أحمد «المقرّب من الأسد»، في جنيف، وأكّد له أن الولايات المتحدة ما زالت تسعى إلى إيجاد تسوية سياسية لا دور للأسد فيها. لكن أحمد قال إنه على الإدارة الأميركية مساعدة سوريا في حربها على الإرهاب.وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن «تفاجأت» بصعود تنظيم «داعش» في عام 2013، فيما رأى الأسد في ذلك فرصة لإثبات أنه شريك في الحرب على الإرهاب التي تجتاح الشرق الأوسط وتمتد إلى الغرب.وفي 2014، بدأ القصف الأميركي في سوريا ضد «داعش»، وحينها اتصل مسؤولون في الخارجية الأميركية بمسؤولين سوريين للتأكّد من عدم تعرّض دمشق للطائرات الأميركية.وفي الأشهر الأخيرة، تزايد النقاش داخل البيت الأبيض في ما إذا كان على الولايات المتحدة مضاعفة المعارضة ضد الأسد أو تغيير الأولية لتصبح الحرب على «داعش».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة