قال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية إن السلطات الأمنية لم توضح لهم أي سبب لتعليق صدور الصحفة إلى أجل غير مسمى ،وأضاف بأن السلطات قالت بأنها سوف توافيهم بالأسباب لاحقا.وكان جهاز الأمن السوداني بتعليق صدور الصحيفة ـ أمس الثلاثاء- بعد أن صادر طبعتين من المطبعة دون إبداء السبب لهذا الإجراء ،وقال ميرغني لـ(القدس العربي) إن القرار وصلهم عبر الهاتف ثم تم استدعاؤه لمكاتب جهاز الأمن والمخابرات بعد ذلك ولم يتم الحديث حول أي تفاصيل بخصوص الأوامر التي أبلغوا بها.وأوضح ميرغني أن صحيفة (التيار) تعرضت للمصادرة (15) مرة في هذا العام من المطبعة ،وسبق أن تعرضت للإيقاف من الصدور لمدة عامين ثم عادت بأمر المحكمة الدستورية ،وأشار إلى أنهم سوف يلجأون للقضاء مرة أخرى وأن إجراءتهم ضد قرار تعليق صدور الصحيفة، ستبدأ منذ اليوم (الأربعاء) مشيرا إلى أن قرار المحكمة الدستورية السابق ينطبق على هذه الحالة وعلى كل الصحف وقد أرسى مبدأ دستوريا مهما. وقال عثمان ميرغني إن الرئيس السوداني تعهد بضمان حرية الصحافة عند افتتاح مؤتمر الحوار الوطني ،وأشار إلى أن قرار تعليق صدور (التيار) يطعن في مصداقية الحديث عن تمتع السودان بسقف كبير من الحريات.وأوضح ميرغني أنهم شرعوا في ترتيبات إدارية بخصوص أوضاع الصحافيين العاملين بالتيار لحين وضوح الرؤية ،وأعرب عن تفاؤله الشديد بأن القضاء سيعيد إصدار الصحيفة كما حدث من قبل.وتناقل ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي أن السبب الرئيسي وراء تعليق صدور الصحيفة هو سلسلة مقالات ناقدة لحديث وزير المالية حول رفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية، كتبها رئيس تحرير(التيار) في الأيام الماضية، لكن عثمان ميرغني لم يؤكد أو ينفي الصلة المباشرة لمقالاته بإيقاف صدور الصحيفة، مكتفيا بالقول إن السلطات لم تحدد السبب.ويعتبر ميرغني من أبرز كوادر الحركة الإسلامية لكنه أصبح يجاهر بانتقادات حادة للحكومة، وكان قد تعرض للضرب المبرح في تموز/ يوليو 2014بسبب مقال كتبه مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.وأشارت صحيفة (الراكوبة) الإلكترونية أمس، إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير إنتقد الصحافة السودانية يوم أمس الأول الاثنين لدى لقائه بعدد من رؤساء تحرير الصحف السودانية على هامش مخاطبته لأعضاء الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني. وقالت الصحيفة إن البشير (وجّه اتهامه الصريح للإعلام متوعداً بأنه سيتولى أمر الإعلام بنفسه، واستهجن البشير الهجوم على وزير ماليته السيد بدرالدين محمود وقال إن ميزانية العام المقبل ليس بها اي عجز وأن هنالك قروضا عربية وأوروبية ستضخ في خزينة الدولة وستدعم الميزانية ).مشيرة إلى أن البشيرأبدى امتعاضه الواضح من الأقلام التي تكتب ضد سياسة نظامه.وفي تشرين الأول /أكتوبر الماضي طالب البشير الصحافة السودانية بعدم إثارة الفتنة وقال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثانية للهيئة التشريعية القومية، إن الإعلام الوطني» يتحمل مسؤولية كبرى تجاه أمته، بنشر ثقافة السلام وتمتين النسيج الاجتماعي والدعوة إلى التعايش المجتمعي بوعي وإدراك عميقين، وبما يعين على تجاوز الكثير من الممارسات السالبة التي عمقت جراح الوطن، وأوقدت نار الفتنة بين أبنائه و ربط الرئيس السوداني عمر البشير حرية الإعلام في بلاده بإقترانها بالمسؤولية والالتزام بالقانون، ويعاني الصحافيون في السودان من تعدد منافذ عقابهم بتعدد القوانين الموجودة، فهم يخضعون للقانون العام، قانون الصحافة، قانون الأمن، إضافة لعدم تمكنهم من الحصول على المعلومات.وقال التحالف العربي من أجل السودان في بيان له إن الصحف السودانية ظلت عرضةً للإغلاق والرقابة خاصة تلك التي توجه انتقادات إلى «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم.وأشار البيان إلى تلقي بعض الصحافيين تهديدات من «جهاز الأمن والمخابرات الوطني»، الذي صادر أيضاً أعداداً كاملة من الصحف بعد طباعتها، مما سبب خسائر مالية فادحة لهذه الصحف، حيث صُودرت أعداد من صحيفة 52 مراراً خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر.وأوضح التحالف أنه بحلول نهاية العام، كانت السلطات قد أجرت 52 عملية مصادرة لصحف. ففي 24 أيلول/سبتمبر، صادر «جهاز الأمن والمخابرات الوطني» بصورة تعسفية صحيفة «الجريدة»، وهي صحيفة يومية مستقلة. وبحلول نهاية العام، كان «جهاز الأمن والمخابرات الوطني» قد أوقف صدور صحيفة «الجريدة» 11 مرة. وفي 6 حزيران/يونيو، أوقف «جهاز الأمن والمخابرات الوطني» صدور «الصيحة» إلى أجل غير مسمى قبل أن يسمح لها بالصدور مرة اخرى.صلاح الدين مصطفى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست