اعتقلت سلطات الأمن النيجيرية أمس ابراهيم الزكزاكي زعيم الشيعة في البلاد وذلك في مداهمة نفذها الأمن على مقرهم شرقي مدينة زاريا. وأسفرت المداهمة التي شكلت بداية تصفية هذا التيار، عن مقتل اثنين من نشطاء الحركة.وتتهم السلطات الأمنية النيجيرية ابراهيم الزكزاكي بمحاولة اغتيال الجنرال توكر بارتاي قائد القوات المسلحة خلال مرور موكب قائد الجيش السبت الماضي بالقرب من مقر الحركة. وقد رد حراس قائد الجيش على سيل من الحجارة استهدف الموكب مما أسفر مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وكان نشطاء الحركة الشيعية قد نصبوا متاريس في طريق قائد الجيش وأعاقوا موكبه عن الحركة ورجموا الموكب بالحجارة خلال مروره السبت الماضي متجهاً إلى ثكنة عسكرية لحضور حفل اكتتاب مجموعة جنود في قاعدة زاريا.وطوقت قوات الأمن النيجيرية أمس مقرات للحركة الشيعية في مدينة زاريا، فيما اعتقلت زعيمهم الزكزاكي في منزله ما أدى لمقتل كل من مساعده محمد تيري والناطق الرسمي باسم الحركة. ونفى الزكزاكي وجماعته رواية الجيش النيجيري للأحداث، مؤكدين أنها تلفيق لا اساس له من الصحة. وتنظر السلطات السياسية والأمنية في نيجيريا لشيعة زاريا نظرة ريبة وشك حيث صنفتهم تقارير أمنية سابقة بأنهم أخطر من حركة «بوكوحرام» السلفية.وقد ظهر الزكزاكي على المسرح السياسي في نيجيريا خلال عقد الثمانيات من القرن الماضي، وتسببت مواجهات حدثت بين حركته الشيعية وقوات الأمن عن مصرع ثلاثين من نشطاء الحركة.ويعتبر الشيعة أقلية في المجتمع النيجيري ذي الغالبية السنية، ويقدر عددهم في مدينة زاريا التابعة لولاية كادونا ببضعة آلاف، وهم ينشطون تحت لواء حركة تدعى «المنظمة الإسلامية» يرأسها الشيخ إبراهيم زكزكي.ولم يكن التشيع قد عرف في نيجيريا قبل عام 1980، حيث كانت البداية مع الشاب الزكزاكي الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أحمد بللو، والذي اعتنق المذهب الشيعي وبدأ في نشره داخل البلاد، متأثرا بالترجمات الإنجليزية للكتب الشيعية التي كانت سفارة إيران في نيجيريا توزعها مجاناً.وحافظ الزكزاكي على مبدأ «التقية» الشيعي في عدم إظهار مذهبه لحوالي 15 عاماً، إلى أن ظهرت في عام 1995 حقيقة تشيعه عندما أجرت معه إحدى الصحف الإيرانية حوارا شتم خلاله أبا هريرة صاحب رسول الله، ما دفع الكثير من أنصاره للانشقاق عنه بعدما أعلن تشيعه علنا ولأول مرة.وساعدت عوامل كثيرة على نشر المذهب الشيعي في نيجيريا وفي مقدمتها الفقر والجهل الذي يسود أوساط المسلمين في أفريقيا عموماً ونيجيريا خصوصاً الأمر الذي سهل انقياد قسم منهم إلى اعتناق المذهب الشيعي، كما ساهم في ذلك دعم الجمهورية الإسلامية للمذهب الشيعي على حساب المذهب المالكي الذي يحكم المنطقة منذ دخول الإسلام لنيجيريا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست