لعام القادم تاريخ النشر :١٢ ديسمبر ٢٠١٥عبدالله المناعيمن الواضح أن العام القادم سيكون مليئا بالمفاجآت والتحديات. فالاقتصاد الوطني أصبح في مهبّ الريح والاقتصادات العالمية لا تسجل أي تقدم ملحوظ، وهي ليست في أحسن حال، وخفض أسعار النفط بات يضرب جميع الدول المصدرة له, وأما اقتصادات الدول الصناعية فليست على أحسن حال بسبب الركود في الأسواق العالمية وشح الموارد. باختصار أزمة مالية عالمية طاحنة من المتوقع أن تلقي بظلالها على أغلب دول العالم. هذا فقط على الصعيد الاقتصادي. أما على الصعيد السياسي فلا يبدو أن ثمة ما يبعث على التفاؤل أيضا، فهناك الحرب الدائرة بين التحالف العربي وإيران في 4 جبهات هي اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وهنالك جبهات خارجية للحرب في سوريا بين تركيا وروسيا. ولا ننسى في المعادلة هذه بطبيعة الحال تنظيم الدولة الإسلامية وهجماته على الدول الأوروبية وهجمات المتعاطفين معه في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا كله يعني أن نتيجة المعادلة الاقتصادية والسياسية هي الفوضى العارمة على المستوى العالمي.وتحدثنا في السابق عن احتمالات نشوب الحرب العالمية الثالثة وعن السيناريوهات المُحتملة لنشوب هذه الحرب واحتمالات أن تبدأ من سوريا. ولكن ماذا سيحصل عندما تبدأ هذه الحرب؟ وكيف سنواجه هذا الخطر؟ وهل سيكون لدول الخليج أي دور فيها؟ وما مدى الأضرار التي ستقع على دولنا؟ كل هذه الأسئلة سأحاول الاجتهاد في الإجابة عنها.أغلب السيناريوهات تتطرق إلى نشوب هذه الحرب انطلاقا من الأزمة السورية, وقد وصل الاحتقان في المنطقة بسبب هذه الأزمة إلى معدلات خطيرة وخصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وشح الموارد لدى الدول العظمى مما يفاقم الوضع. والتصريحات الروسية - التركية المتبادلة لا تبشر بخير. ومن المتوقع مما رأيناه في المنطقة أن تحاول دول الخليج عدم إقحام نفسها في مثل هذه الحرب، إلا أنها لن تتمكن من ذلك وستجبر على خوضها بسبب محاولات لجرّها الى الحرب من قبل إيران التي ستكثف عملياتها في دول الخليج وخصوصا المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت. ولكن الأجزاء المبهمة في المعادلة هذه وما سيقلب المقاييس هو كيفية تصرف الناتو ومدى دعمه لتركيا وحفاظه على تماسكه في ظل المواجهات التركية الروسية المتوقعة وردود فعل باكستان والهند والصين الذين قد يحاولون عدم الانجرار الى الحرب ولكنهم قد لا يتمكنون من ذلك إذا طال أمد هذه الحرب وكثر المشاركون فيها.وبالرغم من أن دول الخليج بإمكانها السيطرة على الأجواء الإيرانية ومياه الخليج العربي خلال ساعات، فإن واقع وطبيعة الاستراتيجية الحربية الإيرانية أنهم لا يعتمدون على سلاح الجو أو بحريتهم الرسمية وإنما يعتمدون في الأساس على مليشياتهم الذين يدربونهم ويسلحونهم من أجل استخدامهم في الجبهات الأمامية حاملين معهم مفاتيح الجنة. وفي هذه الحالة قد تضطر دول الخليج إلى الدخول في حرب رسمية مع إيران لمواجهة خطرها المباشر, إذ من المتوقع أن تكون هذه الحرب الفرصة الأقرب لإيران لتقوم بالهيمنة التامة على أجزاء أكبر من المنطقة بدعم روسيا التي ستكون قد أشعلت فتيل هذه الحرب العالمية. ولكن الى أين يمكن أن تهاجر الأموال والأعراض في ظل هذه الحرب الطاحنة؟ من المتوقع أن تكون قارة أمريكا الجنوبية وأستراليا (والدول المحيطة بالقارة الأسترالية) في مأمن نسبي من هذه الحرب, كما من المتوقع أن تكون القارة الإفريقية ما دون دول شمال إفريقيا في مأمن تام منها، أما الاقتصاد الأمريكي فمن المتوقع أن يشهد نموّا وازدهارا بسبب هذه الأزمة. ولذلك فإن هذه الدول من المتوقع أن تكون المقصد الرئيسي لمهاجري العالم ولاجئيه في حال نشوب أي حرب تتحول إلى حرب عالمية تكون شرارتها المنطقة العربية. نتمنى ألا يكون هذا واقع العام القادم وألا يكون العام القادم بداية هذا السيناريو، إلا أنه مع تزايد المخاطر وتصاعد وتيرة الأزمة فإننا يجب أن نحاول فهم ما يجري وتداعياته المُحتملة حتى نستطيع أخذ احتياطاتنا.http://www.akhbar-alkhaleej.com/13777/article/57472.html
12-12-2015, 07:04 AM
Hassan Makkawi
Hassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157
Quote: من المتوقع أن تكون قارة أمريكا الجنوبية وأستراليا (والدول المحيطة بالقارة الأسترالية) في مأمن نسبي من هذه الحرب, كما من المتوقع أن تكون القارة الإفريقية ما دون دول شمال إفريقيا في مأمن تام منها
أخونا محمد سليمان....تحياتىيتوقع كاتب المقال أن تكون الأماكن اعلاه فى مأمن....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة