|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
السلام عليك ذاك السيد الأنور في العاملين كتب عنه صديقة الدكتور عبد الوهاب الأفندي. ****** كان ذاك يومي الأول في جامعة الخرطوم. وصلت بعد التسجيل إلى الداخلية، واخترت السرير الأعلى في أول غرفة في أول داخلية في البركس، وتمددت على السرير بكامل ملابسي طلباً للراحة من عناء يوم طويل. كانت ظهيرة ذاك اليوم شديدة الحرارة، رغم أن الشهر كان ديسمبر. لم يطل بي المقام قبل أن يدخل الغرفة شاب نحيف، يبدو أنه اتخذها قبلي مقراً. رحب بي ببشاشة وحفاوة لم أعهدها من قبل من شخص ألتقيه لأول مرة، وعرض أن يعيرني جلباباً. في نفس ذلك اليوم، وبعد أن تعارفنا قليلاً، طلب مني وأحد رفاقه بلطف أن أنتقل إلى غرفة أخرى. فقد كان هو وثلاثة من رفاقه من طلاب السنة الثانية يتشاركون في الغرفة في العالم السابق، وقد تعاهدوا على الاستمرار في ذلك. لم أعترض، فكل الغرف وكل الرفاق كانوا عندي سواء. انتقلت إلى الغرفة رقم ثلاثة، غير بعيد منهم. ولكن سرعان ما اكتشفت أن أصحابها ممن يصعب التساكن معهم. فقد كانوا أهل شرب وتدخين من كل نوع، وقد أوشك أحدهم أن يتسبب بحريق حين أخذته سنة من النوم وهو يعاقر الدخان، فاحترقت المرتبة، ونجا ونجونا بأعجوبة. عندها ندم رفاق غرفتي السابقين، واعتذروا وأعادوني إلى مكاني الأول، بعد أن صرفوا زميلهم صرفاً جميلاً. وكانت تلك بداية "صداقة جميلة"، كما يقول بطل فيلم "كازابلانكا". وكان محور تلك الثلة من خيار الخلق صاحبي الذي كنا نناديه أنور، ولكن اسمه الكامل كان السيد الأنور عبدالماجد عثمان، أهل من قرية الباوقة، غير بعيد عن مدينتنا بربر ، وإن كان يسكن في مدينة الزيداب حيث كان والده يعمل. لا يكاد المرء يجد منه هو أطيب منه معشراً، وكان يجمع بين متناقضات من المحاسن. كان جاداً إلى درجة الهوس. تخصص في علم الآثار فأصبح فيه من العلماء حتى وهو بعد طالباً. كان إذا جاء شهر الامتحان، لا ينام الليل، ولا يحلق ذقنه، ولا يغير بنطال الجينز إلا بعد أيام متطاولة. وكان لي في ذاك منافع ، حيث كان هو وصاحبه وزميله في علم الآثار، محي الدين عبدالله زورق، رحمهما الله، يقضيان الليل بطوله في المذاكرة، ولا يعودان إلى الغرفة إلا في السادسة صباحاً، حين أكون قد استيقظت لتوي، وهما يحملان لي كوباً من الشاي الساخن من البوفيه. من جانب آخر، فقد تبت إلى الله من مماشاة أنور في الجامعة، لأن المشوار من الداخلية إلى الكلية، وهو بضع عشرات من الأمتار، كان أحياناً يستغرقنا ساعة. فهو يعرف كل الناس، من الخفراء وعمال السفرة والنظافة، إلى الطلاب والأساتذة والموظفين. يتوقف ليحيي كل فرد، ويكثر من سؤاله عن أحواله. ولعله يعرف أسماء أفراد أسرته، هو بالقطع يعرف الكثير عن حاله. لم أر في حياتي شخصاً يهتم بالناس كحاله، ولم أر شخصاً يجمع الناس على محبته كما كان. كانت تلك السنوات أجمل سنوات العمر على الإطلاق: نهلنا فيها من العلم، وتعرفنا على معظم أصدقائنا الخلص، واستمتعنا بالأدب والفن، وغصنا في أمور السياسة والشأن العام (وإن كان أنور زاهداً في السياسة). ولو كان لنا خيار، لما تخرجنا من الجامعة أبداً. بعد تخرجه، التحق بالتدريس بجامعة الخرطوم، ثم سافر لتحضير الدكتوراه في جامعة بيرغن في النرويج، قبل أن يعود للتدريس بجامعة الخرطوم ثم جامعة دنقلا. ولم تنقطع الصلة بيننا، فكنا على اتصال دائم، وتزاور، حتى بعد أن عاد إلى بيرغن كارهاً. وحدث مرة أن انقطعت عني أخباره بضعة أشهر، خاصة بعد أن سافر للتدريس في بولندا . وقد استغربت ذلك، وظللت أبعث له بالرسائل وأحاول مهاتفته دون جدوى. وبعد أشهر حسبتها دهراً، جاءتني منه رسالة إلكترونية قصيرة يعتذر فيها بانشغاله بمؤتمرات ورحلات بعث، ويعد بأن يعاود الاتصال خلال شهر. بعد شهرين، وصلتني رسالة مطولة منه كان فيها العجب العجاب. علمت منه إنه كان دخل المستشفى لأنه كان يعاني من ألم في ساقه . هناك قرر الأطباء استبدال عظم الفخذ. ولكن بينما هو يتنظر تلك العملية، كشفت الاختبارات أنه يعاني من انسداد في شرايين القلب، فأجريت له عملية مستعجلة في القلب. ولم يكد الأطباء يفرغوا من ذلك ومن تغيير عظام الفخذين، حتى أصيب بفشل كلوي كامل. وقد أنعم الله عليه بإخوة بررة، تطوع اثنان منهما (أحمد واسامة)، للتبرع بكلية له. وبالفعل، تم زرع الكلية بنجاح. وكان عندما بلغتني رسالته تلك في انتظار عملية زرع الكلى. وقد مكث في المستشفى قرابة عام كامل، وكان هذا سبب انقطاعه، لأنه لم يكن أن يريد أن يثير قلقنا لو علمنا بحاله قبل أن يتحسن. هكذا كان هو حتى في المرض والبلاء، يحرص على مشاعر الآخرين قبل نفسه. كانت مثل هذه التجربة المؤلمة تكفي لأن تجعل أي شخص يخلد إلى راحة مستحقة، ويبتعد عن إجهاد نفسه. ولكن ليس أنور. فما أن غادر سرير المرض حتى انتقل إلى مدريد أستاذاً في جامعتها. ثم لم يلبث أن انتقل إلى جامعة جوهانسبيرغ حيث استقر به المقام خلال العقد الماضي. وفي صيف العام الماضي، كلمني من بيرغن ليبلغني أنه قرر الانتقال إلى المملكة العربية السعودية أستاذاً في جامعة الملك سعود . وكانت هذه مصادفة غريبة، حيث أنني كنت قد انتقلت إلى قطر في العام السابق. وبالفعل، انتقل إلى الرياض في الصيف الماضي، وكانت نقلة بعيدة من صيف بيرغن إلى صيف الرياض، حيث قال لي ساخراً عندما سألته كيف وجد الرياض: إن الزواحف وحدها هي التي تستطيع العيش فيها. كعادته، ألقى بنفسه في خضم عمله الجديد بكل طاقته، حيث أبلغني في آخر مرة تحادثنا فيها أنه كان يعمل أربعة عشرة ساعة في اليوم، بما في ذلك العطلات. وقد كلف بمراجعة طائفة كبيرة من مقررات الكلية، إضافة إلى مهام أخرى لا حصر لها في التدريس والإدارة والاستشارات. وبسبب انشغاله لم يستطع إجابة دعوتي له لزيارتي حيث مرت سنوات ولم نلتق إلا عبر الهاتف ووسائط التواصل. قلت له إنني أنوي أداء العمرة، وسأسعى جاهداً لتقريب ذلك حتى تكون فرصة للتلاقي. قضى معظم باقي المكالمة وهو يزين لي العمرة، ويكرر أن تلك الفترة كانت أفضل الأوقات لها بسبب قلة الزحام. أنهيت المكالمة (وكان ذلك قبل حوالي شهرين) وأنا في شوق أكثر للقائه. هذا الأسبوع، كانت الطامة، حين بلغني هذا الأسبوع خبر دخوله المستشفى في بيرغن لإجراء عملية جراحية ، دخل بعدها في غيبوبة. فزعنا من الخبر بآمالنا إلى الكذب، وعظمنا الرجاء في رحمة الله، ولا نزال. ولكني علمت من شقيقه وأحد الأصدقاء المقربين منه في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء الثاني من مارس أن الأطباء أفتوا بوفاته السريرية، وقد بدأوا في نزع الأجهزة التي كانت تبقيه على قيد الحياة بالتدريج. كانت آخر رسالة واتساب وصلتني منه في السادس من يناير الماضي تحمل وصلة إلى تطبيق جامعة الملك سعود للمصحف الشريف، ومعها عبارة: "لا تدع قريباً ولا صديقاً ولا أحداً تعرفه إلا وأرسلت له هذا المصحف حتى يكتب لك مثل أجورهم." وأنا أرفق الوصلة هنا حتى تبقى صدقة جارية له. ألا رحمك الله أيها السيد الأنور، والسلام عليك يوم لقيت ربك، وهو أرحم الراحمين. السلام عليك يوم عرفناك، والسلام عليك يوم فارقناك. والسلام عليك يوم تبعث حياً. اللهم إنا نشهد أن الأنور كان وصولاً للرحم، براً بوالديه، حفياً بالإخوان ومتفانياً في خدمة القريب والبعيد. اللهم إنا رضينا عنه فارض عنه. اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، إنك بر رءوف رحيم، فارحمه، وارحمنا إن عدنا إليه. اللهم كما أكرمتنا بمعرفته وصحبته، فاجمعنا وإياه في فردوسك الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت، وإنا لله وإنا إليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: Ahmed Abushouk)
|
جزاك الله خيرا أخي أحمد علي البوست المفعم بالوفاء ورحم الله أخانا السيد الانور --------------
تعرفت عليه قبل عام في الرياض وهو يتعاقد مع جامعة الملك سعود وذلك بمعية البروف ازهري مصطفي صادق استاذ الآثار وقد عرفنا به بأنه استاذه ثم ما لبث ان عرفنا بأن هناك آصرة رحم فالرجل اهله من الباوقه وارتولي رغم انه عاش في الخرطوم لكنه يعرف اهله وارحامه هذا الانور برغم علمه الغزيز ومكانته العلمية العالية جدا لكن ما ان تتعرف او تقترب منه الا وتحس بانك تتعامل مع شخص تكاد تعرفه منذ الصبا رجل طيب انساني بكل معنى الكلمة رجل تحبه بكل مشاعرك لانه يشعرك بالحب والاخاء استمتعنا كثيرا بالجلوس معه وتجاذب الحديث في منزل الاخ ازهري بالدرعيه ووعدنا بزيارات متتالية وانتظرناه حتى ابلغنى ازهري بانه رجع للسويد وان لديه اشكال طبي ما لبث ان تطور ليلحق بالرفيق الاعلي
اللهم تقبله عندك شهيدا مثلما مات غريبا ووحيدا اللهم ان الانور كان طيبا وودودا فتكرم عليه بالجنة والفردوس الاعلي اللهم ألهم آله وذويه ومعارفه وتلاميذه الصبر علي فراقه وعوضنا خيرا
إنا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: علي الكرار هاشم)
|
الأنور : عالم الآثار الكبير الذي فقدناه
البروفيسور عبد الرحيم محمد خير
احتسبت الأوساط العلمية والمهنية في مجال علوم الآثار والنباتات القديمة ومتحجراتها(الإحاثة-Paleontology) اليوم الجمعة (3/3/2017م) الزميل والصديق الصدوق الأستاذ الدكتور السيد الأنور عبدالماجد عثمان أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود بالرياض والأستاذ السابق للآثار بجامعتي الخرطوم وبيرجن (النرويج) والعميد المؤسس لكلية الآثار والتراث بجامعة دنقلا إثر علة لم تمهله طويلاً. لم أصدق الناعي للوهلة الأولى من فرط الفجيعة ولكنها إرادة الله تعالى الغالبة ولا رد لقضائه. بيد أن الفقد عظيم والرزء جلل ولكأني ساعتئذً المعنى بإحدى مقاصد الشاعر العربي حين قال: ثلاث يعز الصبر عند حلولها / ويذهل عنها عقل كل لبيب خروج إضطرار من بلاد يحبها/ وفرقة إخوان وفقد حبيب ولد الفقيد بولاية نهر النيل (الباوقة) عام 1956م.وتخرج في جامعة الخرطوم 1978م بمرتبة الشرف العليا في علم الآثار وحصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة 1982م وحاز على درجة الدكتوراه في علم الآثار متخصصا في دراسات ماقبل التاريخ ( النباتات القديمة) من جامعة بيرجن بالنرويج عام 1988م. ترك العمل بجامعة الخرطوم وإنضم لهيئة التدريس بالجامعة النرويجية منذ منتصف التسعينات كما عمل محاضرا بجامعة مدريد(إسبانيا) قبل عقد من الزمان قبل أن يحط رحاله بجمهوريةجنوب أفريقيا ومن ثم المملكة العربية السعودية (كلية الآثار والسياحة بجامعة الملك سعود بالرياض) منذ عام 2015م وحتى رحيله المفاجئ. واشترك السيد الأنور في أعمال آثارية متنوعة مع العديد من البعثات الأوربية والأمريكية التي عملت في السودان (1978- 1997م) ومع الأعمال الآثارية لجامعة بيرجن النرويجية بمنطقة البحر الأحمر في شرق السودان في نهاية الثمانينات الماضية. ويعد السيد الأنور من العلماء القلائل على مستوى العالم الذين جمعوا بين المعرفة العلمية الآثارية البحتة وتخصص علم الإحاثة (النباتات القديمة). شارك الأستاذ الدكتور الأنور في العديد من المؤتمرات داخل وخارج السودان كما شارك وترأس بعثات آثارية ضمن الفريق العلمي لجامعة الخرطوم (ولايتا نهر النيل والشمالية) والبعثة العلمية الآثارية والجيومورفولوجية لجامعة بيرجن 1989م(ولاية البحر الأحمر) وقام بإجراء حفريات آثارية بمواقع ترجع للعصر الحجري الحديث (4500-3000ق.م) بولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأبيض. تعرفت على الفقيد الراحل في أوائل السبعينيات الماضية ,تزاملنا وتصادقنا بجامعة الخرطوم حيث كان ضمن الدفعة التاريخية الثالثة(1973-1978م) التي تخصصت في مجال الآثار بالجامعة الأم وكنت أتقدمه بالدفعة الثانية(1972-1977م). وتوثقت عُرى المعرفة والصداقة بيننا منذ ذلك الحين وإستبان لي دكتور أنور عن كثب أخا خلوقا ,هاشا باشا؛ باحثاً مقتدراً وآثارياً موسوعي المعرفة جمع في إهابة معرفة شاملة للآثار والنباتات القديمة (عصر ماقبل التاريخ)، فضلاً عن إلمام متميز بأساليب العمل الميداني في مجال المسوحات والحفريات و صاحب مقدرات عالية في الدراسات المختبرية (التحليل الميكروسكوبي للنباتات وحبوب اللقاح القديمة (Pollination. ورغم إغتراب كاتب هذه السطور عن الوطن لمدة تشارف العقدين من الزمان، إلا أن العلائق الإنسانية والأكاديمية بيننا لم تنفصم أو تتراخى فكنت أراسله بإنتظام عبر الأثير وألتقيه لماما بأرض الوطن. وسعدت بلقياه بعد فرقه بمدينة بيرجن (النرويج) في صيف عام 2007م على شرف المؤتمر العالمي السابع للدراسات السودانية .وكنا نتدارس بإستمرار حال الآثار السودانية، واقعها الراهن ومآلات مستقبلها المنشود. ولا أزال أذكر الراحل المقيم متحمساً – كعادته – لمشاريع البحث الآثاري بأيٍد سودانية وكثيراً ما كان يلح عليّ بضرورة الإسراع بالعودة النهائية للوطن بعد أن تطاول أمد إغترابي لتسخير ما اكتسبته من معرفة وخبرة لدفع دولاب العمل الآثاري داخل البلاد. وقُيضّ لي أن أعود للسودان قبل ماينيف عن عقدين من الزمان حيث قمت بتأسيس قسم الآثار بجامعة جوبا وأواصل العمل بإتجاه تفعيل مسيرة الآثار السودانية بجامعة بحري. . وتخرجت على يدي الأنور أجيال شابة تشربت بحب العمل الآثاري سواء في جامعة الخرطوم أو غيرها من الجامعات العربية والأجنبية. ترك الدكتور الأنور بصمات لا تخطئها العين في خارطة الآثار السودانية. ويعتبر أحد أبرز العلماء العرب والأفارقه و من أغزرهم إنتاجاً في مضمار التأليف والنشر خاصة باللغة الإنجليزية حيث صدرت له عشرات المقالات العلمية المنشورة في دوريات عالمية محكمة وذات معامل تأثير عالٍ IF)) ,بالإضافة إلى العديد من الكتب في مجال إختصاصه. . ولا ريب أن رحيل الدكتور السيد الأنور المفاجئ يعد فقداً كبيراً لدراسي الآثار السودانية وعلوم النباتات القديمة والمتحجرات((Fossils ، غير أن آثاره العلمية المتمثلة في مؤلفاته العديدة والخبرات المتميزة التي بثها خلال سنين عمره القصير هي خير عزاء لزملائه وتلاميذه وأصدقائه ومعارفه الكثر داخل وخارج السودان. ألا رحم الله تعالى الأستاذ الدكتور السيد الأنور فقد كان طيب المعشر ، جم التواضع ، حفياً بأهله ومعارفه وواحة خضراء كنا نلوذ بها من صيهد الحياة اللافح. اللهم تقبله قبولاً حسناً وأنزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ، إنه سميع مجيب الدعاء.
المصدر: https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-76152.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: Ahmed Abushouk)
|
لاحول ولاقوة الا بالله. رحمه الله رحمة واسعة والهم اسرته الصبر الجميل.تلقيت الخبر الاليم امس من صديقي وقريبي المهندس اسامة عبد الماجد شقيق الفقيد والذي سافر للمرحوم باوسلووحضر وفاته هناك. العزاء موصول للاهل بالباوقة والزيداب والخرطوم .لقد فقد علم الاثار ابرز نجومه في السودان وصاحب اسهامات كپيرة في المجال وكان من اوائل خريجي قسم الاثار بكلية الاداب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: Ahmed Abushouk)
|
كما وصلني من استاذ الآثار بروف ازهري مصطفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سيكون برنامج دفن فقيدنا انور يرحمه الله كالاتي: - ١٠:٣٠: الحضور لمقابر Loddefjord بالقرب من منزل وليد فضل، لقراءة المصحف كاملا (جزء لكل فرد). ارجو ممن سياتي للقراءة احضار مصحف. - ١٠:٤٥: وصول الجثمان - ١٠:٥٥: صلاة الجنازة - ١١:٠٠: الدفن، بعد نهاية الدفن يتلقى شقيقه اسامة العزاء بالمقابر. وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: علي الكرار هاشم)
|
الأستاذ أحمد أبوشوك... والجميع...
أحسن الله عزاءكم وعزاء الجميع في انتقال أحد علمائنا...
تغمده الله بواسع رحمته ..
عرفته من بعيذ منذ أن كنا طلابا بآداب الخرطوم.. ولكن عرفته عن قرب حينما كنت أدرّس بجامعة الخرطوم، وسكنا في نفس العمارة في الشقق التي تؤجرها جامعة الخرطوم في ما كان يطلق عليه "عمارة المشتل" بالخرطوم الرياض.. الأخ أنور لطيف المعشر، حار السلام، دائم الابتسام، أنيق وراقي في مظهره، مهذب، ومتواضع، وخلوق... تقبله الله أحسن القبول في الصالحين الصادقين الطيبين الأخيار... حار العزاء لأسرته والصغيرة والكبيرة ولأصدقائه ومعارفه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البروفيسور السيِّد الأنور عبد الماجد عثم� (Re: مصطفى الجيلي)
|
لأخ الدكتور أحمد إبراهيم أبوشوك دوما أجد وسائطاً تجمعنا بك أى قواسما مشتركه فمن بين تلك هذا العالم الذى وسمته بالفذ، فحقا هو كذلك الأنور وأكثر من ذلك، لأنه تخرج على أيدى علماء من علماء الآثار بجامعة الخرطوم، كالمرحوم البروف أحمد حاكم والبروف على عثمان محمد صالح والبروف بيتر شينى، وزامل علماء فيها كالبروف عبدالرحيم الخبير والدكتور على بحر الدين على دينار والدكتور أحمد أبوالقاسم وجايل الدكتوره إنتصار صغيرون والدكتوره زهره الأرتريه والدكتور محى الدين زروق والدكتور المليك والأستاذ أحمد الباوقه والأستاذ أحمد الفراش والأستاذ جمال بدر فيا أستاذى لم أكن من خريجى الآثار ولكن كنت من أهلها حيث أخذ أنور مادته للدراسات العليا من السروراب ونحن طلاب فى الثانويه العامه كنا نقوم بعمل الحفريات بالكيفيه التى تطلب منا مقابل عطاء مزين ولكنه قيماً جمع لنا تلك القامات لنتلقى منها كفاحا وعلى طول الزمان حتى المرحله الجامعيه وكانت للجامعه إستراحه لطلاب الآثار وما زالت بالسروراب وعملنا مع الطلبه الجامعيين وطلاب البحوث فقد كان خبير وأنور وأحمد أبوالقاسم فى الدراسات العليا ولاحقاَ إنتصار صغيرون ولربما سقطت عن الذاكره الأخت منازل الهندى والأخت هاديه إدريس وكان الأنور وقتذاك يجمع فى مادته لكى يسافر للإسكندنيفيا وفعلا قد سافر مبعوثاَ عن الجامعه وما كنت أدرى أن الجامعه أنهت تعاقدها معه ليحظى به الغير فقد كان رجلاً رزيناً جاداَ ومسؤول وكان محبوباَ من أساتذته وقتذاك وكان رحيماَ بنا وبعد أن غادرت السودان إلى كندا وأقمت بمدينة كالقرى قابلت بروفسير شينى والذى تتلمذ عليه فى جامعة كالقرى بروف على عثمان محمد صالح ومحى الدين زروق والمليك وأمال أبوبكر فتطورت العلاقه بشينى معى والأخ الدكتور إبراهيم عثمان أستاذ الإحصاء بجامعة كالقرى وصرنا وأسرنا نقضى الأمسيات دوماً سوياً وقد شرفنا بروف على عثمان لفترة طويله عندما كان معارضاً فى مصر لأداء دراسات فوق الدكتوره والتدريس بشعبة الآثار بجامعة كالقرى ومن ذلك الشينى نهلنا كفاحا عنه بإستدراجه فأخبرنا عن رحلته للسودان عندما كان مساعداَ لآركل فى مصلحة الآثار وخلفه على أمانتها فى ١٩٤٥ ١٩٤٦ حتى سودنت وظيفته فى ١٩٥٦ ليعود ١٩٦٣ ليؤسس شعبة الآثار ويعمل فيها حتى ١٩٧٠ ليهاجر إلى كندا ويعمل بجامعة كالقرى التى وصل عميداَ للآثار ورئيساً لذاك القسم حتى تقاعد، أخبرنا بأنه كان تخصصه فى علم المصريات إلا أنه بعد وقعت عينه على آثار السودان وقام بحفرياته الأولى بسوبا حيث وجد العجب العجاب ومن ثم قام برحلته بالجمل حتى العمق الحضارى فى الشمال حيث البركل والمرويات وكرمه والدفوف ماراَ بالبجراويه و كبوشيه وبالسروراب والشهيناب فى البدء فتحول لعلم الآثار النوبى والذى له ولآركل الفضل فى إعلاء شأنه ومن ذلك الرجل نهلنا ما شاء الله لنا من فضله فقد كرمه السودان وجامعة الخرطوم والخارجيه السودانيه فى شخص السفيره فائزه طه والدكاتره على عثمان وإنتصار صغيرون من جامعة الخرطوم بأعلى وسام يمنح لأجنبى وبميداليه ذهبيه غالية القيمه ومن أجواء ذلك الرجل كنا نتلمس أخبار الأنور وعلماء الآثار الآخرين والذين كانوا على وصال معه ويلتقيهم فى المؤتمرات الأكاديميه فقد أنبأنا بوفاة محى الدين زروق فى وقتها وكذلك الحاكم الكبير وإبن أخيه الذى كان متخصصاً فى الآثار كذلك واليوم يرحل عن ذلك الحقل الثر المنيع أحد رجالاته النبلاء الأوفياء والذين أحصوا فحواه ووضعوا خرائط السير للأجيال لكى تواصل والسودان هو ذلك القطر الآثارى الفخيم والذى يظن شينى بأنه مركز الكون ومركز بداية الخلق ومركز أول حضاره إنسانيه أسهمت فى قيام الحضاره الإغريقيه وأسهمت فى نهضة الكون وغرس الوعى الإنسانى والدينى فيه، رحم الله الدكتور أنور عثمان رحمة واسعه وأسكنه فسيح الفراديس مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، لك بروف أبوشوك العزاء ولكل علماء الآثار وطلابها والعزاء لكل أهله وذويه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|