من صحيفة رأي اليوم NOVEMBER 28, 2015تركيا والاخوان .. وحالة الانكارkamal-khalaf77كمال خلفعندما تتحول دولة كبيرة ولها موقعها الجغرافي الهام بين اسيا واوربا وموقها السياسي الاكثر اهمية كعضو مؤسس في حلف شمال الاطلسي وتاريخها المعاصر كمعقل للعلمانية الاتاتوركية بعد ان قطع مؤسسها مصطفى كمال اتاتورك مع الخلافة العثمانية ، مطلقا زمن الدولة العصرية. عندما تتحول هذه الدولة الى مكتب وكيل للاخوان المسلمين مع احترامنا لفكر الحركة التي نختلف معها في سياسياتها ونهجها في ادراتها لما استجد في احداث منطقتنا خلال الخمس سنوات العجاف التي مرت بها وما زالت.تركيا العدالة والتنمية هي تركيا جديدة ، يختصر فيها الحزب الحاكم كل مصالح شعبها بسياسية تبني صارخه للاخوان المسلمين وتوجهاتهم وسياسياتهم واخطائهم في عموم المنطقة ، على حساب الدولة وعلاقتها المنتوعة مع الجوار والاقليم ومصالحها الاقتصادية والدولية .وضع حزب العدالة والتمنية ميزان الاخوان في تحديد كل سياساته على مدى الخمس سنوات.كان شرطه الاساس في سوريا بداية الاحداث في 2011 ان يقبل النظام السوري دخول الاخوان المسلمين للحكم والحياة السياسية كي يتخذ موقفا مساندا له نقل ذلك للقيادة السورية الجنرال السوري حسن تركماني قائد الاركان في الجيش السوري انذاك، خلال زيارته في بداية الاحداث لانقرة ، وعندما رفض الرئيس بشار الاسد ذلك ، شنت تركيا حربها المفتوحة لاسقاط النظام في سوريا بدعم المعارضة ولاحقا كل المجموعات المسلحة المناوئة للنظام بغض النظر عن هويتها ، فتحت حدودها لكل من يريد الجهاد في سوريا وارسلت له السلاح وما زالت تفعل . بالامس فقط قبضت اجهزة الامن التركية بامر من الرئيس اردوغان على ثلاثة صحفيين اتراك لانهم كشفوا بالصوت والصورة عن ان الشحنات التي استهدفتها الطائرات الروسية على الحدود والتي قال اردوغان انها شحنات انسانية للشعب السوري، ليست سوى شحنات سلاح للفصائل المقاتلة في سوريا وربما لداعش. تجول عناصر القاعدة وتنظيم الدولة في المدن التركية بحرية ، نقلوا عائلاتهم من سوريا الى داخل الحدود التركية ، ليكونوا مطمئنين وهم يقاتلون ويعدمون ويجلدون السكان ويسبون النساء في القرى والبلدات السورية ، نقل هؤلاء كل مصانع حلب عاصمة الاقتصاد في سوريا الى تركيا، نقلوا اثار تدمر الثمنية عبر تركيا للبيع وتمويل عملياتهم ، نقلوا النفط السوري الى ميناء جيهان التركي ، كل هذا جرى برعاية من اجهزة الاستخبارات التركية. وكل هذا جرى لان النظام رفض ان يشرك اخوان مسلمين سوريا في الحكم .اما في مصر ، وقف العدالة والتنمية مساندا للرئيس السابق محمد مرسي من منطلق اخواني بحت ، وذهبا بعيدا في اطلاق التصريحات والمواقف ضد الرئيس الحالي عبد الفتاح السياسي ، ما ادى الى تدهور العلاقات التركية المصرية . وبغض النظر عن طريقة وصول السيسي الى الحكم فان الثلاثين من يونيو كان يعني ان جزءا مهما من الشعب المصري ضاق ذرعا بسياسيات الاخوان في مصر. نظرت تركيا الى انقلاب السيسي على انه يشكل ضربة لمشروع الاخوان في المنطقة ، وليس من منظار مصالح الشعب المصري، سمحت تركيا لنفسها بالتدخل بالشأن المصري ورفع رئيس تركيا رجب طيب اردوغان شعار رابعة بيده ، وهي قضية داخلية بين قوى واحزاب مصرية. ومازلت تركيا تدعم اخوان مصر لاعادة الشرعية حسب وصفها . هذا الاسبوع استضافت اسطنبول اجتماع مجلس شورى الجماعة في مصر لترتيب اولوياتهم وتوحيد صفوفهم استعدادا للتحرك مع ذكرى الخامس والعشرين من يناير . ذكرى اندلاع الاحتجاجات المصرية ضد الرئيس الاسبق مبارك.في فلسطين تبنت تركيا حركة حماس ومواقفها دون غيرها من الفصائل الفلسطينية واختصرت دعم القضية الفلسطينة وتمثيلها بحماس من منطلق اخواني . اوقفت قبل ايام اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية في حركة فتح في مطار اسطنبول ورحلته الى عمان دون ان توضح الاسباب .وفي السياق مالذي يجمع تركيا بقطر ولماذا هذا الحلف المتين بينمها والسياسية المتطابقة ، كلمة السر هي الاخوان المسلمين.ولماذا تدعم حرب السعودية في اليمن لان حزب الاصلاح الاخواني يقف ضد الحوثيين والسعودية تتحالف معه. لماذا اختلفت مع السعودية في مصر ، لان السعودية دعمت عبدالفتاح السيسي ضد الاخوان.هذه امثلة فقط لتركيا التي اصبحت مكتبا بحجم دولة للاخوان المسلمين . يتغير كل شيء في المنطقة بسرعة لكن انقرة تعيش حالة الانكار ، تغير اوروبا اليوم مقاربتها للوضع في سوريا لان خطر الارهاب وصل الى قلب مدنها ، وتقول فرنسا نحن مستعدين للتعاون مع الجيش السوري لقتال داعش، لكن تركيا تقول هذا جيش نظام الاسد وندعم من يقاتله ، باتت امريكا ترفض اليوم اسقاط النظام بالحسم العسكري لان البديل هو الفوضى وداعش، وما تزال تركيا تريد اسقاط النظام بالحسم العسكري، اصبحت المناطق الامنة في الشمال السوري وراء ظهر الاطلسي والغرب، لكن تركيا تكرر المطالبة بها ، تدخل روسيا بثقلها العسكري لقلب موازين الميدان ، لكن تركيا تسقط طائرة روسية على حدودها وتدفع الثمن في الاقتصاد والسياسية والميدان.لا يبدو ان تركيا تلحظ المتغيرات حولها ، ولا تريد ان تخلع عنها عباءة الاخوان لتبني سياسيات دولة .. دولة بحجم تركيا. فاين سياخذ ارودوغان تركيا في الداخل والخارج؟
11-28-2015, 02:09 PM
عرفات حسين
عرفات حسين
تاريخ التسجيل: 02-22-2013
مجموع المشاركات: 2783
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة