|
الملالي ورقصة التلذذ والهياج
|
12:39 PM Oct, 28 2015 سودانيز اون لاين عبدالدين سلامه-الامارات مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بالرغم من أن الصحف الإيرانية تتناول يوميا حجم المعاناة التي يكابدها الشعب الإيراني بفضل سياسة الملالي العدوانية الطائشة التي جرّت الدولة إلى عقوبات طويلة وقاسية انهارت معها معظم البنى المجتمعية في الداخل، إلا أن الملالي يصرّون على السير في ذات الطريق دون توقف أو التفاتة للوراء.
وبدلا من أن تشكّل الحالة الجديدة المرتقبة، والتي سيتم فيها رفع العقوبات عن الدولة، أملا جديدا يدعمه إيجاد خطط للعودة بالشعب الإيراني على الأقل إلى مربع ما قبل الخمينية من حيث الأوضاع المعيشية والاستقرارية، يفاجئنا الملالي بنواياهم الشريرة حول العالم، ويصرّون بشدة على طرح تفكيرهم القاضي بمزيد من الدعم للمليشيات والبؤر والجيوب الطائفية الإرهابية التي تمكنوا من زرعها في مواقع عدة من جسد المنطقة، وأيضا مهاجمة دول المنطقة الأخرى، فالهجوم الإعلامي الإيراني غير المسبوق على السعودية في أحداث منى هو تدخل في الشأن الداخلي السعودي خصوصا بعد المطالبة الصفيقة من إيران بخلق إدارة دولية إسلامية للمواقع المقدسة التي هي في الأصل جزءا لا يتجزأ من التراب السعودي، والإسلام الذي تتحدث عنه إيران كشعوب أودول، هو الإسلام الصفوي الذي قادت شعبها لمصير مجهول وجعلته يواجه المشاكل الحياتية وحيدا حينما انشغلت بنشره.
فالإسلام المعروف على الطريقة الإيرانية يتمثّل في خلق فصيل يتم اقتطاعه من مجتمع مسلم، ويتم حقنه بالصفوية ورفع عقيدة استعداء مجتمعه، ومن ثم دعمه بالمال والسلاح والرحلات التعليمية في طهران، وبعد ذلك رهن إرادته وتوجيهه لمآرب هي في العرف الإيراني سياسية، وتريدها في عرف الأتباع دينية.
الغريب أن الجهاد على طريقة إسلام الملالي لايتم تنفيذه من قبل إيران إلا في الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة، حتى لو استدعى الأمر أن يتحالف الإيرانيون مع دول غير إسلامية كروسيا، ويدعمونها لقصف الدول الإسلامية كسوريا والعراق، فالسنيين في عقيدة إيران ليسو مسلمين، وقتلهم مباح ومرغوب أكثر من قتل غير المسلمين، وقد تجلى ذلك في كل منطقة وطأتها قدم أو نفوذ إيران الملالي.
تدمير البنية التحتية وقيادة البلاد نحو الفوضى هو العنوان الأبرز للسياسات الخارجية الإيرانية، وعلى سبيل المثال نجد حزب الله قد أوصل الدولة اللبنانية من مصدر إشعاع حضاري وفكري، إلى غابة نفايات تبحث عن ملامح دولة، وفي اليمن أوصل الحوثيون أوضاع البلاد إلى فوضى عارمة لم يتمكن حتى رئيسها الشرعي من أن يجد فيها الأمان، ناهيك عن بقية المواطنين العاديين، فقد تمت محاصرته في صنعاء، ومطاردته بعد ذلك، وقامت عدة محاولات فاشلة لاغتياله، وفي العراق لم يقل الوضع سوءا، فدماء السنة مهدورة ولاتساوي شيئا للصفويين الذين انطلقوا لتحرير بعض مناطقه من الإرهابيين ومن السنة أيضا حتى لو كانوا مدنيين أو لم يكن لهم ذنب فيما جرى، وهكذا تتعدد النماذج في مختلف مناطق التواجد الإيراني.
وبالرغم من أن صحيفة (رسالت) الإيرانية نقلت عن وزير العمل والرفاه الاجتماعي الإيراني (علي ربيعي) قوله ( أن في كل دقيقة يتم إضافة خمس من المواطنين إلى قائمة الباحثين عن العمل، وإنه يجب توفير 800 ألف فرصة عمل ووظيفة للإيرانيين في كل عام ) وشكواه من عدم وجود خطط اقتصادية تسهم في احتواء المشاكل الاجتماعية، إلا أن الدولة الإيرانية لم تهتم، ولم تعر ما تناقلته وسائل إعلامها عن الجريمة المتفشية اهتماما بينما الطالبات الإيرانيات أدمنن التدخين، والانحلال الاجتماعي المروع تفشّى في العمق الإيراني بسبب المشاكل الاقتصادية وتلوّث مياه الشرب وغيرها من المشكلات، واهتمت عوضا عن ذلك بتجنيد يافعي المناطق الإيرانية الفقيرة بإغراءات مالية معينة للزج بهم في أتون الحرب السورية لإبقاء جذوة الفتنة مشتعلة.
وبين الطموحات الخارجية الشريرة، والمشاكل المجتمعية الداخلية المستعصية، لازال ملالي إيران يصدرون جيوشهم لمناطق النزاع، وينتظرون تدفق أموال ما بعد الرفع العقوبات ليزيدوا نار المنطقة إشعالا، وعلى مختلف الضحايا يرقص الملالي رقصة التلذذ والهياج.
|
|
  
|
|
|
|