|
تخفيض سعر الجنيه أمام الدولار ينافس الاهتمام بالانتخابات والشعب قدم التضحيات من أجل استقرار من نهب
|
07:54 PM Oct, 20 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى فى سودانيزاونلاين

رغم التركيز الذي قامت به القنوات الفضائية والصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول على المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، وتغطيتها الواسعة لها، فإن قرار محافظ البنك المركزي هشام رامز بتخفيض ثان للجنيه قدره عشرة قروش أمام الدولار، نافس الاهتمام بالانتخابات، لأنه سيؤثر مباشرة على أسعار السلع التي يتم استيراد قدر كبير منها، وسيترتب عليه ارتفاع جديد لها، في وقت يشكو فيه الناس من ارتفاع الأسعار. أما رامز فإنه يؤكد أن قرار الخفض سيعود بالفائدة على الاقتصاد والأسعار أيضا، لأنه سيؤدي إلى محاصرة عملية تبديد العملة الصعبة في استيراد كماليات وسلع تنافس السلع المنتجة محليا. ونشرت «الأخبار» أمس تحقيقا لزميلنا محمد سلامة جاء فيه: «أكد رامز أن بعض المستوردين يقومون بتهريب الدولارات للخارج، لاستيراد سلع غير ضرورية، في الوقت الذي يوفر البنك المركزي لكل البنوك العاملة في السوق المصرفي المصري السيولة الدولارية لاستيراد السلع الأساسية وفق أولويات الدولة». وكشف محافظ البنك المركزي عن إجراءات تقوم بها مصلحة الجمارك من أجل مواجهة تلاعب بعض المستوردين، مؤكداً أن ترشيد الاستيراد بات ضرورة ملحة لإحداث التوازن بين العرض والطلب على الدولار في السوق . أما بالنسبة للانتخابات فقد كان الإقبال ضعيفا في اليوم الأول، خاصة في الصباح بسبب استمرار العمل في الدولة، وموجة الحر، وزاد بعد العصر خاصة من النساء وكبار السن وقلة إقبال الشباب والتوقعات بأن يزيد الإقبال في اليوم الثاني (أمس) خاصة بعد إعطاء الحكومة موظفيها إجازة نصف يوم. وعلى العموم فعلينا انتظار النتائج النهائية لمعرفة نسبة التصويت، التي ستظهر اليوم الثلاثاء، وكذلك نسبة التصويت التي ستتم في المرحلة الثانية في الثلاث عشرة محافظة المتبقية، ومنها القاهرة، وأسماء الأفراد والأحزاب الذين نجحوا. أيضا سارعت الصحف إلى تغطية أولية لوفاة زميل وصديق العمر الأديب جمال الغيطاني، صباح الأحد في مستشفى الجلاء العسكري، بعد أن ظل فترة في الغيبوبة وتمت الصلاة عليه في مسجد السيدة نفيسة قبل صلاة العصر، وحضرها عدد كبيرة من زملائه وأصدقائه. وقد ظللت جالسا على بعد مترين من جثمانه في الصندوق الذي كان بغير غطاء، وأنا أتأمله وهو ملفوف بالقماش الأبيض وأحبس دموعا كانت تتجمع في عيني، بينما شقيقه إسماعيل جالس بجواري، كما أن أبنه محمد كان متماسكا إلى حد كبير. وإلى بعض مما عندنا.
القطاع العام كان قوة وسندا وظهيرا للدولة المصرية
ونبدأ بالمعارك والردود التي كثر عددها وتشعبت موضوعاتها وبدأها يوم الجمعة المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في حديث له في «المصري اليوم» أجرته معه الجميلة زميلتنا سوزان عاطف قال فيه عن الفساد: «القطاع العام كان قوة وسندا وظهيرا للدولة المصرية، في تحديات كثيرة، ولولا وجود القطاع العام سندا وظهيرا لثورة 23 يوليو/تموز، لما نجحت في الارتقاء بثقافة المجتمع وتغيير تركيبته وتحويل الدولة من دولة زراعية إلى دولة زراعية وصناعية، لكن كل ذلك بدأ التخلي عنه تدريجيا، بعدما اتجهت إرادة الدولة بشكل غير مدروس وغير مخطط له للخصخصة. وأنا لست ضدها بشكل عام وإنما ضد الخصخصة التي يتم تطويعها لصالح فئة معينة، أو التي تضر بموارد الدولة. المخابرات العامة جهاز مستقل ووفقا للقانون له أن يستعين بأحد أعضاء الجهاز للقيام بدور الرقابة المالية داخله، بعيدا عن أي تدخل من الجهاز. والتقارير التي يعدها هذا العضو لا يطلع عليها الجهاز، بل تسلم إلى رئيس جهاز المخابرات العامة والأجهزة السيادية. هناك بعض المخالفات في بعض الأجهزة.. ما هذه الأجهزة؟ مش هعلنها عشان بيزعلوا حتى لا أتهم بإسقاط هذه الأجهزة أو المساس بأركان الدولة».
نبيل عمر: تصريحات هشام جنينة «منتقبة»
وبعد يومين من حديث جنينة رد عليه زميلنا نبيل عمر يوم الأحد في «المقال» قائلا: «هناك فرق بين الوزير والغفير، ماسك السلطة وصانع السلطة، الآمِر والمأمور، ولا يجوز الخلط بينهما، فيتحدث الوزير كالغفير ويقول لنا: إن بعض الأجهزة السيادية فيها مخالفات مالية، لكن لن أعلنها حتى لا يزعلوا مني. الوزير كلامه مسؤول ومحدد ولا يتكلم «نص الكلام»، ويترك للجمهور أن يخمن ويلسن وينم ويوزع شبهاته على كل الأجهزة السيادية، وهذا ليس سلوك رجل دولة على الإطلاق، ولا رئيس أكبر جهاز رقابي في مصر، فما دام قرر أن يتكلم عن مخالفات الأجهزة السيادية، كان من واجبه أن يذيع أمرها على الرأي العام، ليس تفضلا منه ولكنه حق الرأي العام في غيبة البرلمان، فالبرلمان هو عين المحاسبة في الشعب، أو المفروض أن تكون كذلك، فإذا غابت هذه العين لا يحل محلها لا رئيس جمهورية ولا رئيس وزراء، ويجب أن يعرف الشعب ما يحدث في دولته، خصوصا أن المعلومات هنا لا تتعلق بالأمن القومي ولا بأسرار عسكرية، بل مخالفات مالية نريد أن نعرف حدودها ومقدارها. لن يبدو أن المستشار هشام جنينة لا يريد لنا أن نعرف ذلك، فهو يلمح لنا بالمخالفات حتى نصدق أنه يكافح ويقاوم ويصحح، لكن التلميح لا يعني إلا شيئا واحدا هو حماية هذه المخالفات، فهل تصريحات هشام جنينة عن هذه المخالفات، التي لا يريد إعلان المؤسسات التي ترتكب فيها، هي نوع من المغازلة العفيفة للمسؤولين عنها؟ هل يقول لهم إنه يعرف وإن سرهم في بير، محبة ولطفا حتى لا يزعلوا منه، مع أن منصبه يحميه من أي مسؤول في مصر ولا يسمح لأحد بالتدخل في عمله؟ عزيزي المستشار هشام جنينة لقد حيرتنا هذه التصريحات «المنتقبة».
قوانين تصدر بتسرع غير محسوب النتائج
وإلى معركة أخرى مختلفة دخلتها يوم الأحد زميلتنا الجميلة في «المساء» نادية سعد بقولها: «من القوانين التي صدرت بتسرع غير محسوب، تلك التعديلات التي طرأت على قانون الكسب غير المشروع، والتي تسمح بالتصالح مع ناهبي المال العام، نظير رد ما نهبوه. الأكثر استفزازاً هو القول بأن القانون يهدف لاستقرار أوضاع الخاضعين، والمقصود بالخاضعين هم أصحاب الكسب غير المشروع، فهل قام الشعب بثورتين وقدم الشهداء وعاني الحرمان من أجل تحقيق الاستقرار والأمان والسكينة لمن نهبوا أمواله؟ الأدهى والأمر هو الربط بين هذا التدليل للصوص المال العام، وتدعيم مناخ الاستثمار، على زعم أن الاستثمار يحتاج بنية تشريعية مناسبة، فهل البنية التشريعية المناسبة هي أن نطمئن المستثمر بأن من حقه أن يستولي على المال العام، وأن كل المطلوب منه في حالة اكتشافه أن يرد ما أخذه وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ الحقيقة أن هذه التعديلات التي أدخلت على قانون الكسب غير المشروع، فرغت القانون من مضمونه، ومثلت دعوة صريحة للاستمرار في نهب المال العام تحت حماية القانون، وأنا أرشح هذه التعديلات لتكون أول ما يعاد النظر فيها بمجرد انعقاد البرلمان المقبل».
رجال مبارك يزدادون قوة ونفوذا
وفي «أخبار» يوم الأحد نفسه أثار زميلنا المحرر الاقتصادي فيها عاطف زيدان قضية أخرى هي: «تعرضت ثورة 25 يناير/كانون الثاني المجيدة ومازالت لعمليات تشويه ممنهجة، رغم نجاحها في إسقاط حكم جائر فاسد، كان يرتب لتحويل مصر إلى جمهورية وراثية، بعد أن دمر شعبها ووصل حد التشويه لدى البعض إلى درجة وصفها بالمؤامرة، في خلط واضح بين الثورة بنقائها وأهدافها النبيلة، وما ابتليت به البلاد من ظواهر غريبة، أكاد أشك في أنها صنيعة رجال مبارك، الذين يزدادون قوة ونفوذا يوما بعد يوم. ما يزيد الدهشة التزام الدولة الصمت تجاه تلك الظواهر، رغم نجاحها النسبي في القضاء على ظواهر مشابهة مثل، التثبيت وسرقة السيارات والسطو المسلح، ولعل ظاهرة دولة العربان التي تنتشر في الصحارى المحيطة بالقاهرة الكبرى، خاصة في المدن الجديدة أصدق مثال على ذلك، حيث يعاني المواطنون من سطوة بعض العربان وفرضهم أتاوات على أصحاب المنازل الجديدة، تحت تهديد السلاح، بدعوى حراستها، ومن يرفض يتعرض منزله للسرقة، ولا يجد مفرا سوى الدفع أو بيع منزله والهروب بجلده من فتوات يتصرفون بجرأة وتجبر وكأنهم أقوى من الدولة ذاتها».
عصام السباعي: عبد الناصر ترك لنا «نكسة» والسادات ترك لنا «انتصارا»
وما ذكره عاطف هو ما يحدث بالفعل، أما زميله الإخواني السابق عصام السباعي فقد فضل الرد على صديقنا مدير مكتب خالد الذكر للمعلومات سامي شرف في صحيفة «الاخبار» بأن قال: «كلام سامي شرف عن أنور السادات يحتاج إلى تفسير، ما معنى قوله إن الزعيم جمال عبد الناصر الذي أعشقه دون أن أعبــــده، كان صاحــب مشروع الكرامة، وقوله إن من جاء بعده سلم 99 ٪ من أوراق مصر لأمريكا؟ ما نعرفه أن عبد الناصر رغم كل شيء ترك لنا نكسة والسادات ترك لنا انتصارا».
فاروق جويدة: كل الأفكار الشاذة جاءت على الفضائيات
أما آخر المعارك في تقرير اليوم فستكون من نصيب زميلنا الشاعر في «الأهرام» فاروق جويدة، الذي قال يوم الأحد أيضا في عموده اليومي «هوامش حرة»: «كل المصائب الآن تطلق علينا من الفضائيات كل الأفكار الهدامة وكل البذاءات وكل الباحثين عن الأضواء والشهرة والفضائح أيضا ينطلقون من الفضائيات. قلت يوما للمسؤولين لا تحاسبوا العاملين في الفضائيات من الفنانين والمذيعين والمستفيدين والمديرين، عليكم بأصحاب هذه الفضائيات، خذوا عليهم عهدا ألا يتركوا هذا الفضاء الفسيح للتافهات والمغامرات والأفكار الشاذة. ولا أدري لماذا لا المسؤولين فعلوا ولا أصحاب الفضائيات استجابوا، كل الأفكار الشاذة جاءت على الفضائيات، معارك الحجاب والنقاب التي أخذت نصف عمرنا جدلا والنصف الآخر انقساما كانت على الفضائيات، الدعوات الشاذة حول مشاهدة أفلام الجنس والأنوثة الطاغية كانت على الفضائيات، والهجوم على بعض الدول العربية الشقيقة بلا سبب، وإفساد العلاقات بين الشعوب كانت على الفضائيات، الغريب في الأمر أن هذه الفضائيات أفلست الآن ولم تكسب شيئا، بل أن خسائرها بالملايين والسؤال هنا لماذا كانت هذه المشروعات وماذا استفاد أصحابها، ألم تكن تربية الدواجن والأرانب ومزارع الأسماك وزراعة البطيخ والكانتلوب والطماطم أفضل».
مدوا أيديكم لمساعدة بلدكم
وإلى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، التي سيطرت أخبارها على النسبة الأكبر من اهتمامات القنوات التلفزيونية، وصفحات الصحف وإلى جانب الأخبار كانت هناك التحقيقات الصحافية والمقالات والتعليقات، حيث أخبرنا زميلنا الرسام في «الأهرام» هاني طلبة يوم الأحد أنه استمع لمقدم برامج في إحدى الفضائيات يقول بالنص: - ونقدم لكم أسعار بيع وشراء العملات الأجنبية والأصوات الانتخابية. ولم يوضح المذيع سعر شراء وبيع الصوت، رغم أن سعر الدولار أصبح معلنا بعد تجاوز الثمانية جنيهات، حسب البنك المركزي، وما أدى إليه الرفع المستمر إلى ارتفاعات في الأسعار الأمر الذي أدى إلى التأثير على الإقبال على الانتخابات ودفع زميلتنا الجميلة في «الوفد» المحررة الاقتصادية نيفين ياسين للقول يوم الأحد: «لمن يصرخون من ارتفاع الأسعار، لمن يتباكون على عدم حدوث تغيير في الروتين والبيروقراطية والفساد، لمن ينادون بإصلاح التعليم والاهتمام بالمنظومة الصحية، لمن يروون أن البداية الصحيحة تكون من إصلاح الجهاز الإداري والمحليات، لكل القائلين بأنه «ما فيش فايدة»، لكل هؤلاء أقول مدوا أيديكم لمساعدة بلدكم وأتموا الاستحقاق الأخير لخريطة الطريق، أنزلوا وشاركوا في اختيار من يمثلونكم في البرلمان، وبدلاً من جلوسكم تبكون وتتباكون على حالكم وحال البلد، شاركوا في إصلاحها الذي لن يتم من دون اكتمال كيانها المؤسسي ووجود برلمان منتخب».
عدم المشاركة في الانتخابات سيؤدي إلى نتائج كارثية
وبعدها مباشرة انطلقت التعليقات التي تحث المواطنين على المشاركة بقوة في التصويت، فقال في اليوم نفسه رئيس تحرير «الشروق» زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين محذرا من سيطرة أنصار مبارك وحزب النور ورجال الأعمال على المجلس: «لو حدث ذلك لا قدر الله فإن الصورة سوف تصبح أكثر قتامة، ووقتها على من يقاطع أو يعزف عن الانتخابات ألا يلوم إلا نفسه، سيقول البعض إن الانتخابات معروفة النتائج مسبقا، وإن من يملك المال هو من سيحصد أكثر المقاعد. وسيقول البعض الآخر إن هناك قوى كثيرة في المجتمع لم تستطع المشاركة، خصوصا بعض القوى المدنية التي كان لها دور كبير في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 كل ذلك صحيح، لكن الأصح هو أن عدم المشاركة سيؤدي إلى نتائج وخيمة وكارثية تزيد المشهد انتكاسا ،وبالتالي فإن المشاركة واختيار أفضل العناصر المتاحة قد يقلل من الآثار السلبية المتوقعة ويؤدي إلى تحسين الصورة إلى حد ما».
البرلمان يجب أن يعبر عن المجتمع بحق
أما زميلنا في «الأهرام» هاني عسل فقد سخر من دعاة المقاطعة بقوله: «تريد مقاطعة الانتخابات لمسايرة «الموضة»؟ قاطع كما تريد ولكن عليك أن تدرك أنك كسول وسلبي، بل تكاد تكون مريضا بـ«التوحد» تريد أن تقضيها ثورة واعتراضات وتظل تلعن هذا وتسب ذاك وتتذمر من العيشة واللي عايشينها؟ براحتك ولكن لن يسمعك أحد بل لن يكون من حقك بعد الآن أن تفتح فمك بكلمة عن «أحوال البلد» فأنت الذي ابتعدت، تشعر بالعار بسبب المرشحين «البيئة» وأصحاب الجلابيب والعمم؟ هذا بلدك وهذا شعبك، والبرلمان يجب أن يعبر عن مجتمعنا بحق، وجميع برلمانات الدنيا كذلك وتمتلئ بالمتطرفين والعنصريين والشواذ، حتى الكونغرس الأمريكي فيه أعضاء لديهم أمية كاملة بالتاريخ والجغرافيا! ترى نفسك أرفع وأسمى من الجميع يا سيدي تنازل وحاول اختيار الأصلح، ولو لم يكن أمامك الأصلح عليك اختيار «أحسن الوحشين» وإذا لم تجده أيضا عليك بالتصويت العكسي، أي أن تذهب إلى لجنة الانتخاب، ليس لانتخاب فلان وإنما لإسقاط فلان، فهذا حقك بل لا أبالغ إذا قلت إن المطلوب منا بالفعل في الانتخابات الحالية هو التصويت العكسي لقطع طريق البرلمان على تجار الدين وتجار الثورة معا ومن يريدون تعطيل الرئيس».
ضعف الإقبال على انتخابات البرلمان
وفي عدد «الأهرام» نفسه كان رأي زميلنا وصديقنا صلاح منتصر في عموده اليومي «مجرد رأي»: «الذين يقلقهم ضعف الإقبال على انتخابات البرلمان لو كلفوا أنفسهم الذهاب والقيام بواجبهم الانتخابي لخفت درجة الخوف، التي يحسون بها. المطلوب قبل التنبيط والاستهزاء من قلة عدد الناخبين أن يذهب الساخرون أولا وساعتها سيتحسن الوضع كثيرا. ما قيمة المواطن صاحب الصوت الانتخابي إذا تكاسل في هذا اليوم الذي يأتي كل كذا سنة ولم يقم بواجبه، ثم ادعى بعد ذلك أنه شريك في هذا الوطن عندما خرجنا في ثورة 30 يونيو/حزيران كان بهدف تحرير مصر من الذين اختطفوها وبناء مصر جديدة فلماذا نضيع الفرصة ونجلس في مجالسنا متحسرين على فرصة كانت بين أيدينا؟».
النخب والقوى المدنية ترفعا عن الترشح للانتخابات
ونغادر «الأهرام» ونذهب إلى «أخبار» الأحد لنكون مع زميلتنا الجميلة عبلة الرويني ونقرأ لها: «بؤس وخطر الاختيار بين السيئ والأسوأ. الحزب الوطني (المنحل) وقوامه مجموعة من رموز الفساد واللصوص ورجال الأعمال الصاعدين على لحم الدولة وأراضيها، سطوة المال السياسي في الانتخابات تعلن حضورها بقوة، وتفرض خريطة النفوذ في البرلمان، بينما جماعات السلفيين القادمين من الكهوف والمغارات بجهالة جرجرتنا إليها، وجهالة استغلال الدين واستخدامه بانتهازية صريحة، الخيارات الخطرة في الانتخابات بين السيئ والأسوأ، لا يحمل وزرها الحزب الوطني المنحل ولا حزب النور السلفي، ولا حتي الحكومة وتشريعاتها المائعة، بقدر ما دفعتنا إليه دفعا خيبة القوى المدنية وضعفها وتفككها وانقساماتها، ترفع الكثيرون من النخب والقوى المدنية عن الترشح للانتخابات، وترفع الكثيرون منهم أيضا عن المشاركة فيها تاركين الساحة خالية تماما للصوص وتجار الدين!».
مَن أفسد الماضي لن يعود ليفسد المستقبل
لكن زميلها وصديقها نقيب الصحافيين الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للصحافة حاليا جلال عارف طمأنها في عموده اليومي «في الصميم» قائلا: «لكنهم جميعا واهمون قد ينخدعون هم بما يرونه من خلافات بين قوى الثورة، ومن عجز عن توحيد الصفوف بين قوى سياسية كان يفترض أن تدرك حجم الخطر وأن تقف معا في مواجهته، وقد ينخدع هؤلاء بأن الشباب لم ينضج بعد لتحمل المسؤولية، وأن الأغلبية من الكادحين يشغلهم الكفاح في سبيل لقمة العيش الحلال، لكنهم يتناسون الحقيقة الأساسية وهي أن الشعب الذي ثار مرتين في ثلاث سنوات من أجل حقه في الحياة الكريمة والحرية والعدالة لن يسمح لمن أفسدوا الماضي أن يعودوا اليوم ليفسدوا المستقبل».
«اليوم السابع» تدعو الناس للنزول للتصويت
وهذا القدر من التفاؤل الذي أبداه جلال حاول في اليوم التالي الاثنين صاحبنا ابن الدولة الذي توقع باسمه جريدة «اليوم السابع» مقالها اليومي على الصفحة التاسعة، إقناع الناس بأن نزولهم للتصويت سيغير الأوضاع واستشهد بما حدث في انتخابات النقابات المهنية بقوله: «تجارب النقابات المهنية والنوادي الرياضية والاجتماعية تثبت كل مرة أن التصويت والذهاب للصناديق هو الذي يحسم التغيير، بل يعطى إمكانية التعديل في حالة الخطأ في الانتخابات التالية. ورأينا كيف كانت النقابات تقع تحت رحمة أقليات تتحكم فيها لكن مع التصويت تتغير الأوضاع ويبدو دائمًا أن المستفيد من الغياب هم المتطرفون والفاسدون أو الوجوه المرفوضة بينما تتحسن الصورة مع الحضور».
انتقاد استمرار الكنيسة القبطية في العمل السياسي
وإلى «الوطن» أمس الاثنين ورجل الأعمال والداعية العلماني القبطي وابن منطقتنا كمال زاخر الذي انتقد استمرار الكنيسة في العمل السياسي بقوله محاولا إحراجها: «تفرض علينا قراءة الواقع الكنسي أن نطرح على الكنيسة مجمع الأساقفة والبابا سؤالاً محدداً، أو للدقة عدة أسئلة، عن مهمة ودور اثنين من الأساقفة الأكثر تفاعلاً مع الميديا بتنويعاتها بشكل مباشر، أو بفعل موقعيهما، وهما الأسقف العام الأنبا أرميا وأسقف طنطا الأنبا بولا؛ هل صحيح أنهما مكلفان بإدارة علاقة الكنيسة بالدولة والأجهزة والمؤسسات المختلفة؟ وإن كان هذا صحيحاً – ولا أظنه كذلك- فما هي الجهة أو الجهات التي كلفتهما؟ وهل يحسبان المسؤولين السياسيين في إدارة المشهدين الانتخابي والسياسي، في توزيع أدوار متفق عليها لدرء الشبهات عن الكنيسة؟ وهل كلفا أو تطوعا بدعم تيار بعينه؟ وهل يتحركان وفقاً لرؤية الكنيسة أم يغردان خارج السرب؟».
تدن كبير في نسبة الحضور والتصويت
وأخيرا إلى «المصريون» التي تساءل رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها جمال سلطان عن مدى نجاح دعوات المقاطعة للانتخابات قائلا: «الصورة العامة لعملية التصويت في اليوم الأول، وهو اليوم الأهم من انتخابات البرلمان الجديد للمرحلة الأولى، تمثل صدمة حقيقية للدولة وأجهزتها وللرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا، الذي قدم كلمة تلفزيونية على الهواء أمس، يحث فيها الشعب على النزول للانتخاب ويكاد يترجاه للنزول، مشددا على «صورة» مصر أمام العالم وعن مستقبل البلد أيضا، وكأنه كان يستشعر ما يمكن أن يحدث اليوم ويخشاه، ما حدث اليوم ربما يعطي إشارة إلى أن الشعب أدار ظهره للسيسي، ورفض الاستجابة لندائه، وهذا ما يمكن أن يترجمه خصوم الرئيس إلى أنه أول استفتاء حقيقي على شعبيته، بعد عام واحد من توليه السلطة، وربما كان هذا الذي حدث اليوم امتدادا لحالة الإحباط التي تنتشر حاليا بين المواطنين، لأن «وهج» السيسي، القائد العسكري المهيب والواعد بالمستقبل الكبير ومصر الكبيرة والرفاه العظيم كله قد تبخر، وأصبحت حياة الناس أكثر سوءا، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الحقوقي أو حتى الكرامة الشخصية للمواطن فضلا عن المعارض، رغم أن الجانب الأمني تحسن نسبيا. اللجنة العليا للانتخابات قالت بعد ظهر اليوم أن نسبة المشاركة لم تتعد الواحد في المئة إلا قليلا (1.19٪)، وبعد عصر اليوم نفسه قالت إن النسبة زادت واحدا في المئة تقريبا (2.27٪)، وهذه كارثة ترقى لمستوى الفضيحة في العرف الديمقراطي، وتعني أنه لا توجد انتخابات حقيقية، لأن المعروف دائما أن زخم أي انتخابات هو في ساعاتها الأولى وفي يومها الأول، وحتى كتابة هذه السطور رغم مرور ساعات على خروج الموظفين من أعمالهم لم تتغير الصورة، وهناك اضطراب واضح في تفكير الحكومة تجاه تلك الأزمة المخيفة، فهناك تصريحات وزارية عن منح يوم غد إجازة للعاملين حتى تتاح لهم المشاركة، غير أن تصريحات حكومية أخرى تنفي ذلك، وهناك حالة اكتئاب شديدة ملحوظة بين مؤيدي الرئيس، خاصة لمن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، بينما هناك حالة من الاحتفال والابتهاج في أوساط خصومه من كل الاتجاهات… البعض يطرح شكوكا حول إمكانية تدخل بعض الجهات «لتحسين الصورة» في النتائج الأخيرة، غير أن الأمر سيكون صعبا بالنظر إلى التدني الكبير في نسبة الحضور والتصويت، وأعتقد أن حسم التدخل أو التزوير من عدمه سيعتمد على نقطتين أساسيتين، الأولى أن يبيت مندوبو المرشحين مع الصناديق وعدم تركها للجهاز الأمني والإداري بمفردهم، والنقطة الثانية أن يتم فرز النتائج في اللجان الفرعية ذاتها وليس نقل الصناديق للجان العامة للفرز هناك، لأن عمليات النقل على مدى التاريخ كانت تشهد تبديلا لصناديق، ممتلئة بأخرى فارغة، وإذا تم حسم هاتين النقطتين وضمان عدم تغيير الوضع، فأعتقد أن النتيجة العامة ستخرج بصورة مؤسفة للغاية. المشاركة الضعيفة للغاية تتيح الفرصة للقوى المنظمة، حتى لو كانت محدودة الشعبية في أن تفوز بمقاعد أكثر، كما تتيح لمرشحي العائلات الكبيرة الفرصة الأوفر للفوز، لأنه يكفي أن يحشد أبناء عائلته وبعض الأقارب لكي ترجح فرصته في المقعد. رغم الصورة الكئيبة التي نراها حتى الآن، إلا أنه لا يمكن الجزم بما ستنتهي إليه الأمور، وعلينا الانتظار حتى نهاية اليوم الثاني غدا، حيث تتضح الصورة أكثر، وفي كل الأحوال، فهذه الانتخابات، أيا كانت نتائجها التفصيلية، ستكون نقطة تحول كبيرة في مسار الحالة السياسية المصرية الحالية».
شباب صغار يواجهون القمع الإسرائيلي الوحشي
وإلى أشقائنا في فلسطين وما يتعرضون له من أعمال وحشية من القوات الإسرائيلية والمستوطنين، حيث ابتعدت الأخبار والتعليقات عن سوريا والحرب الجوية التي تشنها الطائرات الروسية ضد «داعش» و»النصرة» وتحول الاهتمام إلى ما يحدث في فلسطين، حيث وجه زميلنا وصديقنا في «الأهرام» نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد يوم الأحد نقدا شديدا للرئيس محمود عباس قائلا في عموده اليومي «نقطة نور»: «ماذا يملك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وماذا تبقى له من سلطة على شعبه، كي يستمع الفلسطينيون إلى نصيحته ويقبلون بالتهدئة ضد ممارسات إسرائيل العدوانية وإعادة الهدوء إلى الأرض المحتلة؟ لقد تكاتف الإسرائيليون والأمريكيون على إضعاف الرئيس الفلسطيني، الذي قدم العديد من التنازلات، ابتداء من اتفاقات أوسلو وصولا إلى مواقفه المعلنة التي ترفض المقاومة المسلحة وتنبذ العنف، كما ترفض عسكرة الانتفاضة. لكن أبو مازن كان يلقى مقابل ذلك دائما الصد والمهانة وسيلا من الاتهامات البشعة بالتحريض على الكراهية، لمجرد أنه يرفض التفاوض ما لم تتوقف عملية بناء المستوطنات على أرض الضفة الغربية. ومع الأسف يدرك الفلسطينيون أن الأمريكيين والإسرائيليين ابتذلوا رئيسهم وعصروه وأمعنوا في إضعافه واستنزاف مصداقيته، ولا أظن أن الرئيس أوباما سوف يفلت أبد الدهر من مسؤوليته التاريخية عن تدهور أوضاع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى هذا الحد، بسبب سياساته الفاشلة وعجزه المزمن عن مواجهة وحوش اليمين الإسرائيلي، وغياب قدرته على إنقاذ إسرائيل من المصير النازي الذي يأخذها إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأن وحوش اليمين الإسرائيلي تعمى عن أن ترى الفلسطينيين وقد أصبحوا أكثر فتوة وشبابا، بحار من البشر صغار السن تسد شوارع المدن الفلسطينية بغلمان وشباب بغير حصر، يمتلؤون كراهية لكل إسرائيلي لا يملكون في أيديهم اليوم سوى الحجارة لكنهم غدا سوف يملكون ما هو أشد قسوة وخطورة».
صرخة فلسطينية مدوية في وجه الاحتلال
أما أحمد السيد النجار فيقول في «الأهرام» وهو حزين لما يحدث لأشقائه ويتملكه الغيظ: «من المخزي للكثير من وسائل الإعلام الغربية المنحازة لإسرائيل أن يتم القفز بخفة على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وأولها احتلال واغتصاب أراضيه، للتركيز على بعض حوادث الطعن، وكأنها حدثت لأن كائنات شريرة تريد أن تفعل ذلك، وليس لأنها مجرد رد صغير جدا على سلطات الاحتلال الصهيونية وعصابات المغتصبين الإجرامية. ومن قلب هذا اليأس إزاء احتلال لا ينتهي وإرهاب الدولة الصهيونية والأفراد المنتمين إليها ضد الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة، جاءت العمليات الفلسطينية الأخيرة، التي تشبه الصرخة في وجه عملية سياسية قائمة على المراوغة الدائمة وإنتاج الفشل المتكرر، ولن يكون هناك أي مخرج أو حل، لو تم تكرار عملية التسوية السياسية بالطريقة القديمة نفسها، فالغبي وحده هو من يعيد إنتاج المنطق نفسه، وينتظر نتائج مختلفة عما حققه من قبل، وبالتالي فإن المخرج الحقيقي على صعيد التسوية السياسية يبدأ بالقطيعة مع فكرة التفاوض العبثي والانتقال إلى تنظيم حملة فلسطينية وعربية لفرض الحماية الدولية على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة وفرض تطبيق القرارات الدولية، وضمان أمن الحدود بقوات دولية، والعمل على محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية. أما التصور التقليدي بالعودة إلى طاولة المفاوضات فإنه سيكون بابا جديدا للمراوغة الصهيونية التي لا تنتهي، ولا تخلق سوى اليأس ولا تترك للشعب الفلسطيني من مخرج سوى طرح كل الخيارات النضالية لتحرير الوطن والدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية للشعب».
الحجر مقابل الآليات
وأخيرا إلى «جمهورية» أمس وصاحبنا الدكتور جميل جورجي وهو من المؤمنين بعروبتهم ووحدة أمتهم العربية وقوله: «المقاومة تعتمد على استخدام الحجر في مواجهة آليات العدو ومدرعاته، ولكن الأمر هذه المرة مختلف، لابد أن نتوقف أمام دلالتها في معترك تطور الأحداث في المنطقة العربية، وتلك الحالة من الفوضوية وشيوع العنف وتفشي الطائفية على نحو مسبوق والتي كان وراءها بالقطع إسرائيل. وكل ذلك قد تم بتدبير يهودي وفق مخطط كبير له مراحل أعتقد أن هذه المرحلة قد تعد الأخيرة فيه، فقد تعددت الاقتحامات هذه المرة للمسجد الأقصى على نحو كبير ومكثف واندلعت الصدامات في معظم مناطق الضفة وسط إصرار عربي لسكان مدينة القدس على المواجهة».
حسنين كروم
|
|
  
|
|
|
|