|
هل هي ازمة حوار ام ازمة ثقة..!!
|
10:57 AM Oct, 11 2015 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله محمد- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لا شك ان برنامج الحوار الذي اعلنه حزب المؤتمر الوطني قد فشل في اقناع رموز الفعاليات السياسية من تنظيمات وشخصيات قومية وطنية في ان تجتمع حسب ما قرر له يوم امس العاشر من اكتوبر, بدأ هذا البرنامج منذ خطاب الوثبة الذي تقدم به البشير في افتتاحية اول جلسة لهذا المشروع قبل ما يقرب العام , بدأ التناقص و المغادرة للاحزاب و الافراد بشكل مطرد الى يوم امس ذلك اليوم المؤمل عليه من قبل شعب السودان الكادح الذي انطبق عليه المثل القائل (المودر بفتح خشم البقرة) , الجلسة التي من المقرر ان تكون البداية الفعلية لحوار الوثبة جاءت دون التصور الذي شدى به الاعلام الحكومي , فعاليات العمل السياسي في بلادنا بشقيها الحاكم و المعارض تفتقر الى الارادة و الاستقلالية في تبني مشاريعها المعلنة المنوط بها تقديم حلول لازمة الوطن و المواطن. الناظر الى المشهد السياسي في بلادنا من خارج الصندوق يرى قوة و سيطرة اليات الوساطة و الاجاويد الاقليميين والدوليين على اجراءات حلحلة ازمتنا الوطنية لدرجة اصبح فيها الجانبان الحكومي والمعارض يسيران مع هوى هؤلاء المسهلين دون التزامهم بخط مبدئي يضع اولوية لمرتكزات وطنية حقة تتقاصر دونها الهامات و الانواط و الالقاب , لقد اثرت عوامل اخرى ايضاً في تقهقر مؤشر الثقة بين الطرفين مثل شخصنة القضايا الوطنية المصيرية وربطها بامزجة افراد و تمحور هؤلاء الافراد حول ذواتهم و اختزال مصير الوطن في مصيرهم , مثل هذه العوامل جعلت الاجاويد يستاثرون ببيئة ملائمة مع تطلعات الجهات التي اتوا منها , وبذا تباعادت الشقة ومازالت تتباعد بين جميع فعاليات العمل السياسي في بلادنا , هذا الحال سوف يطيل امد معاناة الشعوب السودانية في المناطق الملتهبة حرباً و تلك الاخرى المتضورة جوعاً ومرضاً وفقراً ,ويكبر ويزداد التحدي الوطني لجميع هذه الفعاليات. حزب الامة بقيادة الصادق المهدي من اكثر الاحزاب الواجب عليها تحمل عبء جلوس المؤتمر الوطني على جسد الشعب السوداني طيلة هذه السنون ذلك ان قيادته اهملت الحفاظ على مخرجات الديمقراطية الاخيرة باعتبارانها كانت ممسكة بعصب الجهاز التنفيذي في تلك الليلة التي اغتصب فيها العميد عمر حسن احمد البشير السلطة , و مسئولية حزب الامة تجاه محنة الوطن اخذت تكبر يوما بعد اخرمنذ لحظة وقوع ذلك الانقلاب المشئوم لضبابية المواقف التي كان من الواجب على قيادة الحزب اتخاذها , شكل من اشكال هذه المواقف الواجب اتخاذها والتي يراها كثير من الحادبين على مصلحة الوطن هي وجوب خروج قيادة الحزب مباشرة من البلاد في ذلك الزمان والمبادرة بتاسيس جسم غاضب وثائرعلى حكم العسكر بدلاً عن الركون الى المهادنة الناعمة الممثلة في ابتكار المظلة الاستسلامية التي اخرجها رائد الحزب و التي اطلق عليها اسم الجهاد المدني , او الاستسلام المدني , حزب الامة صاحب حق اصيل قبل غيره في التمسك باستعادة الديمقراطية المستلبة وهو الذي فتح الباب واسعاً امام حكم العسكر و الاسلاميين للتمدد و التمكن من مقدرات الامة السودانية , وما زالت قيادة الحزب في تساهلها و رماديتها في امر الحوار الذي دشنت بداية فعالياته جنب الى جنب مع صناعه ثم مالبثت ان خرجت بطريقة مفاجئة ونفضت يدها من غبار حوار الوثبة ودخلت في انتاج اطروحة الاطروحة الجديدة التي سميت بنداء السودان و مازال كثير من المراقبين يتوقعون عودة قيادة حزب الامة مرة اخرى الى حضن النظام عبر مسمى اخر ربما يكون على نسق تهتدون , ما ابرع هذه القيادة في ابتداع اليافطات البراقة التي تتناسب مع مزاجها المتقلب دوماً. ان الاتحادييين يحمد لهم انهم قاموا بما لم يقم به حزب الامة من موقف مشرف بعد سطو البشير واتباعه على سلطة الشعب المنتخبة ديمقراطياً فقد اسهموا بشكل فاعل في تاسيس التجمع الوطني الديموقراطي و صدقوا مع حلفائهم انذاك الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق و كانوا اكثر مثابرة وكفاحاً من اجل ازالة كابوس الانقاذ الى ان اصطدموا ومن معهم بانتقائية نيفاشا و اهمال قرنق لمكتسابتهم في رحلتهم النضالية الطويلة معه الى ان وصل بهم الحال ان شاركوا البشير الغاصب كعكة السلطة و اصبحوا داعمين له , وبهذا ياتي الاتحاديون في المرتبة الثانية من حيث تحمل جريرة استمرار الطاغية وزبانيته في سياقة قطار السلطة المغتصبة, اما المرتبة الثالثة في تحمل مسئولية تفشي هذا السرطان في امعاء وقولون الوطن الجريح هو مناوي حيث انه كسر نصل المقاومة الدارفورية و هي في اوج ازدهارها بدخوله في اتفاق جزئي اضعف فيه اخوة النضال و هو اول من استن سنة الانشقاق في صفوف المعارضة الدارفورية و اول من صبغ الثورة في دارفور بلون القبيلة مما اتاح للانقاذ الزمن الكافي لتمدد رجليها و تستريح نوعا ما من فوبيا ثوار دارفور. المرتبة الرابعة في تحمل مسئولية اطالة عمر الانقاذ تقع على ياسر عرمان الذي سرق امنية الشعوب السودانية في اللحظة التي اجمعت هذه الشعوب على مشروع الامل و التغيير و تاقت الى الخروج من عنق الزجاجة على اكتاف ذلك الثائر الجيفاري القادم من غابات الابنوس , لقد ضرب بعرض الحائط امال الغبش و زاد الامهم بخروجه الصادم من ماراثون الوصول الى قصر غردون عبر ارضية دستورية قوية وضعتها اتفاقية نيفاشا و مخرجاتها عبر السنين الست الانتقالية , قد ياتي آت و يقول بان ياسر كان رهن مؤسسة هي الحركة الشعبية التي ينتمي اليها و ياتمر بامرها وهي من الزمته بقرار الانسحاب , هنا اقول لاصحاب هذا الاتجاه ان الخروج عن النص دائماً ما يعطي العرض المسرحي بعداً جمالياً اخر و ان ياسر كان بامكانه ان يكون امل الامة السودانية شمالها وجنوبها لو خرج عن نص المؤسسة لكنه جبن و لم يكن بقامة جيفارا الذي قال اينما وجد الظلم وجدتموني منافحاً عنكم ايها البؤساء او كما قال , ان التلاعب بمشاعر الشعوب خطيئة لا تغتفر و ان القائد الذي لا يستطيع الايفاء بما يقول سوف يظل طيلة حياته سبباً في تعاسة الامة التي ينتمي اليها. سوف تظل الثقة منعدمة بين النظام و المعارضة و بين لوبيات النظام فيما بينها وكذلك بين مكونات المعارضة , هذه هي الحالة السودانية تتجلى في ابهى صورها , الانانية وتضخم الذات وتضاؤل صورة الوطن امام الرغبات الشخصية والعشائرية الجهوية الضيقة والاستماع بادب وخشوع للهمس القادم من الاجنبي.
|
|

|
|
|
|