|
Re: سؤالين للطريق.. (Re: Dahab Telbo)
|
"٢" عندما تسوقنا خطى الذاكرة الى بيد الاشتياق يخرج زُغب التمنى لنعتزم الطيران رغم رياح العجز تتكسر الفراسخ في وجه عواصف البوح تتعطل آلة الزمن
تلبو
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أحبها (Re: Dahab Telbo)
|
"٣" أُحِبّها كلما قرقع باب صفيح تحرشت به ريح عابرة واذوب إذ أسمعُ صوتها يندي رِفقةً وهي تسأل جارتها العجوز اذاما كانت تريد شيئا من السوقِ ، أُحِبّها كلما صفعت ريح مكفهرة وجه شجرة النِيم ،كلما سمعتُ صافرة بائع حلوى القطن ، كلما بكت طفلة حرقتها رمضاء الطريق ، كلما شُوى قلبي في رمضاء صدها، أُحِبّها كلما تلى صبي سورة قصيرة في حلقة مسيد القوني موسى ، كلما نهق حمار تعِب يجر عربة مياه، اعلم ان صوت الحمار منكر ولكنه يجعلني أحبها ! . قالت لها جارتها ذات مرة " انتي ناضجة وعقلك فاهم" فبت أحب صوت جارتها حتى وهي تطلق عبارات فاحشة في حق زوجها السكير ، أحب السلاحف كلما حاكت مشيتها الهوينى وفي التمايل عشقت حرباء الخريف . عند مساءات الخريف وعندما يخرج النمل الطائر اجد في رائحة الطين العتيقة التي ينثرها بطيرانه التائه رائحة حبها وعندما تضع جرادة " ام سميسمان" بيضها في الارض الرطبة تحت الحشائش يفرّخ بيض حبها الساكن في فؤادي -ابداً- فراشات عشق زاهيات كعروسات البحر ، عند سماع هديل القماري من على رأس قطيتي أهيمُ بها حد البكاء واشدو مع كل قمرية كما علمتني الجدة في ساعة حصاد نسيبي فَسِل* كتلني كتِل نسيبي فَسِل كتلني كتِك هكذا تشكي القماري في تلاوة النوح ، احبها بقدر قساوة نسيب القماري وبقدر شجن هديل الحمائم الذي لم تفكُ تلاصمهُ جدتي بعد. في الشتاء بين ثنايا معطفي أتحسس حبها برؤس أصابعي الباردة عندما أضم يداي الى ابطي فأشعر بالدفء . في تفاصيل حينا الشعبي عندما تخرج زرافات الابقار نحو المرعى اجدها في صوت الراعي وهو يهش القطيع ، حينا -ذا الابقار- مليئ بالشائعات التي تنسجها بائعات اللبن لتبديد خوف عتمة الفجر عندما يقطعن "وادي برلي" راجلات نحو قلب المدينة ، مع شائعاتهن الفطيرة يصلني حبها. ذات ليلة وانا استمع الى تسجيل "صياد النجوم " في باحة بيتنا القش لحمتُ نجوم "التريا" ومن خلفها يصرخ حبهُا بنبرة ضوء واضحة معلناً "انا الدليل وليس التريا سوى انعكاسي " . حتى في الاشياء العادية اجد حبها ، في المدرسة الابتدائية ذات سياج الشوك ،سوق جبرونة ، صيحات السكارى ، نداء الجزارين ، صوت نقارة "القيدومة*" و عند صانعات الفخار ايضا اجد هواها ، اجده علاقاً في فضاء العنت الذي يعتري عملية نقش الرسومات على أصُصُ الزهور وأزيار المياه . ذات مرة وفي أوج ثورة شمس مارس أدرت عجلة المذياع لأجد موجة الإذاعة المحلية عند موعد برنامج " منوعات" فصدح الكابلي "سكر سكر" لأجد حبها السكر بل وجدت اللذة وكأني اتمطق قطعة سكر ، أُحبّها وأُحب الحياة البهيجة التي تتنفس حُبّها
تلبو أغسطس الثاني __________________ فَسِل : قاسي او جبان قيدومة: حفلة الأعراس والطهور
| |

|
|
|
|
|
|
|