محمد نجيب محمد علي-الخرطوم أعاد الكاتب السوداني الدكتور حسن الجزولي في كتابه "وليم أندريا.. غزال السبعينيات الأسمر"، الصادر عن "دار مدارك للنشر"، رسم صورة عاشها جيل ولد قبل الاستقلال بسنوات، وعاش طفولته في فترة انفتاح الستينيات، وشبابه مع صيحة "إلفيس بريسلي" و"بوب مارلي" وفرق الجاز بالعالم. وليم أندريا لاعب سلة سوداني فاز مع المنتخب ببطولة العرب بالكويت عام 1975، وهو موسيقي يغني ويعزف على الجيتار، وفنان تشكيلي، قُتل في حادثة غامضة إبان محاولة الانقلاب على نظام الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري في الثاني من يوليو/تموز 1976، والتي أطلق عليها آنذاك اسم "حركة المرتزقة والغزو الليبي". وتزامن ظهور فرقة أندريا للجاز، والتي كان لها حضور كبير في مسارح وأندية الخرطوم مع حراك فني وثقافي وسينمائي كبير شهدته سبعينيات القرن المنصرم. يقول الجزولي للجزيرة نت إنه انشغل عبر كتاباته بتسجيل سير الحقب والأحداث بالسودان، لأن حفظ سير التاريخ بكافة نواحيه ومفاصله للأجيال اللاحقة، وتسجيل دقائق الوقائع وحفظها في أضابير التوثيق للأجيال القادمة، يشكل أحد عناصر نهضة الشعوب والحضارات. خرطوم السبعينيات ويمضي الجزولي قائلا إن اهتمامات جيل السبعينيات في الخرطوم تعددت بين السينما والمسرح والفنون التشكيلية والمنتديات الثقافية المفتوحة، وكانت المدينة قد احتفلت مع الموسيقار اليوناني العالمي ميكس ثيودراكس مؤلف الموسيقى التصويرية "لفيلم زد" الشهير، حيث تم استقباله "بسينما كلوزيوم" وسط العاصمة السودانية عند عرض الفيلم لأول مرة.
إبراهيم الصلحي: الكتاب شكل محاولة لرصد الشؤون الثقافية وتوثيقها (الجزيرة) ويقول أيضا إن الحياة الثقافية في السودان كانت زاخرة بالمكتبات العامة، وباهتمام الصحف والدوريات ونشر الإبداع، واشتهرت المقاهي بروادها من الشعراء والمسرحيين والصحفيين والفنانين كأندية ثقافية اجتماعية مثل "مقهى ود الأغا" و"جورج مشرقي" و"يوسف الفكي". وفي تلك الفترة، زار المغني العالمي جيمي كليف السودان، واستمع إلى فرقة "البلوستارز"، التي كان من ضمن أعضائها وليم أندريا، وهم يتغنون بأغنياته، فانضم إليهم وشغف بأداء أندريا، ومن تلك الزيارة استوحى كليف إيقاعات حلقات الذكر بمنطقة حمد النيل غرب مدينة أم درمان لتأليف أحد "ألبوماته الغنائية". ويحكي الكتاب عن تلك الخرطوم التي كانت تتلاقى بين ربوعها حفلات الجاز ومباريات كرة السلة والمنتديات المفتوحة في المقاهي والأندية المختلفة، والتي تعيش في رحابة اجتماعية وفنية وثقافية لمجتمع متطور وسط كل ثقافات العالم. تاريخ منسي ويروي الكتاب اهتمام الراحل وليم أندريا بالغناء والرياضة والتشكيل الذي أعطاه ملكة التعرف على المجتمع وسبر أغواره كفنان مبدع، كما أنه أوجد لنفسه أصدقاء لهم مكانتهم في الرياضة والفن، مما أسهم في تنمية موهبته وصقلها مع إجادته التامة للغناء باللغة الإنجليزية، إلا أنه اتجه للغناء باللغة العربية مع إيقاعات غربية سيطرت على إنتاجه الفني. والتحق الراحل بمعهد الموسيقى والمسرح، ولم يكمل دراسته به لرحيله المبكر، إلا أن إدارة المعهد منحته درجة البكالوريوس مع الشرف في تخريج دفعته. وزمن وليم أندريا الذي رسمه الكاتب يتعدى سيرة الفنان الراحل إلى سيرة مجتمع كامل في الفن والموسيقى والسينما والرياضة والإعلام من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون. "حاول الكاتب المقارنة بين ماضي الخرطوم في سبعينيات القرن المنصرم وحاضرها، وهي مقارنة أخذت حيزا كبيرا في مقاربة موضوعية بين زمن وأزمنة جديدة عاشتها وتعيشها المدينة" وحاول الكاتب المقارنة بين ماضي الخرطوم في سبعينيات القرن المنصرم وحاضرها، وهي مقارنة أخذت حيزا كبيرا في مقاربة موضوعية بين زمن وأزمنة جديدة عاشتها وتعيشها المدينة، وكانت الغلبة في كل المقارنات لصالح خرطوم وليم أندريا. رصد وتوثيق يقول الفنان التشكيلي العالمي السوداني إبراهيم الصلحي عن الكتاب إنه في مجمله يتحدث عما كان قائما بالبلاد وإلى فترة السبعينيات من نشاط ومكتسبات ثقافية أشار إليها بأوعيتها المختلفة في شتى المجالات العامة والخاصة، وشكل محاولة لرصد الشؤون الثقافية وتوثيقها. ويرى أستاذ الموسيقى الدكتور أنس العاقب أن وليم أندريا في حركة الغناء سبق جيله، وكان يتمتع بإحساس متقدم موسيقيا على الآخرين، وكان مغنيا وعازفا وموزعا موسيقيا، وكان أول من أدخل "الصولات" والعزف المنفرد على آلة الجيتار، وأوحى لكبار الفنانين أمثال محمد وردي، ومحمد الأمين، وصلاح مصطفى، باستخدام هذا النموذج المتفرد في العزف على تلك الآلة. ويذهب الناقد عامر محمد أحمد إلى أن الكتاب محاولة لتوثيق جزء من تاريخ الخرطوم تم تغييبه عمدا، إلا أن الحاضر الماثل ألقى بظلاله السالبة على الكتاب فتحوّل إلى احتجاج صارخ على الحاضر بدلا من تدوين تاريخ جميل لمدينة الخرطوم بإعادة الراحل وليم أندريا لسطح الذاكرة والغناء من جديد. يُشار إلى أن الدكتور حسن الجزولي له عدة كتب في سير بعض الشخصيات السودانية، إذ تناول حياة الراحل عبد الخالق محجوب في كتابه "عنف البادية"، كما اهتم بتاريخ الصالونات الأدبية في عشرينيات القرن المنصرم في كتابه "نور الشقايق".
المصدر : الجزيرة
08-19-2015, 10:47 AM
Deng Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52742
Quote: وفي تلك الفترة، زار المغني العالمي جيمي كليف السودان، واستمع إلى فرقة "البلوستارز"، التي كان من ضمن أعضائها وليم أندريا، وهم يتغنون بأغنياته، فانضم إليهم وشغف بأداء أندريا، ومن تلك الزيارة استوحى كليف إيقاعات حلقات الذكر بمنطقة حمد النيل غرب مدينة أم درمان لتأليف أحد "ألبوماته الغنائية".
لم يكن وليم أندريه عضوا في البلوستارز وهي فرقة تختلف عن فرقة وليم اندريه التي كانت تحمل إسمه ، إن لم تخني الذاكرة، وكانت البلوستارز بقيادة عمر قيلي وعاصم زين وعبدالرزاق وهم الذين عزفوا لجيمي كليف في حفل بفندق ميريديان عندما كان في الخرطوم ميريدان وهيلتون وأكروبول وصحارى واكسيليسيور و GMH وسانت جيمس ويطرب النيل لديها فيتثنى.. دنيا..
التحية يا ياسر لك ولضيوفك الكرام وننتظر الإجابة على كلام أبوالريش لأن هذا المؤلف جدير بالقراءة كضرب من البكاء على الطلول وهو بعض حالنا في هذا الزمن الغيهب..
08-19-2015, 03:12 PM
عباس محمود عباس محمود
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 1441
سلامي أخي ياسر تحصلت علي نسخة من الكتاب قبل أيام من مكتبة دار مدارك بالخرطوم - العمارات - شارع محمد نجيب .. كنت أبحث أصلا عن مؤلف آخر للكاتب وهو كتاب نور الشقايق. دار مدارك تقوم بنشر كتب الأستاذ حسن الجزولي.
(عدل بواسطة عباس محمود on 08-19-2015, 03:16 PM) (عدل بواسطة عباس محمود on 08-19-2015, 04:08 PM)
08-26-2015, 07:28 AM
ياسر منصور عثمان ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
شكرا اخ محمد المرتضي علي التصويب بعض ما ورد في الكتاب ... ارجو لفت الانتباه بان هنا معلومات غير دقيقه وبعضها مفلوط عن المرحوم وليم اندريا ارجو من الكاتب تحري الدقه ... من اهل المرحوم
08-19-2015, 05:29 PM
نادر الفضلى نادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022
وليم أندرية الفنان كفر ووتر .. سيوبر ستار السودان فى كرة السلة وسيوبرستار الخرطوم فى ملعب السلة، وفناً بديعا فى ليلاى الخرطوم مع أنغام الجاز .. مصرعة الدرامى كان فاجعة لمعاصريه وفقداً عظيماً
إذا الكتاب يخطئ غى معلومة (البلوستارز) هذا مقلق عن مدى مراجعة معلومات الكتاب وأن الكاتب نفسه لا أدرى هل هو من معاصرى تلك الفترة (بالخرطوم) ... ولا أقلل من الجهد ومن المبادرة للتوثيق لهذا الإنسان المتميز
08-19-2015, 05:48 PM
عباس محمود عباس محمود
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 1441
نقلا عن الكتاب ص 36 :- دخل وليم عالم الموسيقي بفرقة ( لورد ) الوليدة والتي كونها مع بعض انداده وتجربته الموسيقية لم تنضج بعد ، ثم فيما بعد أسس فرقة (أب تايد) التي ضمت شقيقه جوزيف المعروف ب (بوب)في اواخر ستينات القرن الماضي. وهنالك بعض الخلط الذي لازم أسم الفرقة التي أسسها وليم، حيث ان اسم وليم اندريا لم يطلق علي الفرقة الا بعد وفاته، فقد كانت تحمل دوما اسم فرقة ،، أب تايد ،، أو ،، تايدس ،،.
08-19-2015, 05:51 PM
عمر صديق عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
كلمات الاغنية ماقلنا كفاية مزاح وخلى الليل يكون صباح بدور ارتاح واضمد في فؤادي جراح وافرح بيك زي يوم داك اعوض بيك شبابي الراح بدور ارتاح بدور انسي الدموع والهم ولبسماتك اتبسم ومن نظراتك اتعلم اجمل كلام واحلى نغم تعيش ياحبيبى ولى تسلم وعلى غيري انشاءالله تتحرم ماقلنا كفاية مزاح وخلى الليل يكون صباح بدور ارتاح واضمد بى هواك جراح
منقول.
شاعر الأغنية على ما أعتقد أحمد رستم.
(عدل بواسطة Deng on 08-19-2015, 09:28 PM) (عدل بواسطة Deng on 08-19-2015, 09:30 PM)
08-19-2015, 09:18 PM
Deng Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52742
Quote: جلبوا الاحترام العميق للشعب السوداني ! ------------------------------------------------------------ شكرا لكل من عقب هنا بشأن ما ذكرته حول وليام اندريا اود ان اضيف شيئا -- فى 1973 اقيمت هنا بموسكو دورة الالعاب الجامعية العالمية universiada --- فريق السودان لكرة السلة كان فى مجموعة واحدة مع البرتغال التى كانت تستعمر انغولا فى ذلك الوقت -- وقد قاطع السودان المباراة تضامنا مع نضال الشعب الانغولى من اجل الحرية والاستقلال! -- وكتبت عن ذلك الصحف المغطية للدورة ! وساهم نجوم السودان الشباب بذلك فى عزلة البرتغال التى افضت فى النهاية الى استقلال انغولا ! بعد هذه الحادثة حظى السودانيون باحترام لامحدود من قبل الطلبة الانغوليين وكانوا كثرا بروسيا انذاك - كان الفريق السودانى شبابا من كل الاديان والالوان يفترض ان بينهم بالطبع وليام اندريا - التحية لكل اولئك النجوم نرجوا ان يستذكروا لنا شيئا هنا - لقد جلبوا الاحترام للشعب السودانى - انغولا افريقيا يجب ان تكرمهم لانه لاتقادم هنا - نحن يجب ان نحفظ ذكراهم - لقد كتبت فى وقت سابق قبل تهكير الراكوبة بعض المقالات من روسيا كلها مرتبطة باسم السودان - واذا توفرت لدى المزيد من الوثائق والذكريات بمساندتكم اخوتى ساتحدث بمزيد من التفصيل حول موضوع هذه الصفحة ! ---------- اقول لاعضاء الفرقة الموسيقية زملاء رفقاء ومعارف اندريا لن ننساكم وعليكم ان تكتبوا ذكرياتكم هنا ! اقول للاخ عاصم صاحب التعليق هنا --- لم ولن ننساكم ابدا ! تحياتى مجددا من موسكو ( اللقب : ابو ساره )
منقول من الراكوبة
08-19-2015, 09:39 PM
محمد المرتضى حامد محمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832
شكرا أخي عباس.. تلك أيام لن تتكرر، كان الجاز في كل مكان كالفرح منتشر في سماءات العاصمة يعطر وجدانها، فما أن يحل المساء حتى تتلاصف الأضواء على صفحة النيل بامتداد شارعه الذي أصبحت وسيلة الترفيه الوحيده فيه الآن (بنابر) ستات الشاي.. كان الهيلتون سعيدا ويعزف فيه كلاسيكيات ببيانو رائع وأحيانا تستضاف فيه فرق أجنبية وكذا حال القراند أوتيل وفندق السودان ، أما فرق الجاز فقد تنافست في الإبداع وأذكر منها كمال كيلا (الذي تخصص في تقليد جيمس براون) وفرقة جاز الديوم وأضواء بحري والعقارب والبلو أنجلز والمدرعات ( بالمناسبه المدرعات دي كان لنا حب خاص تجاهها سببه عازف الساكس الأشهر وقتها " عبدالله دينق" صاحب الصولو الخرافي والمُسكِر والذي كانت له شعبية معروفه تتبعه أينما حل وهو لايقل في أدائه عن قيتاشو ميكورا الإثيوبي ولو كنا نرعى مبدعينا لتخطى دينق كيني جي وفوستو بابيتي . كان له ساكسفون يحرك المقاعد والجالسين من على البعد بسحر ال Telekinesis فعندما يشهق التينور أو البارتون ساكس في صولو بسماء العاصمة ليلا تأتلق النجوم ويرقص القمر ولايبقى حتى بوليس السواري على جيادهم سيما لو عزف مقطوعة الإثيوبية الراحلة بيزونيش بيكيلي Hizib Le Hizib التي عرَّبها الرائع دينق إلى (المانسونا وقالوا ما نسونا)..
كانت العوامات والفنادق والكازينوهات والأنديه الأجنبيه والمسارح والحدائق تسهر بالعاصمة حتى الصباح ، ومن الطبيعي أن يتزامن ذلك مع نشاطات رياضيه في كافة المحافل لأن ذات الأنديه كانت تهتم بألعاب القوى والتنس ( أولاد طوبيا وطلعت فريد ) والسباحه ( ممدوح وساره وكيجاب) والطائرة التي جمعت عددا كبيرا من الموهوبين لذا كان السودان حاضرا وبارزا في المنافسات الإقليمية وبطلا للسله العربيه بجهد أندريه وحبيب اصطمبوليه وإعيسر ومنوت وبنجامين وغيرهم من الأفذاذ الموهوبين كان لأبناء النوبة والجنوب الحبيب والأقباط القدح المعلى في الرياضه والفن ولا انتماء لهم إلا لعلم السودان ، كانوا مع أبناء الشمال في كل تفاصيل حياتهم يقدسون شعار السودان وكانوا يعانقون بعضهم ويذرفون الدمع حين يُعزف النشيد الوطني وهم يمثلون السودان خارج الوطن وكانوا في عيوننا أبطالا نحتفظ بصورهم في حقائبنا المدرسية ، لم يكن يومنا يكفي ونحن تلاميذا لمتابعة كل النشاطات ولم يكن ثمة فراغ ولو لساعة في اليوم سيما بعد أن بدأت المنافسات المدرسية (الدوره المدرسيه) فالوقت يحتشد ببرامج أكاديميه وفنيه ورياضيه وثقافيه، لذا لم يكن جيلنا يعرف التطرف حيث لم نتأخر عن صلواتنا ومساجدنا وكنائسنا ولم نعرف الإحباط والعرقية والجهوية والقبلية وكل أشكال الإنحراف الذي دخل علينا في عباءة المشروع الحضاري في زمن الألغاز المريب، كان ذلك عصر وليم أندريه الذي فجع كل السودانيين رحيله لأنه كان باراً بوطنه وبشعبه لذا نكتب عنه حتى بعد أربعة عقود على رحيله ..
يا عباس ، نحن إنضربنا عين شديده..
08-19-2015, 10:08 PM
سفيان بشير نابرى سفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574
للاسف انا ما حضرته زمن وليم اندريا بس احمد الله انو قاعد في البورد دا وبقرأ لزول زي مولانا محمد المرتضي ولزول زي احمد الامين احمد احمد الله على هذا حمداً كثير .
08-19-2015, 10:11 PM
محمد أبوالعزائم أبوالريش محمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617
هو ذاك يا محمد ......... هو ذاك يا مرتضى. الخرطوم في وصفك الجميل هي الخرطوم التي عرفناها ... جمال نفوس ... فن - ثقافة - رياضة ...... مدينة لها خاصيتها.
Quote: شكرا أخي عباس.. تلك أيام لن تتكرر، كان الجاز في كل مكان كالفرح منتشر في سماءات العاصمة يعطر وجدانها، فما أن يحل المساء حتى تتلاصف الأضواء على صفحة النيل بامتداد شارعه الذي أصبحت وسيلة الترفيه الوحيده فيه الآن (بنابر) ستات الشاي.. كان الهيلتون سعيدا ويعزف فيه كلاسيكيات ببيانو رائع وأحيانا تستضاف فيه فرق أجنبية وكذا حال القراند أوتيل وفندق السودان ، أما فرق الجاز فقد تنافست في الإبداع وأذكر منها كمال كيلا (الذي تخصص في تقليد جيمس براون) وفرقة جاز الديوم وأضواء بحري والعقارب والبلو أنجلز والمدرعات ( بالمناسبه المدرعات دي كان لنا حب خاص تجاهها سببه عازف الساكس الأشهر وقتها " عبدالله دينق" صاحب الصولو الخرافي والمُسكِر والذي كانت له شعبية معروفه تتبعه أينما حل وهو لايقل في أدائه عن قيتاشو ميكورا الإثيوبي ولو كنا نرعى مبدعينا لتخطى دينق كيني جي وفوستو بابيتي . كان له ساكسفون يحرك المقاعد والجالسين من على البعد بسحر ال Telekinesis فعندما يشهق التينور أو البارتون ساكس في صولو بسماء العاصمة ليلا تأتلق النجوم ويرقص القمر ولايبقى حتى بوليس السواري على جيادهم سيما لو عزف مقطوعة الإثيوبية الراحلة بيزونيش بيكيلي Hizib Le Hizib التي عرَّبها الرائع دينق إلى (المانسونا وقالوا ما نسونا)..
كانت العوامات والفنادق والكازينوهات والأنديه الأجنبيه والمسارح والحدائق تسهر بالعاصمة حتى الصباح ، ومن الطبيعي أن يتزامن ذلك مع نشاطات رياضيه في كافة المحافل لأن ذات الأنديه كانت تهتم بألعاب القوى والتنس ( أولاد طوبيا وطلعت فريد ) والسباحه ( ممدوح وساره وكيجاب) والطائرة التي جمعت عددا كبيرا من الموهوبين لذا كان السودان حاضرا وبارزا في المنافسات الإقليمية وبطلا للسله العربيه بجهد أندريه وحبيب اصطمبوليه وإعيسر ومنوت وبنجامين وغيرهم من الأفذاذ الموهوبين كان لأبناء النوبة والجنوب الحبيب والأقباط القدح المعلى في الرياضه والفن ولا انتماء لهم إلا لعلم السودان ، كانوا مع أبناء الشمال في كل تفاصيل حياتهم يقدسون شعار السودان وكانوا يعانقون بعضهم ويذرفون الدمع حين يُعزف النشيد الوطني وهم يمثلون السودان خارج الوطن وكانوا في عيوننا أبطالا نحتفظ بصورهم في حقائبنا المدرسية ، لم يكن يومنا يكفي ونحن تلاميذا لمتابعة كل النشاطات ولم يكن ثمة فراغ ولو لساعة في اليوم سيما بعد أن بدأت المنافسات المدرسية (الدوره المدرسيه) فالوقت يحتشد ببرامج أكاديميه وفنيه ورياضيه وثقافيه، لذا لم يكن جيلنا يعرف التطرف حيث لم نتأخر عن صلواتنا ومساجدنا وكنائسنا ولم نعرف الإحباط والعرقية والجهوية والقبلية وكل أشكال الإنحراف الذي دخل علينا في عباءة المشروع الحضاري في زمن الألغاز المريب، كان ذلك عصر وليم أندريه الذي فجع كل السودانيين رحيله لأنه كان باراً بوطنه وبشعبه لذا نكتب عنه حتى بعد أربعة عقود على رحيله ..
يا عباس ، نحن إنضربنا عين شديده..
Subscribe on YouTube
مولانا الحبيب محمد ... ده وصف زول احساسه مرهف ومتشبع بجمال ذاك الزمن .... ... جد قلبي وجعني شديد
08-20-2015, 08:23 AM
ياسر منصور عثمان ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
عندما شارك منتخب السلة في البطولة العربية كنا في المرحلة الابتدائية حينها .. وكان نجومه سبب تعلقنا بكرة السلة .. وليم اندريا خميس جلدقون الاعيسر وغيرهم من الفطاحلة
وبعدها عرفنا وليم اندريا الفنان مبدعاً كابداعه في السلة
08-23-2015, 07:11 AM
ياسر منصور عثمان ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
Quote: للاسف انا ما حضرته زمن وليم اندريا بس احمد الله انو قاعد في البورد دا وبقرأ لزول زي مولانا محمد المرتضي ولزول زي احمد الامين احمد احمد الله على هذا حمداً كثير .
08-25-2015, 05:35 AM
يحي قباني يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742
Quote: وفي تلك الفترة، زار المغني العالمي جيمي كليف السودان، واستمع إلى فرقة "البلوستارز"، التي كان من ضمن أعضائها وليم أندريا، وهم يتغنون بأغنياته، فانضم إليهم وشغف بأداء أندريا،
التحية لياسر و الصديق ود المرتضى و كل الأحبة هنا ...
Quote: لم يبقى من الاسرة سوى فايز أندريا اصغر اشقاء وليم ...وهو مقيم في اميركا ...
بوب أندريا توفى اعتقد قبل فترة ...
بقية أعضاء فرقته لا أدري اين هم ... بنيوتي .. ملاكو ... سموؤل ... بيشوب او ياني ...
برضو في معلومات عايزه تصويب .... الرجاء الرجوع لاخت وليم وهي بالفيس وعندها راي في الكتاب ومعلوماته وبمجرد ما تقراء الكتاب حتواجه الكاتب علي الملاء ... وهذا للمعلومة
Quote: برضو في معلومات عايزه تصويب .... الرجاء الرجوع لاخت وليم وهي بالفيس وعندها راي في الكتاب ومعلوماته وبمجرد ما تقراء الكتاب حتواجه الكاتب علي الملاء ... وهذا للمعلومة
سلام يا وليم ...
ان كنت تقصد أعضاء الفرقة ... فهناك أسماء أتت و أسماء غادرت الأبتايدز ....
انا اعرف فرقته منذ ان كونها في كمبوني معه نعيم قانجي ( ود الحانوتي ) و شاشاتي و غيرهم ...
انا اعرف حتى جيتاره الفندر fender ابيض اللون و اعرف ( بِكّته ) البيضاء التي يعزف بها ...
رغم ان ما قدمه وليم اندريا رياضياً و موسيقياً كثير و جميل ...
و لكن من عاش ذلك الزمن ... لا يتذكره بانه زمن وليم اندريا ... انما يمكن ان يأتي اسمه عرضاً ... ______________________________________________________________ إضافة مهمة لكلام ود المرتضي في ذكر فرق الجاز ...
كانت هناك فرقة جاز من ارقى الفرق و أهمها و هي فرقة الأصابع الذهبية ( Golden Fingers )
كان صاحبها سمير إسكندر عياد و كان معه الصديق ( الأكبر ) يوسف عبد المنعم رمضان على البيز جيتار ...
اما على ذكر مقطوعة الإثيوبية الراحلة بيزونيش بيكيلي Hizib Le Hizib التي عرَّبها الرائع دينق إلى (المانسونا وقالوا ما نسونا)..
فإهداء مني لكم جميعاً الي حين عودتي مرة تانية ... ان شاء الله ...
08-26-2015, 06:15 AM
الصادق اسماعيل الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
يحى قباني حنانيك يا مان بالطبع المقصود هو التوثيق لوليم اندريا وممكن عادي بكرة اكتب كتاب واقو زمن زيدان عندليب السبعينات وبالطبع وليم لم يكن وحده ولا كان أبدعهم، لكن شهرته كانت اوسع، واذكر جيداً أننا ونحن صغار نردد (بص شوف وليام بعمل ايه) والتى كانت المدرجات ترددها في دورة الألعاب العربية في سوريا. سمعت الكثير عن وليام ولكن ما يبقى هو الفن.
موته المأساوي في شبابه جعله أكثر شهرة، وهو من أكثر أسماء تلك الفترة تردداً على الألسنة في قلت لك أني مولود في 67، ولكني وأنا صغير حضرت البلو ستارز والعقارب وسمعت حاجة كولن كولن لايف، ودخلت كازينو حماد مع ابي وكازينو النيل الأزرق وحضرت مسرحية الرفض وأنا صغير، لكن ارتبط اسم وليام أندريا في ذهني لذلك الزمن، وكل دفعتي حينما نتذكر فوليام أندريا محور اساسي في تذكرنا.
ربما أنت كشاهد عصر وقريب لديك المعلومات التى لا تتوفر للعامة ولكن هذا قدر الناس الذين يموتون في شبابهم نظل نتذكرهم ونتذكر أعمالهم كنا وما زلنا نتذكر أغنية كان بدري عليك، رغم أنها وحيدة لفنانها.
الجزولي حاول استعمل وليام كحيلة للتوثيق
ولإكتمال التوثيق يجب أن يكتب أمثالك
فالطبري وهيرودت لم يكونا فرائد عصرهما ولكن ما يكتب يبقى.
عليك الله اكتب ذكرياتك عن الزمن داك ولو غالباك الكتابة سجلها بالصوت، ووعد مني إنه لو كانت عشرة ساعات تسجيل أنا مستعد أنزلها ليك كتابة على الكمبيوتر في خمسة يوم أو أقل. وبعد داك نقحها، وأنا مستعد للتحرير لتاعها ومراجعتها.
التاريخ دا إنت نهضت للحفاظ عليه ما تخلي القصص دي تضيع ساكت
08-26-2015, 07:35 AM
ياسر منصور عثمان ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
]ده بوست صباحي مشرق بامتياز .. أو قل خريفي مدعشن .. ومدعشن هذه من الدعاش لا داعش .. سبحان مغير الاحوال من حال الى حال ..
ياسر ومولانا محمد المرتضى ويحى ولفيف انيق جدا من الاصدقاء في حضرة حسن الجزولي .. وهم جميعا في حضرة الخرطوم .. الخرطوم بالليل يا ابوالريش !!
هو زمن وليم اندرية بامتياز .. وتماما كما هو زمان زيدان ابراهيم وكمال عبدالوهاب وبامتياز كذلك .. تأتي المقاربات من مداخل عديدة .. قد تلتقي جميعها عند شباك التذاكر في سينما النيل الازرق.. الجي ام اتش .. او عند استاد الهلال .. أو قل دار الرياضة امدرمان ..
وبعدين ما تعملوا لينا خمسة بي قرش واحد .. ولا عشان ما عندنا زول كتاب زي مولانا ود المرتضى !! حضرنا زيكم جلسات الاستماع لمصطفى سيد احمد في قاعة الشارقة .. وهتفنا مع الهاتفين اشعلت النار يا عمار وشفنا سامي عزالدين وهو بخت الكورة في سدرو .. كما وأشعلت عقد الجلاد ليالي النيل الازرق وهي على بعد حجر من القصر الجمهوري, وهزمنا الليل الانقاذي شر هزيمة ونحن نغني مع عركي "اضحكي" ..
هسع انتو حضرتو حميد في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وهو يحرر هذه المدينة من سطوة العسكر والدقون الزائفة ؟!
ههههههههه ..
بوست ممتع للحد البعيد .. امتع, حتى, مما أطالعة في نافذتي الصباحية المطلة على هذا الريف الفرنسي الجميل ..
08-26-2015, 08:15 AM
ismeil abbas ismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789
Quote: موته المأساوي في شبابه جعله أكثر شهرة، وهو من أكثر أسماء تلك الفترة تردداً على الألسنة
سلام الصادق و الأحبة ...
نفس الخطأ الوقع فيهو الشعب السودان لما عمل القرشي رمز لثورة أكتوبر
القرشي جاتو رصاصة طائشة لا ايده لا كراعه و توفى رحمه الله ... فنصبه الشعب السوداني رمزاً لتلك الثورة العريضة ...
و ناس ( نصار ) و غيره راحوا شمار في مرقه ... و رغم ان هاشم صديق قال وكان القرشي شهيدنا الأول ( ترتيباً ) ..
الا انه عاد و قال : يا ساحه القصر.. يا حقل النار ويا واحه بِتحضِن روح (نَصّار) روينا ورودك دم ثُوار وشتَلنا فضاك هُتاف أحرار
ثم جاءت 75 و ( المرتزقه ) كما سماها جعفر محمد و زمرته ...
و حينما كان العسكر يمشطون الخرطوم من ( الفلول ) حارة حارة و زنقة زنقة ...
طرقوا باب منزل وليم اندريه بالخرطوم خلف فندق أراك ففتح الباب ...
ولما طلبوا منه الدخول للتفتيش ... رفض ... لافتراضه انهم يعرفون من هو ...
و اوصد الباب في وجه العسكر المسعور ... فاطلقوا مجموعات اصابته في مقتل ...
فقتلوه و قتله غروره ... فصار كما القرشي ...
و كان وليم اندريا شهيدنا الأول في احداث 75 ...
و بما اننا شعب عاطفي جداً ... كتبنا كتاباً و اسميناه زمن وليم اندريا ... __________________________________________ وليم رجل فنان و لم يكون متقدماً عن اترابه ... جمع بين الموسيقى و كرة السلة ...
و لكن في نظري عميد الجاز شرحبيل احمد و فرقة البلوستارز و كمال كيلا و جاز الديوم كانوا الأشهر ... _______________________________________________________________ سأكتب كتاب و اسميه :
زمن البلابل ...
08-26-2015, 07:09 PM
Deng Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52742
المرحوم وليم أندريا لم يكن مغروا أبدا، رغم الشهرة التي كان يتمتع بها ، وحب الجميع له. أنا بقول لك كلامي ده من تجارب شخصية لي مع الرجل، فرغم صغر سني في تلك الفترة، ولكن كان وليم دائما يهتم بنا أهتمام خاص. الرجل كان يحب الأطفال ويعتني بهم.
الشئ الذي جعل وليم شخص مميز هو مواهبه المختلفة، فالرجل كان فنان تشكلي، وكان لاعب جمبازن،ولاعب سلة، بالأضافة الى كونه فنان لفرقة جاز كبيرة. كل فرق الجاز في تلك الفترة لم تكن في مستوى فرقة وليم أندريا، ولقد كان الفرق بينهم كبيرا.
ودعني أعطيكم هذه المعلومة.
الشخص الذي تعلم شرحبيل على يديه العزف على الجيتار هو عم وليم أندريا، وكان أسمه أنيس نصار. وأسم وليم بالكامل هو وليم أندريا فايز نصار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة