تشكيلة البرلمان القادم استبانت قبل اجراء الانتخابات!
13 يناير 2015
محجوب محمد صالح
اصبحنا نعرف الآن معظم اعضاء البرلمان القادم بعد ان نشر المؤتمر الوطني اسماء مرشحيه للدوائر الجغرافية وفي اللحظة التي اعلن فيها الحزب اسماءهم لم يعودوا(مرشحين) بل اصبحوا(نوابا) يستحقون التهنئة والتباريك ومن حقهم ان يحتفلوا بهذا النصر العظيم وغدا سنعرف اسماء المزيد من اعضاء البرلمان القادم عندما يطرح الحزب اسماء من اختارهم للقوائم النسبية و(لكوتة) المرأة- وبعد غد سنعرف اسماء البقية الباقية من اعضاء البرلمان القادم عندما تعلن احزاب التوالي اسماء نوابهم في الدوائر التي تكرم بها عليهم الحزب الحاكم- وقد يغضب البعض لقلة نصيبه في هذه(الصدقات) لكنه في نهاية المطاف سيقبل وسيتجاوز صراعاته الداخلية وينشر علينا قوائمه.
وما دام الأمر كذلك يسأل السؤال الملح: هو لماذا نواصل العمل عبر مفوضية لانتخابات هي محسومة سلفا؟ لماذا نهدر اموالا عامة هي عزيزة علينا تماما تحت هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة في تمرين لا معنى له ونحن نعرف مدى معاناة وزير المالية في ان يوفر ميزانية للدولة لتسيير عملها في حده الأدنى؟ لماذا نصرف ثمانمائة مليون جنيه – وهو مبلغ يزيد على جملة ما اعتمدته وزارة المالية لوزارة الصحة خلال عام كامل- لماذا نبدده في مثل هذا التمرين الهزلي- سيحسن وزير المالية صنعا لو استجاب لهذا الواقع وسرح مفوضية الانتخابات بعد منحها الحق في اعلان الفائزين حال اكتمال قوائم الترشيح ودعوة السادة(النواب) لاداء القسم وفض هذا المولد ليوفر على الخزينة العامة اموالا طائلة كانت ستذهب سدى.
لقد اختار الحزب الحاكم المقاعد التي يريد وتبرع(بالفائض) للمعارضة الملكية فمنحهم في كرم حاتمي ثلاثين في المائة من مقاعد البرلمان ليتم اقتسامها بين اعداد متزايدة منهم وسيخص الحزب الاتحادي بجناحيه بربع هذه المقاعد(واحد وعشرين مقعدا) لجناح مولانا و(ثلاثة عشر مقعدا لجناح”الدقير”) وما تبقى سيوزع على البقية الباقية وربما ذهب جزء كبير من تلك المقاعد لجبهة تحرير دارفور وقد يحدث صراعا داخلها بين جناح رئيسها وسكرتيرها العام وقد تحتج احزاب اخرى على ضآلة نصيبهم في(الكعكة) ولكن في نهاية المطاف سيقبلون وسيرفدوننا بقوائمهم وعلى اي حال فإن أي صراع يدور داخل تلك الاحزاب يقع خارج صلاحيات مفوضية الانتحابات التي يمكن ان تعتمد تحديدا على القوائم النهائية ثم بعدها يتم تسريحها لو أخذ وزير المالية بمقترحنا ليوفر على الخزينة موارد مالية مهددة بالتبديد!
اذا اراد المؤتمر الوطني ان ينافس نفسه فلا بأس من ذلك ولكن تلك المنافسة لا ينبغي ان تتحمل تبعاتها الخزينة العامة التي تواجه أزمات مستعصية ووزير المالية خير من يدرك والشعب سيقدر تماما لو حولت هذه الاموال لوزارة الصحة حتى تضاعف ميزانيتها لتقدم خدمات أفضل بدلا من ان نصرفها على انتخابات نحن نعرف منذ الآن نتائجها ونقدم التهاني لاولئك الذين حققوا هذا الفوز العظيم- فهلا أخذ وزير المالية باقتراحنا؟
نحن على ثقة ان احدا لن يحتج اذا صدر هذا القرار غدا فالاحزاب الراغبة في خوض الانتخابات قد نالت المقاعد التي تطمح فيها والحزب الحاكم قد تخير الدوائر التي يريد ان يحصل عليها والذين اعلنوا المقاطعة نفذوا ما يريدون وانسحبوا بحر ارادتهم- فمن الذي سيشكو من مثل هذا القرار؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة