كم من السنين مرت ؟. كم من الشموس غابت وكم منها أشرقت ؟ بعد دقائق ستغيب آخر شموس العام المنصرم وغدا تشرق أول شموس العام الآتي .. وأنا أنا .. وأعتقد أنتم أنتم .. لم يفعل العام 2014 غير أنه زاد عمري عاما فقد ولدت في بداية العام الميلادي في مثل هذه الأيام لذا فإن كل عام يمر يزيد عمري عاما كاملا .. وأنا اقلّب بعض محركات البحث ، لأقرا شيئا من إفلاطون ، فوجدت أنه عاش في القرن الرابع قبل الميلاد تخيلوا أن شخصا ما عااش في تلك الفترة وما يزال يعدّ من جهابزة العلماء .. بل من المؤسسين لعلم الفلسفة وأنا عشت في القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد ، اي بفارق 25 قرنا من الزمان .. وأنا نكرة .. لم ابحث ولم أنقّب ولم أشغل عقلي أو استثمره في كثير علم .. تخيّل ان افلاطون كان تلميذا لسقراط وكان أستاذا لأرسطو يا ترى هل سيذكر أحد بعد خمس وعشرين قرنا أساتذتنا وطلابنا وهل سيدرس أحد ما نكتبه الآن أم أن الأجيال القادمة أيضا ستدرّس ما كتبه إفلاطون وأستاذه وتلميذه ؟ هل يستطيع أخونا بكري ابوبكر ومن يخلفه على إدارة سودانيزأونلاين أن يحفظوا آرشيف المنبر لكل هذه القرون؟ هل تصمد الإنترنت وتصبح سجلا تسلمه الأجيال جيلا بعد جيل ؟ أم أن الحضارة الإنسانية ستزول وتنمحي ؟ هل يمكن أن يكون الإنترنت شاهدا لنا أو علينا ؟ هل يكون الإنترنت كتابنا نكتبه بأيدينا ثم يأتي يوم القيامة محمولا بيميننا أويسارنا ؟ قبل سنوات كنت مغتربا ، وقد ظننت الاغتراب نفسه نهاية كل شيء ، خاصة أن خالي إدريس يرحمه الله قال لي في مناسبة زواجي العام 80 أن للإنسان ثلاثة ايام تظل أيام فرحه هي يوم مولده ، ويوم ختانه ، ويوم زواجه .. فإذا تزوج فإنه يلتزم طريق الهدى فينتظر يوم مماته لكنني حين أكملت 27 عاما في الاغتراب قلت أنني عشت في السودان سبعة وعشرين عاما ، وأمضيت في الغربة سبعة وعشرين عاما .. والسودان أحق بما بقي من العمر .. والسنين تمضي ، واجد نفسي دائما في حاجة لمراجعة ما كتبه الفلاسفة العظماء قبل خمسة وعشرين قرنا من الزمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة